مناورات النهضة في جولة الإعادة التونسية خوفًا من الإقصاء
الإثنين 08/ديسمبر/2014 - 08:13 م
طباعة
التونسيات ينشدن الاستقرار
مع اقتراب موعد جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التونسية، والمقرر عقدها في 21 ديسمبر الجاري، تثار كثير من التكهنات بشأن موقف حركة النهضة من المرشحين المتنافسين في هذه الجولة، وسط توقعات بحصول المنصف المرزوقى على أصوات النهضة، لمواجهة تمدد حزب نداء تونس برئاسة الباجي قائد السبسي.
وحسب الأرقام الرسمية، تقدم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس بنسبة 39.4 في المئة من الأصوات والمنصف المرزوقي بنسبة 33.4 في المئة على بقية المنافسين في الجولة الاولى، وتبدأ الحملة الانتخابية انطلاقا من غدًا الثلاثاء 9 ديسمبر وتستمر حتي يوم 19 ديسمبر الجاري.
المرزوقي يناور باصوات النهضة
وتسعى حركة النهضة إلى دعم المرزوقي من أجل مواجهة السبسي وتقدمه، خاصة بعد فوز أحدى مرشحي حزب نداء تونس برئاسة البرلمان، إلى جانب حصول الحزب على الأكثرية، وقرب تشكيل الحكومة من قبل تحالفات تبتعد عن النهضة، وبالرغم من دعوات قياديين بحركة النهضة بضرورة الاحتواء والمشاركة وعدم هيمنة فصيل سياسي على السلطة التنفيذية والرئاسية والبرلمانية، إلا أن هذه المحاولات سيكتب لها الفشل في حال نجاح السبسي في حسم جولة الإعادة.
وبالرغم من محاولات النهضة إلى تقديم مزيد من التنازلات للبقاء فيا لملعب السياسي، إلا أن الموقف العام في تونس لم يعد مؤيدا لها كما كان، وإن كانت الحركة نجحت في الحصول على فرص البقاء في العمل السياسي نتيجة الخروج من الترويكا الحاكمة، والقبول بالانتخابات بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر، وهو ما ساعد الحركة على حصد عدد من المقاعد في البرلمان وإن كانت أقل بكثير مما حصلت عليه في انتخابات 2011.
السبسي حظوظه افضل
وتتجه الأنظار إلى مرشحي جولة الإعادة للتعرف على كيفية حسم السباق، فالسبسي يسير بخطوات واثقة نحو استعادة هيبة الدولة التونسية، ويرحب بالحوار مع كل الأطراف السياسية، ومحاربة الاسلام السياسي المتطرف، والتسامح مع رموز بن على ما لم يتهمون في قضايا جنائية أو فساد، بينما لم يعد يتبق للمنصف المرزوقي إلا محاربة السبسي عن طريق تصريحات ترفض عودة نظام دولة بن على، وغن كان هذ لم يعد يقنع غالبية التونسيين نتيجة مواقف عديدة لم يتخذ المرزوقي قبالها قرارات صالحة.
وبالرغم من تقليص سلطات رئيس الجمهورية فى الدستور التونسي الجديد، إلا ان هيمنة حزب نداء تونس على أغلبية البرلمان، وتشكيل تحالف يتناسب مع أفكار وأيدلوجيته، تمكنه من اختيار الحكومة بما يخدم مصالحه، سيكون عامل حسم مهم، في مواجهة طموحات النهضة، ومحاولة التسلل مرة آخري إلى الحكم، بعد المرور من الأزمات الأخيرة التي وضعت كل تيار الإسلام السياسي في سلة العنف والتطرف.
الغنوشي يناور
يأتي ذلك في الوقت الذى دعا فيه مجلس شورى "حركة النهضة" أنصار الحركة وأعضاءها إلى "انتخاب المرشح الذي يرونه مناسبًا لإنجاح التجربة الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة في الحريّة والديمقراطيّة والعدالة، وأعاد مجلس الشورى تثبيت الموقف السابق للنهضة، وهو ما اعتبره البعض دعمًا غير مباشر للمرشح الرئاسي المنصف المرزوقي، على غرار ما حصل خلال الجولة الأولى.
ويري المتابعون أن حركة النهضة من خلال هذه التصريحات تعمل على المناورة من أجل الحصول على أي مكاسب من كلا المرشحين في حال وصول أحدهما للسلطة، واستمرار الحياد بشكل ظاهري، حتى لا تخسر الحركة أكثر مما خسرته مؤخرًا في حال فوز الخصم الذى لم تعلن صراحة دعمه.