لقاءات رئاسية لبنانية تبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب/شبح العراق وأفغانستان يطارد القوات الأميركية... إلى غزة/محكمة أميركية تحمل مصرفاً فرنسياً مسؤولية فظائع ارتكبت في عهد البشير

السبت 18/أكتوبر/2025 - 10:16 ص
طباعة لقاءات رئاسية لبنانية إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 18 أكتوبر 2025.

الاتحاد: فرنسا وبريطانيا تعدان قراراً بمجلس الأمن بشأن إرسال قوات إلى غزة

قالت فرنسا إنها تعكف بالتعاون مع بريطانيا، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن في الأيام المقبلة من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.
وقال مستشاران أميركيان كبيران يوم الأربعاء الماضي، إنه مع صمود وقف إطلاق النار في غزة، بدأ التخطيط لإرسال قوة دولية لإرساء الأمن في القطاع الفلسطيني.
وفي حديثه للصحفيين في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باسكال كونفافرو، إن مثل هذه القوة تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لتوفير أساس قوي في القانون الدولي وتسهيل الحصول على مساهمات محتملة من الدول.
وأضاف: «تعمل فرنسا بشكل وثيق مع شركائها على تأسيس مثل هذه البعثة الدولية التي يجب أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اعتماد قرار بمجلس الأمن».
وأوضح أن «المناقشات لا تزال جارية، لا سيما مع الأميركيين والبريطانيين، لطرح مشروع قرار في الأيام المقبلة».
وقال مسؤول في البيت الأبيض أمس الأول، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري محادثات مع عدد من الدول المهتمة بالمساهمة في هذه القوة.

إصابة 5 فلسطينيين باعتداء مستوطنين قرب رام الله

أصيب 5 فلسطينيين، أمس، جراء اعتداء مستوطنين إسرائيليين عليهم بالضرب شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن الطواقم الطبيّة تتعامل مع 5 إصابات جراء الاعتداء بالضرب من قبل المستوطنين في بلدة «سلواد».
وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين هاجموا عائلات فلسطينية في سلواد أثناء توجههم لحقول الزيتون، واعتدوا عليهم بالضرب بالعصي والحجارة، فيما منعوا آخرين من الوصول إلى حقولهم.
وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون، أمس، مزارعين فلسطينيين ممن يجنون الزيتون في محافظات عدة بالضفة، أبرزها نابلس وسلفيت ورام الله.

قتلى وجرحى بهجوم إسرائيلي استهدف مركبة تقل نازحين بغزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، سقوط ضحايا وجرحى جرّاء هجوم إسرائيلي استهدف مركبة تقل نازحين في حي الزيتون بمدينة غزة.
وأوضح الدفاع المدني في بيان، أن إسرائيل قصفت حافلة صغيرة كانت تقل 10 أشخاص في منطقة الزيتون، مضيفاً أن أفراده نجحوا في إنقاذ فتى مصاب.
وأضاف: أن «مصير بقية ركاب الحافلة ما زال مجهولاً ويجري التنسيق مع الجهات الدولية المختصة للوصول إلى موقع الاستهداف».
وفي سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، أن الجيش الإسرائيلي بدأ بوضع علامات توضيحية على ما يعرف بـ«الخط الأصفر»، الذي انسحب إليه بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وقال كاتس بتدوينة على منصة «إكس»: «بموجب تعليماتي، بدأ الجيش الإسرائيلي بوضع علامات على الخط الأصفر والذي يغطي أكثر من 50% من قطاع غزة». وأشار إلى أن «وضع العلامات الخاصة مستمر لتحديد بوضوح مكان خط الانسحاب الإسرائيلي».

