إرث حرب العراق يهدد مشاركة توني بلير في "مجلس السلام" بشأن غزة/ماكرون يحدد ملامح "اليوم التالي" لغزة.. وأهم الأولويات/تفاهم تركي سوري وشيك.. هل يقترب الاتفاق الأمني الشامل؟
الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 11:56 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 13 أكتوبر 2025.
أ ف ب: اسرائيل تمنح ترامب أعلى أوسمتها المدنية
أعلن الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ الاثنين، أنه سيمنح أعلى وسام مدني في البلاد لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، تقديراً لدوره في تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة، والمساعدة في إنهاء الحرب.
وقال هرتسوغ في بيان صادر عن مكتبه: «بجهوده التي لا تعرف الكلل، لم يساعد الرئيس ترامب في إعادة أحبائنا إلى وطنهم فحسب، بل أرسى أيضا دعائم لحقبة جديدة في الشرق الأوسط تبنى على أسس الأمن والتعاون، والأمل الحقيقي بمستقبل يسوده السلام».
وأضاف: «سيكون شرفاً عظيماً لي أن أقلده وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي».
وأوضح هرتسوغ، أن الوسام سيُمنح خلال «الأشهر المقبلة»، لكنه سيقوم بإبلاغ ترامب بقراره خلال زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل الاثنين.
ومن المقرر أن تجري إسرائيل و«حماس» الاثنين عملية تبادل لرهائن، ومعتقلين في إطار المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها ترامب.
وتهدف الخطة المكونة من 20 نقطة إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين إسرائيل و«حماس» في غزة.
وسيقضي ترامب بضع ساعات في اسرائيل التي يصلها صباح الاثنين في أول زيارة له إلى الدولة العبرية، منذ إعادة انتخابه رئيساً، حيث سيلقي كلمة في الكنيست، ويلتقي مع عائلات الرهائن.
وأعلنت الرئاسة الإسرائيلية، أن وسام الشرف يمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة لدولة إسرائيل، أو للإنسانية. وكانت إسرائيل منحت الوسام سابقا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2013.
د ب أ: الرئيس الإسرائيلي: إنه صباح أمل ودعاء عظيم
علّق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بشأن عملية إطلاق سراح الرهائن صباح اليوم الاثنين، أنه "صباح أمل ودعاء عظيم"، بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن هرستوغ القول، إنه "صباح نتطلع فيه إلى الأمام ونتمنى أن نرى الجميع في ديارهم، حتى آخر واحد منهم".
يأتي ذلك بينما أعلنت إسرائيل في وقت سابق أن حماس أفرجت اليوم الاثنين، عن سبعة رهائن وسلمتهم إلى الصليب الأحمر الدولي، في أول دفعة تفرج عنها الحركة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
سفير أمريكي يهاجم وزيرة بريطانية: "واهمة.. لا دور لبريطانيا في غزة"
وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هوكابي وزيرة التعليم البريطانية بريدجيت فيليبسون بأنها "واهمة" لادعائها أن المملكة المتحدة لعبت "دورا رئيسيا" في تأمين وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت الوزيرة قد دافعت أمس الأحد عن مساهمة بريطانيا في جهود السلام "خلف الكواليس"، بينما أقرت بأن العمل "الحاسم" قد تم تنفيذه من قبل البيت الأبيض، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية.
وبدا أن هوكابي، الذي كان جزءا من فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاوض لصفقة السلام، يسخر من تأكيد فيليبسون في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال في منشور على منصة إكس: "أؤكد لكم أنها واهمة. يمكنها أن تشكر دونالد ترامب في أي وقت فقط لتصحيح الأمور".
ولم تعلق مصادر حكومية بريطانية بشكل مباشر على تصريحات هوكابي، لكنها أشارت إلى حقيقة أن فيليبسون قد سلطت الضوء أيضا على الدور القيادي لأمريكا في تأمين الصفقة خلال الجولات الإعلامية.
وقد يسبب الخلاف العلني الذي يشمل شخصيتين رئيسيتين في الإدارة البريطانية والأمريكية حرجا لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بينما يستعد للانضمام إلى قادة العالم في قمة غزة التي يترأسها ترامب بشكل مشترك اليوم الاثنين.
كما رفضت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل ادعاء فيليبسون، منتقدة اعتراف بريطانيا بإقامة الدولة الفلسطينية، والذي قالت إنه يخاطر بتشجيع حماس.
الأمم المتحدة تؤكد توسيع نطاق عملياتها الإنسانية في غزة
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم أمس الأحد أن عملية توسيع نطاق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة تجري على قدم وساق، مع دخول غاز الطهي إلى غزة للمرة الأولى منذ مارس الماضي.
