"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 08/ديسمبر/2025 - 11:26 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 8 ديسمبر 2025.
العربية نت: العليمي: نرفض إجراءات أحادية تقوض مركز الدولة في اليمن
جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي، الأحد، رفضه المطلق لأي إجراءات أحادية من شأنها تقويض المركز القانوني للدولة، أو الإضرار بالمصلحة العامة، وخلق واقع مواز خارج إطار المرجعيات الوطنية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض.
وأكد العليمي خلال استقباله سفيرة فرنسا كاترين قرم كمون، وسفيرة بريطانيا عبدة شريف، والقائم بأعمال سفارة أميركا جوناثان بيتشيا، على أهمية عودة أي قوات مستقدمة من خارج المحافظات الشرقية إلى ثكناتها بموجب توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وتمكين السلطات المحلية من أداء مهماتها في حفظ الأمن والاستقرار على أكمل وجه، وفقاً للقانون.
وأوضح العليمي أن التحركات العسكرية الأحادية التي شهدتها المحافظات الشرقية تمثل تحدياً مباشراً لجهود التهدئة، وتهديداً للمكاسب المحققة على صعيد الإصلاحات الاقتصادية، واستقرار العملة، وانتظام صرف المرتبات، وتحسين الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة بدعم من الأشقاء والأصدقاء لتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين، والتخفيف من معاناة المواطنين.
وذكر العليمي أن سلطات الدولة تعمل على توثيق الانتهاكات في مديريتي الوادي والصحراء في حضرموت، وضمان حماية المدنيين، باعتبارها ركائز أساسية لا يمكن التهاون بشأنها، مبيناً أن المعركة الرئيسية لليمنيين ستظل تحت أي ظرف هي استكمال استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب الحوثي وردع التنظيمات الإرهابية المتخادمة معه.
وحذر العليمي من أن أي صراعات جانبية ستصب في مصلحة هذا التهديد العابر للحدود، معرباً عن ثقته بحكمة، وقدرة المكونات الوطنية، وجهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية على مواجهة كافة التحديات وإبقاء التركيز على المعركة المصيرية للشعب اليمني، وتطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
بدوره، جدد سفراء فرنسا وبريطانيا وأميركا التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن واستقراره، وسلامة أراضيه، مؤكدين أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي، ووفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم على المستويات كافة.
اليمن.. مهمة "أتلانتا" الأوروبية تؤمن وصول سفينة تجارية إلى ميناء عدن
قالت مهمة (أتلانتا) البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، أنها أمّنت وصول سفينة تجارية محملة بالقمح إلى ميناء عدن، جنوب اليمن.
وقالت المهمة الأوروبية في بيان صحافي، إن قواتها "رافقت السفينة التجارية (ليدي ديمين)، المستأجرة من برنامج الغذاء العالمي (WFP)، أثناء عبورها مضيق باب المندب حتى وصولها إلى ميناء عدن".
وأضاف البيان أن السفينة التجارية التي تحمل على متنها 12 طناً من القمح، "وصلت بسلام إلى وجهتها النهائية دون أية حوادث".
وأشارت إلى أنها وعقب ورود تنبيهات بوقوع هجمات في المنطقة يوم 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، باشرت السفينة الحربية الرئيسية (ESPS VICTORIA) التابعة لها، في اليوم التالي مرافقة السفينة أثناء إبحارها في البحر الأحمر، وعلى وشك عبور المنطقة التي وقعت فيها الهجمات، مما ضمن لها عبوراً آمناً، والوصول بسلام إلى ميناء وجهتها".
وجدد البيان التزام المهمة الأوروبية بالعمل من أجل تعزيز الأمن البحري وحماية السفن المعرضة للخطر التي تمر عبر منطقة العمليات، خاصة تلك التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، والتي تُعد إحدى المهام الرئيسية التي أنشئت من أجلها".
