"جيش محمد".. مليشيات إرهابية في كشمير
السبت 02/مارس/2019 - 09:25 ص
طباعة
علي رجب- فاطمة عبدالغني
في أعقاب قيام جماعة "جيش محمد" بشن هجوم في 14 فبراير استهدف دورية في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير وأسفر عن مقتل 44 جنديًا هنديًا وإصابة 20 أخرين، أصدرت الحكومة الهندية قرارًا بحظر حزب "جماعة الإسلام" بدعوى تشكيله تهديدًا للأمن الهندي ودعم التطرف والتحريض على العنف، وكانت قوات الأمن الهندية اعتقلت نهاية فبراير 2019 أكثر من 300 عضوًا من الحزب بينهم قياديين وإداريين ضمن حملة على التطرف في الإقليم.
مدخل
"جيش محمد" أحد أهم الجماعات المتشددة التي تخوض صراع مسلحا مع الدولة الهندية من أجل استقلال كشمير، وعند تأسيها حظيت بدعم من المخابرات العسكرية الباكستانية، وترتبط بعلاقات قوية مع حركة طالبان الافغانية والباكستانية، وجماعات المتشددة المسلحة في كشمير كتنظيم" عسكر طيبة"، بالإضافة الي وجود علاقات بين مؤسس التنظيم مسعود ازهر وقيادات القاعدة، كانت أبرز عمليات التنظيم تنفيذ الهجوم علي البرلمان الهندي في2001.
التأسيس:
"جيش محمد" جماعة جهادية تتبنى الفكر الجهادي، ويغلب عليها الطابع الدموي، معظم أعضائها من المجاهدين المنشقين عن جماعات جهادية أخرى، وهو يختلف عن "جيش محمد الشيعي" الذي تأسس في 1993 بزعامة العلامة مريد عباس يزداني، في ثوكار نياز بيك، وهي منطقة شبه حضرية تقع بضواحي مدينة لاهور الباكستانية، وأغلب سكان هذه المنطقة من الشيعية، وتورط في 250 عملا إرهابياً بين عامي 1993 و2001.
فيما تأسس "جيش محمد السني" في اوائل عام 2000، على يد مولانا مسعود أزهر، وهو مواطن باكستاني يتصدر قائمة المطلوبين لدى الهند، وأزهر زعيم ديني ينحدر من أسرة ثرية من ملاك الأراضي في إقليم البنجاب، وكان الأمين العام لحركة الأنصار، التي نشطت ضد الحكم الهندي في إقليم كشمير، ذيو الأغلبية المسلمة.
واعتقلت الهند أزهر في الحادي عشر من فبراير 94م، ثم أفرجت عنه عام 1999، بعد قيام مجموعة من المسلحين باختطاف طائرة ركاب هندية قادمة من نيبال، واقتيادها إلى مطار قندهار بأفغانستان، مطالبين بالإفراج عن أربعة أشخاص بالسجون الهندية، وكان أزهر من بين هؤلاء الأربعة الذين تمت مبادلتهم مع ركاب الطائرة.
مخابرات باكستان و"جيش محمد":
في صراعها مع الهند استخدمت باكستان كل الحركات والتنظيمات ذات الطبيعة الدينية الجهادية كورقة ضغط في مواجهة الهند، وسهلت لها امكانيات الدعوة لأفكارها، وكانت كان لقيادة جماعة "جيش محمد" علاقات قوية ووثيقة مع المخابرات الباكستانية، فقد ساهم أجهزة الامن الباكستانية في تأسيس "جيش محمد" ويعد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق "ISI" الجنرال حميد غول، احد مهندسي تأسيس الجماعة.
وقد حظيت تلك المعسكرات بتساهل المؤسسات الاستخباراتية الباكستانية القوية بسبب فوائدها ضد الهند وأفغانستان، على الرغم من الأوامر الصادرة إليهم بعدم تصعيد عمليات الآن.
وبعد انفجار الجهاد الكشميرى، كان للجنرال غول الفضل الكبير في توحيد الجهاديين في كشمير سواء أكانوا باكستانيين أو كشميرىين، وتكللت جهوده في عام 1994م بتشكيل مجلس الجهاد المتحد بقيادة سيد صلاح الدين، زعيم حزب المجاهدين وأكبر تنظيم مسلح في كشمير.