وقال مكتب أوتشا في بيان صحفي إن المزيد من الخيام للعائلات النازحة، واللحوم المجمدة، والفواكه الطازجة، والدقيق، والأدوية عبرت إلى غزة طوال يوم الأحد.
وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة وشركاءها وزعوا مئات الآلاف من الوجبات الساخنة وحزم الخبز، في كل من الشمال والجنوب.
وقال مكتب أوتشا إنه حصل على موافقة إسرائيلية للمضي قدما بمزيد من المساعدات، ليصل حجم ما تم تأمينه في خط أنابيب الإمدادات إلى 190 ألف طن متري، بما في ذلك الغذاء ومواد الإيواء والأدوية وغيرها من الإمدادات.
وأضاف المكتب: "هذه مجرد البداية"، مؤكدا أنه في إطار خطة الـ 60 يوما الأولى لوقف إطلاق النار في غزة، ستقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بتوسيع نطاق عملياتها لتقديم المساعدة والخدمات المنقذة للحياة لكل شخص تقريبا في جميع أنحاء غزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية، بعد ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة في شرم الشيخ بمصر بين الجانبين بوساطة من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
رويترز: استقبال الأبطال لـ "ترامب" في البرلمان الإسرائيلي
سيحظى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستقبال الأبطال في البرلمان الإسرائيلي اليوم الاثنين مع دخول وقف إطلاق النار الهش في غزة الذي ساعد في التوسط فيه يومه الرابع، إذ يمثل الإطلاق المتوقع لسراح الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين خطوات مبدئية في صراع استعصى على الحل منذ فترة طويلة.
ويأتي خطاب ترامب أمام الكنيست بعد عامين من الحرب التي أشعلها هجوم حركة (حماس) في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، دمرت الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقا لتصريحات مسؤولي الصحة في القطاع.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة في بداية رحلته من واشنطن إلى إسرائيل "انتهت الحرب". وردا على سؤال حول التوقعات المستقبلية للمنطقة قال ترامب "أعتقد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها".
وأعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية تتزايد مع دخول غاز الطهي لأول مرة منذ مارس وتوسيع نطاق توصيل المواد الغذائية والطبية.
سلام دائم يبدو بعيد المنال
أعطت الهدنة وتبادل الرهائن والسجناء بصيصا من الأمل، ولكن على الرغم من تفاؤل ترامب، إلا أن الخسائر في الأرواح والدمار والصدمة أكدت أن السلام الدائم لا يزال بعيد المنال. ويتوقف التقدم الآن على الالتزامات العالمية التي يمكن أن تتخذها قمة تعقد في وقت لاحق اليوم الاثنين يشارك فيها أكثر من 20 من قادة العالم منهم ترامب في منتجع شرم الشيخ في مصر.
وقال مراسل أكسيوس أمس الأحد نقلا عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيحضر القمة في مصر. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان إنه لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي.
وأضافت بيدروسيان أن إسرائيل تتوقع أن تبدأ عودة الرهائن المتبقين في وقت مبكر من اليوم الاثنين مع إطلاق سراح الرهائن الأحياء العشرين معا، يلي ذلك تسليم جثث الرهائن المتبقين وعددهم 28.
وأكدت أنه لن يتم الإفراج عن 1700 فلسطيني محتجزين منذ 7 أكتوبر 2023، بالإضافة إلى 22 قاصرا وجثث 360 مقاتلا، إلا بعد عودة الرهائن الإسرائيليين سالمين.
وعلى أرض الواقع، وصف الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزة مشاهد الدمار الهائل.
وقال رامي محمد علي (37 عاما) بعد أن قطع مسافة 15 كيلومترا سيرا على الأقدام مع ابنه من دير البلح إلى مدينة غزة "ما قدرنا نستوعب حجم الدمار اللي شفناه".
وأضاف واصفا رؤية الأشلاء المتناثرة على الطرقات "يعني صحيح إحنا فرحانين برجعتنا لغزة لكن في ذات الوقت مشاعرنا فيها مرار بسبب الدمار".
إرث حرب العراق يهدد مشاركة توني بلير في "مجلس السلام" بشأن غزة
شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد فيما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سينضم إلى "مجلس السلام" الجديد الذي يهدف إلى الإشراف على إدارة قطاع غزة، وسط انتقادات مستمرة لبلير لدوره في حرب العراق.
وقال ترامب "لطالما أحببت توني، لكنني أريد أن أتأكد من أنه خيار مقبول للجميع"، دون أن يذكر أسماء قادة محددين يمكن أن يكون لهم رأي في اختياره لبلير.
وكانت خطة السلام في غزة التي طرحها البيت الأبيض الشهر الماضي قد أدرجت اسم بلير كعضو في المجلس المقترح.