وكشفت المهمة البحرية الأوروبية إلى أنها، ومنذ إطلاقها في عام 2008، "نجحت في ضمان حماية نحو 2,500 سفينة، ونقل أكثر من 3.3 مليون طن من الأغذية/المساعدات التي تم تسليمها إلى الموانئ الصومالية عبر سفن برنامج الغذاء العالمي".
يُذكر أن "أتلانتا" هي عملية عسكرية أنشأها الاتحاد الأوروبي بهدف ردع ومُكافحة أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال، ويقع مقرها في مدينة روتا الإسبانية، وتتمثل مهمتها في "حماية السفن والشحنات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي والاتحاد الإفريقي وغيرها، كما تهدف إلى مُراقبة أنشطة الصيد في السواحل الإقليمية، ودعم الدول الساحلية في الجهود المشتركة من أجل السلام والاستقرار والأمن البحري".
صورة متداولة لرئيس أركان حزب الله هيثم طبطبائي في اليمن
تم تداول صورة لرئيس أركان حزب الله، هيثم طبطبائي، في اليمن، مع العلم أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدفه في نوفمبر الماضي خلال وجوده في الضاحية الجنوبية لبيروت. ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "الرجل الثاني" في الحزب بعد الأمين العام نعيم قاسم.
وبحسب المعلومات فإن طبطبائي تولى منصب قيادي عسكري متقدم في الحزب، وشغل مسؤوليات عسكرية في سوريا واليمن.
أفاد الإعلام العبري أن طبطبائي قاد قوات النخبة في حزب الله على مدار السنوات الأخيرة. وشارك العام الماضي مع محمد حيدر في إعادة تأهيل وتعزيز القدرات العسكرية للحزب. وأكدت هذه المصادر أن الغارة هي الثالثة التي استهدف فيها موقع طبطبائي.
وفقاً للمعلومات، فإن والد طبطبائي إيراني ووالدته لبنانية، ويقيم في لبنان.
ويعتبر هيثم علي طبطبائي القائد السابق لوحدة "الرضوان" الخاصة التي شاركت في العمليات العسكرية في سوريا واليمن، وهو مدرج على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة، مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
العين الإخبارية: الحوثيون يفقدون «بوابة اليمن الشرقية».. من أغلقها وما أهمية ذلك
ظلت محافظة المهرة المعروفة بـ"بوابة اليمن الشرقية" ثغرة خطيرة تمر من خلالها الأسلحة إلى مليشيات الحوثي.
وتعد المهرة ثاني أكبر محافظات اليمن مساحة، بوابة مفتوحة لتهريب السلاح والخبراء والعملات باعتبارها أقرب نقطة يمنية لشبكة التهريب الإيرانية برًا وبحرًا، وتكاد تقترب من أهمية ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
شيء ما تغير
لكن مؤخرا تلقت مليشيات الحوثي ضربة موجعة عقب ترتيبات داخلية وانتشار قوات درع الوطن وقوات محلية أخرى للمجلس الانتقالي لتأمين منافذ محافظة المهرة، مما خنق أخطر شريان تهريب للأسلحة المتدفقة للمليشيات.
هذا ما أكده عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الشيخ سالم عكوش، قائلا إن "انتشار هذه القوات يسهم في تأمين محافظة المهرة التي ظلت ثغرة خطيرة وخط إمداد لمليشيات الحوثي".
وفي حوار مع "العين الإخبارية"، قال عكوش إن "الترتيبات العسكرية الحاصلة في محافظة المهرة جاءت بإشراف وتنسيق من أعلى المستويات من مجلس القيادة الرئاسي وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات".
وبحسب القيادي الجنوبي فإن ترتيبات المهرة التي قضت بقطع خط إمداد تهريب الحوثيين تأتي في سياق تنفيذ اتفاق الرياض الموقع 2019، والذي قضى بنقل وحدات الجيش للجبهات ضد المليشيات وإحلال قوات محلية من أبناء المحافظة بدلًا عنها.
