الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة
السبت 22/أغسطس/2015 - 04:34 م
طباعة
أعلن مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أمس الجمعة 21 أغسطس 2015، دعوات أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابي لجماعة الإخوان بمصر للانضمام إلى التنظيم وإعلان الولاء والبيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وذلك بعد تلقي التنظيم الإرهابي عدة ضربات موجعة في مصر.
حيث أكد المرصد أن تلك الدعوة تأتي في سياق السباق والتنافس بين الجماعات والحركات الإرهابية للفوز بأعضاء جدد وتجنيد المزيد من المقاتلين، في ظل سعى عدد من الحركات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة إلى كسب تأييد حركات إرهابية على شاكلتهم تتخذ من الإسلام ستارًا لمنهجيتهم الدموية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وفق ما أقره القانون المصري.
ولفت المرصد أن الخسائر السياسية التي لحقت جماعة الإخوان في مصر عقب الثورة الشعبية في يونيو عام 2013، إضافة إلى فشل تنظيم "داعش" في تحقيق مكاسب بسيناء أدى إلى محاولة قادة الجماعتين الاندماج في كيان واحد تحت قيادة واحدة من أجل التصدي لقوات الجيش والشرطة المصرية بعدما فشلت الجهود المنفردة لكلا الحركتين في النيل من الدولة المصرية وزعزعة استقرارها.
أضاف المرصد أن دلائله الاستقصائية تكشف مساعي "داعش" التحالف مع تنظيمات موالية للقاعدة؛ من أجل حشد الجهود والقوات لمواجهة قوات الأمن المصرية، خاصة أن التنظيم قد فشل فشلاً ذريعًا ومُنيَ بهزيمة نكراء في سيناء جراء محاولته السيطرة على مساحات قليلة من الأرض لتكون نقاط تمركز وانطلاق، إلا أنها تم مواجهتها بقوات متعددة من الجيش والشرطة، واستبسال كبير من أفراد وضباط الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بحماية سيناء وحفظ الأمن فيها، وهو ما أثبت للتنظيم عدم قدرته على هزيمة الأمن المصري بجهوده المنفردة؛ حيث إنه بحاجة ماسة لمعاونته من قبل تنظيمات عديدة في المنطقة لتكون له فرصة في تحقيق أهدافه.
أكد المرصد أن هناك تبادل أدوار بين داعش وجماعة الإخوان بمصر، حيث يوجه "داعش" الدعوة للإخوان مبايعته والانضمام إليه، بينما يقوم الإخوان بتكفير قيادات الدواعش في الداخل والخارج، بما يتفق ومنهجية علاقة داعش بتنظيم القاعدة الإرهابي، من مهاجمة كلاهما لمنهجية الآخر، رغم ثبوت علاقة وثيقة تجمعهما في الأهداف والمقاصد الساعية إلى نشر الفوضى والإرهاب.
ودعا المرصد إلى الحفاظ على حالة التماسك والتضامن الداخلي في مواجهة حركات وتنظيمات التكفير، واستمرار الدعم المجتمعي والحاضنة الشعبية لقوات الجيش والشرطة في حربها الشرسة ضد الفكر المتطرف وتنظيمات المتعددة.
كلينتون "داعش" وتقسيم العالم العربي
فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مفاجأة من الطراز الثقيل في أغسطس الماضي 2014، عندما اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط .
وقد نقل حينها موقع "الفرات" العراقي عن كلينتون أنها قالت في مذكراتها "خيارات صعبة" التي نشرتها في كتاب: "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدًّا، وفجأة قامت ثورة 30 / 6- 3 / 7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الإعلان؛ لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا" .
وأضاف الموقع العراقي أن كلينتون قالت في مذكراتها: "كنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بـ"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" .
وتابعت القول: "كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!! فكرنا استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا".
وتزيد: "وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة، ولكن الأغرب أن راداراتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك، ففضلنا الرجوع مرة أخرى.. ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع، وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها".