الخليج: القضاء اللبناني يخلي سبيل هنيبعل القذافي بكفالة

بعد عشر سنوات على توقيفه في بيروت، وافق القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في قضية خطف وإخفاء موسى الصدر، على إخلاء سبيل هنيبعل القذافي مقابل كفالة قيمتها ١١ مليون دولار ومنعه من السفر، الا أن فريق الدفاع عن هنيبعل اعتبر أن موكله لا يملك هذا المبلغ، واعتقل تعسفياً لـ 10 سنوات وبدون توجيه تهم، وهذا الرقم غير منطقي، مشيراً الى أن «أموال هنيبعل محجوزة وخاضعة للعقوبات منذ عام 2012 ومعظم أشقائه رفعوا العقوبات وحرروا أموالهم وهو لم يتمكن من ذلك بسبب خطفه وسجنه تعسفياً في لبنان».
وأضاف وكلاء الدفاع: «سنتقدم بطلب إلغاء الكفالة وما حدث بمثابة رد طلب إخلاء السبيل فالقذافي مخطوف ولا يملك أوراقاً ثبوتية وبعد 10 سنوات لم يظهر أي معطى يدينه في قضية الصدر ورفيقيه».
وقد مثل هنيبعل نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أمام القاضي حمادة أمس، بناءً على طلب عائلة الصدر المغيب في ليبيا منذ العام 1978 مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين. وبدأت جلسة التحقيق بقصر عدل بيروت في حضور ثلاثة محامين عنه بينهم فرنسي. وحضر الجلسة رئيس المحامين الدوليين أنطوان عقل وعدد من المحامين بوكالتهم عن عائلات الصدر ويعقوب وبدر الدين.
وقالت إيناس حراق من فريق الدفاع عن هنبيعل القذافي قبل بدء الجلسة: «الجلسة اليوم ليست موعد اختبار للقضاء اللبناني وإنما امتحان لضمير الدولة اللبنانية».

لقاءات رئاسية لبنانية تبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب

بحث الرئيس اللبناني جوزيف عون مع رئيس الحكومة نواف سلام الوضع في الجنوب، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، في وقت يزور وفد أمني سوري لبنان لبحث ملفات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود وقضية الموقوفين ولتعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
فقد عـــرض عـــون مع سلام، أمس الجمعة، الأوضاع العامة في البــلاد، ولاسيمــا الوضــع في الجنوب، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، كما تطرق البحث إلى التطورات الإقليمية بعد مؤتمر شرم الشيخ، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. وانتقل سلام من القصر الجمهوري إلى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وفي هذا الإطار رأى عون أن العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجيّة وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة، مطالباً في بيان بعد الاعتداءات مساء الخميس بموقف دولي يضع حداً لممارسات إسرائيل التي تستخدم القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي.
وتجاوز التصعيد الأمني الإسرائيلي ليل الخميس الجنوب إلى البقاع في غربي بعلبك، وجاء من باب الضغط على لبنان للتسليم بالشروط الإسرائيلية بدءاً من نزع سلاح «حزب الله» والذهاب إلى ترتيبات أمنية واتفاق سياسي عبر التفاوض المباشر وصولاً إلى التطبيع، وكرد على موقف عون الذي أبدى فيه استعداد لبنان للتفاوض غير المباشر على غرار التفاوض بشأن الحدود البحرية عام 2022، رافضاً فكرة التفاوض المباشر بعدما تلقى رسالة أمريكية بهذا الخصوص، كما كشفت مصادر مواكبة.
وتواصلت الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، حيث توغلت قوة ​ إسرائيلية، فجر أمس الجمعة، باتجاه منطقة السلطانة عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة يارون، وعمدت إلى نسف منزل. وألقت مسيّرة قنبلة صوتية، في اتجاه منطقة قطعة الزيتونة في بلدة بليدا في قضاء مرجعيون، دون وقوع إصابات.كما أطلقت قوات إسرائيلية الرصاص بشكل مكثف من تلة القرن في أطراف كفرشوبا بعد أن كانت قد أطلقت قذيفتين باتجاه جبل السدانة.
وحلّقت مسيّرة على علو منخفض فوق مدينة صور وقرى وبلدات القضاء. كما حلق الطيران المسيّر الإسرائيلي فوق السلسلتين الشرقية والغربية والبقاع الأوسط وصولاً إلى بعلبك ومقنة ويونين في البقاع الشمالي.
وشهـــد ليـــل أمس الأول تصعيداً إسرائيلياً عنيفاً، حيث طالت الغارات مناطق عديدة في الجنوب وصولاً إلى غربي بعلبـــك، وأدت إلى دمـــار كبيـــر وسقــوط قتيــل وسبعة جرحى.
وسجلت «الوكالة الوطنية للإعلام»، استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي المنطقة الصناعية الواقعة في وادي بصفور إلى الطرف الغربي لمعتقل أنصار سابقاً والتابعة عقارياً لبلدة سيناي، بأكثر من 12 غارة جوية عنيفة ملقياً عشرات الصواريخ الثقيلة والتي استهدفت منشآت شركة المجابل العاملية والشركة الوطنية للكسارات، وتضمان معامل لإنتاج الزفت ومجابل باطون وخزانات للوقود المتنوع ومباني إدارة وسكناً، وتحولت جميعها إلى أنقاض وركام متفحم فضلاً عن تدمير عشرات الآليات الثقيلة والمتنوعة والمخصصة للأشغال والحفريات.
وأدى العدوان الجوي إلى إصابة 5 عمال كانوا يبيتون في أحد مباني الحراسة، وهم 3 سوريين ولبنانيان اثنان.
رحب مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، بجهود الحكومة اللبنانية والتزاماتها بممارسة سيادتها على كامل أراضيها، من خلال الجيش اللبناني، وبعدم الاعتراف بأي سلطة سوى سلطة الحكومة. وحث أعضاء مجلس الأمن في بيان رسمي، المجتمع الدولي على تكثيف دعمه للجيش اللبناني لضمان انتشاره الفعال والمستدام جنوب نهر الليطاني. ورحب البيان باستعداد الحكومة اللبنانية لترسيم حدودها مع سوريا وترسيمها، وبجهودها لمنع التهريب.


