اليمن يحذر المجتمع الدولي.. لا جدوى من تقويض أذرع إيران دون مواجهة الحوثيين
الثلاثاء 17/ديسمبر/2024 - 01:05 م
طباعة
فاطمة عبدالغني – أميرة الشريف
حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المجتمع الدولي من مغبة استمرار التجاهل والمماطلة في مواجهة التدخلات الإيرانية ودعمها لمليشيا الحوثي في اليمن، مؤكدًا أن خطر إيران لا يمكن تقويضه في المنطقة بينما تواصل السيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وشدد الإرياني على أن استمرار الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء وأجزاء من الساحل اليمني يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعيًا القوى الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
ووجه الإرياني رسالة إلى المجتمع الدولي، قال فيها "لا معنى للحديث عن تقويض الخطر الإيراني في المنطقة من خلال إسقاط أذرعه في (سوريا ولبنان)، بينما لا يزال نظام طهران يسيطر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، ويتحكم بسلاسل التوريد العالمية في أحد أهم الممرات البحرية، مما يشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي ومصالح العالم بأسره".
وأضاف الوزير اليمني في تغريدة له على منصة إكس "لا قيمة للحديث عن إرساء السلام والأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء المعاناة الإنسانية، طالما أن مليشيا الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء وجزء من الساحل اليمني، وتتحرك كأداة طيعة بيد ملالي إيران لتنفيذ سياساتها التدميرية، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة
وتابع الإرياني "لقد ظل الشعب اليمني منذ عشرة أعوام يواجه حربًا مدمرة فجرتها مليشيا الحوثي بدعم وإسناد من إيران، في ظل تخاذل واضح من المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات حاسمة للتصدي للتدخلات الإيرانية ودعم نضال اليمنيين، هذا التجاهل ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية".
ولفت الإرياني إلى أن ما يحدث في اليمن هو جزء من صراع إقليمي سعى فيه النظام الإيراني لمد نفوذه وبسط سيطرته على دول وشعوب ومقدرات المنطقة، وابتزاز دول العالم عبر أذرعه المسلحة في (لبنان، سوريا، العراق، اليمن)، التي عملت كأدوات قذرة بيد طهران لنشر الفوضى والخراب على حساب أمن واستقرار المنطقة
وحذر الإرياني المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في سياسة التجاهل والمماطلة، وأكد أن استمرار الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي، بعد سقوط أذرعها في (سوريا ولبنان)، سواء من خلال الأسلحة أو التمويل، يُهدد المكتسبات التي تم تحقيقها، ويعيد الأوضاع إلى المربع الأول، ما يعرض أمن المنطقة والعالم للخطر
وطالب الإرياني المجتمع الدولي، خاصة القوى الكبرى، أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وأن يضغط على النظام الإيراني لوقف تدخله السافر في شؤون اليمن، وتقديم دعم حقيقي وفاعل للحكومة اليمنية لضمان حسم معركة استعادة الدولة، التصدي للأنشطة الإرهابية، وتثبيت الأمن والاستقرار في البلاد، كما أن على المجتمع الدولي أن يكون أكثر التزاما بدعم نضال الشعب اليمني من أجل استعادة دولته وتحريرها من قبضة مليشيا الحوثي، ووقف تدهور الوضع الإنساني، ومنحه حقه في بناء مستقبله بعيدا عن الهيمنة والوصاية الإيرانية، فالشعب اليمني يستحق الأمن والاستقرار، ويجب أن يتحرر من هذا الكابوس المستمر
وأكد الإرياني أن الوقت ليس للمزيد من التأجيل، وأن التسويف ليس في مصلحة أحد، وأي تأخير يعني المزيد من التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة، وتنامي الأنشطة الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ومزيد من الدماء والدمار.
ويرى مراقبون أن تصريحات وزير الإعلام اليمني تعكس حجم التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة جراء التدخلات الإيرانية، والتي تتخذ من مليشيا الحوثي أداة رئيسية لتهديد الاستقرار الإقليمي وعرقلة حركة الملاحة العالمية، ويرى الخبراء أن التصعيد الحوثي خاصة في البحر الأحمر، يأتي في إطار استراتيجية إيرانية تهدف إلى استخدام أذرعها في اليمن لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على حساب أمن المنطقة.
ويشير المراقبون إلى أن استمرار المجتمع الدولي في التسويف وعدم اتخاذ خطوات حاسمة تجاه الدعم الإيراني للحوثيين قد يؤدي إلى تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن وتكرار السيناريوهات التي شهدتها دول أخرى كسوريا ولبنان، كما حذروا من أن استمرار سيطرة الحوثيين على مواقع استراتيجية يشكل خطرًا مباشرًا على خطوط التجارة العالمية، مما يستدعي تحركًا دوليًا جادًا لدعم الحكومة اليمنية الشرعية واستعادة الدولة وإنهاء النفوذ الإيراني.
ويؤكد المراقبون أن دعم نضال الشعب اليمني بات ضرورة ملحة ليس فقط لاستعادة الدولة، بل أيضًا لضمان أمن واستقرار المنطقة برمتها، مشيرين إلى أن أي تأخير في مواجهة هذا التهديد سيُفاقم الأزمة الإنسانية ويُطيل أمد الصراع بما يخدم أجندات طهران التوسعية.