انتقال سلس
وأوضح أن "قوات الشرطة العسكرية الجنوبية تسلمت مواقع ونقاط اللواء 137 ميكا، وبدأت قوات درع الوطن وهم من أبناء محافظة المهرة بتأمين الموانئ والمنافذ ومطار الغيضة والمنشآت الحكومية، كما استقبلنا قوات جنوبية جديدة لتعزيز الأمن والاستقرار".
وأشار إلى أن انتشار هذه القوات في المهرة جرى "بصورة سلمية وسلسة مما عكس مدى تمسك أبناء المحافظة بالأمن والسلم الاجتماعي".
وأكد عكوش أن انتشار هذه القوات سيسهم في تأمين محافظة المهرة بالفعل، مشيرًا إلى "دور هذه القوات في خوض معارك ضارية ضد مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، مما أكسبها خبرة وقدرة كافية في التعامل مع بؤر الإرهاب ومنابع التهريب".
وأضاف أن "وجود هذه القوات اليوم في محافظة المهرة سوف يساعد على تأمين شريطها الصحراوي وسواحلها من أي عمليات تهريب للحوثيين، خصوصًا وأننا نمتلك أكبر شريط ساحلي في الجمهورية".
وتبلغ سواحل المهرة حوالي 560 كيلومترًا على بحر العرب، وتتصل المحافظة بصحراء الربع الخالي من الشمال، والذي يتخذه الحوثيون ممرًا لتهريب السلاح وصولًا إلى محافظة الجوف الخاضعة لسيطرتهم.
خطة لضمان الفاعلية
وأوضح القيادي في المجلس الانتقالي امتلاك "القوات الجنوبية خطة أمنية مسبقة لتأمين الشريط الساحلي والمنافذ البرية لسد أي ثغرات يتسلل منها الحوثيون".
وقال إن "القوات الجنوبية تعمل بإشراف التحالف العربي في إطار منظومة عسكرية وأمنية متكاملة قائمة على خطط مدروسة وقاعدة بيانات واضحة وأهداف محددة، وتحركها يأتي في هذا السياق بانضباط عال، وهذه العوامل هي سبب نجاحها وانتصاراتها".
وأكد القيادي عكوش أن المجلس الانتقالي يملك رؤية واضحة لتحويل المهرة إلى "درع حصين" للاستقرار الإقليمي من خلال قطع خطوط تهريب السلاح التي تغذي الحرب الحوثية في البلاد.
وقال إن "رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي واضحة منذ تأسيسه وهي مبنية على مبدأ العدل والمساواة بحيث تحكم كل محافظة نفسها وتدار بأيدي أبنائها، ونعمل اليوم مع كل القوى الوطنية على تنفيذ هذه الرؤية والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة".
وتتسق "هذه الرؤية مع الاستراتيجية التي تعمل عليها قيادة التحالف العربي والمجتمع الدولي للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي"، وفقا لعكوش.
الشرق الأوسط: انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان
تراجعت القدرة الشرائية لغالبية اليمنيين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، بعد موجة غلاء شديدة ضربت الأسواق، وارتفعت معها أسعار المواد والسلع الأساسية والغذائية، على الرغم من تراجعها عالمياً للشهر الثالث على التوالي.
وارتفعت الأسعار في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية؛ ما اضطر كثيراً من العائلات إلى خفض استهلاكها من بعض السلع، أو الاستغناء عن بعض الأصناف، مثل الخضراوات والفواكه، في حين رفعت المطاعم أسعار الوجبات التي تقدمها، رغم تراجع الإقبال عليها.
وتقول مصادر تجارية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن أسعار بعض السلع الغذائية زادت، خلال الأسابيع الماضية، بشكل كبير ومفاجئ، في حين حدثت زيادات تدريجية لسلع أخرى، دون أن يصدر حول ذلك أي بيانات أو توضيح من الجماعة الحوثية التي تسيطر على القطاع التجاري، أو إجراءات للحد من ذلك.
