الجيش الباكستاني يواصل ملاحقة الجماعات المسلحة في عمليات نوعية

الخميس 13/فبراير/2025 - 08:22 م
طباعة الجيش الباكستاني محمد شعت
 
نفذت قوات الأمن الباكستانية سلسلة من العمليات العسكرية والاستخباراتية في عدة مناطق، مستهدفة عناصر إرهابية تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار في البلاد. وجاءت هذه العمليات في إطار جهود الحكومة المستمرة للقضاء على الإرهاب، لا سيما بعد تصاعد الهجمات المسلحة في الأشهر الأخيرة.  

في واحدة من أبرز هذه العمليات، شنت القوات الأمنية هجومًا استخباراتيًا في المنطقة العامة خولاتشي ضمن إقليم ديرا إسماعيل خان، وذلك بناءً على معلومات دقيقة حول وجود إرهابيين في المنطقة. وأسفر الاشتباك الذي دار خلال العملية عن مقتل خمسة عناصر إرهابية، من بينهم القيادي المعروف شاه جول، الملقب بـ"روحاني"، والذي كان متورطًا في سلسلة من الهجمات ضد قوات الأمن والمدنيين.  

وفي الوقت نفسه، شهد إقليم شمال وزيرستان مواجهتين منفصلتين بين القوات الأمنية والمسلحين في منطقتي دوسالي وتابي. وأسفرت هذه المواجهات عن القضاء على خمسة إرهابيين آخرين، حيث تمكنت القوات من تنفيذ عملياتها بفعالية رغم المقاومة العنيفة التي أبدتها الجماعات المسلحة.  

كما شهدت منطقة لاكي ماروات عملية أمنية أخرى، حيث لقي إرهابيان مصرعهما خلال اشتباك مع قوات الأمن. وفي عملية مماثلة بمنطقة باغ ضمن مقاطعة خيبر، تمكنت القوات الأمنية من تحييد مسلح آخر، مما يعكس استمرار جهود مكافحة الإرهاب في مختلف أنحاء البلاد.  

وخلال العمليات الأخيرة، ضبطت قوات الأمن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة الإرهابيين، ما يشير إلى خطورة التهديد الذي تمثله هذه الجماعات المسلحة. وكشفت التقارير الأمنية أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها كانت ضالعة في هجمات متكررة استهدفت أفراد الأمن، إلى جانب تورطها في عمليات قتل للمدنيين الأبرياء. وبعد نجاح هذه العمليات، أطلقت القوات الأمنية حملات تمشيط واسعة في المناطق المستهدفة، بهدف القضاء على أي خلايا إرهابية متبقية وتعزيز الأمن في المناطق المضطربة.  

وتأتي هذه العمليات الأمنية في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية في باكستان، خاصة بعد عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021. وتشير الإحصائيات الصادرة عن معهد باكستان لدراسات الصراع والأمن إلى أن البلاد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الهجمات الإرهابية خلال شهر يناير 2025، بنسبة بلغت 42% مقارنة بالشهر السابق. وخلال هذه الفترة، سُجل ما لا يقل عن 74 هجومًا مسلحًا على مستوى البلاد، ما أدى إلى مقتل 91 شخصًا، بينهم 35 عنصرًا أمنيًا، و20 مدنيًا، و36 مسلحًا، بالإضافة إلى إصابة 117 آخرين، من ضمنهم 53 من أفراد قوات الأمن.  

ويُعد إقليم خيبر بختونخوا من أكثر المناطق تأثرًا بتصاعد العمليات الإرهابية، حيث شهدت مناطقه المستقرة تنفيذ 27 هجومًا، أسفرت عن مقتل 19 شخصًا، من بينهم 11 من أفراد الأمن. أما المناطق القبلية السابقة التابعة للإقليم، فقد شهدت 19 هجومًا إرهابيًا، مما أدى إلى سقوط 46 قتيلًا، بينهم 13 عنصرًا أمنيًا، و8 مدنيين، و25 مسلحًا.  

وتؤكد السلطات الأمنية التزامها بمواصلة حملاتها ضد الإرهاب، مشددة على أن العمليات ستستمر حتى يتم القضاء على جميع التهديدات الإرهابية التي تواجه البلاد. وتُظهر هذه العمليات المكثفة إصرار الحكومة على مواجهة التحديات الأمنية وتعزيز الاستقرار، في ظل تصاعد التهديدات التي تواجهها البلاد في الفترة الأخيرة.

شارك