استمرار تهديدات داعش في ريف دير الزور: مداهمات قسد تكشف عن خلايا نائمة

في خطوة جديدة
ضمن حملتها المستمرة لمكافحة خلايا تنظيم "داعش" النائمة في مناطق شمال
وشرق سوريا، نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عملية أمنية دقيقة في ريف دير
الزور الشرقي، أسفرت عن إلقاء القبض على متزعم إحدى الخلايا التابعة لتنظيم
"داعش" المدعو "عبد الرحمن العزيز"، إلى جانب اثنين من عناصر
التنظيم.
تفاصيل العملية:
استهدفت العملية
التي جرت في المنطقة الواقعة بين مدينة دير الزور وبلدة البصيرة خلية تابعة
للتنظيم كانت مسؤولة عن تنفيذ العديد من المخططات الإرهابية في المنطقة. من أبرز
هذه المخططات استهداف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والاعتداء على المدنيين
والمنشآت العامة. كما كانت الخلية تعمل على جمع المعلومات لصالح تنظيم
"داعش" بالتنسيق مع قيادات بارزة داخل التنظيم، وكان "عبد الرحمن
العزيز" في تواصل دائم مع هؤلاء القادة.
الأهداف الأمنية:
العملية تأتي في
سياق الجهود المستمرة التي تبذلها قسد لملاحقة الخلايا النائمة للتنظيم في
المنطقة، وكشف مخططاتها التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وتؤكد هذه العملية
على استمرار عمليات المداهمة والاعتقالات التي تهدف إلى تقويض وجود التنظيم في
المناطق التي تسعى إلى إعادة الاستقرار فيها.
العمليات
السابقة ضد خلايا "داعش":
في 10 فبراير
الجاري، نفذت قوات "الكوماندوس" التابعة لقسد عملية نوعية في بلدة مركدة
بريف الحسكة الجنوبي. وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل أمير في خلايا تنظيم
"داعش" جراء تفجير حزام ناسف كان يرتديه، بينما لقي عنصر آخر مصرعه
برصاص قوات "الكوماندوس" بعد اندلاع اشتباكات عنيفة. العملية التي دعمها
التحالف الدولي أسفرت أيضًا عن اعتقال 5 عناصر آخرين من التنظيم.
وفي ديسمبر من
العام الماضي، أعلن التحالف الدولي عن تنفيذ عملية جوية دقيقة أسفرت عن مقتل قائد
بارز في تنظيم "داعش"، المعروف بلقب "أبو يوسف"، في محافظة
دير الزور. وكان لهذا الهجوم تأثير كبير في إضعاف القدرات العملياتية للتنظيم في
المنطقة.
استمرار تهديدات
التنظيم في ريف دير الزور:
ورغم التقدم
الذي تحققه قوات "قسد" في مكافحة التنظيم، إلا أن "داعش"
مازال قادراً على المناورة والتحرك في المناطق التي تركز فيها خلاياه، خاصة في
ناحيتي البصيرة وذيبان. ويُظهر التنظيم قدرة على جمع التمويل اللازم له عبر قنوات
غير مشروعة مثل الزكاة والضرائب، ويستمر في تهديد استقرار المنطقة رغم العمليات
المتواصلة من التحالف الدولي.
طبيعة ضربات
التنظيم:
على الرغم من أن
تنظيم "داعش" يواصل استهداف قوات سوريا الديمقراطية بشكل متكرر، إلا أن
ضرباته ضد النظام السوري تهدف في الأساس للاستيلاء على المعدات العسكرية، مثل
الآليات والذخائر المتنوعة التي يمتلكها النظام. بينما تركز ضربات التنظيم ضد قسد
على تصفية الشبكة الأمنية الخاصة بها، مما يساهم في دفع قسد إلى حالة من الاستنفار
المستمر والمرهق.
الأنشطة الأمنية
في أسواق البصيرة وذيبان:
وقد أظهرت
عمليات الرصد والتتبع أن خلايا من التنظيم قد ظهرت بشكل متكرر في أسواق ناحية
البصيرة وذيبان، ما يعكس حضورًا مستمرًا وفعّالًا للتنظيم في المنطقة. كما أن
التنظيم يوجه رسالة إلى خصومه من خلال تعزيز وجوده الأمني، ما يثبت أن قسد
والتحالف الدولي لم يتمكنوا بعد من القضاء بشكل كامل على خلايا التنظيم في تلك
المناطق رغم العمليات المستمرة.
العملية الأخيرة
في ريف دير الزور تأتي في إطار حرب طويلة الأمد ضد تنظيم "داعش" الذي لا
يزال يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن في شمال وشرق سوريا. ورغم تقدم قوات سوريا
الديمقراطية والتحالف الدولي في ملاحقة التنظيم، إلا أن التنظيم لا يزال ينجح في
الحفاظ على وجوده من خلال شبكة معقدة من الخلايا النائمة والتحركات السرية في
المنطقة.