انتخاب ترامب وتداعياته على الحرب في غزة: دعم غير مشروط لإسرائيل وتهديد لحماس

الخميس 14/نوفمبر/2024 - 07:13 م
طباعة انتخاب ترامب وتداعياته علي رجب
 
يُعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 بمثابة نقطة تحول محتملة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، خاصة في ضوء التوترات المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، بالإضافة إلى تصاعد الأنشطة العسكرية في المنطقة. العودة المحتملة لترامب إلى البيت الأبيض تحمل العديد من التداعيات، والتي قد يكون لها تأثير كبير على الصراع في غزة، والوجود الإيراني في المنطقة، وتحالفات الشرق الأوسط بشكل عام.
ترامب وسياسة دعم إسرائيل غير المشروط:
من المعروف أن سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب كانت تميل إلى دعم إسرائيل بشكل غير مشروط. خلال فترة ولايته الأولى، اتخذ ترامب خطوات غير مسبوقة لتعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى تأييد سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. كما انسحب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات صارمة على طهران، مما أتاح لإسرائيل هامشًا أكبر للتحرك ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله وحركة حماس.

إضافة إلى ذلك، لعب ترامب دورًا محوريًا في تسهيل اتفاقات إبراهيم للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين. هذه الاتفاقات عززت من موقف إسرائيل في المنطقة، وفتحت آفاقًا جديدة لتعاون إقليمي ضد إيران، وهي سياسة من المرجح أن يستمر فيها ترامب إذا تم انتخابه مجددًا.
أثر فوز ترامب على الحرب في غزة:
في ظل التصعيد الحالي بين إسرائيل وحركة حماس، من المرجح أن يُعزز ترامب سياساته المؤيدة لإسرائيل، مما قد يترجم إلى دعم عسكري واقتصادي أكبر تلقيه إسرائيل في مواجهتها مع حماس. وقد يكون لهذا الدعم العسكري تبعات كبيرة على مجريات الحرب في غزة، حيث يُتوقع أن يُسهل لترامب لإسرائيل اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا ضد حماس وحلفائها.
من جهة أخرى، يرى البعض أن عودة ترامب قد تُمكن إسرائيل من التصرف بحرية أكبر في معركتها ضد حماس دون أي قيود أمريكية محتملة، وهو ما قد يُسهم في التصعيد الميداني في غزة. كارولين جليك، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية، أكدت في تصريحات لها أن سياسة ترامب ستدعم الحكومة الإسرائيلية المنتخبة، مما يتيح لإسرائيل حرية اتخاذ قرارات استراتيجية دون تدخلات خارجية.
من ناحية أخرى، يُعتبر دعم ترامب الثابت لإسرائيل بمثابة تهديد مباشر لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، التي تُعارض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل. وتعتبر حركة حماس أن فوز ترامب في الانتخابات هو بمثابة اختبار حقيقي لتطبيق تصريحاته السابقة حول إمكانية وقف الحرب في غزة خلال "ساعات"، إذا تم اتخاذ خطوات حاسمة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
موقف حماس والفلسطينيين من ترامب:
في رد فعل على نتائج الانتخابات، أعربت حركة حماس عن استيائها من سياسات ترامب السابقة، معتبرة أن "خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة". وقد دعت حماس ترامب إلى "الاستفادة من أخطاء" الرئيس الحالي جو بايدن في سياسته تجاه المنطقة.
من جانبها، أعلنت حماس أنها ستتخذ موقفًا من الإدارة الأمريكية الجديدة بناء على سياساتها العملية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. وأكدت الحركة أنها لن تقبل أي مسار ينقص من حقوق الشعب الفلسطيني، وتطالب الإدارة الأمريكية الجديدة بوقف انحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.
إيران والنفوذ الإقليمي:
لن تقتصر تأثيرات انتخاب ترامب على إسرائيل وحدها، بل ستشمل أيضًا النفوذ الإيراني في المنطقة. فقد أعرب ترامب عن عزمه على مواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، وتعزيز الضغوط على طهران وحلفائها. في حال فوز ترامب، من المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة سياسة الضغط على إيران، ما قد يساهم في تقليص قدرة طهران على دعم حركات مثل حماس وحزب الله.
بالمقابل، فإن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران كان قد دفع طهران إلى تبني سياسات أكثر عدائية في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يزيد من تعقيد الصراع في الشرق الأوسط. فمع سياسة ترامب الصارمة تجاه إيران، سيكون من المرجح أن تزداد التوترات بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والقوى الإقليمية من جهة أخرى.
إن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية 2024 سيؤدي إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. من المتوقع أن يشهد الصراع في غزة دعمًا غير مشروط لإسرائيل، وهو ما قد يعزز من فرصها في مواجهة حماس، لكنه في الوقت ذاته قد يزيد من تصعيد الحرب وتداعياتها الإنسانية. كما أن السياسة الأمريكية المستقبلية تحت قيادة ترامب ستؤثر بشكل كبير على تحالفات المنطقة، خاصة فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من إيران ودورها في الصراع الإقليمي.في ظل التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس، من المتوقع أن يعطي موقف ترامب الأولوية للدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، مما قد يعزز إجراءاتها ضد حماس في حين يردع الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى، مثل إيران، عن التدخل. وقد تنطوي سياسات ترامب على الضغط على حلفاء الخليج لاتخاذ موقف أكثر حزما ضد حماس والجماعات المماثلة، والتي يعتبرها تهديدات مباشرة للمصالح الإسرائيلية والأمريكي.

شارك