بعد ضبط المنامة خلايا إرهابية.. لماذا تسعى إيران للسيطرة على البحرين؟
الخميس 07/يناير/2016 - 02:42 م
طباعة
أعلنت وزارة الداخلية في البحرين عن ضبط خلية إرهابية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله، خططت لتنفيذ سلسلة تفجيرات في البلاد. كما لفتت إلى أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله التقى اثنين من المقبوض عليهم وزودهما بـ 20 ألف دولار.
ضبط خلية إرهابية
وأضافت الداخلية البحرينية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية أنه تم تحديد هوية أعضاء التنظيم الإرهابي السري ويدعى " قروب البسطة" مدعوم من قبل ما يسمى الحرس الثوري الإيراني ومنظمة حزب الله الإرهابية والقبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين بالتنظيم والمتورطين بارتكاب سلسلة من الجرائم الإرهابية الخطيرة.
وفي التفاصيل، كشفت التحريات بأن التنظيم الإرهابي، على صلة وثيقة بجماعة سرايا الأشتر الإرهابية وكذلك بعدد من العناصر المتورطة في تنفيذ تفجير سترة الإرهابي في تاريخ 28 يوليو 2015م والذي أسفر عن مقتل اثنين من رجال الشرطة، حيث قام القياديان بالتنظيم التوأمان، علي أحمد فخراوي، ومحمد أحمد فخراوي (33 عاما)، واللذان ينتميان إلى ما يسمى بـ "تيار الوفاء الإسلامي" بتأسيس وقيادة تنظيم "قروب البسطة".
للمزيد عن "سرايا الأشتر" اضغط هنا
وأشارت إلى أن المتهم على أحمد فخراوي سافر إلى إيران نهاية عام 2011 لتأمين الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لتنفيذ المخططات الإرهابية للتنظيم، معتمدًا في هذا الشأن على صلته بالعناصر الإرهابية الموجودة في إيران والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع قيادات الحرس الثوري الإيراني ومنظمة حزب الله الإرهابية.
كما قام المتهم علي بالسفر إلى لبنان برفقة المتهمين زهير عاشور وحسين عبدالوهاب لطلب الدعم المادي من حزب الله اللبناني بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت عام 2012، والتقوا بالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم وعرضوا عليهما فكرة إحياء تيار الوفاء الإسلامي، ومن ثم طلبوا الدعم المادي لمواصلة أنشطتهم الإرهابية في البحرين فطلب منهم حسن نصر الله الاستمرار بذلك وزودهم بمبلغ 20 ألف دولار أمريكي دعماً لتنظيمهم.
خلايا سابقة
ومنذ عدة شهور، تقع في البحرين بين الفينة والأخرى، تفجيرات محدودة بقنابل محلية الصنع وهجمات ضد رجال الشرطة بالقنابل الحارقة، وتضبط السلطات البحرينية خلايا إرهابية محسوبة على البحرين تسعى إلى زعزعة استقرار المملكة العربية الصغيرة، استنادًا إلى بعض الشيعة الموالين لإيران.
قبل الإعلان عن اكتشاف خلية جديدة مساء الأربعاء 6 يناير2016، وفي نوفمبر 2015 قامت وزارة الداخلية البحرينية، بتحديد هوية تنظيم إرهابي والقبض على 47 من عناصره وإحباط مخططاته، التي رمت لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف زعزعة الأمن، وكشفت أن التنظيم له صلة بإيران.
أما الأكثر إثارة فكان في 30 سبتمبر 2015؛ حيث ضبط وزارة الداخلية البحرينية، مخبأ للمتفجرات والأسلحة في منطقة النويدرات، قدرت بما يفوق (1.5) طن ومن ضمنها مادة C4 وRDX شديدة الانفجار ومادة TNT المتفجرة إضافة إلى مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام وأسلحة أوتوماتيكية ومسدسات وقنابل يدوية وكميات من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية.
