"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الجمعة 05/ديسمبر/2025 - 11:47 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 5 ديسمبر 2025.

العربية نت: الحوثيون يفرجون عن طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" بعد أشهر من إغراقها

قالت جماعة الحوثي، الأربعاء، إنها أفرجت عن أفراد من طاقم سفينة الشحن «إتيرنيتي سي» التي كانت قد تعرضت لهجوم قبالة سواحل البحر الأحمر مطلع يوليو/تموز الماضي، موضحة أنه جرى نقلهم جواً من صنعاء إلى مسقط بعد وساطة قادتها سلطنة عُمان.

وكانت السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، قد تعرضت آنذاك لهجمات بزوارق مسيرة وقذائف صاروخية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة بحارة وإصابة آخرين، بينما خطف الحوثيون عدداً من الناجين قبل أن تغرق السفينة إثر الأضرار التي لحقت بها.

وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن عملية الإفراج جاءت استجابة لوساطة عمانية، فيما لم يصدر تعليق من السلطات العمانية أو الشركة المشغلة للسفينة بشأن وضع البحارة أو حالتهم الصحية حتى الآن.

وتصاعدت هجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر منذ أواخر 2023 في سياق التوترات الإقليمية المتصلة بالحرب في غزة، ما دفع شركات شحن دولية إلى تحويل مساراتها بعيداً عن الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية.

ويأتي الإفراج عن البحارة الفلبينيين بعد أسابيع من إعلان الحكومة الباكستانية إطلاق سراح طاقم ناقلة الغاز MT CLIPPER، المكوّن من 24 باكستانياً وسريلانكيين اثنين ونيبالي واحد، الذين كانوا محتجزين لدى الحوثيين منذ منتصف سبتمبر.

وجاء الإفراج بعد مفاوضات ووساطات قادتها سلطنة عمان والسعودية إلى جانب جهود باكستانية مباشرة، ما سمح للناقلة بمغادرة المياه اليمنية إلى ميناء جيبوتي.

وكانت الناقلة قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء رسوّها في ميناء رأس عيسى الخاضع للحوثيين، ما أدى إلى انفجار أحد خزانات الغاز، قبل أن تحتجز الميليشيا طاقمها بحجة التحقيق، وتحويلهم لاحقاً إلى ورقة ضغط.

وتعزز هذه الحوادث المتتالية المخاوف الدولية من توسع رقعة القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، الذي يُعد أحد أهم الممرات البحرية العالمية لنقل الطاقة والتجارة. ووفق تقارير ملاحية، فإن الميليشيات كثّفت هجماتها خلال الأشهر الأخيرة ضد سفن تجارية وناقلات نفط، ما ينذر بتحويل الممر الدولي إلى منطقة ابتزاز وتهديد مستمر.

وتحذّر جهات ملاحية من أن استمرار هذه السلوكيات يرقى إلى مستوى الإرهاب البحري، مؤكدين أن الممارسات الحوثية تشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات الملاحة الدولية، وتبرّر إدراج الجماعة على لوائح الجماعات التي تمارس القرصنة والاحتجاز غير القانوني.

العين الإخبارية: تعرض سفينة لإطلاق نار قبالة سواحل اليمن

كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الجمعة، عن تلقيها بلاغا حول تعرض سفينة لإطلاق نار على بعد 15 ميلا بحريا غربي اليمن.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث إلا أن أصابع الاتهام عادة ما تشير إلى الحوثيين حيث استهدفت المليشيات أكثر من مئة سفينة بصواريخ وطائرات مسيّرة ضمن حملتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل، ما أدى إلى إغراق أربع سفن، فيما سبق لهم أن احتجزوا بحّارة لفترات طويلة من دون إيضاح أسباب التوقيف أو توقيت الإفراج.