وأدلى ترامب بتصريحاته للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية خلال رحلة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلقي خطابا أمام الكنيست اليوم الاثنين. كما أنه يخطط لحضور قمة قادة العالم في مصر بهدف إنهاء الحرب على غزة بشكل رسمي، مع دخول وقف إطلاق النار يومه الرابع.
وينتظر الإسرائيليون الإفراج المزمع عن الرهائن العشرين المتبقين الذين لا يزالون على قيد الحياة وتحتجزهم حركة (حماس) منذ السابع من أكتوبر 2023، عندما تسببت هجمات الحركة المسلحة في اندلاع حرب غزة المدمرة.
وقال ترامب إن مجلس السلام سيبدأ العمل بسرعة، لكنه بدا غير متأكد مما إذا كان بلير سيحظى بقبول جميع المعنيين.
وقال ترامب "أريد أن أعرف ما إذا كان توني سيحظى بقبول لدى الجميع لأنني لا أعرف ذلك".
وقوبلت فكرة تعيين بلير في مجلس السلام بحالة من عدم التصديق بين السياسيين والمحللين الفلسطينيين، وبين أعضاء حزب العمال الذي ينتمي إليه بلير في بريطانيا، نظرا لتضرر سمعته بسبب قراره دعم غزو العراق عام 2003.
وفي أعقاب ذلك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، تبين في نهاية المطاف أن مزاعم الولايات المتحدة وبريطانيا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل كانت كاذبة.
أ ف ب: إسرائيل تمنح ترامب أعلى أوسمتها المدنية
أعلن الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ اليوم الاثنين أنه سيمنح أعلى وسام مدني في البلاد لنظيره الأمريكي دونالد ترامب تقديرا لدوره في تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة والمساعدة في إنهاء الحرب.
وقال هرتسوغ في بيان صادر عن مكتبه "بجهوده التي لا تعرف الكلل، لم يساعد الرئيس ترامب في إعادة أحبائنا إلى وطنهم فحسب، بل أرسى أيضا دعائم لحقبة جديدة في الشرق الأوسط تبنى على أسس الأمن والتعاون والأمل الحقيقي بمستقبل يسوده السلام".
وأضاف "سيكون شرفا عظيما لي أن أقلده وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي".
وأوضح هرتسوغ أن الوسام سيُمنح خلال "الأشهر المقبلة"، لكنه سيقوم بإبلاغ ترامب بقراره خلال زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل الاثنين.
ومن المقرر أن تجري إسرائيل وحماس الاثنين عملية تبادل لرهائن ومعتقلين في إطار المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها ترامب.
وتهدف الخطة المكونة من 20 نقطة إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين إسرائيل وحماس في غزة والتي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وسيقضى ترامب بضع ساعات في اسرائيل التي يصلها صباح الاثنين في أول زيارة له إلى الدولة العبرية منذ أعادة انتخابه رئيسا، حيث سيلقي كلمة في الكنيست ويلتقي مع عائلات الرهائن.
وأعلنت الرئاسة الإسرائيلية أن وسام الشرف يمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة لدولة إسرائيل أو للإنسانية.
وكانت إسرائيل قد منحت الوسام سابقا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2013.
نتنياهو يصف الإفراج عن الرهائن بـ "الحدث التاريخي"
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "حدث تاريخي" قبيل عملية التسليم المتوقعة للرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في خطاب مصور يوم أمس الأحد: "غدا هو بداية مسار جديد. مسار بناء، مسار مداواة الجراح".
وأضاف أنه إلى جانب الفرح بعودة الرهائن، سيطبع اليوم أيضا "بالحزن على إطلاق سراح القتلة"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين الذين تعتزم إسرائيل الإفراج عنهم مقابل الرهائن.
وقال نتنياهو إن إسرائيل حققت انتصارات هائلة من خلال توحيد الجهود. لكن المعركة لم تنته بعد. "لا تزال أمامنا تحديات أمنية كبيرة".
وكان الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ قد قال قبل ذلك بوقت قصير في ميدان الرهائن في تل أبيب إن العديد من أعداء إسرائيل ومنتقديها يتهمون البلاد بالسعي إلى معركة مستمرة ضد خصومها، مصرا على أنه أمر غير صحيح.
وقال هرتسوغ: "بمجرد عودة الرهائن، لن تذهب إسرائيل إلى الحرب. إسرائيل ملتزمة بالوفاء بهذا الاتفاق وإسرائيل تريد السعي لتحقيق السلام مع جيرانها وإحداث تغيير في مستقبل المنطقة أخيرا".
وذكرت مصادر في حماس أنها تخطط لتسليم جميع الرهائن الأحياء، وكذلك أكبر عدد ممكن من الرهائن المتوفين، اليوم الاثنين.
