خبراء ومثقفون بالقاهرة يناقشون مستقبل سوريا بين المركزية واللامركزية
الأحد 28/سبتمبر/2025 - 05:37 م
طباعة
علي رجب
أقيمت مساء أمس السبت، في مكتبة البلد ندوة وحفل توقيع كتاب "اللامركزية وبناء مستقبل سوريا... الإدارة الذاتية نموذجا" للكاتبة والباحثة ليلى موسي، وسط حضور واسع من المثقفين والباحثين والإعلاميين والشخصيات السياسية.
استهلت الكاتبة والباحثة ليلى موسي، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في القاهرة، الندوة بالتعريف بكتابها الجديد، موضحة أن الدافع وراء تأليفه هو الحاجة إلى قراءة علمية لتجربة "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا باعتبارها نموذجا عمليا لتجاوز مأزق الدولة المركزية. وأكدت أن الكتاب يطرح تساؤلات جوهرية حول إمكانية تطبيق اللامركزية كخيار استراتيجي لبناء سوريا حديثة، تقوم على التعددية، الديمقراطية التشاركية، وضمان حقوق جميع المكونات. وأضافت أن ما ورد في الكتاب لا يقتصر على عرض التجربة بل يتضمن أيضا تحليلا نقديا لمكامن القوة والضعف فيها.
وتناول المشاركون في الندوة محاور متعددة تعكس تنوع الرؤى حول مستقبل سوريا:
ركز اللواء خالد مطاوع، خبير الشؤون السياسية والأمن القومي، على الأبعاد الأمنية، موضحا أن تبني اللامركزية يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي إذا ترافق مع نظام سياسي واضح المعالم، وأنه يفتح مجالا لتجربة جديدة يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتناول د. مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، مفهوم "اللامركزية" والتجارب المقارنة في دول أخرى، مشددا على أن "اللامركزية" لا تعني التفكك بل قد تكون عامل استقرار إذا أحسن تطبيقها.
وتناول الكاتب الصحفي إلهامي المليجي، منسق المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، تجربة الإدارة الذاتية على الأرض، والتحديات التي واجهتها، معتبرا أن الإدارة الذاتية وفرت إطارا عمليا لحماية الهوية الكردية ضمن مشروع وطني سوري أوسع.
فيما قدم د. ذيب القرالة، الكاتب والباحث في الشأن الدولي والدبلوماسي الأردني السابق، رؤية نقدية حول التحديات التي تواجه تطبيق اللامركزية في ظل البيئة السياسية السورية والإقليمية المعقدة، والدور العربي حيال التدخلات في الشأن السوري.
وسلطت الكاتبة أسماء الحسيني، مدير تحرير صحيفة الأهرام، الضوء على المرأة في تجربة الإدارة الذاتية، حيث استعرضت إحصائيات حول نسب مشاركة المرأة في المجالس والمؤسسات، معتبرة أن هذه التجربة تشكل نموذجا متقدما على مستوى المنطقة في تمكين المرأة وضمان أن تكون شريكا فاعلا في إعادة البناء السياسي والمجتمعي.
وأكد الكاتب الصحفي مجدي الدقاق، رئيس تحرير مجلتي أكتوبر والهلال السابق، أن اللامركزية تمثل فرصة لإعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على أسس العدالة والمشاركة، بعيدا عن نمط الدولة المركزية المغلقة، لافتا أنه بعد كل هذه التحولات العاصفة، فإن "المركزية" تجاوزها الزمن، وباتت اللامركزية هي الخيار الوحيد القابل للحياة.
وأدار الندوة الباحث شريف عبد الحميد، رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، الذي قال إن الكتاب ليس مجرد دراسة نظرية أو تجميع للأفكار، بل محاولة جادة وموثقة لتقديم قراءة معمقة لتجربة "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا.
واختتمت الندوة بتوقيع الكاتبة كتابها للحضور، وسط تفاعل لافت ونقاشات مفتوحة أكدت أهمية طرح قضية اللامركزية باعتبارها أحد أبرز مفاتيح الحل السياسي لبناء مستقبل سوريا على أسس المشاركة والعدالة والتعددية.
وفي ختام الأمسية، قدمت الندوة عددا من التوصيات حول ضرورة بذل جهد اعلامي وسياسي مكثف لتعريف المجتمعات العربية،بتجربة الادارة الذاتية، والقضية الكردية في سوريا.