وتقول هيلاري: "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئًا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» وتقسيمها، كان بعد ذلك التوجه لدول الخليج الفارسي وكانت أول دولة مهيأة الكويت عن طريق أعواننا هنا، من الإخوان فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
البغدادي والإخوان
وعن علاقة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة "داعش" بجماعة الإخوان فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن في أول أكتوبر 2014، عن تفاصيل العلاقة بين أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، التي كان أحد أعضائها في العراق، قبل أن ينضم لاحقًا إلى تنظيم «القاعدة»، ومن ثم انتهى به المطاف في قيادة «داعش»، التنظيم الذي ينظر إليه بوصفه الأكثر تشددًا بين التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق. تروي الصحيفة، أنه في بداية عام 2000 جلس البغدادي مع أحد قادة العرب السنة البارزين اليوم، بدا غاضبًا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين، «جماعتنا مو حيل محتضنينا»، كلمات قالها البغدادي ويتذكرها القيادي السني، كان البغدادي حينها طالب دكتوراه في جامعة صدام للعلوم الإسلامية. البغدادي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لكنه كان على خلاف دائم معهم لتوجهاته السلفية، وانفصل عنهم بعد الاصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة»، هكذا نقلت الصحيفة عن قيادات وشخصيات سنية كانوا على علاقة بالبغدادي منذ إقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة. ويقول القيادي السني الذي كان يعرف البغدادي منذ أيام دراسته للدكتوراه، إنه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان إلا أنه كان ذا ميول سلفية معروفة تمامًا كحال مرشده الأول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، فمحمد حردان كان قياديًّا معروفًا في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، ولكنه غادر لأفغانستان للقتال مع الجهاديين وعاد في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة، وخرج من التنظيم الإخواني في العراق، بحسب الصحيفة. وتابعت: "ارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميًّا وفكريًّا، وبعد سقوط بغداد (في 2003) أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، أحد أكبر الفصائل الجهادية في العراق. وحسب مقربين من الفصائل الجهادية فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة إلى جيش المجاهدين، وبعد خروج البغدادي من سجن بوكا بدا أكثر تطرفًا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد". ويتذكر صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات «القاعدة في الفلوجة» خصلة ملفتة في شخصية البغدادي، فيقول: «كل تنظيم خرج منه البغدادي أصبح معاديًا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرًا، خصوصًا في الكرمة»، كما تنقل الصحيفة. وتشير إلى أن بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في أحد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للاقتتال السني السني بين «القاعدة» والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول «هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان»، وكثيرًا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين». ويروي قيادي من أحد الفصائل أن البغدادي كان يفضل إخفاء هويته والبقاء ملثما حتى في الاجتماعات مع فصائل تضم أقرباء له، وفي أحد الاجتماعات المخصصة للتفاوض من أجل إيقاف الحرب بين «القاعدة» والفصائل الإسلامية السنية عام 2007 كان البغدادي يجلس ملثما، وعندما تحدث عرفه أحد أقربائه بفضل علاقة نسب، فقد كان القيادي ينتمي لمدينة كبيسة العراقية وهي نفس مدينة زوجة البغدادي، وقال له: «يعني انت نسيبنا وتتلثم علينا» فضحك البغدادي ونزع اللثام. ولكن قياديًّا بارزًا من الإخوان المسلمين في الفلوجة ينفي انتماء البغدادي لتنظيم الإخوان العراقي، ويقول إنه كان مقربًا فقط منهم، بفضل علاقته بمحمد حردان. ويقول: إن البغدادي كان متشددًا سلفيًّا، ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل، وحتى القيادي حردان الذي كان مع الإخوان ترك التنظيم بسبب رفضنا ذهابه لأفغانستان، وفق قوله. ويكشف القيادي مزيدًا من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن مسيرة البغدادي ويقول إنه جاء للفلوجة لدراسة العلوم الشرعية في التسعينيات، وإنه درس النحو والفقه والقراءات القرآنية على يد علماء الفلوجة. ويوضح: «كثير من العلماء الذين درس البغدادي على يدهم في الفلوجة هم صوفيون، خصوصا في العلوم التي لا تتعلق بالمنهج السلفي، وهذا لا يعني أن البغدادي صوفي إذا درس على يد صوفيين». ويقول القيادي الإخواني: إن البغدادي درس علوم الفقه على يد عالم صوفي من الفلوجة هو حمزة العيساوي. وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي كان معروفًا في أوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن شخصية مجهولة كما روج البعض، بل إن عمه هو إسماعيل البدري عضو هيئة علماء المسلمين في العراق، ولكنه يكفره كما يكفر الهيئة وعلماءها جميعًا، ومن صلات القرابة الأخرى للبغدادي أن شقيقة زوجته متزوجة من قيادي في الحزب الإسلامي العراقي وهو تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، وقد اعتقل الرجل أكثر من مرة من قبل الأمريكان بسبب صلة النسب هذه. وتتعمد بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا الانتقاص من البغدادي بسبب روح الخصومة الدموية التي تسيطر على علاقتهم بتنظيم الدولة الذي أراد فرض سلطته على باقي الفصائل