البيان: بريق الدولتين يسطع.. هل أقفل ترامب على آخر الحروب؟

في العشرين من يناير، وفي خطاب تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات مقبلة، نبه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أنه سينهي الحروب في العالم، وأن من شأن الحرب التي كانت على أشدها في قطاع غزة، أن تقفز بالعملية السياسية في الشرق الأوسط.
وصولاً إلى حل الدولتين. حينها، تابع العالم بشغف ما قاله ترامب في خطاب التنصيب والترغيب وأخذ يتحسب ويرصد أي تحسن محتمل في السياسة الأمريكية وتوجهاتها حيال قضايا المنطقة، لاسيما وأن سبع سنوات عجاف، كانت قد مرت، وتدهورت فيها علاقات واشنطن مع العالمين العربي والإسلامي، خلال ولاية ترامب الأولى، وخلفه الرئيس السابق جو بايدن.

ترامب قال في حينه، إنه صمم مشاريعه، على إيقاع الصراعات الدائرة، وأبرزها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولم يشأ تكرار سياسة سلفه، وعدم قدرته على وقف أي من الحروب.
ولذا راح يطلق الوعود البراقة، متعهداً بإيلاء حرب غزة اهتماماً خاصاً، وإن كان يعلم بأنه لن يستطيع الوفاء بوعوده، دون تغيير جذري في السياسة الأمريكية.

في الساعات الأخيرة، جال ترامب بمكالمات هاتفية على كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما يظهر، وفق مراقبين، جديته في تغيير صورة الإدارة الأمريكية، من خلال المسارعة إلى الانخراط في عملية سلام شاملة، دون إغفال الحرب بين باكستان وأفغانستان، التي عرج عليها في تصريحاته، وسعيه لإقفال ملف الحروب في العالم.

قبل ذلك، حرص ترامب على تأكيد حضوره في مساعي إنهاء الحروب وإرساء السلام خلال قمة شرم الشيخ، التي شهدت توقيع اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي عده مراقبون، إجابة عن الأسئلة الصعبة، وقوامها: هل ستنتهي الحروب بالفعل؟

وهل بإمكان الرئيس ترامب إشاعة سلام مستدام في المنطقة؟، وماذا عن مؤتمر حل الدولتين الذي تبنته فرنسا والسعودية؟، وهل من نهاية لهذا الشلال الغزير من الدم في قطاع غزة؟.