للمزيد عن الجنرال حميد غول........ اضغط هنا
المرتكزات الفكرية:
ينتمي اعضاء "جيش محمد"، للتيار "الديوباندي"، وهو تيار فكري ظهر في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي؛ لمواجهة الاحتلال البريطاني، والحفاظ على هوية مسلمي شبه القارة الهندية.
وينسب هذا التيار إلى مدينة ديوباند في باكستان، وله مدارس دينية في مختلف بلدان شبه القارة الهندية، باكستان والهند وبنجلاديش وسريلانكا ونيبال وبورما وأفغانستان، إضافة إلى إقليم كشمير.
أهداف "جيش محمد":
وضع «جيش محمد » عددا من الاهداف لتنفيذها، منها تحرير كشمير من النفوذ الهندي وتوحيد المقاطعة مع باكستان.
-تطبيق الشريعة والحكم الاسلامي في مقاطعة كشمير بعد تحريرها من الاحتلال الهندي.
واتهمت نيودلهي "جيش محمد" في سلسلة هجمات داخل الهند، منها الهجوم على مجمع البرلمان ديسمبر 2001، بجانب تحميله مسئولية خطف وقتل الصحفي الأمريكي، دانيل بيرل، عام 2002.، وتضع وزارة الخارجية الأمريكية "جيش محمد" على قائمتها لما تعتبرها "منظمات إرهابية".
هيكل القيادة:
لا يوجد تقرير قوية وصريحة عن هيكل العسكري لـ"جيش محمد"، ولكن ووفقا لتقارير هندية، أن هناك لـ"جيش الإسلام" هيكل تنظمي ومجلس قيادة، يكون علي رأسهم مسعود أزهر، وهناك المسؤول الاعلامي والمسؤول العمليات والمسؤول المالي، والمسؤول العسكري وقادة الاركان، والأشخاص الذين يتولون مناصب بارزة في المنظمة تشمل
1- مولانا مسعود أزهر – أمير "جيش محمد" والقائد السياسي والعسكري للتنظيم( مقيم في اقليم البنجاب بباكستان)
2- مولانا قاري منصور أحمد، المسؤول الاعلامي
3- مولانا عبد الجبار، المسؤول السابق الشؤون العسكرية
4- مولانا سجاد عثمان، المسؤول المالي
5- شاه نواز خان- القائد الأعلى(رئيس الاركان) لجيش محمد
6- مولانا المفتي محمد اصغر- المسؤول عن العمليات العسكرية.
أساليب التجنيد:
يضم "جيش محمد"، حوالي ثلاثة آلاف مقاتل، ويعتمد التنظيم على ثلاثة أساليب في تجنيد المقالتين لصفوفه، فقد كانت المدراس الدينية في باكستان وخاصة في اقليم البنجاب، واحد من اهم الداعمين لجيش محمد، فهي تعتبر الحاضن الأساسي للحركات المسلحة الكشميرىة ، إذ توفر لها العنصر البشري، ولعل هذا ما جعل الرئيس مشرف يركز في خطابه على الحركات المتشددة والمدارس الدينية في آن معـًا ، إذ أن المصادر الغربية تعتقد أن الفكر المدرسي الديني هو السبب في إنعاش الفكر المتطرف والمتشدد وسط الجماعات الإسلامية الباكستانية ، ومعلوم أن هذه المدارس يصل عددها إلى عشرات الآلاف ، وهي تتبع جماعات إسلامية باكستانية عدة.
وبالإضافة الي المدارس الدينية، كان هناك العلاقات القوية "الاتصال المباشر" مع الزعماء الدينيين والمتشددين والذين يفرون دعم بشري قوي لـ"جيش" محمد"، لمواجهة الجيش الهندي في كشمير.
كما استخدم "جيش محمد" المنظمات الخيرىة التي تقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان منطقة القبائل لكي تقوم بتجنيد أعضاء جدد، كما تحالفت مع بعض منظمات الجريمة المنظمة، واستغلت تعاطف القيادات الدينية لكي تفتح فروعاً لها في مدن كويتا وكراتشي وغيرها.
التمويل:
كان يعتمد "جيش محمد" علي التبرعات من الجماعات ورجال الدين في باكستان وخاصة ذات الطابع المتشدد، بالإضافة إلى دعم المخابرات العسكرية الباكستانية في بداية الأمر للتنظيم، قبل وصول الجنرال برويز مشرف الي الحكم.