وتسببت الهجمات، التي يزعم الحوثيون أنها تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، في دفع العديد من الشركات إلى تجنب هذا المسار البحري الحيوي الذي يمر عبره نحو 12% من الشحنات التجارية العالمية.

«لتحرير صنعاء».. طارق صالح يدعو لحشد الجهود ضد الحوثي

حث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، طارق صالح القوى والمكونات اليمنية لحشد الجهود ضد الحوثي بهدف تحرير صنعاء وشمال البلاد.

وأكد صالح خلال لقائه، الخميس، بعدد من قيادة وممثلي الأحزاب السياسية والمكونات اليمنية أن "المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى والمكونات، بمن فيها المجلس الانتقالي، حشد الجهود وتوحيد المعركة شمالًا لهزيمة الانقلاب الحوثي وتحرير صنعاء".

وقال إن "التباينات في الرؤى بين القوى الوطنية موجودة، لكنّ هناك هدفًا يجمع عليه الجميع، بمن في ذلك المجلس الانتقالي، هو قتال الحوثي وتحرير العاصمة صنعاء واستعادة الدولة".

وأضاف أن "المجلس الانتقالي شريك مع القوى الوطنية في معركتنا ضد مليشيا الحوثي واستعادة الدولة".

وفيما أشاد صالح بدور أبناء الجنوب في المعارك ضد مليشيات الحوثي منذ الحرب الأولى في صعدة، قال إن الجنوبيين "أول من قاتل وضحى بالكثير من المقاتلين، ودماؤهم الزكية في جبال مران شاهدة على ذلك".

وأضاف أنه "يجب أن نعمل جميعًا لمعركتنا، وأن نهيئ لها البيئة المناسبة"، مشيرًا إلى أن "دول التحالف العربي بذلت الكثير من الدعم في الفترة الماضية، وإذا أردنا الدعم مجددًا فإن علينا أن نوحد معركتنا صوب تحرير صنعاء".

وجدد عضو مجلس القيادة الرئاسي التأكيد أن المقاومة الوطنية لن تحيد عن هدفها وبوصلتها صوب مليشيات الحوثي وتحرير العاصمة صنعاء واستعادة الدولة، ولن تعود لتحرير المحرر.

وعبّر طارق صالح عن خالص شكره وتقديره للأحزاب والقوى السياسية، مؤكدًا أن حضورهم يعكس وعيًا سياسيًا متقدمًا بأهمية اللحظة الوطنية وضرورة التكاتف في مواجهة المشروع الإيراني وأدواته (مليشيات الحوثي).

وأكد طارق صالح أهمية الدور المفصلي للأحزاب والمكونات السياسية في حشد الجهود لهزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.

 وتأتي تصريحات صالح في ظل لحظة مفصلية تعيشها اليمن، حيث يسعى المجلس الرئاسي لحشد الدعم المحلي والدولي لخوض معركة حاسمة ضد مليشيات الحوثي لتحرير مدن ومناطق شمال اليمن.

أبو الهيجاء الحديدي.. «القاعدة» تعترف بمقتل قيادي بارز في اليمن

في دلالة واضحة على تآكل صفوفه، أقر "القاعدة" في اليمن رسميًا الخميس بمقتل أبو الهيجاء الحديدي، أحد أخطر القادة الميدانيين للتنظيم.

ولا يمثل اعتراف "القاعدة"، مجرد خسارة فردية للتنظيم وانما إشارة جديدة إلى أن الضربات الجوية والميدانية عمقت جراح التنظيم الذي فقد منذ مطلع عام 2025 أكثر من 15 قياديا، بحسب إحصائية أعدتها "العين الإخبارية".