وفي يوليو 2015، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، إحباط عملية تهريب مواد متفجرة شديدةِ الخطورة، وأسلحة أوتوماتيكية وذخائر، مضيفه أن مصدرها إيران.
وقالت الوزارة في بيان إنه "تم إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر"، مضيفه أنها صادرت "حوالي 43,8 كجم من مادة الـ C4 المتفجرة وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوعِ كلاشنيكوف و32 مخزنا لطلقات الرشاش كلاشنيكوف وكمية من الطلقات والصواعق".
وفي يونيو 2015، أعلنت البحرين عن تفكيك خلية إرهابية تنتمي لتنظيم شيعي محظور يتبع إيران، وألقت السلطات البحرينية القبض على عناصر تنتمي لهذا التنظيم، وأشارت إلى أن قياديي التنظيم هربوا إلى إيران.
في مايو 2015، اكتشفت السلطات بالجسر المؤدي الرابط بين البحرين والسعودية، 38 كيلوغراماً من المادة نفسها في سيارة كانت تحاول الوصول إلى السعودية، وذلك فضلاً عن عشرات المراكب الصغيرة القادمة من إيران ومن العراق أيضاً، والتي نجحت السلطات في اعتراضها قبل أن تفرغ شحناتها التي تشمل قنابل يدوية إيرانية الصنع ومسلحين مدربين على يد الحرس الثوري الإيراني حسب السلطات المحلية.
أما في 10 ديسمبر2014، فأعلنت القوات الأمنية البحرينية إلقاء القبض على متهمين استهدفوا قوات أمنية بعمليتين إرهابيتين في منطقة دمستان، وأكدت القوات أن العناصر المتهمة تنتمي لجماعات إرهابية بما يسمى ائتلاف "14 فبراير" وما ينضوي تحتها من مسميات أخرى مثل "سرايا الأشتر" و"سرايا المختار" التابعة لإيران.
وفي نوفمبر 2014، أصدرت قوات الأمن البحرينية بياناً عن قبضها على عدد من المشتبه في انتمائهم إلى خلية إرهابية، إضافة إلى ضبط كمية من الأسلحة والذخائر والمواد اللازمة لصناعة المتفجرات. وضبطت الشرطة عدداً من الأسلحة النارية وكميات من الذخائر والمواد الداخلة في صناعة المتفجرات وعدداً من الأسلحة البيضاء.
أما في 3 مارس 2014، فوقع تفجير في منطقة الدية، استهدف قوات أمنية، وراح ضحيته 3 أشخاص بينهم ضابط إماراتي وشرطيين من قوات حفظ السلام، وأعلنت النيابة البحرينية أن 4 أشخاص اعترفوا بقيامهم بعملية التفجير، وشكلوا مع آخرين جماعة إرهابية بغرض إحداث التفجيرات والإخلال بالأمن العام والتعدي على رجال الأمن وتبين أن بعضاً منهم كان يتلقى تدريبات في إيران ولبنان.
وفي مايو 2013 أعلنت السلطات البحرينية أنها تمكنت من ضبط خلية إرهابية، كانت تستهدف مركز الحبس الاحتياطي، بهدف إطلاق سراح عدد من المحبوسين، وتبين وجود خطة تفصيلية لدى أعضاء الخلية الإرهابية المنتمين لتنظيم على صلة بإيران.
وفي نوفمبر 2012 حذرت مصادر أمنية بريطانية من "اندلاع موجة تفجيرات واغتيالات إرهابية في دول مجلس التعاون الخليجي، وصلت طلائعها المدمِّرة والخطرة إلى البحرين، لافته إلى وجود خلايا مسلَّحة ومدرَّبة على التخريب من "حزب الله" اللبناني بدعم من خلايا أخرى محلية بحرينية مطعمة بعناصر خبيرة (خبراء) في التفجير والتفخيخ وعمليات الاغتيال والاختطاف من "الحرس الثوري" الإيراني، منتشرة في مختلف أنحاء البحرين والدول الخليجية الأخرى بزرع عدد من المتفجرات أحدثت أضرارًا بالغة".