سكاي نيوز: ماكرون يحدد ملامح "اليوم التالي" لغزة.. وأهم الأولويات
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مشاركته في قمة السلام الخاصة بغزة في مدينة شرم الشيخ، أن بلاده مستعدة للانخراط الكامل في الجهود الدولية الهادفة إلى تثبيت الاستقرار في القطاع، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد "عملاً مشتركاً" يضع الأسس لحل سياسي طويل الأمد قائم على دعم السلطة الفلسطينية وتنفيذ مبدأ حل الدولتين.
وقال ماكرون في كلمته إن "فرنسا تنخرط اليوم في هذا الاتفاق، والآن تبدأ أعمالنا المشتركة"، مشيراً إلى أن باريس وشركاءها الدوليين "سيتوجهون إلى نيويورك لوضع الإطار الدبلوماسي" الذي سيسند المرحلة التالية من الجهود السياسية في غزة، مؤكداً أن "فرنسا مستعدة أيضاً لوضع إطار الأعمال وتقديم الدعم الفني والخطط الميدانية".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، من بينها إندونيسيا، على بلورة خطة متكاملة لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة، لافتاً إلى أن "فرقنا في نيويورك تتعاون مع الفرق الأميركية وعديد الأطراف الدولية للوصول إلى تصور موحد".
حكومة وقتية في غزة
وكشف ماكرون عن أن هناك مشاورات جارية لتشكيل حكومة وقتية في قطاع غزة، ناتجة عن جهود وتفاهمات متعددة الأطراف، مضيفاً أن "هذه السلطة الوقتية ستساعد السلطة الفلسطينية وتخدم حل الدولتين"، مؤكداً في الوقت ذاته على "ضرورة التزام جميع الأطراف بهذا المسار السياسي الجديد".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن القوات الدولية للأمن ستكون جزءاً من الترتيبات المقبلة في القطاع، موضحاً أن "هذه القوات ستعمل في إطار نزع سلاح حركة حماس وتعزيز الأمن في المنطقة"، معتبراً أن ذلك يمثل خطوة ضرورية لتهيئة بيئة آمنة ومستقرة في غزة.
دعم دولي واسع
وأشاد ماكرون بالدعم الدولي الذي حظيت به الخطة المطروحة، قائلاً إن "ما تم تحقيقه هو ثمرة تحركات جماعية من قبل المجتمع الدولي، بدعم من أكثر من 141 دولة".
وأكد أن التعاون خلال الأشهر الماضية لعب دوراً مهماً في بلورة هذا التوافق الدولي، مضيفاً أن "الأغلبية في العالم رأت أن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا عبر الجهود الدبلوماسية المشتركة".
وشدد ماكرون على أهمية استمرار التواصل بين القادة والدول المختلفة "لضمان تقدم العملية السياسية وعدم فقدان الزخم الذي تحقق"، داعياً إلى "مواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية للوصول إلى حل شامل وعادل ينعكس إيجاباً على جميع الأطراف".
التركيز على تحرير الرهائن والأمن المشترك
وفيما يتعلق بالملف الأمني، قال ماكرون إن "أمن الجميع هو أولوية"، مشيراً إلى أن هناك جهوداً لتدريب القوات الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بمشاركة أطراف أوروبية وأميركية.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي "ضمن رؤية دولية تهدف إلى بناء مؤسسات أمنية مهنية قادرة على حفظ الاستقرار الداخلي وضمان سلامة السكان".
واختتم الرئيس الفرنسي كلمته بالتأكيد على أن "التحرك الدبلوماسي الراهن لا بد أن يوازيه جهد عملي لتحرير الرهائن وضمان عودة الحياة الطبيعية"، مضيفاً أن فرنسا ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق هذه الأهداف في إطار من التعاون والالتزام بالحلول السلمية.
بين غزة وبيروت.. خطوط غير مرئية تعيد رسم المشهد
تتصاعد وتيرة الأحداث في المنطقة على وقع تداخل المصالح الإقليمية والدولية، حيث تتشابك الملفات الأمنية والسياسية من غزة إلى بيروت، ومن دمشق إلى طهران. هذا المشهد المترابط جعل من قراءة التطورات مهمة معقدة، خاصة في ظل تعدد الأطراف وتباين أولوياتها.
وفي هذا الإطار، ناقش "رادار" على سكاي نيوز عربية أبعاد التحولات الجارية من خلال مداخلات تحليلية قدمها عدد من الخبراء والمراقبين، حيث حاولوا تفكيك المشهد السياسي الراهن واستشراف مساراته المحتملة.
ميدان متغير وتوازن هش
استهلت مراسلتنا في واشنطن، أمينة أسريري، مداخلتها بعرض ميداني مكثف رسم صورة الواقع على الأرض، مشيرة إلى أن التطورات الأمنية والسياسية تسير بوتيرة متسارعة يصعب التنبؤ بها.