وزاد سعر كيس الدقيق زنة 50 كيلوغراماً نحو 3 دولارات؛ حيث ارتفع أحد أنواعه من 12400 ريال يمني إلى نحو 14 ألف ريال، وتفاوتت الزيادة في أسعار كيس الأرز بين 3 و6 دولارات، حسب النوع، بينما ارتفع سعر زجاجة الزيت (5 لترات) بمقدار دولارين لغالبية أنواعه، وتجاوز سعر كرتونة البيض 4 دولارات، بعد أن وصل إلى 2200 ريال. (تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي 535 ريالاً يمنياً).
وتقول أروى سلام، وهي معلمة وربَّة منزل، لـ«الشرق الأوسط»، إنها اضطرت منذ نحو شهر للتخلي عن شراء الخضراوات تماماً، ما عدا الضروري منها لإعداد الوجبات، في محاولة منها لتوفير ثمن الدقيق والسكر والأرز.
وشملت الزيادات أسعار الخضراوات والفواكه محلية الإنتاج، والمعلبات التي تدخل ضمن أساسيات التغذية في اليمن، مثل التونة واللبن المجفف والأجبان، التي اضطرت غالبية العائلات للتوقف عن شرائها.
خنق الأسواق
بدأت موجة الغلاء الجديدة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بقفزة كبيرة في أسعار السكر، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ إذ ارتفع سعر الكيس الذي يزن 50 كيلوغراماً من 20 ألف ريال، إلى 26 ألف ريال لأكثر أنواعه انتشاراً في الأسواق، وهي زيادة تعادل نحو 12 دولاراً.
ومع موجة الغلاء الأخيرة، عاود السكر ارتفاع أسعاره خلال الأسابيع الماضية، وتفاوتت الزيادة الجديدة بين دولارين وأربعة دولارات، إلا أن غالبية الباعة استمروا ببيعه وفقاً للزيادة الأولى، التي تسببت بارتفاع أسعار المشروبات في المقاهي، وعدد من الأصناف التي يدخل في تكوينها.
وواجهت المطاعم صعوبات في التعامل مع الزيادات السعرية الجديدة، بعد أن اضطرت لرفع أسعار الوجبات التي تقدمها، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها.
وتحدث عمار محمد، وهو مدير صالة في أحد المطاعم لـ«الشرق الأوسط» عن قلة عدد رواد المطعم الذي يعمل فيه منذ ارتفاع أسعار الوجبات، مع عزوف من تبقى منهم عن تناول الوجبات المرتفعة الثمن، وتقليل الكميات التي يتناولونها، وهو ما تسبب في تراجع دخل المطعم.
وأبدى خشيتَه من أن يُضطَر مُلاك المطاعم إلى تسريح بعض العمال بسبب هذا التراجع، رغم توقُّعه تكيُّف معظم الزبائن مع الوضع الجديد، ورجوعهم إلى عاداتهم في تناول الوجبات خارج منازلهم بعد مضي بعض الوقت.
إلا أن باحثاً اقتصادياً نفى إمكانية حدوث التكيف مع الأوضاع الجديدة؛ فبعد كل هذه السنين من الأزمات المعيشية، والإفقار المتعمد للسكان، حسب وصفه، أصبح التكيف أمراً غاية في الصعوبة، خصوصاً مع توقف رواتب موظفي الدولة، واتساع رقعة البطالة، وتراجع المساعدات الإغاثية.
ولفت الباحث الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإفصاح عن هويته لإقامته في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، إلى أن التكيف يحدث في أوضاع يمكن أن تتوفر فيها فرص للسكان لزيادة مداخيلهم، وابتكار طرق جديدة لتحسين معيشتهم.
