من بونتلاند إلى أديس أبابا.. هل أصبح "داعش" خطرًا داخليًا في إثيوبيا؟
الأربعاء 16/يوليو/2025 - 06:30 م
طباعة

أعلن جهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي (NISS)، يوم الأربعاء 16 يوليو/تموز، عن اعتقال 82 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "داعش"، في تطور هو الأول من نوعه، يمثل اعترافا رسميا بوجود التنظيم الإرهابي داخل البلاد.
وأوضح الجهاز، في بيان رسمي، أن العديد من المعتقلين تلقوا تدريبات قتالية في إقليم بونتلاند الصومالي، قبل عودتهم إلى إثيوبيا لتنفيذ مهام تشمل تشكيل خلايا نائمة، وتنسيق هجمات إرهابية، وبث الدعاية المتطرفة، فضلا عن تجنيد عناصر جديدة لصالح التنظيم.
ووفق البيان، نفذت العملية الأمنية الواسعة في عدة مناطق داخل البلاد، من بينها أقاليم أوروميا وأمهرة والإقليم الصومالي، بالإضافة إلى العاصمة أديس أبابا، وذلك ضمن ما وصفه الجهاز بـ"العملية الشاملة"، في ظل تنامي المؤشرات على أنشطة إرهابية منظمة داخل البلاد.
وأشار البيان إلى أن بعض الموقوفين كانوا على صلة مباشرة بشبكات تمويل تابعة لداعش، ووسائل إعلام موجهة مرتبطة بالتنظيم العالمي، دون الكشف عن طبيعة العمليات التي كانت قيد التخطيط أو الجهات الخارجية التي يشتبه في دعمها.
تحذيرات سابقة وتزامن دولي
يأتي هذا التطور بعد تحذيرات أطلقها رئيس هيئة الأركان الإثيوبية، المشير بيرهانو جولا، خلال جلسة برلمانية في أبريل الماضي، حيث تحدث عن "خونة" يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل داعش وحركة الشباب، لكنه لم يقدم حينها تفاصيل دقيقة بشأن التهديد، وفقا لـ المنشر الاخباري
ويتزامن إعلان جهاز الأمن الإثيوبي مع بيان صادر عن مركز استهداف تمويل الإرهاب (TFTC) بقيادة الولايات المتحدة، صنف فيه ثلاثة وسطاء ماليين لداعش ينشطون في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الصومال، وجنوب إفريقيا كإرهابيين دوليين.
تهديد مزدوج وقلق إقليمي
ويعد هذا الإعلان تطورا استثنائيا في المشهد الأمني الإثيوبي، إذ لطالما اعتبرت البلاد بمنأى عن تهديد "داعش" المباشر، في حين انحصر النشاط الإرهابي في السنوات الماضية في توغلات لحركة الشباب أو مواجهات داخلية ذات طابع محلي.
ويحذر مراقبون من أن التنظيم قد يستغل الثغرات الحدودية، والصراعات السياسية والعرقية داخل إثيوبيا، لتوسيع نطاق نشاطه، ما ينذر بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي.
كما يثير التداخل بين نشاط "داعش" وحركة "الشباب" مخاوف من تشكيل جبهة إرهابية مزدوجة قد تعقد الجهود الأمنية، ليس فقط في إثيوبيا بل في كامل الإقليم، مما يتطلب تنسيقا أمنيا دوليا وإقليميا أكثر فعالية.
ويعد اعتقال هذا العدد الكبير من عناصر مشتبه بانتمائهم إلى "داعش" مؤشرا على بداية مرحلة أمنية دقيقة في إثيوبيا، وقد يدفع هذا التطور السلطات إلى إعادة تقييم مقاربتها في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز التنسيق الاستخباراتي مع دول الجوار والجهات الدولية المعنية.