بداية طريق
الكاتب والمحلل السياسي، باسم برهوم، يرى أن قمة شرم الشيخ للسلام، التي حل عليها ترامب راعياً لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، هي بداية الطريق نحو حل الدولتين، وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً:
من الواضح أن هذه القمة تمهد الطريق إلى مرحلة جديدة تبعث الأمل بمسار سياسي، يفضي أخيراً إلى حل الدولتين، الذي يدعمه العالم بقوة، وعبّر عن ذلك بسلسلة من الاعترافات توالت بدولة فلسطين.

وتابع: قمة شرم الشيخ، عكست الإرادة الدولية التي أوقفت الحرب على غزة، وهي ذاتها التي تريد إعادة دولة فلسطين إلى خريطة المنطقة، بعد أكثر من 77 عاماً، على تفكيك الأرض الفلسطينية، وتشريد الشعب الفلسطيني، وشكّلت ضمانة لالتزام الأطراف مجتمعة بخطة ترامب، التي يتحدث بندها الـ19 عن الدولة الفلسطينية، وفقاً لحل الدولتين، وهذا يعبّر عن إرادة الرأي العام العالمي.

عقبات كبرى
والانتصار الدبلوماسي الكبير الذي حققه الرئيس ترامب بإنهاء الحرب على غزة، ويمهد لشرق أوسط جديد دونه عقبات كبرى، إذ في قطاع غزة لا تزال الأجواء مكفهرة منذ صبيحة وقف الحرب، وخصوصاً معضلة تسليم جثامين المختطفين الإسرائيليين الذين قتلوا في خضم الحرب.
هل بدأت الإجراءات العملية لفرض حل أمريكي عبر الدولتين؟، هذا السؤال قفز فجأة إلى سطح الأحداث، بعد أن شهدت غزة حرباً دامية أهلكت الحرث والنسل، ويبدو أن واشنطن قررت حسم الموقف حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسب مواقف الرئيس الأمريكي.

الشرق الأوسط: ظريف ينشر غسيل مفاوضات «النووي»

يواصل وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف نشر غسيل مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، في سجال علني مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

ونقلت وكالة «إيرنا» عن ظريف، أن المقترحات الروسية خلال المفاوضات كانت «ضد مصلحة إيران»، مشدداً على أن «سناب باك» لم يكن جزءاً من التفاهمات مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري.

وقال ظريف: «في إحدى الجولات، جاء كيري بمقترح يقضي بتمديد قرارات مجلس الأمن كل 6 أشهر، فرفضته لأنه كان إهانة لذكائي، ثم أخبرني بأن المقترح من لافروف».

وتابع ظريف: «لافروف قال لي حينها: لن تحصلوا على أكثر من 5 سنوات لرفع حظر السلاح. فرفضت، وأُنجز النص النهائي تلك الليلة رغم الاعتراض الروسي». وكان لافروف قد وصف «سناب باك» ضمن الاتفاق النووي بـ«الفخ القانوني» الذي نصبه ظريف لبلاده.

شبح العراق وأفغانستان يطارد القوات الأميركية... إلى غزة

ترافق اتفاق شرم الشيخ مع تساؤلات كبيرة حول الدور الأميركي في غزة، من دون أجوبة واضحة حول ما تحمله المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الإعلان عن مشاركة مائتي عنصر عسكري في الإشراف على الاتفاق، ورئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مجلس السلام» الذي سيدير قطاع غزة، وفقاً للخطة.

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، دور القوات الأميركية التي ستشرف على وقف إطلاق النار، والمخاوف الداخلية من انزلاقها إلى عمليات قتالية، بالإضافة إلى الدور الذي سيلعبه الرئيس ترمب في «مجلس السلام».

لا قوات أميركية على الأرض؟
سعى نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، إلى طمأنة الأميركيين حيال دور مائتي عنصر من القيادة المركزية الأميركية في الإشراف على اتفاق السلام، خاصة في ظل مخاوف من تكرار سيناريوهات العراق وأفغانستان.

