الإخوان بين الأزمات الداخلية وإعدادها قوائم لاغتيال أفراد الشرطة
الخميس 03/سبتمبر/2015 - 04:14 م
طباعة
ضمن تطور الأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان الإرهابية قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن بيان المتحدث باسم الإخوان محمد منتصر الذي طالب الجماعة بتعديل مسارها يعكس حجم الأزمة والشرخ الذي يمر به تنظيم الإخوان. وأضاف البشبيشي أن بيان منتصر حمل تحذيرًا للمتصارعين على السلطة في الجماعة من مزيد من الضعف والإحباط الذي يسيطر على أغلبية أعضاء التنظيم، لافتًا إلى أن أعضاء التنظيم تعودوا أن تكون محنتهم من الخارج، أما الآن فيبدو أن الأزمة داخلية وخارجية.
تلك الرسالة التي نشرها المتحدث الرسمي باسم الجماعة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي يطالب فيها الإخوة المتصارعون بالاتحاد في صف واحد في مواجهة النظام، ويركز على الاستشهاد بآيات قرآنية تحض على الجهاد، كما يؤكد على فكرة الشهادة كمطلب سامي من مطالب الجماعة؛ مما يعطي دلالة قوية على تمسك الجماعة بالعنف والإرهاب في مواجهة الدولة المصرية.
نص البيان
رسالة إلى الإخوان
"إن الحمد لله، خالق كل شيء، ميسر كل صعب، قاصم كل جبار، مُنْفِذُ وعده، ناصر كل مستضعف، مُثَبّت الدين، وظاهر الحق، وخاسف الباطل، رب كل شيء ومليكه، يبتلينا ليمحصنا، ويمتحننا لينقينا، ويصطفي منا من يشاء، وينصرنا حين يقل النصير، ويثبتنا حين يفر الكثير، ويهدينا إلى الحق إن أردناه سبيل.
أيها الإخوان الثابتون، القابضون على دينكم، لقد اجتمع عليكم القاصي والداني ليقضوا على دعوتكم، ودين ربكم، فما عهدناكم إلا "مجاهدين مرابطين مخلصين" من أجل دينكم الغالي ودعوتكم الأبية، لا تخشون في الله لومة لائم، لا تهابون السجن أو القتل {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } سورة العنكبوت.
أيها الإخوان المجاهدون، إنكم قد أعلنتم من أول يوم أن دعوتكم "إسلامية صميمة"، على الإسلام تعتمد ومنه تستمد، وهتفتم بها من كل قلوبكم "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.."، وإن ما تمر به دعوتنا في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ هذه الأمة يتطلب صفاً ربانيًّا مؤمنًا مخلصًا متجردًا مجاهدًا متحابًّا رجّاعًا إلى الحق.
أيها الإخوان الأبطال، إن أركان بيعتنا واضحة، عاهدنا به الله من أجل الحق وتحرير أوطاننا وتمكين ديننا، ولا نصر دون وحدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة: قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب: سلامة الصدر، وأعلاه: مرتبة الإيثار، {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر:9.
أيها الإخوان الصابرون في الشوارع والسجون، إن ما مررتم به في سنوات جهادكم هو امتداد لأجيال قرر المولى عز وجل أن يصنعها على عينه {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} سورة طه.
أيها الإخوان الصامدون، يا حبّات قلوبنا، يا شقائق أرواحنا، إن مسارات النصر مبدأها الإخلاص، وحسن التخطيط، ومراجعة الخلل، ولنا في النبي المصطفى أسوة حسنة، نعم قد يكون شق عليكم الطريق، وصعبت عليكم المهمة، وبغى عليكم الفجرة، ولكنكم لا زلتم ثابتين، موحدين، مضحين بالغالي والنفيس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الصف.
أيها الإخوان المسلمون إن الظروف التي تمر بها دعوتنا تستلزم منا التمسك أكثر بقيمها الأصيلة، وأن نكون جميعنا على قلب رجل واحد، ملتزمون بمعاني الشورى السليمة، والمؤسسية المستقرة في أدبياتنا، والقبول بالنصح والإرشاد وإعادة التقييم وتعديل المسار، إن كل هذا من فرائض الواقع التي لا يمكن تجاوزها.
أيها الإخوان الثوار، إن الثورة والجهاد الذي أمرنا الله بهما هو دين قبل أن يكون توجه، أو جزء من أدبيات جماعتنا المباركة، وعليه فإننا مأمورين بالسعي لتثبت هذه الحالة وإنجاحها وتعديل خططنا لتكون ملتزمة ومتفقة مع هذا الأمر الإلهي من أجل تحرير وطننا والأمة من طغيان الفسدة وشركائهم.
وأنتم أيها الشباب الأبطال إن الله قد أعزكم بالنسبة إليه والإيمان به والتنشئة على دينه، وكتب لكم بذلك مرتبة الصدارة من الدنيا ومنزلة الزعامة من العالمين وكرامة الأستاذ بين تلامذته. {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} سورة آل عمران.
فجددوا أيها الشباب إيمانكم، وحددوا غاياتكم وأهدافكم، وأول القوة الإيمان، ونتيجة هذا الإيمان الوحدة، وعاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين. فآمنوا وتآخوا واعلموا وترقبوا بعد ذلك النصر.. وبشر المؤمنين.
ويا قادتنا ومُرْشِدينَا الأسرى في سجون العسكر الخونة، أنتم النجوم التي تنير سماء كفاحنا، على دربكم نمضي، لن نحيد، ثابتون على المنهج، على درب الشهداء الأبطال، ملتزمون بدين ربنا، وعدالة قضيتنا، واثقون في موعود ربنا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} سورة النور.
