الولايات المتحدة ترد على ادعاءات الحوثيين بانتصارهم في البحر الأحمر

الإثنين 25/نوفمبر/2024 - 09:57 ص
طباعة الولايات المتحدة فاطمة عبدالغني
 
قالت مجلة أمريكية أن الحوثيون أعلنوا انتصارهم على البحرية الأمريكية، وذكرت مجلة "ذا ناشيونال انترست" في تحليل للباحث "بيتر سوسيو"، يزعم مسلحو الحوثي المدعومين من إيران في اليمن الانتصار على البحرية الأمريكية، وأكد عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي، أن اليمن تحدت القوات البحرية الأمريكية، مشيرا إلى  أن حاملات الطائرات الأمريكية مثل يو إس إس دوايت دي أيزنهاور ويو إس إس أبراهام لينكولن انسحبت من المنطقة بعد هجمات مزعومة.
وأضاف سوسيو "هذه الإدعاءات لا أساس لها من الصحة وتم نشرها من قبل وسائل الإعلام الإقليمية على الرغم من عدم وجود أدلة."
في المقابل، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، ونشرت قاذفات من طراز بي-52 وبي-2، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة مثل إف-22 وسفن حربية، لمواجهة التهديدات في البحر الأحمر وخليج عدن. ورفض المسؤولون الأميركيون مزاعم الحوثيين، مؤكدين أنه لم تلحق أي أضرار بأي سفن حربية أميركية.
الحوثيون يعلنون الانتصار على حاملة الطائرات الأمريكية 
أكد عبد الملك الحوثي زعيم ميليشيا الحوثي، دعم جماعته لـ"المقاومة في غزة"، وقال إنها ستواصل عملياتها ضد الملاحة في المنطقة. وأضاف الحوثي في تصريح لقناة الميادين اللبنانية: "لقد تحدت اليمن أمريكا بسفنها وأساطيلها في البحر بعد أن أعلنت العدوان علينا، وصمدت اليمن ولم تتراجع عن موقفها أبدا"، مضيفا : "استهدفت اليمن حاملات الطائرات الأمريكية التي ترهب العديد من الدول والأنظمة والحكومات وتستخدمها لتخويف من ينافسها دوليا".
الحوثيون يعلنون تهريب حاملات الطائرات الأمريكية
أشار تحليل المجلة الأمريكية  إلى أنه في يونيو الماضي ادعت الجماعة المسلحة، التي تواصل طهران دعمها، أولاً أنها ألحقت أضرارًا بحاملة الطائرات العملاقة من فئة نيميتز التي تعمل بالطاقة النووية يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69)، ونشرت صورًا مشكوكًا فيها على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها تفيد بأن السفينة الحربية أُجبرت على العودة إلى الميناء لإجراء إصلاحات.
ولفت التحليل إلى أن بعض الصور لم تكن حتى للحاملة CVN-69، حيث كانت واحدة منها على الأقل للحاملة الروسية الأدميرال كوزنيتسوف التي تعاني من مشاكل، والتي لا تزال راسية في الميناء تخضع لعملية تجديد لا تنتهي. ومع ذلك، لا تزال وكالات الأنباء الإقليمية في اليمن وإيران تنقل الادعاءات المفضوحة على أنها حقيقة.
هجوم وهمي على حاملة طائرات
وفي خطابه الأخير، كرر الحوثي تصريحاته السابقة وأشار إلى أن الحوثيين طردوا البحرية الأمريكية، وحرروا مياه الشرق الأوسط.
وقال الحوثي إن "اليمن استهدفت حاملات الطائرات، بدءاً من حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور التي فرت من البحر الأحمر مهزومة مذلولة مطرودة"، وأضاف: "مع الإعلان عن انسحاب البحرية الأمريكية فإن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن تفر الآن من بحر العرب بعد تعرضها لهجوم، وتم اتخاذ القرار لها بالعودة من حيث جاءت والفرار".
ودعا زعيم الحوثيين أنصاره إلى المشاركة في تظاهرات بكل مناطق المنطقة.
الولايات المتحدة لم تهرب – بل على العكس من ذلك
بحسب تحليل المجلة الأمريكية  لم يعترف الحوثي بأن صاروخا واحدا أو طائرة بدون طيار لم تلحق أي ضرر بحاملات الطائرات أو السفن الحربية الأمريكية، كما لم يتطرق بيانه إلى حقيقة أن البنتاغون عزز الوجود الأميركي بنشر قاذفات بوينج بي-52 ستراتوفورتريس في الشرق الأوسط، واستمر في تدوير طائرات أخرى بما في ذلك الجيل الخامس من طائرات إف-22 رابتور، إلى جانب مقاتلات متعددة المهام من طراز إف-16 فالكون وإف-15 إي سترايك إيجل وطائرات الدعم الجوي القريب إيه-10 ثندربولت 2 في المنطقة.
وأفاد التحليل في الشهر الماضي، نفذت قاذفتان شبحيتان من طراز بي-2 سبيريت ضربة على مخابئ تحت الأرض يستخدمها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها قاذفات بي-2 في القتال منذ عام 2017، وكما حدث في العمليات السابقة، تم نشر القاذفات من قاعدتها الرئيسية في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المخابئ كانت تستخدم لتخزين أسلحة تقليدية متقدمة استخدمت في ضربات ضد السفن العسكرية والمدنية في البحر الأحمر وخليج عدن. وزعمت القيادة المركزية الأمريكية أن الغارات الجوية لم تسفر عن مقتل أي مدنيين.
وتواصل المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية أيضًا عملياتها في البحر الأحمر، بينما تتمركز السفينة الهجومية البرمائية USS Wasp (LHD-1) جنبًا إلى جنب مع وحدة المشاة البحرية الاستكشافية الرابعة والعشرين (MEU)، في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وختامًا، تبقى مزاعم الحوثيين حول "الانتصار" على البحرية الأمريكية مسألة محل جدل، إذ تفتقر إلى الأدلة الملموسة التي تدعمها. ورغم التصريحات المثيرة التي أطلقها زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، فإن الحقائق الميدانية تشير إلى أن الولايات المتحدة قد عززت من وجودها العسكري في المنطقة، مواصلة عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن. التصعيد العسكري المتبادل بين الطرفين يعكس تعقيد الوضع في المنطقة، ويُظهر كيف يمكن أن تُستخدم الحرب النفسية والمعلومات كأدوات استراتيجية في ظل الصراع المستمر. وبينما يواصل الحوثيون الادعاء بالانتصار، تظل الصورة الحقيقية لحالة القوة في البحر الأحمر أكثر تعقيدًا من مجرد بيانات إعلامية.

شارك