وأكد فانس أن هذه القوات لن توجد على الأرض لا في غزة ولا في إسرائيل، لكن كبير المستشارين العسكريين السابق في وزارة الخارجية الأميركية، الكولونيل المتقاعد عباس داهوك، يرجح أن تكون هذه القوات في تل أبيب لتوفير الخدمات اللوجستية والهندسية والاستخباراتية، ويشير إلى أن هذه القوات ستخدم تحت لجنة تسمى اللجنة المدنية العسكرية، يرأسها جنرال أميركي بثلاث نجوم تم تعيينه، ولكن لم يتم الإعلان عن اسمه بعد، مضيفاً: «تحت هذه اللجنة، ستكون هناك قوة استقرار دولية لا يزال حجمها ونطاقها وسلطتها والبلدان المشاركة فيها غير معروفة، وستكون هذه القوة الدولية داخل غزة على خلاف القوات الأميركية التي ستكون بمثابة حلقة الوصل بين جميع القوات».

أدولفو فرانكو، مستشار السيناتور الجمهوري السابق جون ماكين والخبير الاستراتيجي الجمهوري، يرى أن دور القوات الأميركية سيكون رمزياً، مذكّراً بوعود ترمب بعدم الانخراط في حروب خارجية، وعدم تغيير الأنظمة ضمن سياسة «أميركا أولاً» التي تعد انعزالية. لكن فرانكو يشير إلى أن ترمب أراد من خلال وجود القوات الأميركية إثبات أن أميركا ملتزمة بحل الأزمة، وأنه شخصياً ملتزم بأن يكون الضامن للسلام.

لكن تصريحات ترمب الأخيرة، التي قال فيها إنه إن لم تنزع «حماس» أسلحتها فسوف «نقوم بالمهمة»، أثارت مخاوف بشأن دور القوات الأميركية في ذلك، واحتمال انزلاقها إلى مواجهة ميدانية، إلا أن فرانكو يعتبر أن ترمب قصد بذلك أنه سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاستئناف عملياتها، وأنه لم يقل إن الأميركيين سيتخذون إجراءات بأنفسهم... «لأن الانخراط في حروب خارجية يتعارض مع مبادئ (حركة ماغا) وفلسفة ترمب»، معقباً بالقول: «نحن فقدنا 300 جندي من مشاة البحرية في لبنان، في عهد الرئيس (رونالد) ريغان، والشعب الأميركي بالإضافة إلى أنصار ترمب والجمهوريين مترددون جداً في أي تدخل خارجي».

وبينما يوافق الرقيب الأول المتقاعد في سلاح الجو الأميركي والمستشار السابق في وزارة الدفاع، ويس براينت، على أن مهمة القوات الأميركية هي رمزية حالياً، تقضي بالتنسيق المدني العسكري لضمان الاستقرار والأمن وإعادة الإعمار، فإنه يحذر من احتمال نشوب صراع أوسع تنزلق فيه القوات الأميركية في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ويعطي مثالاً على ذلك بالحملة الأميركية ضد «داعش»، والتي أذن بها الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويقول: «كان عددهم 300، هكذا بدأنا حملة الضربات ضد (داعش)؛ لذا يمكن أن يتطور موضوع غزة إلى شيء أكبر رغم أنه حالياً لا أرى أي مؤشرات على ذلك، لكن عندما ننظر إلى ما تفعله إدارة ترمب على الصعيد الدولي، وكيف أنها توسع استخدام القوة العسكرية الفتاكة، على عكس ما تم الإعلان عنه من سياسات (أميركا أولاً)؛ فهناك احتمال كبير أن يتحول ذلك إلى صراع مسلح».

ترمب «رئيس مجلس السلام»

تتضمن خطة غزة مجلساً للسلام يترأسه ترمب. وعن هذا الدور يقول داهوك إنه سيشرف كذلك على عمل العناصر الأميركية، مضيفاً: «من الواضح أنه ملتزم جداً بهذه الخطة، وأنه سيفعل كل ما في وسعه كرئيس للولايات المتحدة التي تمتلك أقوى جيش في العالم لضمان تحقيق ذلك».

