مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية علي المسلمين تثير القلق!
الثلاثاء 08/أبريل/2025 - 12:22 ص
طباعة

رغم انتهاء الانتخابات البرلمانية في ألمانيا منذ ٢٣ فبراير الماضي، إلا أن المفاوضات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية لا تزال مستمرة، ولم يتم الانتهاء من الخلافات بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الاشتراكي، في الوقت الذي تتصاعد شعبية اليمين المتطرف، ووصلت الي ٢٤ % لأول مرة، بالتساوي مع شعبية حزب الاتحاد المسيحي الفائز بالانتخابات بنسبة 29%، لكنه شهد تراجعا في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد تراجع زعيم الحزب فريدريش ميرز عن وعوده الإنتخابية.
ويري مراقبون أن أبرز الخطوات الأولى التي اتخذها ميرز بعد فوزه في الانتخابات هي دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدعوته إلى ألمانيا - على الرغم من مذكرة الاعتقال القائمة من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح في الحرب والهجمات المستهدفة على المدنيين، بينما يري ائتلاف "إشارات المرور" المنتهية ولايته أنه من غير المرجح أن يعتقل نتنياهو، فإنه لم يخطط أيضًا لبسط السجادة الحمراء له، لكن ميرز وصف الدعوة، بحسب مكتب نتنياهو، بأنها "تحد مفتوح للقرار الفاضح للمحكمة الجنائية الدولية بتسمية رئيس الوزراء مجرم حرب".
من جانبه قال كاي اولريش الباحث السيسي لبوابة الحركات الإسلامية، أنه ليس من العجيب أن 12% فقط من المسلمين في ألمانيا صوتوا لصالح الاتحاد المسيحي، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مجموعة الأبحاث "فالين"، خاصة وأن مواقف ميرز غير واضحة، وغالبا ما يتراجع عن وعوده، وهو الأمر الذي كانت تركز عليه المستشارة الالمانية السابقة أنجيلا ميركل.
من جانبها أدانت منظمة العفو الدولية هذه الدعوة ووصفتها بأنها "دعوة مفتوحة لخرق القانون" و"ليست بداية جيدة لمستشار مستقبلي".
بينما انتقد اليسار، الذي حصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين المسلمين بنسبة 29% هذه الخطوة بشدة، ولكن ميرز هو مجرد ممثل متطرف بشكل خاص لـ "جبهة محاربة ألمانيا الاتحادية" - وهو مصطلح ألماني ابتكرته لوصف تحالف اليمين المتطرف، والمحافظين، والوسط، وحتى أجزاء من اليسار "المعادي لألمانيا"، الذي يدافع عن إسرائيل بأي ثمن،ويتضمن ذلك تقويض حرية التعبير والتجمع، وتقييد حقوق المواطنة.
ورفض أولريش دعوات ميرز لسحب الجنسية الألمانية لمن تورط في جرائم جنائية ومعاداة السامية، في حال كان يحمل صاحبها جواز سفر أجنبي الي ظهور درجات للجنسية الألمانية، بحيث يكون هناك جواز سفر ألماني من الدرجة الأولي لا يجوز سحبه، وهناك جواز سفر من الدرجة الثانية لمن يحمل جنسية أجنبية يمكن سحبه وتجريد صاحبه من الجنسية الألمانية، وإثارة العديد من المشكلات القانونية والدستورية.