هل تمهد عمليات داناب لتغيير ميداني ضد الشباب في جنوب الصومال؟

الإثنين 30/يونيو/2025 - 04:53 م
طباعة هل تمهد عمليات داناب علي رجب
 
شنت قوات "داناب" الخاصة التابعة للجيش الوطني الصومالي، والمدعومة بتدريب وتجهيز أمريكي، عملية عسكرية نوعية ضد مقاتلي حركة الشباب في ولاية جوبالاند، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم وتدمير ترسانتهم العسكرية.
وبحسب مصادر عسكرية صومالية، استهدفت العملية بلدة بولو حاجي الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من مدينة كيسمايو، العاصمة الإقليمية لجوبالاند، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية نظرا لقربها من الميناء الحيوي ومواقع إمداد المسلحين.

اشتباكات عنيفة في ماكوقاها
وقع الاشتباك العنيف بين الطرفين في محيط منطقة ماكوقاها، التي تبعد حوالي 13 كيلومترا عن بولو حاجي. وأفاد مسؤولون عسكريون بأن 37 من مقاتلي حركة الشباب قتلوا خلال العملية، إلى جانب إصابة عدد آخر، فيما تم تدمير مخازن أسلحة ومواقع عمليات كانت تستخدمها الجماعة.

وصرح أحد الضباط الميدانيين أن "الهجوم شكل ضربة قوية لحركة الشباب، وحقق نصرا مدويا يحسب للقوات الخاصة"، مؤكدا أن العملية جاءت بعد معلومات استخباراتية دقيقة ورصد لتحركات الجماعة في المنطقة.

في المقابل، زعمت حركة الشباب أنها صدت الهجوم، وقتلت ستة من جنود داناب، وأصابت 13 آخرين، وهو ما لم يتسن التأكد منه بشكل مستقل، في ظل طبيعة الدعاية الإعلامية التي تتبعها الحركة لرفع معنويات مقاتليها وبث رسائل تخويف إلى الداخل والخارج.

الدعم الأمريكي في الميزان
تعد قوات "داناب" من أبرز وحدات النخبة في الجيش الوطني الصومالي، وقد تلقت تدريبا ودعما مباشرا من القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، في إطار جهود محاربة الإرهاب في القرن الإفريقي.

إلا أن التقارير الأخيرة أشارت إلى احتمال تقليص الدعم الأمريكي أو سحبه، في ظل توجهات أمريكية لتقليل الوجود العسكري في الخارج، مما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش الصومالي على الحفاظ على الزخم العسكري ضد حركة الشباب في غياب ذلك الدعم.

العمليات مستمرة ضد معاقل الشباب
تواصل الحكومة الصومالية حملاتها العسكرية ضد مسلحي الشباب الذين ما زالوا يسيطرون على مساحات شاسعة من الريف الصومالي في وسط وجنوب البلاد. ونجحت العمليات المشتركة بين القوات الحكومية والمحلية في تحرير عدة مناطق، وسط مؤشرات على تراجع قدرات الجماعة في بعض الجبهات.

وتعتبر عملية بولو حاجي الأخيرة واحدة من أكبر العمليات العسكرية في الجنوب منذ بداية العام، وتشير إلى تصاعد الحملة الأمنية في إطار إستراتيجية جديدة للحد من نفوذ الحركة واستعادة السيطرة على الطرق والمناطق الحيوية.

في وقت تحكم فيه حكومة مقديشو قبضتها العسكرية على بعض المناطق، وتواجه تحديات لوجستية واقتصادية في حربها الطويلة ضد الإرهاب، تظل وحدات مثل "داناب" حجر الزاوية في الجهد الأمني، وسط حاجة ملحة لاستمرار الدعم الدولي لضمان نجاح هذه الحملات وضمان استقرار البلاد.

شارك