وأوضحت أن "المشهد في عدد من العواصم العربية بات يعكس توازنًا هشًّا بين ضغوط الشارع ومصالح القوى الإقليمية"، مؤكدة أن التحالفات القائمة لم تعد ثابتة كما كانت في السنوات السابقة.
وأبرزت أسريري أن التحركات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة تكشف عن حالة من "إعادة التموضع" السياسي لدى عدة أطراف، في ظل تحولات في مواقف بعض القوى الكبرى تجاه أزمات المنطقة.
واعتبرت أن هذه التحركات "تفتح الباب أمام مقاربات جديدة قد تعيد رسم التوازنات الداخلية والخارجية، لكنها لا تلغي حالة القلق السائدة في الشارع العربي".
تحليلا لذلك، يمكن القول إن ما نقلته المراسلة يعكس بوضوح مزيجا من الترقب والتوجس، حيث تبدو المنطقة في مرحلة انتقالية غير مكتملة المعالم، تقف فيها القوى المحلية والإقليمية بين خيارَي التهدئة والمواجهة المحدودة.
واقع ما بعد الأزمات واستحالة العودة إلى المربع الأول
أما المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمر الشوبكي، فقد تناول الموقف من زاوية تحليلية أعمق، معتبرًا أن المنطقة "دخلت مرحلة ما بعد الأزمات"، حيث لم يعد ممكنا العودة إلى المربعات السياسية القديمة. وقال: "المعادلات التي حكمت المنطقة لعقد كامل تغيرت جذريًا، فالدول لم تعد تقاتل بالنيابة عن الآخرين كما في السابق، بل أصبحت تبحث عن ترتيبات توازن تضمن بقاءها واستقرارها الداخلي قبل أي حسابات خارجية".
وأشار الشوبكي إلى أن التحولات الإقليمية الراهنة ليست مجرد رد فعل على الأحداث الميدانية، بل تعبير عن تحول في منطق إدارة النفوذ، موضحا أن بعض القوى الإقليمية باتت تدرك أن التصعيد المستمر لا يمكن أن يؤدي إلى مكاسب دائمة.
وفي تحليله، شدد على أن "التهدئة الجزئية" التي تشهدها بعض الجبهات لا تعني بالضرورة بداية مرحلة سلام، بل ربما تكون إعادة توزيع للأوراق قبل جولات جديدة من التفاوض أو التصعيد.
وتُظهر رؤية الشوبكي أن التحول الجوهري في المنطقة يتمثل في انتقال الصراعات من الطابع العسكري إلى صيغ النفوذ الاقتصادي والسياسي، وهو ما قد يفتح الباب أمام ترتيبات جديدة بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط، خاصة مع دخول ملفات الطاقة وإعادة الإعمار كعناصر مؤثرة في المعادلة الجيوسياسية.
من جانبه، تناول أستاذ العلوم السياسية الدكتور أمجد شهاب زاوية أخرى، ركز فيها على "توازنات القوى" في المشهد الإقليمي الراهن، مؤكدًا أن المنطقة تشهد صراع إرادات أكثر من كونه صراع حدود. وقال: "اللاعبون الإقليميون يسعون لتثبيت مواقعهم عبر الدبلوماسية القسرية، بينما تحاول القوى الكبرى إدارة اللعبة دون التورط المباشر، ما يجعل كل تسوية مؤقتة وقابلة للانفجار في أي لحظة".
وأوضح شهاب أن العلاقات بين العواصم الكبرى تمر بمرحلة "إعادة اختبار"، إذ تسعى بعض الدول إلى توسيع هامش استقلاليتها عن المحاور الدولية، في حين تحافظ أخرى على تموضعها التقليدي.
وأضاف أن التغير في خطاب بعض العواصم "يعكس إدراكًا متزايدًا بأن الحلول الأمنية وحدها لم تعد كافية لإدارة الأزمات".
ويرى شهاب أن التحول السياسي المقبل لن يُبنى على التحالفات القديمة، بل على مبدأ المرونة السياسية والقدرة على استيعاب المتغيرات الاقتصادية والأمنية في آن واحد.
ومن خلال قراءته، يتضح أن المشهد يتجه نحو إعادة تعريف للأدوار الإقليمية، حيث لم تعد هناك قوة قادرة على فرض إيقاع واحد للمنطقة، بل تعددت الإيقاعات وتداخلت المصالح.
