في تطور عسكري جديد بين مليشيات الحوثي من جهة، والمقاومة الوطنية والجيش اليمني من جهة أخرى، اندلعت معارك ليلية عنيفة على أربع جبهات في محافظتي تعز ومأرب، أسفرت تلك المعارك عن تصدي القوات اليمنية للهجمات الحوثية وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

ففي محافظة تعز، دارت اشتباكات شرسة في جبهة "الكدحة" غربي المحافظة، حيث شن الحوثيون هجومًا ليليًا مدعومًا من إيران، وقال مصدر عسكري إن وحدات من المقاومة الوطنية تصدت لهذا الهجوم، وتمكنت من إجبار الحوثيين على التراجع بعد تكبدهم خسائر في الأرواح والعتاد.

أما في مأرب، فقد شهدت الجبهات الجنوبية والشمالية معارك عنيفة، حيث شن الحوثيون ثلاث هجمات برية على جبهات "العكد" و"مدغل" و"رغوان"، لكن الجيش اليمني تمكن من إحباطها، وأعلن الجيش اليمني في بيان له أنه قد رصد وتابع تحركات الحوثيين في جبهة العكد، ونجح في استهدافهم بالنيران، مما أجبرهم على الفرار، كذلك، تصدى الجيش لمحاولات تسلل في جبهات مدغل ورغوان، وأوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين، إضافة إلى إيقاف قصف مدفعي شنته المليشيات على مواقع عسكرية في قطاع الأعيرف.

وفي الجوف، تواصلت المواجهات بين الجيش اليمني والمليشيات الحوثية، حيث أعلن الجيش اليمني عن تعامله مع العمليات العدائية التي نفذها الحوثيون، وتمكن من تحييد مصادر النيران المعادية في عدة جبهات شمالي المحافظة.

هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه الجبهات تحشيدات متبادلة بين مليشيات الحوثي من جهة، والجيش اليمني والقبائل من جهة أخرى في محافظة مأرب، حيث استقدمت المليشيات تعزيزات قتالية كبيرة، بينما سعى الحوثيون إلى إحداث حالة من استنزاف للقوات اليمنية في إطار تكتيك كرّ وفرّ في مختلف الجبهات.

وإضافة إلى ذلك، تواصلت الهجمات على مواقع الحوثيين في البيضاء، حيث شن مسلحون قبليون هجومًا على نقاط تفتيش وموقع عسكري للحوثيين في منطقة حنكة آل مسعود بمديرية القريشية، جاء الهجوم ردًا على استمرار الجرائم التي ارتكبتها الحملة العسكرية الحوثية ضد أبناء قبيلة آل مسعود، وتمكن المسلحون من تصفية عدد من الحوثيين بعد اشتباكات عنيفة، هذه الأحداث تأتي في سياق محاولات الحوثيين للسيطرة على البيضاء، والتي تتضمن فرض مطالب على السكان المحليين.

ويمثل القتال في هذه المناطق تصعيدًا ميدانيًا جديدًا في النزاع المستمر في اليمن، حيث تواصل القوات اليمنية التصدي لمحاولات الحوثيين للسيطرة على مناطق جديدة، بينما يسعى الحوثيون إلى استنزاف القوات اليمنية والقبائل المحلية.