وثيقة انضمام جماعة جند الأقصى إلى جبهة فتح الشام "القاعدة" سابقًا
الإثنين 10/أكتوبر/2016 - 01:54 م
طباعة
يعد إعلان جماعة جند الأقصى انضمامها إلى جبهة فتح الشام، قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة " سابقًا- بداية لتشكيل خارطة تحالفات جديدة في سوريا؛ حيث تقاتل جماعة جند الأقصى حركة أحرار الشمال في شمالي سوريا منذ أيام، بعدما اتهمتها الأخيرة بنصب كمين لأحد قياداتها وبالتالى سوف يؤثر ذلك على شكل التحالفات السابقة داخل الفصائل الإسلامية المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل سلبي.
وتأكيدًا على ذلك كشف شهود عيان عن أن القوات الحكومية السورية تمكنت من استعادة بعض المناطق مستغلة هذا الاقتتال، وأن اشتباكات عنيفة استمرت بين مقاتلين من جماعة جند الأقصى وحركة أحرار الشام بريف إدلب الجنوبي، مع سماع دوي انفجارات ناجمة عن قصف متبادل بين الجانبين بقذائف الهاونوانتهت الاشتباكات بسيطرة أحرار الشام على بلدة حيش وانسحاب مقاتلي جند الأقصى إلى مدينة خان شيخون، وأن بعض قيادات من مجموعة جند الأقصى رفضت البيعة التي تمت لجبهة فتح الشام، وسط إصرارهم على متابعة القتال ضد حركة أحرار الشام.
وفي السياق ذاته، علّقت أحرار الشام، وسبع فصائل أخرى على انضمام الجند لفتح الشام، دون الإشارة إلى ذلك بشكل مُعلن والفصائل هي: "أحرار الشام، جيش الإسلام، نور الدين زنكي، فيلق الشام، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، صقور الشام، تجمع فاستقم كما أمرت"، وقالت في بيان لها: إن ماضي جند الأقصى بالتهرب من التحاكم للشرع، وتهريب بعض عناصرها إلى الرقة رغم تورطهم بقتل "مازن قسوم"، وعناصر من أحرار الشام، يثبت أن "جند الأقصى تقاتل الفصائل قتال ردّة وأن القضية التي ثارت من أجلها جند الأقصى متعلقة باعتقال شخص ثبت بالأدلة عمالته لداعش وانها مضيّها في قتال جماعة جند الأقصى، قتال "ولاء وانتماء"، وقتال متعلق بـ"الدماء والمظالم".
وربطت الفصائل مسألة توقفها عن قتال "جند الأقصى"، بعدة شروط، منها إلزام الجماعة بإصدار بيان تعتبر فيه تنظيم الدولة "خوارج مارقين وخونة للدين والشعب"، وأن تصرح بعداوتهم وحربهم إضافة إلى إصدارها بيان واضح حول عدم تكفيرها للفصائل السورية عامة، والفصائل هذه خاصة، وهي الموقعة على البيان ومن الشروط التي وضعتها أحرار الشام والفصائل لعدم قتال "جند الأقصى"، أن لا يكون للجند أي مناطق نفوذ خاصة بهم، وألا يمنعوا الفصائل من الوصول لمناطق رباطهم في حماة وأن تقوم جند الأقصى بتسليم عدد من عناصرها وقيادات الصف الأول بها، وأن يبقوا بضمانة جبهة فتح الشام لحين البت في أمرهم من قبل محكمة وتسليم جميع المتورطين بقتل قيادي الأحرار "أبو منير الدبوس"، بهدف "تنفيذ أمر الله فيهم".
ويرى خبراء أن من شأن إعلان الانضمام هذا أن يعقد الأمور بالنسبة لـ"جبهة فتح الشام التي كانت بررت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة بـ"تقديم مصلحة أهل الشام وثورتهم" وقال الخبير في الشئون الجهادية رومان كاييه في تغريدة على تويتر: إن "هذه البيعة ستعزز نفوذ العناصر الأكثر تشددا في صفوف جبهة فتح الشام" واعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط للأبحاث تشارلز ليستر أن جبهة فتح الشام قامت "بمخاطرة كبيرة" وأن "جبهة فتح الشام قدمت نفسها كجزء من المعارضة، ولكن عبر ضمها جند الأقصى إلى صفوفها، تكون اتحدت مع مجموعة أعلن كل فصيل معارض في شمال سوريا أنها واجهة لتنظيم الدولة الإسلامية، وأظهرت جبهة فتح الشام أن الجهاديين، حتى الأكثر تطرفًا إلى حد أنه يتم تصنيفهم ضمن تنظيم داعش أجدر بالحماية من مجموعات المعارضة نفسها".