وأوضح أن الجماعة لا تهتم إلا بزيادة عائداتها، وتتبع جميع الوسائل التي ترهق السكان؛ من فرض المزيد من الضرائب والجمارك ومضاعفتها بشكل غير قانوني، والعبث بالقطاع التجاري والاستثماري، وجميعها إجراءات تعمّق الركود وتعيق الحركة المالية ونشوء الأسواق وتوسع البطالة.
غلاء عكس المتوقع
امتنعت كبريات الشركات التجارية عن إبداء تفسيرات لهذه الزيادات السعرية، بالتوازي مع عدم اتخاذ الجماعة الحوثية أي إجراءات لمنعها أو تفسيرها، رغم ادعاءاتها باستمرار إجراءاتها للرقابة السعرية، وحماية المستهلكين من الاستغلال.
تأتي هذه الزيادات في الوقت الذي أظهرت فيه مؤشرات «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)»، تراجعاً عالمياً في أسعار السلع الغذائية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للشهر الثالث على التوالي.
وبيَّنت المؤشرات، التي أعلنت عنها «فاو»، والتي ترصد أسعار سلَّة من السلع الغذائية المتداولة حول العالم، ظهور انخفاض من متوسط 126.6 نقطة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 125.1 نقطة، الشهر الماضي، بما يساوي 1.2 في المائة.
وطبقاً لذلك، هبطت أسعار أغلب فئات السلع الأساسية، مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم والزيوت النباتية والسكر، رغم ارتفاع مؤشر أسعار الحبوب.
وأرجعت المنظمة الأممية هذا التراجع السعري إلى وفرة المعروض العالمي من السلع، وزيادة الإمدادات في أسواق التصدير، ما زاد المنافسة وخفّض الضغوط السعرية.
ومنذ أيام، حذَّرت المنظمة ذاتها من أن نصف الأسر في اليمن تعاني من نقص الغذاء والحرمان الشديد في أربع محافظات.
مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية
قال مسؤولان يمنيان إن «جماعة الحوثي» تظل هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، لافتين إلى أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.
وحسب المسؤولين، فإن الجماعة الحوثية تعيش حالة من «الارتباك الداخلي الواضح» ينعكس في محاولاتها للحشد وتنفيذ عمليات اختراق ميدانية، وهو ما يفرض رفع مستوى الجاهزية القتالية، وتعزيز الانضباط، وتكثيف التنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية، على حد تعبيرهم.
وأكد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، أن المقاومة الوطنية مستمرة في تحضير قواتها وتجهيز عتادها لمواجهة الميليشيات الحوثية في معركة الخلاص الوطني بكل ثبات وانضباط، مشدداً على أن الحوثي هو العدو الرئيسي والأوحد.
وأضاف صالح، في لقاء أمس مع قيادات المقاومة الوطنية في محورَي الحديدة والبرح بقوله: «نعمل على إعادة ترتيب الخطط القتالية للمرحلة المقبلة، وخياراتنا العملياتية الآن أفضل من أي وقت مضى، لضمان إنجاز المعركة بشكل حاسم وفاصل».
وأشار إلى أن «الحوثيين يحشدون مجاميعهم في مختلف الجبهات، ولا سيما في الساحل الغربي وتعز، ما يفرض على جميع القوات في هذا المسرح الحربي تكثيف جهودها وتنسيقها ومواجهة هذا التهديد المشترك»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).
وجدد صالح الإشادة بدور تحالف «دعم الشرعية»، مؤكداً أن دعم الشركاء والأصدقاء الدوليين مرتبط بتوحيد الجهد الوطني ورفع مستوى التنسيق بين كل القوى الجمهورية. لافتاً إلى «أن الحوثيين يعيشون حالة من الارتباك والعجز الداخلي، وأن الحشود والوقفات القبَلية التي ينفذونها ما هي إلا محاولات للتغطية على ضعفهم من خلال إجبار الناس على الحشد بالقوة».
