أسامة طبش.. اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس

السبت 22/مارس/2025 - 03:57 ص
طباعة أسامة طبش.. اغتيال أميرة الشريف
 
أعلن الجيش الإسرائيلي، عن مقتل أسامة طبش، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، في عملية استخباراتية معقدة نفذها بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). 
العملية التي جرت، استهدفت أبرز القيادات الأمنية لحركة حماس، وأسفرت عن تصفية طبش الذي كان يُعد من أبرز الشخصيات العسكرية في التنظيم، والمسؤول المباشر عن العديد من الهجمات والعمليات العسكرية في المنطقة.
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد تم تنفيذ العملية الاستخباراتية بناءً على معلومات دقيقة، حيث عمل الجيش والشاباك على تحديد موقع طبش بدقة.
 وذكر البيان أن طبش كان يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس في جنوب غزة، بالإضافة إلى كونه قائد وحدة الرصد والاستهداف التابعة للجناح العسكري للحركة.
 وقد تجسد دوره في قيادة الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية التي كانت تتم في المنطقة، سواء في مجال جمع المعلومات أو تنفيذ الخطط العملياتية ضد القوات الإسرائيلية.
أسامة طبش لم يكن مجرد اسم في جهاز الاستخبارات العسكرية لحركة حماس، بل كان أحد أبرز القادة العسكريين الذين يشرفون على تخطيط وتنفيذ العمليات ضد إسرائيل.
 بدأ طبش مسيرته العسكرية في صفوف حماس في فترة مبكرة، حيث شغل عدة مناصب هامة قبل أن يتولى منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية.
 من بين المناصب التي تولاها، كان قائدًا لكتيبة في لواء خان يونس، المنطقة التي شهدت العديد من العمليات العسكرية الكبرى بين حماس والقوات الإسرائيلية.
من أهم المحطات في حياة طبش العسكرية كانت مشاركته في التفجير الانتحاري الذي وقع في عام 2005 عند مفترق غوش قطيف في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل منسق جهاز الشاباك الإسرائيلي عوديد شارون. 
هذا الهجوم كان علامة فارقة في مسيرة طبش، إذ شكل نقطة انطلاق له نحو أدوار قيادية أكبر داخل صفوف حماس، ليصبح أحد الأسماء التي تثير القلق داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
طبش، باعتباره رئيسًا لجهاز الاستخبارات العسكرية، كان مسؤولًا عن صياغة الاستراتيجيات القتالية لحركة حماس في جنوب غزة.
 لم تقتصر مهمته على جمع المعلومات الاستخباراتية، بل شملت أيضًا تنسيق تلك المعلومات بين مختلف الوحدات العسكرية التابعة للحركة.
 وكان له دور محوري في توجيه العمليات الميدانية والتكتيكية التي كان يتم تنفيذها ضد القوات الإسرائيلية في مناطق مثل خان يونس ورفح، وهي مناطق شهدت العديد من العمليات العسكرية الكبرى.
كما كان طبش أحد القادة الرئيسيين الذين شاركوا في إعادة بناء القدرات العسكرية لحركة حماس، لا سيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي ألحق فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالجناح العسكري للحركة.
 وقد أسهم بشكل مباشر في تطوير أنظمة الرصد والاستهداف، مما عزز قدرة حماس على تنفيذ العمليات الهجومية ضد إسرائيل على الرغم من الضغوط العسكرية والاقتصادية التي كانت تتعرض لها الحركة.
واحدة من أبرز المهام التي كان يتولاها أسامة طبش هي قيادة وحدة الرصد والاستهداف، وهي وحدة مختصة في جمع البيانات الاستخباراتية حول تحركات القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحديد الأهداف العسكرية الحساسة التي يمكن استهدافها.
 وكان طبش يساهم في تنسيق العمليات الهجومية المعقدة التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة بدقة.
كان طبش أيضًا عضوًا بارزًا في القيادة العليا لحركة حماس، ويمثل أحد الأذرع التنفيذية المهمة في التنظيم، وقد تجلى تأثيره الكبير على أرض الواقع في قدرته على تنظيم وتوجيه العمليات العسكرية بشكل يحقق توازنًا بين استخدام القوة العسكرية التقليدية، والتكتيك الاستخباراتي الدقيق الذي يعتمد على معرفة متعمقة بالأهداف الإسرائيلية.
مقتل أسامة طبش يُعد ضربة موجعة لحركة حماس، خاصة في وقت حساس تواجه فيه الحركة تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة. 
ويعتبر فقدان شخصية بارزة مثل طبش خسارة لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تمتد لتشمل البُعد الاستخباراتي أيضًا، إذ كان يعتبر مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الدقيقة حول التحركات العسكرية الإسرائيلية.
 ومع ذلك، فمن المتوقع أن تسعى حماس لتعويض هذا الفراغ القيادي من خلال تصعيد الأدوار القتالية لأشخاص آخرين داخل صفوف الحركة.
حتى لحظة نشر الخبر، لم تصدر حركة حماس أي تعليق رسمي حول مقتل أسامة طبش، وهو ما يعكس عادة سياسة الحركة في التعامل مع مثل هذه الأنباء. 
ومن المتوقع أن تصدر بيانات تعزية أو تهديدات في وقت لاحق ردًا على مقتل أحد قادتها البارزين، لكن المؤكد أن فقدان طبش سيؤثر بشكل كبير على هيكل القيادة العسكرية للحركة في جنوب غزة.
مقتل أسامة طبش، الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين لحركة حماس في جنوب غزة، يأتي في إطار سلسلة العمليات الاستخباراتية والعسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد الحركة.
 وبفقدانه، تفقد حماس أحد أبرز القادة العسكريين الذين ساهموا في إعادة بناء قدراتها العسكرية وتطوير استراتيجياتها القتالية ضد إسرائيل.
 في الوقت نفسه، فإن تأثير هذا الحدث على الساحة الفلسطينية يبقى مفتوحًا، إذ أن الحركة ستسعى بلا شك إلى ملء الفراغ القيادي الذي خلفه طبش.

شارك