وكان هناك العشرات بل المئات من الرموز الإسلامية في باكستان وخاصة في إقليم السند، يجمعون التبرعات من خلال صناديق خاصة من بعض المحال التجارية والأماكن العامة والأسواق، وتوزع هذه التبرعات علي التنظيمات الجهادية في باكستان وكشمير وأفغانستان.
وكان "جيش محمد" يتمتع بحسابات كبيرة داخل البنوك الباكستانية، وهو ما وضح من خلال قرار بنك باكستان المركزي بتجميد جميع حسابات وأرصدة تنظيمي " لشكر جنجوي" و"جيش محمد " المالية في جميع البنوك الباكستانية، وفقا لتعليمات من حكومة الجنرال بروزي مشرف رئيس باكستان في 2001.
العمليات الإرهابية:
نفذ تنظيم "جيش محمد"، العديد من العمليات الإرهابية، أغلبها في الهند، فقد كشفت الشرطة الهندية، في فبراير 2002، ان زعيم تنظيم "جيش محمد" مسعود أزهر، كان له دور في مقتل 18 من الجنود الاميركيين في الصومال عام 1993، واعترف أزهر للسلطات الهندية عند اعتقاله في كشمير انه سافر الى نيروبي، كينيا، عام 1993 لمقابلة قادة منظمة الاتحاد الاسلامي الصومالية التي تتهمها الولايات المتحدة بانها تدرب عناصر صومالية، بمساعدة منظمة القاعدة، وتعدهم لهجمات ضد القوات الأمريكية. وقال ازهر ان الصوماليين طلبوا المساعدة وانهم استقبلوا مجندين وتلقوا اموالا من منظمة مقاتلة باكستانية صنفتها واشنطن فيما بعد بانها جزء من منظمة القاعدة التابعة لابن لادن.
كما نفذ تنظيم جيش محمد هجوماً في أبريل 2000 قرب مقر قوات الجيش الهندي بقرية بادامي باغ في سرينجار.
وفي يونيو من نفس العام أعلن أزهر مسؤولية التنظيم عن هجوم بالقنابل على مبنى الأمانة العامة الهندية لولايتي جامو وكشمير في سرينجار.
كما استهدف تنظيم "جيش محمد" البرلمان الهندي في عملية نوعية في نوفمبر 2001.
ونفذ التنظيم سلسلة من الأعمال الإرهابية استهدفت القوات الأمريكية في أفغانستان.
وفي 2002 اتهمت الحكومة الباكستانية التنظيم بخطف وقتل الصحفي الأميركي، دانيل بيرل، فيما نفى ناشطون في التنظيم أن يكون له أي علاقة بالعملية.
بعد أن أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية «جيش محمد» على قائمتها لما تعتبرها «منظمات إرهابية». وجرمت الحكومة الباكستانية في عام 2002 الانضمام للجماعة أو التعامل معها.
وفي 2010 تورط تنظيم "جيش محمد" محاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان «تايمز سكوير» بمدينة نيويورك.
تحالفات "جيش محمد":
ارتبط "جيش محمد" من خلال المدرسة الدينية "الديوباندي"، في كراتشي، مع نظام طالبان أفغانستان، وطالبان باكستان، وتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن والقاعدة له. وذكر جيش محمد أيضا أن لها صلات مع الجماعات الإرهابية السنية العاملة في باكستان مثل "سباه الصحابة" باكستان (SSP) وجماعة عسكر جنجوي "لشكر جهنكوي" (LEJ).
للمزيد عن لشكر جهنكوي، اضغط هنا، .
وكان هناك علاقات قوية بين "جيش محمد" وحركة طالبان بفرعيها في أفغانستان وباكستان، فقد شكل الحركة بيت الله محسود في ديسمبر2007 من خلال دمج 13 منظمة متشددة تحت قيادته، متخذا من وزيرستان الجنوبية قاعدة لها، وأعلن بيت الله محسود ولاءه لحركة طالبان الأفغانية، ولكنه ذكر أن حركته ستلتزم بالاستقلالية في عملياتها العسكرية. حظرت الحكومة الباكستانية نشاطاتها في 25 أغسطس 2008 وجمدت حساباتها المنقولة وغير المنقولة ومنعتها من القيام بأية نشاطات إعلامية.