وبالعودة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً في نوفمبر 2011، أعلنت السلطات البحرينية ضبط خلية إيرانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البلاد، إضافة إلى التخطيط لاستهداف أشخاص في البحرين، وكذلك مقر السفارة السعودية في العاصمة البحرينية المنامة.
وقال وزير شئون الإعلام ووزير شئون مجلسي الشورى والنواب البحريني عيسى بن عبد الرحمن الحمّادي: إن سلطات بلاده اكتشفت خلايا إرهابية داخل البلاد تعتمد على الدعم المعنوي والفني واللوجستي من إيران وتتلقى توجيهات من هناك.
البحرين الكبرى
ويعد تكرار عمليات ضبط خلايا شيعية محسوبة علي إيران في البحرين، يهدف إلى تأسيس البحرين الكبرى، عبر توظيف إيران الحضور الشيعي في دول الخليج وخاصة في المنطقة الشرقية بالسعودية والبحرين والكويت، لإحياء ما يُسمى بالبحرين التاريخية التي كانت تمتد من البصرة في العراق، إلى مسندم في عُمان اليوم، لتكون تحت الهيمنة الإيرانية، بحسب الخريطة التي نشرها موقع "إيران ديفنس" القريب من دوائر عليا في طهران في 2011، في أوج الاضطرابات التي شهدتها بعض الدول العربية، والتي "أدمجت قطاعات واسعة من شبه الجزيرة العربية والبحرين إلى إيران الكبرى".
للمزيد عن الصراع في البحرين اضغط هنا
فإيران تهدف إلى فصل المنطقة الشرقية كاملةً عن السعودية، وإقامة دولة جديدة على ضفاف الخليج العربي الثري، على أن يكون ولاؤها لطهران، والسيطرة على 80% من الإنتاج النفطي السعودي، في المنطقة الشرقية وعاصمتها القطيف، مسقط رأس نمر النمر، الذي تسبب إعدامه أخيراً في اندلاع الأزمة الجديدة بين طهران والرياض، بحسب "لاستامبا" الإيطالية.
وتُضيف الصحيفة: "القطيف في المنطقة الشرقية، أكثر من مجرد مدينة تقطنها أغلبية من الشيعة، هي في الواقع كنز سعودي حقيقي، أكبر منصة نفطية في العالم، 12 خطاً لنقل النفط، وأكبر محطة تصدير للنفط في العالم أيضاً عن طريق مرافئ رأس تنورة والظهران".
المشهد الخليجي
السيطرة على البحرين هو هدف إيراني منذ استقلال المنامة عن البريطانيين عام 1971، إذ طالبت إيران، أيام الشاه محمد رضا بهلوي، في ذلك الوقت، بضم البحرين إليها، باعتبارها المحافظة الإيرانية رقم 14، لتأخذ العلاقة منحى تصعيدياً متواصلاً، كما هو الحال في الفترة الأخيرة بين البلدين، ولان البحرين تشكل خط الدفاع الأول عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، كانت الدعم الكبير والهائل من قبل الرياض في دعم المنامة ضد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في 2011 عبر التدخل بقوات درع الجزيرة، لحماية المملكة الصغيرة المستهدفة إيرانيًّا.
الصراع الذي أصبح خليجيًّا إيرانيًّا، بات واضح المخططات والأهداف، فكان قطع العلاقات الدبلوماسية واستدعاء السفراء، ليرفع الدول الخليجية والعربي، لاءات عدة في مقدمتها، لا للمشروع الإيراني، "المذهبي – الفتنوي"، ولا صراع ثنائياً "سعودياً – إيرانيا"ً، بل هو صراع "عربي – فارسي"؛ لذلك جاء الدعم الكبير من السعودية ودول الخليج في السنوات السابقة للبحرين ليكون نقطة ارتكاز قوية في استراتيجية الأمن القومي العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، فيظل استمرار الأطماع الإيرانية في الخليج.