وحسب صالح، فإن «اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية ضاقوا ذرعاً من إرهابها، ويتطلعون إلى اللحظة التي يُزاح فيها عنهم هذا الكابوس الإيراني»، مضيفاً: «أهلنا في تلك المناطق لن يكونوا إلا في خندق الجمهورية عندما تندلع المعركة وتتحرك الجبهات».
كما أبدى عضو مجلس القيادة «جاهزية المقاومة الوطنية لدعم وإسناد أي جبهة تقاتل ميليشيات الحوثي الإرهابية في جميع المحافظات».
ودعا صالح من وصفهم بـ«شركاء المعركة» في مختلف الجبهات والمحاور إلى أن «تكون المعركة المقبلة شاملة لاستعادة جميع المناطق التي تُسيطر عليها الميليشيات»، موضحاً أن «الظروف الراهنة في صالح حسم معركة اليمنيين، مع وصول الناس إلى قناعة باستحالة التعايش مع هذه الميليشيات».
إلى ذلك، أوضح سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي أن مأرب كسرت المشروع الفارسي الإيراني وهو في أوج قوته، بفضل الله وتضحيات أحرار اليمن.
وشدد العرادة في لقاء موسع مع قيادات عسكرية بمأرب على أنه «لا يمكن لأي قوة أن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية ما داموا موحدين الهدف، وثابتين على المبدأ، ومتجردين للوطن وقضايا الشعب».
وأكّد العرادة أهمية رفع الجاهزية القتالية، وتعزيز الانضباط العسكري، والتنسيق والتكامل بين الوحدات العسكرية، وتكثيف العمل الاستخباراتي في هذه المرحلة؛ حيث تسعى ميليشيات الحوثي الإرهابية لإحداث أي اختراقات، وتحقيق أي مكاسب ميدانية، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن «الوطن بحاجة إلى كل جهد، وكل سلاح، وكل موقف صادق، وهو أحوج ما يكون إلى التماسك، وتوحيد الجهود، وتحمل المسؤولية، والتمسك بقيم وثوابت الثورة والجمهورية».
وأضاف: «القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس رشاد العليمي، تتابع باهتمام ومسؤولية كل ما يجري، وهناك تواصل مستمر من أجل تعزيز الجبهة الداخلية على كل المستويات وفي كل الجبهات»، مشيراً إلى أن «تلك الأوضاع لن تزيد المخلصين إلا إصراراً على استكمال مشروع استعادة مؤسسات الدولة».
الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار
وسط تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية واتساع رقعة الفقر، بدأت الجماعة الحوثية تنفيذ حملة تجنيد قسرية في مناطق سيطرتها بمحافظتي الحديدة وذمار، بعد فشل محاولاتها السابقة في استقطاب الفقراء للالتحاق بمعسكرات التدريب مقابل وعود برواتب شهرية.
ولجأت الجماعة المتحالفة مع إيران -حسبما ذكرته مصادر حكومية- إلى اعتقال عدد من وجهاء تلك المناطق بتهمة «التخاذل» في مسعى لإجبار السكان على إرسال أبنائهم للقتال.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين اعتقلوا عدداً من وجهاء مديرية «جبل راس» في الحديدة، بعد رفضهم إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ضمن حملات التعبئة التي تزعم الجماعة أنها مخصصة لـ«تحرير فلسطين».
وقالت المصادر إن سكان المديريات الخاضعة للجماعة يواجهون حملة تضييق وعقوبات غير مسبوقة، بسبب رفضهم الانخراط في القتال، وإن الوجهاء لا يزالون رهن الاعتقال منذ أيام.
