"البيضاء" تحت نيران الحوثي.. حصار وقصف واشتباكات دامية مع الأهالي

الجمعة 10/يناير/2025 - 12:30 م
طباعة البيضاء تحت نيران فاطمة عبدالغني
 
في تصعيد عسكري متواصل شنت ميليشيا الحوثي الإرهابية حملة واسعة على منطقة عزلة آل مسعود وقرية الحنكة وبلاد قيفة رداع بمحافظة البيضاء، مستخدمة في هجومها العشرات من الأطقم العسكرية، وثماني دبابات، و12 مدرعة، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع أبناء المنطقة.
وكانت ميليشيا الحوثي، بدأت صباح الخميس 9 يناير، قصفاً عشوائياً على منازل المواطنين في قرية حنكة آل مسعود بمنطقة قريشية في مديرية قيفة رداع، واستخدمت في هجومها الأسلحة الثقيلة والطيران المسير، حيث استهدفت منازل المواطنين والمساجد، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل واحتراقها بالكامل.
وأشارت مصادر قبلية إلى أن القصف العنيف أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدد آخر من المواطنين بجروح، كما فرضت الميليشيا حصاراً خانقاً على المنطقة لليوم الخامس على التوالي، ما منع وصول الإمدادات الإنسانية والطبية إلى المنطقة، في ظل غياب المرافق الطبية.
وإلى جانب القصف العشوائي، اندلعت اشتباكات مسلحة بين ميليشيا الحوثي وقبائل آل مسعود، ووفقاً للمصادر استخدمت الميليشيا الطائرات المسيّرة في الهجوم، فيما استقدمت تعزيزات من معسكر القصير في منطقة رداع، كما تم تعزيز الحملة العسكرية بخمسة عشر طقماً من معسكر الأمن المركزي في المدينة، وهو ما يزيد من حجم العنف في المنطقة.
في المقابل، نفذت قبائل آل مسعود هجمات مباغتة على نقاط تمركز الحوثيين في المنطقة، حيث أسفرت هذه الهجمات عن تدمير نقطتين عسكريتين للحوثيين، وإحراق عدد من العربات العسكرية، وقالت المصادر أن الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الحوثيين.
ومنذ بداية الحملة العسكرية، فرضت ميليشيا الحوثي حصاراً خانقاً على منطقتي حنكة والخشعة، ومنعت المدنيين من دخول المنطقة أو الخروج منها، كما حرمت المنطقة من المساعدات الطبية والإنسانية، مما زاد من معاناة السكان المحليين، ووفقاً للمصادر، فقد أسفر القصف عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وتواكب هذا التصعيد مع رفض قبائل آل مسعود تسليم أبنائها الذين تصفهم ميليشيا الحوثي بـ"المطلوبين"، حيث تمسكت القبائل بحقها في الدفاع عن أراضيها وأبناءها، ورفضت تسليمهم كرهائن كما طلبت الميليشيا.
ووسط هذا التصعيد، حاولت وساطة قبلية تهدئة الأوضاع بين قبائل آل مسعود وميليشيا الحوثي، ولكن الوساطات فشلت في التوصل إلى حلول.
يشار إلى أن هذا التصعيد العسكري ليس الأول من نوعه في محافظة البيضاء، حيث تسعى ميليشيا الحوثي للسيطرة على المنطقة بالقوة، بما في ذلك فرض برامجها الطائفية في المساجد المحلية، وقد سبق وأن اجتاحت الميليشيا العديد من القرى في محافظة البيضاء في مناسبات سابقة، وارتكبت جرائم وانتهاكات بحق المدنيين.

ومن جانبها، دعت قبائل آل مسعود جميع قبائل المنطقة إلى الاستجابة لنداء "النكف" والوقوف صفاً واحداً لمواجهة الانتهاكات والاعتداءات الحوثية، وحذرت من تفاقم الأوضاع في حال استمرار التصعيد العسكري.
وفي السياق ذاته، أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الهجوم الوحشي الذي شنّته مليشيا الحوثي، على قرية "حنكة آل مسعود" في "قيفة" بمديرية القريشية محافظة البيضاء.
وقال الإرياني، في تدوينة بحسابه على منصة إكس، إن هذا الهجوم يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها المليشيا الحوثية ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد مجددًا تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب والدمار في مناطق سيطرتها، دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو حقوق الإنسان
وأضاف أن مليشيا الحوثي عمدت إلى "إرسال حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، استخدمت فيه قذائف الدبابات والمدفعية، مضيفًا أن الهجوم أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى اضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد معاوية
وأوضح أن هذا الهجوم "الوحشي" يأتي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق تفرضه مليشيا الحوثي منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها
ولفت إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من سلسلة هجمات دموية نفذتها مليشيا الحوثي ضد العديد من القرى في المناطق التي تسيطر عليها. وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، مما يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير حياة المدنيين، وترويعهم.
وشدد على "ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فورا، وأن تبدأ عملية تصنيف مليشيا الحوثي كـ "جماعة إرهابية عالمية"، ومحاكمة قياداتها أمام المحاكم الجنائية الدولية على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها بحق المدنيين الأبرياء، بما في ذلك أنشطتها الإرهابية التي تمثل انتهاكا سافرا للقوانين والمواثيق الدولية.
وعلى صعيد متصل، دعت منظمة مساواة للحقوق والحريات في بيان لها، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات فورية وحازمة بحق مليشيا الحوثي للضغط عليها لوقف انتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء.
وتشير التقارير إلى أن الأوضاع في منطقة قيفة رداع تزداد تعقيداً مع تصاعد القصف والمعارك المسلحة، في ظل حصار خانق يفرضه الحوثيون على المنطقة، وفي وقت تعيش فيه المنطقة في أزمات إنسانية متفاقمة، تظل الحلول السياسية غائبة وسط رفض جميع الأطراف للتهدئة، ما ينذر بمزيد من التصعيد والعنف في المنطقة.

شارك