من هو أبو الهيجاء الحديدي؟
تشير مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن منير بجلي الأهدل المكنى "أبو الهيجاء الحديدي"، وينحدر من محافظة الحديدة (غربي اليمن)، يعد من أنشط القادة الميدانيين للتنظيم في السنوات الأخيرة.
وبحسب المصادر، فإن الطائرات الأمريكية بدون طيار ظلت على مدى 5 أعوام تلاحق الحديدي وأفلت بأعجوبة من عدة ضربات قبل أن تطيح به ضربة محكمة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

منير الأهدل المكنى 

وقتل الأهدل عندما كان يستقل دراجة نارية يقودها مرافقه الشخصي أحمد العزاني المعروف باسم حمزة البيضاني في بلدة حصون آل جلال في مديرية وادي عبيدة في محافظة مأرب.

وكان الحديدي الخليفة المؤقت لأمير الحرب ومسؤول اللجنة العسكرية للقاعدة محمد بن صالح المغي المكنى "أبو علي الديسي" الذي قتل في 16 يناير/كانون الثاني 2025، بطائرة بدون طيار أمريكية في بلدة "خوره" بمديرية مرخة السفلى في شبوة.

أدوار متعددة
شغل الحديدي أدوارا متعددة ومواقع متقدمة في هيكل تنظيم القاعدة وتولى مهام قيادية في محافظات البيضاء، إب، شبوة، أبين، ولحج.

في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشفت اعترافات لعناصر تنظيم القاعدة بثتها قوة دفاع شبوة أن "أبو الهيجاء الحديدي" هو المخطط الرئيسي للعمليات الإرهابية في شبوة وهو أمير التنظيم في المحافظة النفطية ويتخذ من محافظة مأرب الخاضعة للإخوان نقطة انطلاق لهجماته نحو المحافظة الجنوبية.

وكان الأهدل قد التحق بتنظيم القاعدة قبل 18 عاماً، وتدرج في مواقع قيادية حساسة، بينها أمير التنظيم في أبين وشبوة سابقاً، كما قاد عمليات عسكرية في لحج والبيضاء قبل انقلاب الحوثي وما تبعه من مرحلة التعاون الخفي بين المليشيات والتنظيم.

وبرز أبو الهيجاء فكرياً وعسكرياً داخل التنظيم، وألف عشرات الكتيبات التي تعبر عن فكر ورؤية تنظيم القاعدة الإرهابي، وهي منتشرة داخلياً بين عناصر التنظيم، وفقا لمصادر إعلامية.

الشرق الأوسط: جناح «المؤتمر» في صنعاء يرضخ جزئياً لضغوط الحوثيين

في خطوة تعكس اشتداد القبضة الحوثية على الحليف الشكلي لها داخل صنعاء، بدأت الجماعة خلال الأيام الماضية الترويج لقيادي في جناح حزب «المؤتمر الشعبي العام» لترؤس حكومتها المقبلة، في وقت أبدت فيه قيادة ذلك الجناح رضوخاً جزئياً لشروط الحوثيين، وعلى رأسها إقالة أمينه العام غازي الأحول من منصبه، بعد اعتقاله واتهامه بالتواصل مع قيادة الحزب المقيمة خارج اليمن.

وكانت أجهزة الأمن الحوثية قد اعترضت في 20 من أغسطس (آب) الماضي سيارة الأمين العام لفرع «المؤتمر» في مناطق سيطرتها، واقتادته إلى المعتقل ومرافقيه مع عدد من القيادات الوسطية، متهمةً إياهم بالتواصل المباشر مع قيادة الحزب في الخارج والتخطيط لإثارة الفوضى داخل تلك المناطق.

وبعد أيام من الاحتجاز، اشترط الحوثيون لعقد أي تسوية عزل الأحول وتعيين القيادي الموالي لهم حسين حازب بديلاً عنه، وهو اسم يلقى معارضة واسعة داخل قواعد الحزب، ويتهمه الكثيرون بالتنكر لمبادئ الحزب ومؤسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، خصوصاً بعد مقتله برصاص الحوثيين نهاية عام 2017.