أيها الإخوان المسلمون: إنكم تبتغون وجه الله وتحصيل مثوبته ورضوانه، وذلك مكفول لكم ما دمتم مخلصين. ولم يكلفكم الله نتائج الأعمال ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الاستعداد، ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين، وإما مصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين. أيها الإخوان أكملوا طريقكم من أجل المولى العزيز ودينه، فإما نصر وإما شهادة.
والله أكبر ولله الحمد".
محمد منتصر المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين.
قوائم الاغتيالات
وعلى صعيد آخر واستعدادًا لما حملته رسالة المتحدث الرسمي وتأكيدًا عليها، قامت عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية، بتشكيل كيان إرهابي جديد يعرف باسم «غرفة عمليات فض اعتصام الثوار السلميين بميدان رابعة العدوية»، يستهدف ضباط الشرطة الذين يواجهون تظاهرات الإخوان المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي.
وأعد هذا الكيان الإرهابي الجديد التابع للإخوان قائمة لاغتيالات عدد من ضباط الشرطة ناشرين أسماءهم وأرقام هواتفهم وعناوين منازلهم على صفحات تابعة لهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».. مطالبين عناصرهم باستهدافهم انتقامًا للإخوان منهم، وما فعلوه فيهم بداية من فضهم لاعتصام رابعة والنهضة، مرورًا بدورهم الكبير في إيقاف تظاهرات الجماعة الإرهابية التي كان يعلن عنها التحالف الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي أسبوعيًا على أمل إعادتهم إلى سدة الحكم مرة أخرى.
والمتابع لتلك الجماعة يعلم انه لم تكن تلك القوائم هي الأولى من نوعها، بل قام بعض إرهابيي الإخوان بنشر العديد منها في السابق للتحريض على ضباط الشرطة على أمل تخويفهم وإيقافهم عن صد تظاهرات الجماعة الإرهابية.
وفي نفس السياق تكثف الأجهزة الأمنية بقطاع الأمن الوطني، والإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية جهودها لضبط القائمين على الصفحة، والتي يعتقد تكوينهم خلية إرهابية تستهدف إشاعة الفوضى والعنف واغتيال عدد من الإعلاميين وضباط الشرطة.
وجاء رد وزارة الداخلية على هذه الصفحات بأن صرح مصدر أمني باعتزام الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية تكثيف جهودها، وشن حملة أمنية مكبرة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ لرصد جميع أشكال الجرائم الإلكترونية ودعوات التحريض على العنف التي يتبناها عناصر التنظيم الإرهابي وحلفاؤه.
وأشار المصدر بالإدارة العامة للتوثيق والمعلومات إلى أنه في إطار مواصلة الأجهزة الأمنية جهودها بالاستعانة بالتقنيات الحديثة من فحص فنى، وتتبع البصمة الإلكترونية لضبط عناصر جماعة الإخوان الإرهابية المتورطين في إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للتحريض علي العنف وإثارة الفوضى واغتيال ضباط الشرطة، وعدد من الإعلاميين من ضمنهم الدكتور عبدالرحيم علي.
وأكد المصدر أن الحرب النفسية التي تشنها عناصر التنظيم الإرهابي ضد ضباط الشرطة والإعلاميين، والتي عكفت على تهديدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لن تثمر عن شيء، وأشار إلى تقدم عدد من الضباط والإعلاميين والقضاة ببلاغات رسمية ضد عدد من الصفحات لضبط القائمين عليها، وفي نفس السياق قالت المصادر: إن من تم تهديده من الضباط بنشر بيانات صحيحة لأماكن السكن أو العمل تم عمل خطة أمنية لتأمينه من الممكن أن تشمل نقل محل السكن وقرارات نقل بناء على جدية التهديدات، والعمل على ضبط مهدديه بالتعاون مع جهاز الأمن الوطني وأهابت المصادر بالمواطنين سرعة الإبلاغ عن العناصر المحرضة والصفحات؛ من أجل تتبعهم وتقديمهم للعدالة.
وأضاف المصدر أن جهود الإدارة وحدها لا تمكنها من متابعة أنشطة مئات الآلاف من الحسابات المنتشرة عبر الفضاء الإلكتروني، والبطل الحقيقي في هذا هو بلاغات المواطنين الشرفاء الذين يقومون برصد تلك الصفحات بما تحتويه من دعوات للعنف، ونشر بيانات لضباط القوات المسلحة والشرطة والتحريض عليهم عبر ارتكاب جرائم إلكترونية واضحة للعيان.
وأردف المصدر أن دور المواطن في الإبلاغ عن تلك الجرائم ساهم بشكل فاعل في فك لغز العديد من القضايا المهمة، وأشار المصدر إلى تنفيذ الإدارة خطة أمنية جديدة تعتمد على التحري والملاحقة الأمنية السريعة عبر تحديد موقع ارتكاب الجريمة خلال ٢٤ ساعة فقط، مشددا أن تلك الجرائم أصبح من السهل رصدها وتتبع مرتكبها، وهو ما لم يكن متاحا من فترة زمنية قصيرة.
وهدد المصدر أن كل من يرتكب أي فعل يدل على أنه جريمة إلكترونية وحتى إن كان خارج القطر المصري، يتم تحرير محضر بالواقعة وإرساله للنيابة العامة التي تقوم بدورها بالتحقيق والإحالة إلى المحكمة التي تصدر الأحكام القانونية، وتتم بعد ذلك مخاطبة الإنتربول الدولي بالنشرة الحمراء للمتهمين للقبض عليهم فورًا بالخارج.