"الإخوان" بين الخوف من انقطاع الدعم الدولي إلى التحريض على العنف
السبت 19/سبتمبر/2015 - 07:05 م
طباعة
تناقلت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية أخبارا تقول، إن التنظيم الدولي للإخوان، أرسل رسالة لشباب الجماعة الرافضين لسياسات القيادات، مفادها التهديد بالطرد من التنظيم، في حال الانضمام إلى جبهة محمود فتحي، رئيس حزب الفضيلة ومؤسس ما يعرف باسم «التحالف الثوري»، الذي دعا للعنف والعمل المسلح في مصر.
وحذر التنظيم الدولي للإخوان شبابه من استمرار الانتقادات للقيادات، والدعوة والتحريض إلى العنف والعمل المسلح، خاصة أن مثل تلك الدعاوى ستؤثر بقوة على وضع الإخوان في الغرب، وتحديدا سيكون لها التأثير القوى على علاقاتها مع أمريكا وبريطانيا، اللتين كشف المصدر الإخوانى، الذي رفض نشر اسمه، عن تخلى تلك الدولتين عن الإخوان بشكل رسمي في حال تبنيهم العنف والعمل المسلح، ومنعهم من التواجد على أراضيهم؛ حيث إن وقتها سيسهل إدراج تلك الجماعة على قائمة الجماعات الإرهابية، وهذا ما يفقد الإخوان كل الدعم الدولي الذي يحصلون عليه الآن.
ومن هذه الرسالة يتضح أن العنف شيء اصيل ومؤسس للذهنية الاخوانية لكن الضرورة التمويلية والحفاظ على الدعم المقدم من بريطانيا وامريكا لا يتفقان وهذه الذهنية وعليه اتخذت الجماعة وتبنت وجهة النظر التي تقول بتخفيف حدة العنف وعدم تبنيه ولو مؤقتا حفاظا على كيان الجماعة في الوجود خاصة في مصر بينما على صعيد آخر وهو ما يؤكد تمسك الجماعة بالعنف وهدم مؤسسات الدول العربية أكد حلفاء جماعة "الإخوان" ضرورة "حل الجامعة العربية"، مطالبين بإقامة "اتحاد عربي مستقل” كبديل عنها، ما يؤكد سعيهم إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية رغم الأزمات التي تشهدها المنطقة.
جاء ذلك في اجتماع ضم حلفاء “الإخوان” بمدينة إسطنبول، أول من أمس، ناقشوا فيه وضعهم في الفترة الحالية والتغيرات التي تشهدها تركيا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وتداعياتها على الجماعة في حال خسارة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الداعم لهم.
ونقلت مواقع إخبارية عدة، عن مصادر مقربة من الجماعة قولها إن الاجتماع ضم كلا من زعيم حزب “غد الثورة” المصري أيمن نور والرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي والناشطة اليمنية توكل كرمان وأحد حلفاء “الإخوان” الهارب إلى تركيا سيف الدين عبد الفتاح والأمين العام لحزب “المؤتمر” التونسي عماد الدايمي.
وأضافت أن الاجتماع جاء على هامش إعادة بث قناة “الشرق” التابعة لـ ”الإخوان” التي يترأس مجلس إدارتها أيمن نور، مشيرة إلى أنهم ناقشوا الأوضاع التي تشهدها اليمن وسورية وسبل دعم “الإخوان” في مصر.
ولفتت إلى أن المرزوقي حرض عبر قناة “الشرق” على الدعوة إلى حل جامعة الدول العربية، زاعماً أن هناك ضرورة لتشكيل “اتحاد عربي مستقل” وأن الجماعة تبذل جهوداً دولية لتحقيق هذا الهدف.
واعتبر أن جماعة “الإخوان” لم تتأثر بما حدث لها طيلة الأشهر الماضية، وأنها ستواصل تحركاتها وتظاهراتها خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه ليس لديه مساعٍ لنيل منصب أمين عام جامعة الدول العربية، لكن يجب “تشكيل اتحاد عربي على غرار الاتحادين الأوروبي والإفريقي”.
وأضاف “إننا في المنطقة العربية في وضع لا نحسد عليه في الوقت الراهن، لكن بعد فترة سنبحث عن صيغة أخرى للتواصل في إطار الخلق والإبداع المستقبلي لتحل مكان الجامعة العربية التي عمرها يتجاوز 70 سنة، ونحن في عصر جديد ونريد بناء شعوب حرة ودول ديمقراطية.
من جانبه، قال القيادي السابق في “الإخوان” طارق أبو السعد إن هجوم الجماعة وحلفائها على جامعة الدول العربية، جاء لأنها انحازت للشعب المصري وليس لـ ”الإخوان”.
وفي نفس الإطار التصعيدي على العنف وهدم مؤسسات الدول العربية المناهضة للإخوان ظهر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤخرًا، في بيان ليحرض فيه على التصعيد في عدد من الدول العربية، كما حرض الجماعة على ما أسماه "هبة"، وقال إن صحته ما زالت جيدة ولم يتعرض لوعكة صحية كما تردد خلال الفترة الأخيرة، فيما اعترف مدير مكتب القرضاوي السابق، أن هناك حالة من التخوين ظهرت داخل التحالف المؤيد لجماعة الإخوان، وقال القرضاوي في بيانه، إن صحته جيدة، داعيًا أنصار الإخوان إلى ما أسماه "هبة" خلال الفترة المقبلة، زاعمًا أن لديه مشروع سماه "مشروع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لنصرة الشعوب"، وهو محاولة منه لدعم جماعة الإخوان.
فيما اعترف عصام تليمة مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوي السابق، بأن هناك حالة من التخوين المتبادل انتابت التحالف المؤيد للجماعة، مضيفًا في بيان له: "لا تزال ثقافة التخوين تعمل عملها، فتفشل كل محاولة لتجميع القوى، والمؤسف أنها تجد مناخًا تنمو فيه وتزداد، وأصبح كل فصيل عنده القابلية لتصديق أي شائعة على الطرف الآخر".
فيما قال خالد الزعفراني، القيادي السابق بجماعة الإخوان، ردا على ها البيان: إن يوسف القرضاوي يقوم بدور الممهد لأى تصعيد إخوانى قادم، حيث تعتمد عليه الجماعة في التحريض على العنف أو التظاهر، خاصة في ظل الضعف الشديد الذى تتسم به فعاليات الجماعة. وأضاف الزعفرانى، أن اعتراف تليمة بوجود تخوين متبادل داخل تحالف مؤيد الإخوان يؤكد حالة التفكك التي يعانى منها هذا التحالف، سواء في الداخل أو الخارج، وهو ما ينعكس على أية تحركات للجماعة خلال الأيام المقبلة.
جميعنا يعلم بالأزمة التي تعاني منها جماعة الاخوان بين الحمائم والصقور والتي تحولت في الايام الاخيرة الى ازمة ثقة بين الطرفين لا احد يعلم ما ستنتهي اليه لكن المعلوم جيدا انه في ظل هذه الازمة تقوم القوى والزعامات داخل الجماعة بالتحريض والدعوة الى العنف داخل المجتمع المصري والمجتمعات العربية المناهضة للجماعة والرافضة لوجودها.