وقد سمح الحوثيون لأسرة الأحول بزيارته لأول مرة قبل أيام، غير أنهم تجاهلوا تماماً مطالب الجناح المحسوب على «المؤتمر» بالإفراج عنه أو وقف ملاحقة قياداته. ويشارك هذا الجناح فيما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» بثلاثة ممثلين، إلا أن دوره ظل شكلياً، بينما تحرص الجماعة على اختيار رؤساء الحكومات المتعاقبين من شخصيات تنتمي إلى هذا الجناح لكنها تدين لها بولاء كامل.

ومع استمرار ضغوط الحوثيين، أصدر رئيس فرع «المؤتمر» في صنعاء صادق أبو رأس قراراً بتكليف يحيى الراعي أميناً عاماً للحزب إلى جانب موقعه نائب رئيس الحزب، في خطوة عُدت استجابة جزئية لمطالب الجماعة. إلا أن الحوثيين ردوا على هذه الخطوة بفرض حصار محكم على منزل أبو رأس في صنعاء، ما زال مستمراً منذ خمسة أيام، وفق مصادر محلية تحدثت إلى «الشرق الأوسط».

وتشير مصادر سياسية في صنعاء إلى أن الجناح «المؤتمري» رضخ لهذه الخطوة أملاً في إطلاق سراح الأحول ومرافقيه، إلا أن الجماعة لم تُظهر أي تجاوب، بل صعّدت من قيودها على قيادة الحزب بهدف استكمال السيطرة على هذا الجناح الذي قدّم تنازلات كبيرة ومتتالية منذ مقتل صالح.

تصعيد وضغوط متواصلة
اللجنة العامة، وهي بمثابة المكتب السياسي للحزب في جناحه الخاضع للحوثيين، عقدت اجتماعاً برئاسة الراعي، خُصص لمناقشة الأوضاع الداخلية وتطورات المشهد السياسي. وخلاله جدد الراعي التزام الجناح بوحدة الجبهة الداخلية وتماسكها مع الحوثيين لمواجهة «المؤامرات التي تستهدف استقرار البلاد»، حسب ما أورده الموقع الرسمي للحزب.
وأيدت اللجنة العامة بالإجماع قرار تعيين الراعي أميناً عاماً، مؤكدة تمسكها بوحدة الحزب وضرورة الالتفاف خلف قيادته التنظيمية والسياسية. غير أن اللافت كان غياب رئيس الحزب أبو رأس عن الاجتماع، في ظل استمرار فرض طوق أمني حول منزله، ما يعكس حجم الضغط الذي تمارسه الجماعة لإجبار الجناح على قبول بقية شروطها.

وتشير المصادر إلى أن قيادة «المؤتمر» لا تزال تراهن على إقناع الحوثيين بالاكتفاء بإقالة الأحول، وعدم فرض تغيير كامل في تركيبة القيادة، رغم أن الجماعة لم تُبد أي مرونة حتى الآن، وتواصل استغلال الانقسام الداخلي للحزب لإعادة تشكيله وفق متطلبات مشروعها السياسي.

إعادة إبراز لبوزة
تزامنت هذه التطورات مع تحركات حوثية متسارعة لتسمية رئيس جديد لحكومتهم غير المعترف بها، بعد مقتل رئيس الحكومة السابق أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لهم قبل أسابيع.

ولاحظ مراقبون قيام الجماعة بإعادة إظهار القيادي المؤتمري قاسم لبوزة، الذي يشغل موقع «نائب رئيس المجلس السياسي» بصفة رمزية، بعد تغييب إعلامي دام عاماً ونصف العام.

وخلال الأيام الماضية، كثّف لبوزة من زياراته للوزراء الناجين من الغارة، بينما نشطت حسابات حوثية في الإشادة بـ«قدراته ومواقفه»، في خطوة يرى فيها البعض تمهيداً لتسميته رئيساً للحكومة الجديدة.

