من بندر عباس إلى باب المندب... رحلة تهريب فاشلة تكشف حجم الدعم الإيراني للحوثيين

الجمعة 24/أكتوبر/2025 - 12:31 م
طباعة من بندر عباس إلى فاطمة عبدالغني
 
في ظل تزايد التحديات الأمنية التي تشهدها السواحل اليمنية، وبالتزامن مع تصاعد أنشطة التهريب المدعومة من قبل إيران إلى ميليشيا الحوثي، تمكنت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج من تحقيق إنجاز أمني نوعي، إذ نجحت الحملة في ضبط سفينة إيرانية كانت في طريقها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين محملة بشحنة من الأسلحة والمعدات العسكرية، إضافة إلى أدوية ومواد غذائية إيرانية الصنع. 
وقد تم اعتراض السفينة في وقت مناسب، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الطاقم المكون من ثمانية بحارة وتفتيش السفينة بشكل دقيق، ما يعكس الجهود المبذولة لضبط الأمن القومي وحماية السواحل اليمنية من تهديدات التهريب التي تديرها أطراف خارجية.
ووفقاً للمصادر الأمنية، كانت السفينة قد انطلقت من ميناء بندر عباس الإيراني في اتجاه سواحل خاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة الحديدة، ومن خلال الرصد المستمر تم اعتراض السفينة قبالة باب المندب، حيث جرت عملية تفتيش دقيقة تم خلالها ضبط شحنة ضخمة تشمل صاروخ "كورنيت" المضاد للدروع، وقطع غيار للطائرات المسيّرة (الدرونز)، بما في ذلك محركات ذات مواصفات عسكرية ووحدات تشغيل وكابلات دقيقة للتحكم، كما تم ضبط 8 صناديق من الأدوية الإيرانية من إنتاج شركة "سينا جين"، بما في ذلك دواء «بيكتونا بيرتوزوماب"، الذي يُستخدم في علاج السرطان، بالإضافة إلى مواد غذائية واستهلاكية إيرانية تحمل العلامة التجارية "كانوش".
ومن جانبه، رحب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالإنجاز الذي حققته الحملة الأمنية المشتركة، وأشاد بالجهود المبذولة في ضبط السفينة، وأكد أن هذه العملية تأتي في سياق جهود مستمرة لاستهداف شبكات التهريب الإيراني عبر البحر الأحمر، التي كانت تهدف إلى إرسال الأسلحة والمخدرات إلى مناطق سيطرة الحوثيين. 
وقال الإرياني إن العملية تؤكد قدرة الأجهزة الأمنية على حماية الأمن القومي اليمني وضمان سلامة خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن عمليات ضبط السفن المهرّبة في السواحل الغربية والجنوبية تتزايد في ظل عرقلة عمليات تهريب الأسلحة عبر موانئ الحديدة التي كانت تُعدّ البوابة الرئيسية لهذه الأنشطة الإرهابية.
وأضاف الإرياني أن هذا الإنجاز الأمني يُعزز من الجهود الرامية إلى تقويض الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي، محذراً من استمرار طهران في تصعيد دعمها العسكري واللوجستي للميليشيا، وهو ما يفاقم الوضع في اليمن ويهدد الأمن الإقليمي. 
وأكد الوزير اليمني على أن هذا السلوك الإيراني العدواني يقوّض الأمن الإقليمي ويضر بسلامة خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية، مشدداً على أهمية مواصلة التعاون بين القوات اليمنية والتحالف العربي لضمان إحباط محاولات التهريب الإيرانية.
من جانبهم، يرى المراقبون أن هذه العملية تبرز فعالية التنسيق الأمني بين القوات اليمنية والتحالف العربي في مواجهة الأنشطة الإيرانية غير المشروعة، ويؤكد المراقبون أن النجاح في اعتراض السفينة الإيرانية يعكس تحسناً ملموساً في القدرة على تأمين السواحل اليمنية وضمان سلامة الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق باب المندب، كما يرون أن تزايد هذه العمليات يساهم في الحد من تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، ويشكل خطوة مهمة نحو إعادة الاستقرار إلى اليمن والمنطقة بشكل عام.

شارك