ويرى خبراء أمنيون، أن طالبان باكستان أقامت علاقات مع تنظيم "جيش محمد" الذي يركز عملياته في شن حرب في إقليم كشمير في الهند.
حركة طالبان في أفغانستان:
وأما حركة طالبان أفغانستان، فقد اسسها الملا محمد عمر في 1994 في قندهار، حيث أخذت الحركة تقاتل مختلف الفرق الأفغانية المتصارعة على السلطة في أفغانستان. الأب الروحي للحركة مولانا سميع الحق رئيس جمعية علماء الإسلام، حيث أعد فكريا طالبان في مدرسته الدينية المعروفة في (أكوره ختك) في باكستان.
خلال مدة وجيزة تمكنت الحركة من السيطرة على معظم أنحاء أفغانستان بما في ذلك العاصمة كابل وأعلنت في سبتمبر 1996 تأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية، وظلت في الحكم حتي الهجوم الامريكي علي أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر2001، في 2009 شكلت طالبان قوة مقاومة سمتها (الفتح)، وقالت إنها تضم القبائل البشتونية والباكستانية وستستمر في مقاومة القوات الأمريكية والأطلسية حتى تحرير أفغانستان.
وساهمت حركة طالبان الافغانية، في تدرب المجموعات الكشميرىة على مختلف الأعمال الجهادية، وخاصة تنظمي "جيش محمد" و"عسكر طيبة".
علاقته بـ"عسكر طيبة":
وهناك علاقة قوية بين "جيش محمد" و"عسكر طيبة" حيث يمثل هدف التنظيمين تحرير كشمير من السيطرة الهندية، وقد وجهت الهند اتهامات لـ"جيش محمد" ولمنظمة لشكر طيبة بالوقوف وراء هجوم على برلمانها بنيودلهي والذي أسفر عن مصرع 14 شخصا بينهم منفذو الهجوم الخمسة.
ووقفت الجماعات الجهادية في كشمير خاصة "لشكر طيبة وجيش محمد "ضد قرار حكومة الجنرال برويز مشرف في 2001، مع اعتقال السلطات الأمن الباكستانية أكثر من مائتي ناشط ينتمون إلى تيارات ومشارب إسلامية مختلفة جهادية كشميرىة وسياسية باكستانية في إقليم السند بعد القرار الذي أصدرته بحظر جمع التبرعات من خلال صناديق خاصة كانت توزعها هذه التنظيمات على بعض المحال التجارية والأماكن العامة والأسواق ، وكذلك حظر تعليق لوائح وشعارات على المكاتب التابعة لهذه التنظيمات الجهادية .
وقد طالت هذه الحملة والمداهمات بعض الفصائل الكشميرىة مثل تنظيم " لشكر طيبة " و " جماعة البدر " و " حركة المجاهدين " والتنظيمين الباكستانيين السني " لشكر جنغوي " و "جيش محمد " .
للمزيد عن عسكر طيبة ........... اضغط هنا
"جيش محمد" وتنظيم القاعدة:
ويقول مسعود أزهر: قرأت عن أسامة بن لادن في الصحف وعرفت أن حياته في خطر، والصحيح أنه غير متورط في الأمور التي يُزْعَم أنه متورط فيها، ولا أستطيع التحدث كثيراً عن شخصيته وعن حياته الشخصية".
فيما يقول مسؤولون استخباراتيون وخبراء أمنيون إن "جيش محمد" وقائده مسعود أزهر، لديه علاقات بشكل أو بأخر بتنظيم القاعدة، اذا كن هناك تدريب لقيادات الجيش في معسكرات طالبان الباكستانية أو الأفغانية والتي كان للقاعدة تواجد قوي بها.
ويرى خبراء أمنيون ومراقبون، أن تنظيم القاعدة قدم دعما قويًا لـ"جيش محمد" لتبنيه خطاب معادي للولايات المتحدة والغرب، فقد اعلن "جيش محمد" الحرب على الولايات المتحدة، وانشق عنها حركات فرعية موالية لتنظيم القاعدة، مثل "خُدام الإسلام"، واتهمت "جيش محمد" باغتيال الصحفي الأمريكي دانييل بيرل عام 2002.
