"فريد واصل" يشن هجومًا على "برهامي" بعد فتواه الأخيرة
الخميس 03/ديسمبر/2015 - 02:30 م
طباعة
منذ وقت طويل ولم يتدخل الشيخ نصر فريد واصل في التعليق على تلك الفتاوى الشاذة التي يقوم بها كثير من دعاة الفصيل السلفي، فقد عرف مفتي مصر الأسبق بعلمة الواسع ومعرفته ببواطن الأمور ولم يتدخل في شيء إلا وألم به إلمامًا تامًّا، وكان قد تعرض الشيخ نصر فريد لضغوط من نظام الرئيس المخلوع الأسبق حسني مبارك لإصدار فتوى بشأن إجازة تصدير الغاز للاحتلال أثناء توليه منصب مفتي الديار المصرية؛ حيث إن النظام المصري أقاله من منصبه بعدها بفترة وجيزة في سابقة نادرة الحدوث بمصر؛ لرفضه إصدار فتوى بإجازة تصدير الغاز لإسرائيل من حيث رؤية الشريعة الإسلامية. ومن أسباب إقالته أيضاً أنه كان ضد توريث الحكم، وكانت إجابته عن التوريث.
«التوريث الآن لا يجوز شرعًا؛ لأن الشعوب لا تورث، إحنا مش تكية تباع أو تشترى، وإنما الشعوب لها إرادة وحرية في اختيار من يرأسها»، ولكثرة تلك الفتاوى الشاذة التي يقدمها الفصيل السلفي وعلى رأسه ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والتي قد عرضنا لها بالأمس تقريرًا مفصلًا، تلك الفتوى أخرجت مفتي مصر الأسبق عن صمته وجعلته يشن هجوما حادا على نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، واصفًا إياه بـ"رجل جاهل بعلوم الدين ومفاهيمه وأصابه الجنون" على حد قوله. وقال "واصل": إن "السلفي ياسر برهامي رجل غير مثقف شرعيًّا، وجاهل بعلوم الدين ومفاهيمه الصحيحة وأصابه الجنون". وجاء هجوم المفتي على "برهامي" بعد فتوى الأخير على موقع "أنا سلفي" التابع للدعوة للسلفية حول مشروعية الوقوف مع روسيا ضد تركيا بعد إسقاط الأخيرة لطائرة روسية اخترقت مجالها الجوي، بقوله: إنه "لا يجوز لمسلم بحال أن يتمنى أو يفرح بضرب أو قتل كافر لمسلم؛ فضلًا عن أن يأمره بذلك أو يحرِّضه عليه لعداوة بينه وبيْن المسلم".
وقال "برهامي" رداً على سؤال أحد الأشخاص حول حكم دعم روسيا ضد تركيا، عبر موقع "أنا سلفي": "لا يجوز لمسلم بحالٍ أن يتمنى أو يفرح بضرب أو قتل كافر لمسلم؛ فضلاً عن أن يأمره بذلك أو يحرِّضه عليه لعداوةٍ بينه وبيْن المسلم، ونحن نختلف مع "أردوغان" مِن أجل دعوته للعلمانية حين أتى إلى مصر- وهو يطبقها- ومِن أجل موقفه مِن اختيار "خيار الصدام" المؤدي إلى الفوضى في مصر، مع أنه لم يختره قط لبلاده، ومع ذلك فلا يمكن أن نرضى ولا نفرح، ولا أن نطالِب "روسيا الكافرة" أن تعتدي على "تركيا"، وكذلك لا نكفِّره، كما يصنع البعض، بل هو متأول تأويلاً يَمنع مِن تكفيره، ولا يصح أن يُقال عمن يدعو للعلمانية والليبرالية أن منهجه إسلامي مِن أجل مواقف عادلة وقوية في نصرة المستضعفين المسلمين، بل نقبل منه الحق ونرد عليه الباطل". وتابع: "كما لا يصح أن نقول عمن يدعو لتكفير المسلمين وقتلهم وتخريب بلادهم بأن منهجه إسلامي، بل هو مِن أهل البدع والضلال "وإن رفع راية الإسلام"؛ فمَن كان "مِن الإخوان وحلفائهم" كذلك؛ فهو مبتدع منحرف "ولو انتسب إلى السلفية، أما الإعلاميون وغيرهم الذين يحرِّضون روسيا على ضرب تركيا؛ فهم بذلك على ضلال وموالاةٍ محرمة لأعداء الله المعتدين على بلاد المسلمين". بينما أضاف "واصل" أن "تركيا لم تثبت نيتها تجاه مصر حتى الآن إلا بالمواقف السلبية التي تؤدي للعدوانية والهدم ضد الوطن، وهي تحرض أبناء مصر على خرابها ودمارها؛ وبذلك تخدم مخططًا يهدف إلى زعزعة وتقسيم مصر"، فيما أن روسيا بعلاقاتها تقف بجانبنا وتساندنا لبناء الوطن، على حد قوله. وتابع: "لا يجوز تكفير أي إنسان على وجه الأرض من قبل إنسان آخر، وهو أمر نهانا عنه رسول الله، وهو ما أشار الله تعالي إليه في سورة الممتحنة بقوله: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}". وقال: "تصريحات برهامي بشأن تكفير روسيا تافهة، ولا يؤخذ بها، وتعاونه مع تركيا أعماه عن قول الحقيقة وتوضيح أمور الدين ومفاهيمه الصحيحة، فالفتاوى لها أهلها وعلماؤها وتخرج بعد أبحاث ومرجعيات للنور من أهل العلم ومن الجهة الرسمية". واختتم تصريحه ساخرا: "من هذا البرهامي حتى يكفر في أرض الله بغير دليل؟"، مضيفا: "التكفير مسألة تخص الله عز وجل، ولها دلائل قطعية في القرآن الكريم".