تعز تحت النار.. هجمات حوثية مكثفة وقصف يستهدف الأحياء السكنية

الأحد 08/ديسمبر/2024 - 12:00 م
طباعة تعز تحت النار.. هجمات فاطمة عبدالغني
 
تُعد الهجمات المستمرة التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على الأحياء السكنية والمناطق المدنية في محافظة تعز دليلاً واضحاً على نهجها العدواني الذي يتجاهل جميع القوانين الدولية الإنسانية، ويؤكد إصرارها على استمرار التصعيد العسكري في ظل صمت دولي غير مبرر. 
وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مليشيا الحوثي الأحياء السكنية في منطقة الكمب، ومحيط جامع الخير، وشعب الدبا، وعقبة منيف في الجهة الشرقية، وكذلك مناطق في الجبهة الغربية لمدينة تعز، باستخدام المدفعية والذخائر الثقيلة، كما طالت الهجمات المنفذ الشرقي الرابط بين مدينة تعز والحوبان، من مواقعها في الأمن المركزي والتشريفات، إضافة إلى ذلك، شنت المليشيا هجوما بالطائرات المسيرة على قرى ومنازل المواطنين في وادي الضباب غرب المدينة
كما نفذت مليشيا الحوثي الإرهابية محاولة تسلل فاشلة في اتجاه مواقع الجيش الوطني في محيط معسكر التشريفات، تصدى لها أفراد الجيش المرابطين في الموقع، واجبروا عناصر المليشيا على الفرار يجرون خلفهم اذيال الهزيمة وجثث قتلاهم وجرحاهم
ووفقا للمصادر المحلية، أسفرت اعتداءات مليشيا الحوثي خلال الشهر الماضي على الأحياء السكنية والأسواق في محافظة تعز عن سقوط 24 مدنيا بين قتيل وجريح، هذه الجرائم الوحشية والمتعمدة، التي تستمر منذ انقلاب الحوثيين، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين بينهم نساء وأطفال، في ظل صمت دولي مخزي لا يعكس جدية المجتمع الدولي في مواجهة هذه الانتهاكات.
وتعليقًا على المجازر التي ارتكبتها المليشيات في ريف ومدينة تعز، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "أن التصعيد الخطير الذي تشهده جبهات محافظة تعز على يد مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، خلال الـ24 ساعة الماضية، والهجمات المستمرة على القرى والأحياء السكنية، بالإضافة إلى التحشيد المتواصل للمقاتلين والأسلحة والذخائر، يعكس توجيهات إيران في مواصلة التحدي لجهود التهدئة، ويهدد بتقويض فرص الحل السلمي للأزمة ونسف مساعي تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية، في ظل صمت دولي غير مبرر
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص باتخاذ خطوات عملية، عبر اصدار إدانة واضحة ومباشرة لهذا التصعيد الخطير واستهداف المدنيين، وتصنيف المليشيا "منظمة إرهابية عالمية"، وفرض عقوبات مشددة وتجميد أصولها المالية، وملاحقة قياداتها المتورطة في الانتهاكات، وتعزيز الدعم للحكومة الشرعية لتمكينها من حماية المدنيين واستعادة الاستقرار في المناطق المتضررة
وأكد الإرياني ان استمرار الصمت الدولي يشجع المليشيا الحوثية على المزيد من التمادي في انشطتها الإرهابية وتصعيدها الميداني وجرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين، مما يجعل التحرك العاجل والحاسم واجبا قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا لحماية المدنيين ودعم فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في اليمن.
ويرى المراقبون أن الهجمات المتصاعدة التي تشنها مليشيا الحوثي في تعز، إلى جانب التحشيد المستمر للمقاتلين واستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، تُعد تصعيدًا خطيرًا يهدف إلى فرض واقع ميداني جديد يتعارض مع الجهود الدولية الرامية للتهدئة. ويعتبرون أن هذه الممارسات تعكس توجيهات واضحة من إيران، الراعي الأساسي للمليشيا، لتعزيز نفوذها في اليمن والمنطقة، بما يهدد فرص السلام ويعمق الأزمة الإنسانية.
وأشار المراقبون إلى أن الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات يُعتبر ضوءًا أخضر للمليشيا للاستمرار في جرائمها ضد المدنيين، مؤكدين أن هذا الصمت قد يؤدي إلى تقويض الجهود الدولية للحل السلمي ويزيد من معاناة الشعب اليمني.
ويؤكد الخبراء أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لإدانة هذه الأعمال بشكل صريح، والعمل على تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية، مع فرض عقوبات صارمة عليها، بما في ذلك تجميد أصولها وملاحقة قياداتها. كما يشددون على ضرورة دعم الحكومة الشرعية لتمكينها من الدفاع عن المدنيين واستعادة الاستقرار في المناطق المتضررة، مما يشكل خطوة أساسية نحو تحقيق السلام الشامل والعادل في اليمن.

شارك