وتقول مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن عودة ظهور لبوزة ليست مصادفة، بل هي مؤشر واضح على اختياره من قبل قيادة الجماعة لتولي رئاسة الحكومة، خصوصاً أنه كان أحد أبرز المرشحين للمنصب ذاته قبل تشكيل الحكومة السابقة.

كما أن الجماعة تحرص على استقطاب قيادات جنوبية ضمن جناح «المؤتمر» لتغطية طبيعة الحكومة المقبلة والظهور بمظهر التنوع المناطقي، رغم أن السلطة الفعلية تبقى في يد الجماعة حصراً.

ويرى المراقبون أن إعادة تدوير القيادات الموالية للجماعة داخل «المؤتمر»، ومنحها واجهات سياسية جديدة، يعكس أن الحوثيين ماضون في إحكام السيطرة على ما تبقى من الحزب، وتحويله إلى واجهة شكلية تبرر خياراتهم السياسية والعسكرية، خصوصاً مع ازدياد عزلة سلطة الجماعة داخلياً وخارجياً.

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

لجأ عناصر وقادة حوثيون إلى ممارسة الابتزاز، والمساومة للحصول على شهادات الماجستير، والدكتوراه، في ظل تنافس أجنحة الجماعة على المناصب، والموارد، بينما يغرق التعليم الأكاديمي بالتمييز، والتطييف، واستغلال مؤسساته، وموارده لتقوية شبكات الولاء، والسيطرة على المجتمع.

ويساوم الحوثيون الملتحقون ببرامج الماجستير والدكتوراه طلاباً حاليين، وسابقين، لمساعدتهم في إعداد رسائلهم، من خلال إجراء البحوث، والدراسات، ويساهم القادة المعينون في مواقع قيادية في تلك الجامعات في عمليات الابتزاز من خلال اختيار الطلاب المتفوقين، والتنسيق بينهم، والقادة الساعين للحصول على المساعدة.

وكشف أحد الطلاب الملتحقين بدراسة برنامج للماجستير في كلية الآداب في جامعة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن منعه من دخول الحرم الجامعي بعد رفضه الاستجابة لضغوط شديدة، وإغراءات للقبول بمساعدة اثنين من القادة الحوثيين في إعداد الدراسات والأبحاث الخاصة بهما، وتضمنت الإغراءات إعفاءه من بعض الرسوم المطلوبة، ووعود بتوظيفه عند الانتهاء من الدراسة.

وأضاف الطالب الذي طلب التحفظ على هويته، حفاظاً على سلامته، أن عدداً من زملائه وافقوا على إعداد رسائل الماجستير لقادة وعناصر حوثيين مقابل حصولهم على بعض الامتيازات، والمكافآت المالية، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السكان في مناطق سيطرة الجماعة.

وأكّد أن إقبال عناصر الجماعة على الالتحاق بالجامعات للحصول على مختلف الشهادات الجامعية أصبح ظاهرة ملحوظة في جامعة صنعاء، واصفاً ذلك بالتهافت، والذي يرى أنه يأتي في سياق التنافس على المناصب في المؤسسات العمومية التي تسيطر عليها الجماعة.

اختراق المجتمع
تسعى الجماعة الحوثية، وفقاً لمصادر أكاديمية، إلى نفي تهمة العبث بالتعليم الأكاديمي، بإلزام عناصرها وقياداتها الملتحقين بالدراسة في مختلف الجامعات بالحصول على شهادات أكاديمية من خلال إعداد دراسات وأبحاث حقيقية وفقاً للمعايير العلمية، بعد أن تعرضت، خلال الفترة الماضية، للتهكم، بسبب حصول عدد من قادتها على شهادات عليا بسبب نفوذهم، وتحت عناوين تفتقر لتلك المعايير.