المعادلة الاستراتيجية الجديدة وملف الأمن الإقليمي
أما الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية منصور معدي، فركز على البعد الأمني والاستراتيجي للأحداث، معتبرًا أن الشرق الأوسط اليوم يعيش معادلة أمنية جديدة تقوم على الردع المتبادل والتفاهم المرحلي، وليس على الاتفاقات الدائمة. وقال: "الفاعلون الإقليميون يدركون أن أي انهيار أمني شامل سيكلف الجميع، لذلك هناك ميل واضح نحو ضبط إيقاع الصراعات دون حلها جذريًا".
وأوضح معدي أن تعدد الوسطاء الإقليميين والدوليين لا يعني بالضرورة قرب الحلول، بل يعكس حالة من التوازن السلبي التي تُبقي الملفات مفتوحة ضمن سقف محدد من التوتر. وأضاف أن بعض القوى الخارجية تحاول "إدارة الأزمة بدلاً من إنهائها"، لما تمنحه حالة اللاحسم من فرص تفاوض وضغط سياسي.
وفي تحليله لمستقبل المرحلة المقبلة، أكد معدي أن المنطقة مقبلة على صفقات متبادلة أكثر من تسويات شاملة، إذ تسعى كل دولة لتأمين مصالحها في ملفات الطاقة والحدود والأمن، في حين تبقى القضايا الكبرى مثل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي رهينة لتوازنات القوى الكبرى.
تقاطعات التحليل: خريطة مضطربة بين التهدئة والمواجهة
المشترك بين مداخلات الضيوف هو إدراكهم العميق أن المنطقة لا تعيش مرحلة استقرار، بل مرحلة إدارة مؤقتة للأزمات. فقد أكدت أمينة أسريري ميدانيًا هشاشة التوازنات، فيما رأى الشوبكي أن معادلات النفوذ تغيّرت، وأشار شهاب إلى تآكل التحالفات القديمة، بينما شدد معدي على أن الردع المؤقت بات السمة الأبرز للمشهد الاستراتيجي.
هذه القراءات مجتمعة ترسم صورة لشرق أوسط جديد قيد التشكل، لا تُحكمه شعارات الماضي ولا موازين القوى التقليدية. فالمعادلة باتت أكثر براغماتية: كل طرف يوازن بين ما يمكن تحقيقه ميدانيًا وما يمكن الحفاظ عليه سياسيًا.
ويبدو أن العواصم الإقليمية الكبرى باتت أكثر وعيًا بتكلفة المواجهة المباشرة، وأكثر ميلًا إلى سياسة "إدارة الوقت" بدل الحسم، في انتظار تغيّر موازين القوى الدولية.
الشرق الأوسط بين إرث الصراعات وفرص التحول
تكشف النقاشات التي شهدها "رادار" أن المنطقة تقف على مفترق طرق حقيقي. فبينما يرى البعض أن الأزمات المتكررة أنهكت الشعوب وأضعفت الهياكل السياسية، يرى آخرون أن ما يجري هو فرصة لإعادة بناء منظومة إقليمية جديدة، يكون فيها الاستقرار مصلحة مشتركة لا ترفًا سياسيًا.
لكن الواضح حتى الآن، كما خلص الخبراء المشاركون، أن التحول لن يكون سريعًا ولا متكاملًا. فكل تقدم في ملف يقابله تراجع في آخر، وكل تقارب دبلوماسي يظل مشروطًا بحدود النفوذ ومصالح القوى الكبرى.
إنها مرحلة انتقالية بامتياز — مرحلة توازن الضرورة، لا سلام الطمأنينة. وفي ظل هذا المشهد، تبقى المنطقة مفتوحة على احتمالات متناقضة: إما انبثاق نظام إقليمي أكثر توازنًا، أو جولات جديدة من الاضطراب، تعيد عقارب الساعة إلى نقطة الصفر.
مظلوم عبدي: اتفاق على دمج "قسد" ضمن الجيش السوري
أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس التوصل مع السلطات الانتقالية إلى "اتفاق مبدئي" بشأن آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، لافتا إلى محادثات تجري حاليا بين الطرفين في دمشق.
ووقع عبدي والرئيس أحمد الشرع اتفاقا في 10 مارس، تضمّن بنودا عدّة على رأسها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية بحلول نهاية العام.
إلا أن تباينا في وجهات النظر بين الطرفين حال دون إحراز تقدم في تطبيقه.
ترامب يفتح باب الشك.. "لا أعرف قرار بلير"
شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، فيما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سينضم إلى "مجلس السلام" الجديد الذي يهدف إلى الإشراف على إدارة قطاع غزة، وسط انتقادات مستمرة لبلير لدوره في حرب العراق.
وقال ترامب: "لطالما أحببت توني، لكنني أريد أن أتأكد من أنه خيار مقبول للجميع"، دون أن يذكر أسماء قادة محددين يمكن أن يكون لهم رأي في اختياره لبلير.