وأوضحت السلطات المحلية الموالية للحكومة الشرعية، أن السكان -رغم الفقر المدقع الذي يعيشونه- رفضوا الانضمام لمعسكرات التدريب. وأشارت إلى أن القيادي الحوثي أحمد البشري، مسؤول ما تسمَّى «التعبئة العامة»، وعبد الله عطيف الذي عيَّنته الجماعة محافظاً للحديدة، أجبرا عدداً من الدعاة على مرافقتهم إلى تجمع أقيم في مدينة زبيد ضمن حملة التجنيد هناك. واعتبرت أن لجوء الجماعة إلى مثل هذا السلوك يعكس «حالة الإفلاس والتخبط» بعد فشلها في استقطاب أبناء تهامة.
وقالت السلطات إن مسؤول التعبئة الحوثي أبلغ الدعاة خلال الاجتماع أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أبدى استياءه الشديد من المجتمع التهامي، بسبب رفض أبنائه الالتحاق بالتجنيد، وعدم التجاوب مع دعوات التعبئة، رغم أن الحديدة تعد من أكثر المحافظات معاناة من انعدام الأمن الغذائي والفقر.
ضغوط على الدعاة
وطبقاً لما نقلته السلطات المحلية، وجَّه القيادي الحوثي أحمد البشري تهديداً مباشراً للدعاة، وأمرهم باستخدام نفوذهم ومنابر المساجد للضغط على الأهالي لإرسال أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والجبهات، وإصدار فتاوى بوجوب حمل السلاح. كما هدد بإلحاق الدعاة وأُسرهم قسراً بالدورات الطائفية والعسكرية في حال رفضهم تنفيذ التعليمات.
وحذَّرت السلطات المحلية من أن الجماعة الحوثية تعمل على تحويل الدعاة وزعماء القبائل إلى أدوات لشرعنة التجنيد القسري، وتهدد كل من يتأخر أو يرفض بالاتهام بالولاء للحكومة الشرعية.
واستغلت الجماعة حالة الفقر الشديد، وانقطاع المرتبات، وانعدام الوظائف، لإغراء الأهالي برواتب شهرية، ووعدت بإدراج أبنائهم في قوائم المستحقين للمساعدات الغذائية عند استئناف توزيعها. وفق المصادر ذاتها.
إلى ذلك، واصلت الجماعة الحوثية التضييق على سكان محافظة ذمار (مائة كيلومتر جنوب صنعاء) إذ أجبرت الأهالي في عدد من المديريات على الخروج في وقفات تحت شعار «النفير والتعبئة العامة»، وألزمت المشاركين برفع شعاراتها، في حين قام عناصرها بتصوير الحشود لتقديمها كدليل على وجود «حاضنة شعبية».
وقالت مصادر محلية إن مشرفي الحوثيين أبلغوا مسؤولي القرى والعزل بضرورة الحضور الإجباري لهذه الفعاليات، والاستعداد لـ«النفير العام» تحت غطاء دعم فلسطين، رغم توقف الحرب في غزة منذ مدة. كما ألزمت نساءً وفتيات بتسجيل أسمائهن كمتطوعات، ولوَّحت بعقوبات لمن يرفض، في خطوة تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن للفعالية التي دعت إليها الجماعة في صنعاء.
أزمة هي الأشد عالمياً
تأتي هذه الممارسات الحوثية -وفق مراقبين- في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن اليمن لا يزال يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ يحتاج أكثر من 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام، بسبب النزاع المستمر، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات تغير المناخ.
ووفق مفوضية شؤون اللاجئين، فإن نحو 4.8 مليون يمني ما زالوا نازحين داخلياً، بينما استقبلت البلاد أكثر من 62 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا. وتوضح المفوضية أنها تعمل في معظم محافظات البلاد بالتنسيق مع السلطات والشركاء المحليين، لتوفير الحماية والمساعدات للفئات الأكثر تضرراً.
وعلى الرغم من هذه المعاناة الواسعة، تواصل الجماعة الحوثية إنفاق الموارد على التجنيد وحملات الحشد الطائفي والعسكري، بدلاً من توجيهها لتخفيف الكارثة الإنسانية، حسبما تؤكده مصادر حكومية ومنظمات محلية.
