بعد اغتيال وزير اللاجئين بأفغانستان.. تصاعد الصراع بين داعش وطالبان
الخميس 12/ديسمبر/2024 - 10:09 م
طباعة
محمد شعت
جاء اغتيال القائم بأعمال وزارة اللاجئين في حركة طالبان خليل الرحمن حقاني ضمن حالة الصراع المتزايد بين تنظيم داعش "ولاية خراسان" وحركة طالبان التي شكلت الحكومة المؤقت في أفغانستان بعد سيطرتها على السلطة في أغسطس 2021 ، حيث يعد تنظيم داعش أبرز التحديات التي تواجه طالبان في ظل تحديات أمنية أخرى متعددة.
وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن اغتيال القائم بأعمال وزير اللاجئين في حركة طالبان، وجاء في بيان تنظيم داعش الذي نشرته وكالة "أعماق" الإعلامية، أن القائم بأعمال وزير الهجرة في حركة طالبان قتل في هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر هذا التنظيم ويدعى "أبو عثمان الخراساني".
وأكد مسؤولو طالبان مقتل ستة أشخاص آخرين على الأقل وإصابة عدد آخر في هذا الهجوم، وتم دفن جثمان خليل الرحمن حقاني، اليوم، بحضور عدد من كبار مسؤولي حركة طالبان، من بينهم سراج الدين حقاني القائم بأعمال وزير داخلية هذه الجماعة، في منطقة "جارد سيري" بولاية باكتيا.
وتأتي عملية اغتيال القائم بأعمال وزارة الخارجية ضمن سلسلة عمليات واغتيالات نفذها تنظيم داعش ضد قيادات في حركة طالبان، وسبق أن قُتل عدد من مسؤولي هذه الجماعة، ومن بينهم حاكمهم السابق في بلخ، في هجمات انتحارية أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، لكن يعتبر وزير اللاجئين هو أعلى مسؤولة في طالبان تم اغتياله على يد تنظيم داعش.
وسبق لداعش أيضًا إعلان مسؤوليته عن استهداف مؤسسات دبلوماسية في أفغانستان لإحراج حركة طالبان، منها استهداف السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية "كابول" في سبتمبر عام 2022 ، حيث أدى التفجير الانتحاري إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم اثنان من موظفي السفارة.
وتأتي هذه العمليات التي ينفذها تنظيم داعش، في ظل تأكيدات من جانب حركة طالبان على انتهاء وجود داعش في الأراضي الأفغانية، وشن حملات من جانب أجهزة الأمن التابعة لطالبان لتعقب خلايا تابعة للتنظيم، واعتقال عناصر داخل طالبان بعد اتهمهم بالصلة مع تنظيم داعش.
وتكشف العمليات التي ينفذها تنظيم داعش ضد قيادات طالبان عن مدى اختراق التنظيم للحركة وقدرته على تعقب تحركات المسؤولين في الحركة وتنفيذ عمليات ضدهم، ويبدو ان حركة طالبان غير قادرة على موجهة الاختراق الذي تعاني منه من جانب التنظيم والذي يتسبب في خسائر كبيرة لها.
وفي أعقاب اغتيال وزير اللاجئين في حكومة طالبان، توالت الإدانات الدولية للعملية الإرهابية، حيث أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان اغتيال خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعائدين في حركة طالبان، ومقتل عدة أشخاص آخرين في هذا الهجوم.
كما أدان قال مكتب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، هجوم حركة طالبان على وزارة اللاجئين والعائدين، والذي أسفر عن مقتل عدة أشخاص، من بينهم رئيس الوزارة، وإصابة عدد آخر، وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان اليوم الخميس من خلال نشر بيان في X أنه "لا مكان للإرهاب في جهود الاستقرار. نحن نتعاطف مع العائلات المتضررة".
كما أدانت سفارة اليابان في كابول الهجوم الذي استهدف وزارة شؤون اللاجئين والعائدين التابعة لحركة طالبان، والذي أدى إلى مقتل خليل الرحمن حقاني، رئيس الوزارة، وعدد آخر، ونشرت بيانا قالت فيه "يجب وقف هذا النوع من الهجمات الإرهابية فورا".
.