وكانت خطة السلام في غزة التي طرحها البيت الأبيض الشهر الماضي قد أدرجت اسم بلير كعضو في المجلس المقترح.
وأدلى ترامب بتصريحاته للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية خلال رحلة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن يلقي خطابا أمام الكنيست، الإثنين.
كما أنه يخطط لحضور قمة قادة العالم في مصر بهدف إنهاء الحرب على غزة بشكل رسمي، مع دخول وقف إطلاق النار يومه الرابع.
وقال ترامب إن مجلس السلام سيبدأ العمل بسرعة، لكنه بدا غير متأكد مما إذا كان بلير سيحظى بقبول جميع المعنيين.
وأضاف: "أريد أن أعرف ما إذا كان توني سيحظى بقبول لدى الجميع لأنني لا أعرف ذلك".
وقوبلت فكرة تعيين بلير في مجلس السلام بحالة من عدم التصديق بين السياسيين والمحللين الفلسطينيين، وبين أعضاء حزب العمال الذي ينتمي إليه بلير في بريطانيا، نظرا لتضرر سمعته بسبب قراره دعم غزو العراق عام 2003.
وفي أعقاب ذلك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، تبين في نهاية المطاف أن مزاعم الولايات المتحدة وبريطانيا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل كانت كاذبة.
تفاهم تركي سوري وشيك.. هل يقترب الاتفاق الأمني الشامل؟
تدخل العلاقة التركية السورية مرحلة جديدة عنوانها العريض “التعاون الأمني”، بعد أعوام من القطيعة والتوتر السياسي والعسكري. فالتطورات الأخيرة، بدءًا من اللقاءات الرفيعة بين وفود البلدين في أنقرة، مرورًا بتقارب دمشق مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وصولًا إلى التصريحات الواضحة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، تعكس تحولات ميدانية واستراتيجية أعمق مما تبدو عليه في ظاهرها.
يقول فيدان إن أنقرة لا ترى “أمن سوريا بمعزل عن أمن تركيا”، مؤكّدًا أن الاجتماعات ناقشت الخطوات المشتركة لضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها.
وبحسب مصادر مطلعة، تصدّر ملف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) النقاش، إذ تطالب تركيا بتسليم سلاحها واندماجها الكامل في الجيش السوري، بينما تحاول دمشق الحفاظ على خيوط توازن دقيقة بين المصالحة الداخلية وعدم إغضاب أنقرة.
لقاء دمشق و"قسد".. بوادر تحول في المشهد الأمني
اللقاء الأخير في دمشق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، بحضور مبعوثين أميركيين، وضع ما يشبه “خارطة طريق” أولية للعلاقة المستقبلية بين الطرفين.
ووفقا للتفاهمات المبدئية، أبدت “قسد” استعدادها لتسليم إنتاج النفط من حقول دير الزور إلى الحكومة السورية مقابل احتفاظها بنسبة مخصصة للسوق المحلي.
هذه الخطوة، رغم رمزيتها، تفتح الباب أمام إعادة دمج “قسد” في الدولة السورية عبر مراحل متدرجة، وهو ما تتابعه أنقرة بدقة. فتركيا لا ترى في “قسد” قوة سورية وطنية بقدر ما تعتبرها واجهة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية تهدد أمنها القومي.
في حديثه لـ“التاسعة” على "سكاي نيوز عربية"، قدّم الباحث في العلاقات الدولية مهند حافظ أغلو قراءة معمّقة لموقع تركيا في هذا التحول الإقليمي، معتبرًا أن “المنطقة تعيش اللحظات الأخيرة من سباق إعادة بناء الدولة السورية على المستويين الأمني والعسكري”.
يشرح أغلو أن “الماراثون البنائي” الذي بدأ منذ سنوات يقترب من نهايته، وأن الملفات العالقة انحصرت في اثنين: قسد من جهة، وملف السويداء والجنوب السوري من جهة أخرى.
وبرأيه، فإن التحرك التركي الأخير يهدف إلى “معالجة هذين الملفين معًا عبر انتشار عسكري مختلف عن السابق وتنسيق مباشر مع دمشق”.
ويضيف أن أنقرة لا ترى في "قسد" سوى امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي "يخضع لإدارة مشتركة مع طهران في الجزيرة السورية". لذلك، وفق قوله، فإن أي محاولة لإبقاء نفوذ "قسد" ضمن الجيش السوري أو في مناطق محددة "تحايل سياسي لن تقبل به لا دمشق ولا أنقرة".
اتفاقات جديدة... تتجاوز أضنة؟
يشير أغلو إلى احتمال ولادة اتفاقية أمنية جديدة بين أنقرة ودمشق، قد تعيد رسم حدود التعاون العسكري بشكل أوسع مما نصت عليه اتفاقية أضنة الموقعة عام 1998.