السنية بالقوة والبطش الوحشي، فلم يكن البغدادي مجرد لاعب كرة قدم ماهر يُطلق عليه ميسي في حي الطوبجي؛ حيث كان يقيم هناك في مسجد، لكنه وحسب المعلومات التي تكشفت أيضًا من رفاق البغدادي كان قياديا تدرج في مهام الإدارة بعد انضمامه للتنظيم، فتولى منصب المسئول الشرعي لـ «القاعدة» في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسئول الشرعي لمحافظة صلاح الدين، ثم الشرعي العام لتنظيم «القاعدة في العراق»، وفي تلك الفترة اعتمد عليه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر المصري؛ بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية، وبعد مقتل أبو عمر والمهاجر تولى أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم عام 2010. ورغم أن معظم الشخصيات السنية الإسلامية التي تقول الصحيفة إنها التقتها تؤكد انتماء البغدادي للإخوان سابقًا، إلا أنها تشير أيضًا إلى العلاقة المتوترة فيما بينهم بسبب ميوله السلفية، واليوم فإن الإخوان المسلمين في العراق هم العدو الأول لتنظيم البغدادي وسقط بين الطرفين آلاف القتلى في المواجهات المسلحة الأهلية بين الفصائل السنية عام 2007. ومن غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على أصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي)، كما يشترك بهذه النظرة التيارات المعادية للإسلام السياسي الذي يمثل نصف المجتمع السني على الأقل، واختزالهم بكتلة متطرفة واحدة، وأصحاب هذه النظرة يتناسون دومًا حجم العداء الدموي بين «القاعدة» والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما أنهم ربما لا يعرفون أن تنظيم الإخوان المسلمين في العراق ( الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة وأضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق. ولعل التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان للسلفية المعتدلة ثم إلى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات أكثر استعدادًا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا أدى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي أكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي. فسقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا إلى «القاعدة» في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها، ولعل المفارقة أن زميل أبو مصعب السوري في قيادة الإخوان المفكر الإسلامي سعيد حوى كان بكتبه ومؤلفاته ملهمًا للقيادي محمد حردان الذي كان من قيادات الإخوان، كما قلنا في العراق، ثم انشق لميوله السلفية الجهادية، وحردان هو من أتى بالبغدادي للفلوجة ليدرس العلوم الشرعية كما أسلفنا. وفي المجتمع السني في سوريا يمكن لنا ملاحظة التحولات نفسها، تقول الصحيفة: معظمهم شباب بأعمار الثلاثينات وينتمون لعائلات إخوانية، فأبو طلحة القائد العسكري لأحرار الشام والذي قتل قبل أسابيع مع رفاقه كان والده من كوادر الإخوان في الثمانينيات، وسجن في تدمر، وقائد الجبهة الإسلامية قائد فصيل صقور الشام أبو عيسى الشيخ كان والده أيضًا من كوادر الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في أحداث حماة، وتوفي والده تحت التعذيب في سجن تدمر أيضًا، فماذا لا نتوقع أن يكون ابنه أكثر تشددًا ويتخذ السلفية الجهادية كمنهج يمنح صاحبها قدرًا أكبر من العداء والتحشيد والتحريض ضد الآخر؟! على عكس فكر الإخوان الأقل عدائية، فانتهاج الإخوان المسلمين عمومًا للسلمية في عملهم السياسي أضعف من دورهم في الساحة السنية في مرحلة عنف واقتتال مذهبي لعب فيها التيار السلفي الجهادي الدور الأكبر في تشكيل الفصائل المسلحة للسنة في عراق ما بعد صدام، وسوريا ما بعد الثورة، فالسلفية الجهادية تملك مشروع حرب أكثر مما تملك مشروع حكم على عكس الإخوان.
"داعش" جزء من التنظيم الدولي
وحول ارتباط "داعش" بجماعة الإخوان يقول الدكتور إبراهيم عيد، الأستاذ بجامعة عين شمس، خبير الحركات الإسلامية: إن الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، تكونت نتيجة دعوة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهاد في سوريا، هي جزء من التنظيم الإرهابي العالمي، الذي يسمى التنظيم الدولي للإخوان. وأضاف "عيد": "أنشئ التنظيم الدولي للإخوان في أواخر الأربعينيات، بقيادة سعيد رمضان، صهر حسن البنا، مؤسس الإخوان، وكان مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا، والغرض من هذا التنظيم وما نتج عنه من تنظيمات إرهابية مثل "داعش" وغيرها، هو إرضاء القوى الاستعمارية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ من أجل أن يظلوا في الحكم إلى أبد الأبدين. وأضاف "عيد" أن لتصريحات "داعش" الأخيرة عن سيناء واهتمامهم بها ورغبتهم في فرض السيطرة عليها، بأن سيناء تعد نقطة البداية لهم في فرض سيطرتهم بالكامل على آسيا وإفريقيا بالكامل، وهي بوابة مصر الشرقية، وإذا استطاعوا في "داعش" أن يكونوا إمارة إسلامية في سيناء، فإنهم يستطيعون غزو أو عمل قلاقل للدول المحيطة بها مثل الأردن والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية. وأوضح أن برنارد لويس، منظر مشروع الشرق الأوسط الكبير، قال: إن البداية لإنشاء الشرق الأوسط الجديد، هو إشعال حروب إقليمية داخل المنطقة بجوار مصر خاصة في السودان وليبيا، وإنشاء إمارة إسلامية في سيناء، كما أن علاقة "داعش" بالتنظيمات الجهادية في سيناء- خاصة أنصار بيت المقدس- يكشف حقيقة الدور الأمريكي؛ لأن علاقة "داعش" وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية كما قالت هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تصريحات لها، وكما كشف جون ولسون المفكر الغربي في كتبه أن القاعدة صناعة أمريكية.