وأعلنت الجماعة الحوثية، في فبراير (شباط) الماضي، حصول مهدي المشاط، رئيس مجلس الحكم الحوثي الانقلابي، على درجة الماجستير، في واقعة أثارت استنكاراً واسعاً، وكثفت من الاتهامات لها بالعبث بالتعليم العالي، والإساءة للجامعات اليمنية.
وتتنافس تيارات وأجنحة داخل الجماعة الحوثية للسيطرة على القطاعات الإيرادية بمختلف الوسائل، ويسعى قادة تلك الأجنحة إلى بسط نفوذهم من خلال تعيين الموالين لهم في مختلف إداراتها.

وتقول المصادر الأكاديمية لـ«الشرق الأوسط» إنه بسبب هذا التنافس بين هذه الأجنحة لجأ عدد من القادة الحوثيين إلى إطلاق معايير مختلفة للتعيينات، ولم يعد الولاء لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حكراً على أحد داخلها، وتراجع معيار تقديم التضحيات من خلال القتال في الجبهات، أو إرسال الأبناء والأقارب إليها، بعد توقف المواجهات العسكرية مع الحكومة الشرعية.

ولجأ قادة الجماعة إلى المزايدة على بعضهم بالشهادات الجامعية التي حصلوا عليها، وتبرير استحقاقهم للمناصب بما يملكون من مؤهلات علمية، خصوصاً أن غالبيتهم لم يتلقوا تعليماً بسبب انتمائهم للجماعة، وانشغالهم بالقتال في صفوفها، إلى جانب أن العديد من العناصر التحقوا بها للحصول على النفوذ، وتعويض حرمانهم من التعليم.

وتطلب الجماعة من عناصرها الالتحاق بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية المستحدثة، للحصول على شهادة البكالوريوس تحت مبررات مختلفة، منها تعزيز «الهوية الإيمانية» لهم، وتأهيلهم في مواجهة «الغزو الفكري».

ويرى أكاديميون يمنيون أن الغرض من إنشاء هذه الجامعة وإلحاق آلاف العناصر الحوثية بها هو تطييف التعليم، واستغلال مخرجاته في تمكين الجماعة من إغراق المؤسسات العامة بعناصر موالية لها لإدارة شؤون المجتمع بالمنهج الطائفي، وتبرير منحهم المناصب القيادية العليا في مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية الخاضعة لسيطرتها.

تمييز وفساد
يتلقى الطلاب في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية التابعة للجماعة الحوثية، بحسب مصادر مطلعة، تلقيناً حول إدارة المجتمع بمنهجية مستمدة مما يعرف بـ«ملازم حسين الحوثي»، وهي مجموعة من الخطب والمحاضرات التي ألقاها مؤسس الجماعة، وتعدّ مرجعاً لتوجيه الأتباع، وغرس أفكارها في المجتمع.

في غضون ذلك، أبدى عدد من طلاب جامعة صنعاء استياءهم من الفساد التعليمي، والتمييز الذي تمارسه الجماعة، بمنح المنتمين إليها درجات عالية في مختلف المواد والمقررات الدراسية رغم عدم حضورهم، أو تلقي الدروس، والاكتفاء بحضور الامتحانات.

وبَيَّن عدد من الطلاب لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة خصصت 10 درجات في كل مادة لكل طالب يشارك في فعالياتها التعبوية، وكلفت بعض الموالين لها من زملائهم بإعداد كشوفات لتسجيل حضور ومشاركة الطلاب في تلك الفعاليات.

وطبقاً لهؤلاء الطلاب، فإن المكلفين بمراقبة الحضور والمشاركة في الفعاليات لا يحضرون إلى قاعات الدراسة، ولا يشاركون في الدروس العملية، ولا يمكن مشاهدتهم إلا خلال فعاليات التعبئة.

وبسبب هذا التمييز والفساد يضطر عدد من الطلاب إلى الانضمام للجماعة للحصول على تلك الامتيازات، وضمان النجاح دون مجهود دراسي، والحصول مستقبلاً على وظيفة دون عناء.

شارك