"جيش محمد و"حزب المجاهدين":
العلاقات بين "جيش محمد" و"حزب المجاهدين" في كشمير كبرى الحركات الاستقلالية التي تقاتل ضد الوجود الهندي في اقليم كشمير، اختلف وفقا لسياسية جماعة الاخوان وعلاقتها مع حكومة اسلام أباد، الا انه بشكل عام كان هناك توافق علي هدف واحد وهو تحرير وتوحيد اراضي كشمير وضمها الى باكستان، وتعتبر هذه المجموعة الفصيل المتمرد الرئيسي المناوئ منذ عام 1989 للحكم الهندي في الجزء الذي تسيطر عليه الهند في كشمير.
للمزيد عن جماعة الإخوان المسلمين في باكستان ........... اضغط هنا
"جيش محمد" والقوى المعارضة:
إذا كان "جيش" محمد" كان يتمتع بدعم قوي من القوي الإسلامية الراديكالية المتشددة "الجهادية"، التي تحمل السلاح، وترفع شعار استقلال كشمير وإقامة دولة إسلامية بها، واجهة تحفظا من القوى السياسية والأحزاب الدعوية والقوي الاسلامية المعتدلة والتي تقبل بالمشاركة السياسية في كشمير، كالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية، وتري "جيش محمد" والجماعات المسلحة مليشيات ارهابية.
كما اعتبرته الأحزاب ذات المرجعية العلمانية والأحزاب اليسارية تعتبره حركة ارهابية، فيما يرى تنظيم "جيش" محمد بدروه تلك الأحزاب والقوي السياسية خاضعة للحكومة الهندوسية "الهند" ومتحالفة مع أمريكا.
فهناك المؤتمر القومي الكشميري، الذي يترأسه الدكتور فاروق عبد الله، ويؤمن بأن كشمير جزء من الهند غير أنه يطالب بحكم ذاتي موسع، ويرفض الجماعات المسلحة.
وهناك جبهة تحرير جامو وكشمير، التي يترأسها السيد ياسين ملك، وقد أسست عام 1965، وتطالب هذه الجبهة باستقلال كشمير عن كل من الهند وباكستان، وأفرادها ينشطون على جانبي خط الهدنة. ولها جناح عسكري يسمى جبهة التحرير يترأسه السيد رفيق دار، ويرفض الجماعات المتشددة.
بالإضافة إلى المؤتمر الشعبي، الذي يترأسه السيد عبد الغني لون، ويطالب بالاستقلال عن كل من الهند وباكستان، وله جناح عسكري يدعى البرق برئاسة السيد بلال رحيم، وهو ايضا يرفض الجماعات المتشددة.
حظر "جيش محمد":
ومع تصاعد العمليات والهجمات التي نفذها "ديش محمد" داخل الهند، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، انضمت باكستان إلى ما تسميه الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب"، وفي العام التالي (2002) حظر حكومة باكستان برئاسة الجنرال برويز مشرف، "جيش محمد"، ودخل أزهر السجن مجددًا عام 2002.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في 26 ديسمبر 2001، قائمة بالجماعات الارهابية في باكستان وشرق اسيا، منها تنظيم "جيش محمد"، وأعلنت السفيرة الأمريكية في باكستان نانسي باول، في كلمة امام المجلس الإقليمي للشؤون الخارجية في مدينة كراتشي (جنوب باكستان) "اننا قلقون بشدة لرؤية هذه المنظمات المحظورة تنشأ مجددا تحت اسماء جديدة".
وأضافت ان "هذه المجموعات تشكل تهديدا خطيرا ضد باكستان والمنطقة والولايات المتحدة"، وذكرت خصوصا منظمتي "عسكر الطيبة" و"جيش محمد" اللتين حظر الرئيس الباكستاني برويز مشرف نشاطهما في يناير 2002.
وزيرة الخارجية الامريكية كولن باول في الإعلام على 26 ديسمبر 2001
وقد صنفت الحكومة الهندية "جيش محمد" كمنظمة إرهابية في 25 اكتوبر 2001، وفقا لأحكام قانون منع الإرهاب (قانون منع الإرهاب).
