ردا على هجمات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا على حركة الشحن في البحر الأحمر، شنت الولايات المتحدة السبت 15 مارس ضربات عسكرية استهدفت مواقع الحوثيين في 5 محافظات يمنية، حيث تركز القصف على مخازن الأسلحة ومراكز السيطرة، وطال القصف معسكرا للحوثيين في مديرية سنحان بصنعاء، كما تم استهداف مبنى الأمن السياسي وسط صنعاء، بالإضافة إلى مجمع الثورة الصناعي العسكري ومنطقة عطان بالعاصمة، وطالت غارة الأمريكية محطة كهرباء مدينة ضحيان في محافظة صعدة، وتم استهداف شركة النفط اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون وسقوط قتلى وجرحى.

ووفقًا لمصادر صحفية استهدفت الغارات معسكر قيادة الشرطة العسكرية بمحافظة ذمار، وذكرت المصادر أن 3 الغارات استهدفت شرق مديرية مجزر في محافظة مأرب، كما استهدفت 8 غارات مديريتي مكيراس والقريشية في محافظة البيضاء، وتم استهداف مديرية مبين بمحافظة حجة.

وكشفت مصادر يمنية أن إحدى الغارات الأمريكية استهدفت مقر المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وأفادت بأن 5 انفجارات دمرت مقراً حوثياً في حي الجراف بصنعاء، وأضافت أن المواقع المستهدفة في صنعاء بحسب شهود عيان هي حي الجراف ومحيط مطار صنعاء شمال العاصمة.

وبحسب حصيلة جديدة أعلنها الحوثيون اليوم الأحد أسفرت الغارات الأمريكية عن مقتل 21 شخصاً، وقتل 9 أشخاص في منطقة الجرف في العاصمة صنعاء، و12 في مناطق أخرى من اليمن حسبما أعلن الحوثيون على موقعهم الإخباري.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن السبت أن الولايات المتحدة أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي تشكّله ميليشيا الحوثي في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.

وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، مشيراً إلى تهديد الحوثيين لحركة الشحن في البحر الأحمر. وأضاف "إلى كل الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءاً من اليوم، وإذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!".

وتابع ترامب "مقاتلونا الشجعان ينفذون الآن هجمات جوية على قواعد الإرهابيين وقادتهم ومنظوماتهم الدفاعية الصاروخية لحماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة". وأردف "لن يسمح لأي قوة إرهابية بمنع السفن التجارية والبحرية الأمريكية من الإبحار بحرية في الممرات المائية حول العالم". 

وأعاد ترامب التذكير بأنه "مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل العلم الأمريكي بسلام عبر قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن. وتعرضت آخر سفينة حربية أمريكية عبرت البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، لهجوم من الحوثيين أكثر من 12 مرة. وأطلق الحوثيون صواريخ على طائرات أمريكية، واستهدفوا قواتنا وحلفاءنا". وواصل ترامب: "كلفت هذه الهجمات المتواصلة الاقتصاد الأمريكي والعالمي مليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، عرضت أرواحاً بريئة للخطر".

وتعليقًا على بيان ترامب قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن الرئيس الأمريكي وجّه رسالة قوية وواضحة إلى الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وقال في تغريده له على منصة "إكس" يجب أن تتوقف هذه الهجمات على السفن الأمريكية والشحن العالمي، وسنحاسبكم. سنحمي شعبنا وحرية الملاحة".

وفي المقابل، أوضح محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي بجماعة الحوثي، إن تورط الولايات المتحدة في العدوان على اليمن غير مبرر، وإن الحوثيين سيقابلون التصعيد بالتصعيد.

وقال البخيتي في تغريدة له على منصة إكس إلى أن "الكيان الصهيوني لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، لذلك فإن عملياتنا البحرية تستهدفه دون غيره بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا موقف أخلاقي وإنساني، وتورط أمريكا في العدوان على اليمن غير مبرر، وسيترتب عليه رد وسنقابل التصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم".

وبدوره، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة له على منصة "إكس إن "الغارات الأمريكية على اليمن عدوان سافر على دولة مستقلة وتشجيعا لكيان العدو الإسرائيلي لمواصلة حصاره الجائر على غزة".

وأضاف أن "ما يدعيه الرئيس الأمريكي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح وفيه تضليل للرأي العام الدولي، فالحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادا لغزة يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو، وقد جاء الحظر اليمني بعد مهلة أربعة أيام للوسطاء".

وأردف "إننا نؤكد أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن، وأن الغارات الأمريكية هي عودة لعسكرة البحر الأحمر وذلك هو التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".

ويرى المراقبون أن التصعيد الأمريكي الأخير ضد الحوثيين يعكس تحولاً في نهج الإدارة الأمريكية في التعامل مع الجماعة، حيث باتت أكثر تشدداً مقارنة بالفترات السابقة، خاصة بعد إدراك الرئيس دونالد ترامب أن الحوثيين ليسوا طرفاً سياسياً يمكن إشراكه في مساعي الحوار والسلام في اليمن. 

وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا نفذت منذ نوفمبر 2023، أكثر من 100 هجوم استهدف حركة الشحن البحري، بحجة أن هذه العمليات تأتي في إطار التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتراجعت وتيرة الهجمات في يناير الماضي عقب وقف إطلاق النار في القطاع، لكن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هدد الأسبوع الماضي باستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل، ما لم تتراجع عن قرارها بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال أربعة أيام.