الحوثيون تحت القصف.. غارات أمريكية مكثفة تستهدف صنعاء وعمران

الإثنين 31/مارس/2025 - 10:23 ص
طباعة الحوثيون تحت القصف.. فاطمة عبدالغني
 
شهدت الساحة اليمنية تصعيداً عسكرياً جديداً مع تجدد الغارات الأمريكية على مواقع جماعة الحوثيين، في إطار حملة عسكرية تهدف إلى تقويض قدراتهم ومنعهم من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، ويأتي هذا التصعيد بعد توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن عمليات واسعة ضد الجماعة، التي صعّدت من هجماتها على إسرائيل والسفن في المنطقة.
وجددت المقاتلات الأمريكية، ليل الأحد- الاثنين، شن غارات عنيفة على مواقع وثكنات جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وفي محافظة عمران، وأكدت مصادر صحفية أن الغارات الأمريكية استهدفت مواقع حوثية في صنعاء، خاصة في منطقة صرف شرقي العاصمة، كما شملت مواقع في مقر اللواء 310 في محافظة عمران.
وفي هذا السياق، صرحت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بأن الضربات تأتي في إطار الجهود اليومية لإضعاف قيادة الحوثيين ومنعهم من تهديد الملاحة التجارية في جنوب البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، وأشارت إلى أن العمليات العسكرية مستمرة طالما استمر الحوثيون في تنفيذ هجماتهم.
وكانت وسائل الإعلام الحوثية قد أعلنت عن تعرض مناطق صرف والملكة في مديرية بني حشيش لـ13 غارة أمريكية، بالإضافة إلى أربع غارات أخرى استهدفت منطقة جدر في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء. واستمرت الغارات في استهداف مواقع استراتيجية للحوثيين، بما في ذلك معسكر الخرافي ومقر الأمن القومي في صرف.
وتحدثت تقارير صحفية عن استهداف مخابئ أسلحة حوثية تحت الأرض في منطقة صرف، الأمر الذي يشير إلى أن الضربات تركز على تدمير البنية التحتية العسكرية للجماعة، كما نقلت مصادر إسرائيلية أن مخزون الصواريخ لدى الحوثيين انخفض بشكل كبير بسبب الضربات الأمريكية والإسرائيلية المستمرة، حيث لم يتبق لديهم سوى عشرات الصواريخ ومنصات الإطلاق.
في سياق متصل، أفادت وزارة الصحة التابعة للحوثيين بمقتل شخص وإصابة خمسة آخرين جراء الغارات على منطقة جدر، وفي الوقت ذاته أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا مطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ باليستي، إلا أن الجيش الإسرائيلي أكد اعتراضه قبل وصوله إلى الأراضي الإسرائيلية.
كما زعم الحوثيون أنهم اشتبكوا مع القوات البحرية الأمريكية، بما في ذلك حاملة الطائرات "هاري ترومان"، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة خلال الـ24 ساعة الماضية، وهو ما نفاه الجيش الأمريكي، مؤكداً أن جميع الهجمات تم التصدي لها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر في 15 مارس أوامر بشن حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين، متوعداً بالقضاء عليهم تماماً، ومنذ ذلك الحين، تعرضت الجماعة لأكثر من 250 غارة جوية وبحرية خلال 16 يوماً فقط، مما يجعل هذه الحملة إحدى أكثر العمليات العسكرية الأمريكية كثافة في اليمن.
وتشير تقارير إلى أن إدارة ترامب تختلف عن إدارة بايدن في التعامل مع الحوثيين، حيث تعتمد الأولى على نهج أكثر هجومية وشمولية يستهدف المراكز القيادية والمخابئ الحصينة للجماعة في صنعاء وصعدة، بينما كانت إدارة بايدن تركز على عمليات دفاعية واستباقية محدودة.
ومع استمرار التصعيد العسكري، يتوعد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بمواصلة الهجمات على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر حتى تتوقف إسرائيل عن عملياتها العسكرية في غزة، وترفع الحصار عن القطاع، وعلى الرغم من تعرض الحوثيين لأكثر من ألف غارة وضربة بحرية في عهد بايدن، لم يتم الحد من قدرتهم على تنفيذ الهجمات.
وفي ظل هذه الأوضاع، يرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل لإنهاء التهديد الحوثي لا يكمن في الضربات الأمريكية وحدها، بل في دعم القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المدن والموانئ، وإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية. 
ويرى المراقبون أن الضربات الجوية وحدها قد لا تكون كافية لإنهاء التهديد الحوثي طالما لم يتم تفكيك بنيته العسكرية على الأرض.
ويبدو أن المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ستستمر في التصاعد، ما لم تحدث تسوية سياسية توقف دوامة العنف، وفي ظل غياب حلول دبلوماسية واضحة، تبقى اليمن ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني في البلاد.

شارك