وشدد داهوك على أهمية الضغط على «حماس» لنزع أسلحتها، مشيراً إلى أن وجود ترمب في رئاسة المجلس ومشاركته الشخصية، سوف يشكل ذلك ضغطاً كبيراً على «حماس» لتسليم أسلحتها. ويضيف مشككاً: «نزع السلاح مهمة صعبة؛ فنحن ما زلنا نحاول نزع سلاح (حزب الله) في لبنان. ما زلنا نحاول نزع سلاح (الحشد الشعبي) في العراق. ما زلنا نحاول نزع سلاح الحوثيين. هذه ليست مهمة سهلة. علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت (حماس) ستنزع سلاحها بالفعل».

ويعتبر فرانكو أن وجود ترمب في هذه العملية، على هذا المستوى من المرجعية، هو مؤشر لـ«حماس» إلى أنه «سيكون من الصعب عليها الاحتفاظ بالأسلحة أو إعادة التجمع بوسائل أخرى». ويضيف: «في الوقت نفسه، أعتقد أن (حماس) يجب أن تنظر إلى وجود ترمب على أنه ضابط لأي انتهاكات إسرائيلية محتملة للاتفاق؛ لذا أعتقد أن مشاركة الرئيس ترمب هي مصدر ارتياح لكلا الجانبين». ويذكر فرانكو أن ترمب ينظر إلى اتفاق غزة على أنه «إرثه»؛ ولهذا السبب سيكون منخرطاً وملتزماً جداً، مضيفاً: «إذا فشل الاتفاق، فإن كل التقدير والمديح الذي يحظى به سينعكس؛ لذا فهو ملتزم بإنجاحه». لكن براينت يتخوف من انهيار الخطة المؤلفة من 20 نقطة، رغم الالتزام الأميركي، مشككاً بالجانب الإسرائيلي الذي «انتهك القانون الدولي مراراً وتكراراً، وتسبب في كارثة إنسانية في غزة»، ويتحدث على وجه التحديد عن موضوع إقامة دولة فلسطينية رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشكل تام، مضيفاً: «هذه نقطة تقلقني كثيراً، وأعتقد أن الكثير من الناس قلقون بشأنها. نتنياهو أوضح بشكل لا لبس فيه أن الفلسطينيين لن يحصلوا أبداً على دولة، كما قام بتشويه صورة الشعب الفلسطيني بأسره، ولم يقتصر الأمر على (حماس) فقط، عندما قال: إن إعطاء فلسطين دولة هو مثل إعطاء (القاعدة) دولة بجوار مدينة نيويورك... وعندما نشهد عقلية مماثلة لا أرى كيف يمكن أن تكون الخطة فعالة على المدى الطويل».

أنقرة تسرّع دعمها العسكري لدمشق

بينما طلب الرئيس رجب طيب إردوغان من البرلمان منحه تفويضاً جديداً لإرسال قوات تركية إلى سوريا لمدة 3 سنوات، سرّعت حكومته دعمها العسكري لحكومة الرئيس أحمد الشرع.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، عن زيارة المدير العام للدفاع والأمن في الوزارة، الفريق أول إلكاي ألتينداغ، دمشق، لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة. وجاء ذلك في وقت نقلت «بلومبرغ» عن مسؤولين أتراك أن بلادهم وضعت خطة لتزويد سوريا بمركبات مدرعة ومسيّرات ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي، مشيرة إلى أنها ستنشر شمال سوريا لتجنب إثارة توتر مع إسرائيل.

إلى ذلك، طلب إردوغان من برلمانه تمديد تفويض إرسال قوات تركية إلى سوريا والعراق لمدة 3 سنوات.

محكمة أميركية تحمل مصرفاً فرنسياً مسؤولية فظائع ارتكبت في عهد البشير بالسودان

قضت هيئة محلفين في نيويورك أمس (الجمعة) بأن نشاطات مجموعة «بي إن بي باريبا» المصرفية الفرنسية التجارية في السودان ساهمت في فظاعات ارتُكبت في عهد نظام عمر البشير.