تنظيم الفرقان:
بعد حظر "جيش محمد" من قبل الحكومة الباكستانية في عهد الجنرال برويز مشرف، الإفراج عن المؤسس مسعود أزهر، استأنف التنظيم العمل تحت اسم جديد، وهو "تنظيم الفرقان"، وهذه المجموعة الجديدة منقسمة حاليا إلى فصيلين أساسيين، أحدهما بقيادة مولانا أزهر، بينما يتزعم الفصيل الأخير مولانا مظهر، الشخصية البارز في التنظيم.
ويرى خبراء أمنيون أن "جيش محمد"، أو "تنظيم الفرقان"، لم يعد ذلك التنظيم القديم جيد التجهيز؛ تحت وطأة الضغوط الدولية والانقسامات الداخلية بين صفوفه، ويتراوح عدد أعضائه بين 1500 و200 عنصر. واليوم، ابتعد مولانا أزهر عن الأضواء، وتحد السلطات الباكستانية كثيرا من تحركاته.
المؤسس:
مولانا محمد مسعود أزهر ألفي مسعود، من مواليد 10 يوليو 1967، (48 عاما)، في "باهاوالبور" بإقليم البنجاب في باكستان.
ينحدر مسعود أزهر، من أسرة ثرية من ملاك الأراضي في إقليم البنجاب، وهو واحدا من عشرة أشقاء، وكان والد أزهر مدير المدرسة الحكومة في الولاية، زكان عائلته تعمل مزرعة الألبان والدواجن.
درس مسعود ازهر في جامعة العلوم الاسلامية، وهي احدي اقدم الجامعات الاسلامية بباكستان، حيث تأسست في 1954مم، علي يد رجل الدين محمد يوسف البنوري، في المسجد الجامع في حي "علامه بنوري تاؤن" بكراتشي احدي اهم المدن الباكستانية.
في التنظيم:
خلال دراسته في كراتشي، انخرط مسعود أزهر في حركات الأنصار "المجاهدين لاحقا" ظهر في بداية 1980، وأصبح ازهر الأمين العام للحركة.
وتتمركز الحركة في مظفر آباد عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير، وتقوم بتدريب أنصارها في أفغانستان وباكستان، ويقدر عدد أعضائها ببضعة آلاف، ومعظم أنصار الحركة من الكشميرىين والباكستانيين إلى جانب بعض الأفغان والعرب الذين شاركوا في الحرب الأفغانية السوفياتية.
كما تعرض مسعود ازهر للإصابة خلال مشاركته في حرب المجاهدين ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وعمل مترجما من اللغة الأردية الي اللغة العربية للمجاهدين العرب في أفغانستان.
وخلال قيادته لحركة الانصار، وزار العديد من الدول لجمع الأموال وخاصة في دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، كما زار منغوليا، زامبيا، وألبانيا، وبريطانيا.
وخلال اعتقال في الهند، اعترف مسعود أزهر بالسفر الي الصومال عبر مطار نيروبي الكيني، في 1993 للاجتماع مع زعماء حركة الاتحاد الإسلامي (الشباب الاسلامية)، وهي جماعة صومالية اعلنت ولائها لتنظيم القاعدة.
وطالب خلال زيارته لصومال بالدعم المالي والمقاتلين. ويعتقد مسؤولون في الاستخبارات الهندية أن قال انه قدم ثلاث رحلات على الأقل إلى الصومال.
الاعتقال :
واعتقلت الهند أزهر خلال زيارته إلى جزء الواقع من كشمير تحت سيطرة القوات الهندية، في فبراير 1994، ثم أفرجت عنه عام 1999، بعد قيام مجموعة من المسلحين باختطاف طائرة ركاب هندية قادمة من نيبال، واقتيادها إلى مطار قندهار بأفغانستان، مطالبين بالإفراج عن أربعة أشخاص بالسجون الهندية، وكان أزهر من بين هؤلاء الأربعة الذين تمت مبادلتهم مع ركاب الطائرة.
وبعد الإفراج عنه شكل جماعة "جيش محمد"، وغالبية أعضائها من أتباع التيار "الديوباندي".
واعتقل في 2002 من قبل الأمن الباكستاني في عهد حكومة الرئيس برويز مشرف، ومحاكمة مسعود أزهر مؤسس جيش محمد في 2002، ثم أفرج عنه في وقت لاحق من العام نفسه، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، حتى أمرت محكمة لاهور العليا بالإفراج عنه ديسمبر 2002؛ ما أثار ردود فعل غاضبة في الهند.