ويرى أن التطورات الحالية "تشير إلى استعداد تركيا لإنشاء قواعد عسكرية مشتركة داخل العمق السوري بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً"، في حال تم التوافق النهائي بين الجانبين.
ويصف الباحث هذا التحرك بأنه "دخول تركي شرعي" يتم عبر التفاهمات الرسمية، وليس من باب القوة أو فرض الأمر الواقع. وهو ما يميّز، برأيه، السلوك التركي عن السلوك الإسرائيلي في الجنوب السوري، الذي “يتخذ من حماية الأقليات ذريعة للتغلغل العسكري".
"قسد" بين الضغط التركي وامتحان الولاء السوري
في قراءته لخيارات المرحلة المقبلة، يرى أغلو أن المشهد أمام "قسد" ضيّق ومعقد. فإما أن تقطع علاقتها نهائيا مع حزب العمال الكردستاني وتتحول إلى قوة سورية وطنية خالصة، أو تواجه احتمال تحرك عسكري مشترك تركي–سوري لإنهاء نفوذها في الشمال الشرقي.
ويشير إلى أن القيادة التركية "تضبط نفسها عسكريا حتى الآن احتراما لتفاهماتها مع دمشق"، لكنها في الوقت نفسه تعتبر أن "أمنها القومي مهدد طالما بقي عناصر الـPKK ناشطين داخل سوريا".
ويضيف أن "التحرك التركي سيكون حتميًا إذا فشلت دمشق في دمج قسد ضمن مؤسساتها دون وجود أي عناصر أجنبية في صفوفها".
أوغلو يرى أن "ما يحاك لسوريا وتركيا معًا هو مخطط تقسيمي يستهدف إبقاء دمشق في دوامة أمنية دائمة شمالًا وجنوبًا". لذلك، يعتبر أن التنسيق التركي–السوري "ليس خيارًا تكتيكيًا مؤقتًا، بل ضرورة استراتيجية لدرء مشروع التقسيم".
جنوب سوريا... الساحة الثانية للصراع الصامت
الملف الآخر الذي يوازي أهمية "قسد" في رؤية الباحث هو الجنوب السوري، وتحديدًا مناطق السويداء ودرعا والقنيطرة، التي شهدت مؤخرًا توترات أمنية وحركات احتجاجية ذات طابع محلي.
أوغلو يرى أن "إسرائيل تحاول استثمار هذه الاضطرابات لإيجاد موطئ قدم دائم لها بذريعة حماية الأقليات، خصوصًا الدروز".
لكن التحرك التركي في المقابل، كما يوضح، يسعى إلى "سدّ أي فراغ أمني يمكن أن تستغله إسرائيل"، من خلال تنسيق مباشر مع دمشق لمنع أي انفجار جديد في الجنوب. ويذهب أبعد من ذلك بالقول إن "إغلاق ملف الجنوب سيأتي قبل حسم ملف الجزيرة السورية، تمهيدًا لإطلاق مرحلة جديدة من الاستقرار الأمني".
احتمالات المستقبل.. بين الدمج والكيّ
يقدّم أوغلو في ختام تحليله خلاصة واقعية: أمام دمشق خياران، إما المضي في دمج "قسد" تدريجيًا ضمن الجيش السوري تحت إشراف تركي غير معلن، أو القبول بتحرك عسكري مشترك ينهي وجودها ككيان مستقل.
أما أنقرة، فماضية في مشروعها لضمان أمن حدودها الجنوبية، سواء عبر تفاهمات دبلوماسية أو عمليات ميدانية "إذا ما فشلت الحلول السياسية".
ويلخص الباحث المشهد بالقول: "إما أن يكون التحرك نحو حل حقيقي، أو أن آخر العلاج هو الكيّ".
شراكة الضرورة لا الودّ
رغم اللهجة التصالحية التي تطبع اللقاءات الأخيرة بين أنقرة ودمشق، إلا أن العلاقة بينهما تبقى علاقة توازن مصالح أكثر منها تحالفًا وديًا.
فتركيا تريد تأمين حدودها ومنع قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية، وسوريا تسعى لاستعادة سيادتها على كامل أراضيها دون الدخول في مواجهة مفتوحة مع أنقرة أو "قسد".
ومع بروز حديث أوغلو عن "اتفاقيات دفاع مشترك جديدة"، يبدو أن البلدين يتجهان نحو مرحلة واقعية جديدة عنوانها "الأمن أولاً"، ولو على حساب بعض الشعارات القديمة.
ما يجري اليوم ليس مجرد مصالحة سياسية عابرة، بل إعادة رسم لخرائط النفوذ والأمن في شمال وشرق سوريا، وربما بداية لتفاهمات إقليمية أوسع ستحدد ملامح الشرق الأوسط في العقد المقبل.