وتم خلال المحاكمة التي بدأت في التاسع من سبتمبر (أيلول) واتخذت القرار فيها هيئة محلّفين من ثمانية أشخاص، الاستماع إلى شكاوى ثلاثة سودانيين شهدوا مجموعة من الفظاعات التي ارتكبها جنود سودانيون وميليشيا الجنجويد.

وأفاد المتقدّمون بالشكوى، وهم رجلان وامرأة باتوا جميعاً مواطنين أميركيين، محكمة فدرالية في مانهاتن بأنهم تعرّضوا للتعذيب ولحروق بأعقاب السجائر والطعن بسكاكين، والاعتداء الجنسي بالنسبة إلى المرأة.

وقالت انتصار عثمان كاشر (41 عاماً) للمحكمة في نيويورك أثناء المحاكمة: «لم يعد لدي أقارب»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال ناطق باسم «بي إن بي باريبا» في بيان أرسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الحكم «خاطئ بشكل واضح، وهناك حجج قوية لاستئناف الحكم الذي يعتمد على تحريف للقانون السويسري، ويتجاهل أدلة مهمة لم يُسمح للبنك بتقديمها».

وقال محامي المدعين بوبي ديتشيلو إن الحكم يمثل «انتصاراً للعدالة والمحاسبة»، مضيفاً: «أقرّت هيئة المحلفين بأنه لا يمكن للمؤسسات المالية غضّ الطرف عن تبعات أفعالها. لقد خسر عملاؤنا كل شيء في حملة تدمير غذتها الدولارات الأميركية، وسهّلتها مجموعة (بي إن بي باريبا)».

وفي المرافعات الختامية الخميس، أكد المحامي أن الإجراءات «كشفت السر أن مصرفاً دولياً هو «بي إن بي باريبا» أنقذ وحمى وغذّى ودعم بشكل غير قانوني اقتصاد ديكتاتور». وقال إن «بي إن بي باريبا دعم التطهير العرقي، ودمّر حياة هؤلاء الناجين الثلاثة».

وقدّم المصرف الفرنسي، الذي قام بنشاطات تجارية في السودان من أواخر التسعينات حتى العام 2009، رسائل ائتمان سمحت للسودان بالإيفاء بالتزاماته المرتبطة بالاستيراد والتصدير.

ويفيد المدعون بأن هذه الضمانات مكّنت نظام البشير من مواصلة تصدير القطن والزيت، وغيرهما من الأساسيات، ما أتاح له الحصول على مليارات الدولارات من المشترين. ويؤكد المدعون أن هذه العقود ساعدت في تمويل العنف الذي ارتكبته السلطات السودانية بحق فئة من السكان. لكن «بي إن بي باريبا» يشدد على «عدم وجود أي رابط بين سلوك المصرف وما حصل مع هؤلاء المدعين الثلاثة»، بحسب ما أفاد محامي الدفاع عنه داني جيمس.

كما أكد محامو «بي إن بي باريبا» أن عمليات المصرف الفرنسي في السودان كانت قانونية أوروبياً، ولفتوا إلى أن مؤسسات دولية على غرار صندوق النقد الدولي أقامت شراكات مع الحكومة السودانية خلال الفترة المذكورة.

وأكد محامو الدفاع كذلك أن المصرف لم يكن على علم بانتهاكات حقوق الإنسان، وقال المحامي باري بيركي إن المدعين كانوا سيتعرّضون «للإصابات ذاتها من دون بي إن بي باريبا... السودان كان ليرتكب وارتكب جرائم ضد حقوق الإنسان من دون النفط، ومن دون بي إن بي باريبا».

وأودت الحرب في السودان بنحو 300 ألف شخص في الفترة بين العامين 2002 و2008، ودفعت 2.5 مليون شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة.

وتمّت إطاحة البشير الذي تولى رئاسة السودان لنحو ثلاثة عقود واعتقاله في أبريل (نيسان) 2019 بعد أشهر من المظاهرات في السودان. وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة.

شارك