صنعاء تحت النار.. مراكز التحكم والسيطرة الحوثية في مرمى الاستهداف
الثلاثاء 17/ديسمبر/2024 - 12:52 م
طباعة
فاطمة عبدالغني – أميرة الشريف
ضمن الجهود الدولية لتقويض القدرات العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران والحد من تهديداتهم للأمن الإقليمي والدولي، أعلن الجيش الأمريكي، في بيان رسمي، تنفيذ عملية عسكرية دقيقة في العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت مراكز التحكم والسيطرة التابعة لمليشيا الحوثي.
وشهدت العاصمة صنعاء، سلسلة من الغارات الجوية التي وُصفت بأنها الأعنف منذ شهور، حيث هزّت انفجارات ضخمة أنحاء المدينة في ساعة متأخرة من ليل الاثنين 16 ديسمبر.
ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارات الجوية مواقع استراتيجية لمليشيا الحوثي، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في منطقة العرضي، الذي يعد أحد أهم مراكز القيادة والسيطرة للمليشيات.
كما أشارت المصادر إلى وقوع أضرار جسيمة في المواقع المستهدفة، وسط حالة استنفار أمني كبيرة من قبل الحوثيين.
وأكد الجيش الأمريكي أن الضربة تم تنفيذها بدقة عالية لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.
وكانت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن كشفت أن واشنطن قررت مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية من أجل تحقيق السلام في اليمن .
وقالت السفارة في تدوينة على منصة "اكس" انها ناقشت مع الفريق محمود الصبيحي مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال لقاء جمعه مع السفير ستيفن فاجن في 12 ديسمبر الجاري مواجهة الحوثيين وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
واضافت أنه تم مناقشة محنة اليمنيين المعتقلين ظلماً من قبل الحوثيين، بما في ذلك الدبلوماسيون وموظفو المجتمع المدني والأمم المتحدة، ودعوا إلى إطلاق سراحهم فوراً بدون شروط.
وتأتي الضرب الأمريكية في أعقاب إعلان اسرائيل اعتزامها توجيه ضربات عسكرية ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، وذلك عقب ساعات من اعتراض الجيش الإسرائيلي صاروخاً باليستياً أطلق من اليمن.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن هناك استعدادات مكثفة لتوجيه ضربات "قاضية" ضد الحوثيين في اليمن.
وكان ما يسمى بالناطق العسكري باسم الحوثيين المدعو العميد يحي سريع أعلن أن ميليشياته بالعاصمة المحتلة صنعاء نفذت عملية عسكرية ضد هدف عسكري في اسرائيل في منطقة "يافا".
وقال سريع في بيان مساء الاثنين، أن ما أسماها القوة الصاروخية نفّذت عملية استهدفت هدفاً عسكرياً لإسرائيل في منطقة "يافا" وذلك بصاروخ باليستيِّ فرط صوتي نوع "فلسطين ٢".. زاعما أن العملية حققت أهدافها بنجاح.
وأكد أن المليشيات الحوثية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية وضرب كافة الأهداف التابعة لإسرائيل في الأراضي المحتلة، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
ولكن وسائل إعلام إسرائيلية اكدت أنه تم اعتراض الصاروخ بواسطة منظومة "حيتس" الأمريكية، موضحة أن حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي توقفت إثر اعتراض الصاروخ.
وقبل إعلان الجيش اعتراض الصاروخ، دوت صفارات الإنذار في عشرات البلدات والمواقع بوسط إسرائيل والضفة الغربية، بحسب الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أن هذا التصعيد يُظهر أن هناك توجهًا دوليًا بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، نحو التعامل بشكل مباشر مع التهديدات التي يشكلها الحوثيون، كما أن الصراع بات يتجاوز الإطار المحلي اليمني، حيث أصبح للحوثيين دور إقليمي في إطار الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد بمزيد من التوتر في المنطقة.
في الوقت نفسه، يبقى الوضع الإنساني في اليمن مثار قلق كبير، إذ قد تؤدي هذه التطورات إلى تفاقم معاناة المدنيين وتزايد النزوح، مما يستدعي تحركًا دبلوماسيًا موازيًا للجهود العسكرية.