وفي ديسمبر 2008 ، عادت السلطات الباكستانية إلى اعتقال زعيم "جيش محمد"، حيث أعلن وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار، اعتقال مؤسس وزعيم حركة "جيش محمد" مسعود ازهر .
قوائم الإرهاب:
وقد وضعته الولايات المتحدة الامريكية في 2001، علي قوائم الارهاب، واعلنت الخارجية الامريكية في 26 ديسمبر 2001، قائمة بالجماعات الارهابية في باكستان وشرق اسيا، منها تنظيم "جيش محمد".
وفي العام التالي (2002) حظر حكومة باكستان برئاسة الجنرال برويز مشرف، "جيش محمد"، ودخل أزهر السجن مجددا عام 2002. كما وضعته الهند علي قوائم الارهاب والمطلوبين .
الظهور:
في 26 يناير 2014، عاد الى الظهور مسعود أزهر بعد عزلة من ست سنوات. كان يلقي خطابا أمام حشد في مظفر آباد، داعيا لاستئناف الجهاد في كشمير. وتزعم جماعة "جيش محمد"، ان مسعود أزهر يتواجد الان في اقليم "سريناجار" بولاية "جامو" التابع لكشمير الواقع تحت الحكم الهندي، وله العديد من المؤلفات عن الجهاد باللغة الأسوردية.
الهند تحظر حزب "جماعة الإسلام" في كشمير
أصدرت الحكومة الهندية برئاسة الوزراء نارندرا مودي قرارًا الخميس 28 فبراير بحظر حزب "جماعة الإسلام الكشميرية" لـ 5 أعوام، بدعوى "تشكليه تهديدا للأمن الهندي ودعم التطرف، والتحريض على العنف"، وهو ثالث حظر يفرض على الحزب.
يأتي ذلك في أعقاب اعتقال قوات الأمن الهندية الأسبوع الماضي أكثر من 300 عضو من جماعة الإسلام الكشميرية، بينهم قياديون وإداريون بالجماعة، ضمن حملة على التطرف في إقليم كشمير.
كما أن التوتر الأخير بين الهند وباكستان بدأ في 14 فبراير الماضي، بعد هجوم استهدف دورية في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا وإصابة 20 آخرين، وهو أكبر عدد من الضحايا العسكريين على يد جماعة إرهابية منذ نشوب الأزَمة قبل 70 عامًا، وأعلنت جماعة "جيش محمد"، التي يتزعمها مسعود أزهر، ومقرها باكستان مسؤوليتها عن الهجوم.
وعلى إثر ذلك، قدمت نيودلهي مذكرة دبلوماسية لإسلام آباد، تطالب فيها الأخيرة بالتحرك ضد تلك الجماعة منفذة الهجوم، بزعم أنها تنشط انطلاقا من الأراضي الباكستانية، ولكن إسلام آباد نددت بالهجوم، ورفضت "أي تلميح إلى تورطها فيه دون تحقيقات".
والثلاثاء، شنت الهند غارة جوية على "لاكوت"، وهو الجزء الباكستاني في إقليم كشمير، بما أسمته "ضربة وقائية" على معسكر تدريب جماعة "جيش محمد"، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المتشددين الذين نفذوا هجوم 14 فبراير.
وصباح الأربعاء، أعلن الجيش الباكستاني أسر طيار بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي، اخترقتا مجاله الجو، أثناء هجومهما ضِمن 12 طائرة أُخرى على قواعد لجماعة "جيش محمد" المتشددة النّاشطة في إقليم كشمير خصوصًا، والمنطقة عمومًا.
ولكن الحُكومة الباكستانيّة نجحت في تخفيف حدّة التوتّر جزئيًا مع جارتها الهند بعدما أفرَجت الجمعة 1 مارس عن الطيّار الهندي الذي جرى إسقاط طائرته، وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي شارك فيه 14 انتحاريًا واستهدف قافلة عسكرية هندية داخل الجانب الهندي من الإقليم المذكور.
يشار إلى أن هذا ثالث حظر يفرض على حزب "جماعة الإسلام" الذي تأسس عام 1942 وشارك في الانتخابات الهندية لأكثر من عقدين قبل أن يتبنى سياسات تدعو إلى استقلال كشمير عن الهند.