الحوثي يتهم إسرائيل باستغلال التحولات الإقليمية لتحقيق أهدافها التوسعية
السبت 14/ديسمبر/2024 - 11:42 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، خرج زعيم جماعة الحوثي في اليمن، عبدالملك الحوثي، الخميس 12 ديسمبر 2024، بموقف مثير للجدل، متهمًا "إسرائيل" بأنها كانت وراء سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وأنها قد أوجدت الفرصة لهذه التحولات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مساء الخميس 12 ديسمبر، زعم فيها أن إسرائيل تسعى لاستغلال التطورات الأخيرة في سوريا لتحقيق أهداف استراتيجية على الأرض، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يعتبر الوضع الحالي فرصة ذهبية لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا، وتنفيذ مخططاته التوسعية.
وأضاف الحوثي أن دولة الكيان لم تتوانَ عن استغلال الفرص وتوفير الظروف المناسبة لتنفيذ أجنداتها، مستشهداً بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وصف فيها سقوط نظام الأسد بأنه "فرصة جديدة ومهمة" لإسرائيل.
وأشار الحوثي إلى أن العدوان الإسرائيلي على سوريا تمّ عبر محورين، الأول توغل بري، والثاني تدمير منهجي لقدرات سوريا العسكرية، حيث أعلن العدو تدمير 80% من مقدراتها الدفاعية في ليلة واحدة.
وأعرب زعيم المليشيات الحوثية التابعة لإيران، عن استغرابه من غياب ردود الفعل ممن وصفها بـ"الجماعات المسلحة التي تسيطر على سوريا"، مؤكداً أن تلك الجماعات في اختبار حقيقي أمام العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن القضية ليست مجرد ملاحقة لإيران كما يدّعي الإسرائيليون، بل تدمير شامل لكل وسائل الحماية العسكرية في المنطقة.
وأضاف الحوثي أن إسرائيل تسعى لتثبيت معادلة جديدة في المنطقة تهدف إلى إبقاء القدرات العسكرية العربية تحت سقف يضمن تفوقها، موضحاً أن ما حدث في سوريا هو مثال واضح للعدوان الإسرائيلي المنظم، داعياً الجميع إلى تحمل المسؤولية والتصدي لهذه المخططات.
ومن جانب آخر، وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، خطاب الحوثي بأنه يعكس حالة من العزلة السياسية والإنكار لما يحدث من حوله، مشيرًا إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وتقديم الاعتذار للشعب اليمني عن تدمير البلاد، يستمر في التهديد والتحريض، مما يعكس ارتباطه الوثيق بالمشروع الإيراني الذي يعصف باستقرار المنطقة، وأكد الإرياني أن اليمنيين لن يتوقفوا عن المقاومة حتى تحرير وطنهم واستعادة سيادته، مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
وعلى صعيد متصل، يرى المراقبون أن تصريحات زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي حول "إسرائيل" وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا تحمل في طياتها عدة رسائل سياسية، تعكس تأثر الحوثيين العميق بالمشروع الإيراني في المنطقة، وتُظهر هذه التصريحات محاولة لاستثمار التحولات في سوريا، التي تعتبرها إيران وحلفاؤها هزيمة للمشروع الغربي والعربي، إلى جانب إشراك إسرائيل كعدو مشترك ضمن محور المقاومة، وهو ما يعتبره المراقبون محاولة لتحشيد التأييد الشعبي والتعبئة ضد إسرائيل والدول التي تؤيدها.
إلا أن بعض المراقبين رأوا في هذا الخطاب محاولة لتغطية إخفاقات الحوثيين في اليمن، حيث يسعى الحوثي إلى صرف الأنظار عن الأزمات الداخلية، خاصة في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية التي يعاني منها. كما أكد العديد من الخبراء أن تصريحات الحوثي تندرج ضمن سياق تحركات إيران في المنطقة، التي تهدف إلى إظهار وجود تهديدات مشتركة مع إسرائيل، لتعزيز تحالفاتها الإقليمية وتقديم نفسها كقوة داعمة للمقاومة ضد ما تُعتبره تهديدات إقليمية وغربية.
من جهة أخرى، رأى فريق أخر أن هذا الخطاب يعكس انفصال الحوثي عن الواقع، في ظل الهزائم المتتالية التي لحقت بالمحور الإيراني في سوريا، وتراجع نفوذ إيران في بعض المناطق. وعليه، فقد اعتبروا أن الموقف الحوثي يُظهر استمرار تعنت الجماعة في سياستها، وإصرارها على تقديم نفسها كجزء من محور المقاومة، رغم التطورات الإقليمية التي قد تشير إلى نهاية هذا المشروع التوسعي.