التحقيق مع "هيلاري كلينتون" يكشف العلاقات السرية للإخوان مع إسرائيل
الثلاثاء 01/نوفمبر/2016 - 03:17 م
طباعة
كثيرة هي مغامرات جماعة الإخوان لمحاولة الاستيلاء على السلطة، ومن بين أهم تلك المغامرات التي تصل إلى حد الخيانة ما يتناوله هذا التقرير، فرغم نفي جماعة الإخوان المسلمين المتكرر والتأكيد على عدم وجود علاقات سرية تجمعها بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ضد الدول والشعوب العربية، إلا أن تطور الأحداث وتعاقب المسببات لضرورة الكشف عن هذه العلاقات السرية قد كشفت العديد من الأوجه الخفية لقيادات تنظيم الإخوان المسلمين المتآمرين، حتى أصبح الأمر أكثر من سقوط إخواني، ليصل لدرجة النظرة العدائية من قبل الشعوب العربية والإسلامية تجاه هذا التنظيم الذي سعى وما زال يسعى بالتعاون مع أعداء الأمة إلى الوصول إلى السيطرة على الدول بأي ثمن كان وأي طريقة كانت حتى لو بتقسيم الدول ونشر الفوضى والاقتتال.
والمنافسات الانتخابية الجارية بين الديمقراطيين والجمهوريين أجبرت الأطراف المتصارعة على كشف العديد من الأسرار التي أصبحت طريقة لتبرير المواقف وتشويه صورة الخصم والمنافس دون النظر إلى اعتبارات تخص أطراف أخرى تم كشف زيفها مثل جماعة الإخوان المسلمين التي كادت أن تكون السكين الذي يزبح العالم العربي لولا ثورة 30 يونيو التي أنهت المخطط الإخواني الإسرائيلي الأمريكي.
وقيام مكتب التحقيقات الفدرالي مؤخرًا بإعادة فتح التحقيق برسائل البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون، ليس بدافع الاهتمام بالمسائل المتعلقة بالأمن، بقدر اهتمامه بمناورات ترقى إلى الخيانة العظمى، من الناحية الفنية، وبدلًا من اللجوء إلى خادم الكتروني آمن للحكومة الاتحادية، نصبت وزيرة الخارجية خادمًا إلكترونيًّا خاصًّا بها في المنزل، يسمح لها باستخدام الانترنت من دون ترك أي أثر في الخادم العائد للدولة الاتحادية.
قام الفني الخاص بالسيدة كلينتون بتنظيف الخادم قبل وصول عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، لذلك لم يكن من الممكن معرفة السبب وراء تنصيب هذا الجهاز في منزلها.
في مرحلة أولى، لحَظَ مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الخادم الالكتروني الخاص لم يكن خادما آمنا لوزارة الخارجية؛ لهذا لم ترتكب السيدة كلينتون إلا خطأ أمنياً. وفي مرحلة ثانية، قام مكتب التحقيقات الفدرالي بالاستيلاء على الكمبيوتر الخاص بعضو الكونغرس السابق انطوني وينر، الزوج السابق للسيدة هوما عابدين، مديرة مكتب هيلاري كلينتون. وتم العثور في ذلك الكمبيوتر على رسائل بريد الكتروني واردة من وزيرة الخارجية.
هوما عابدين، مواطنة أمريكية ترعرعت في المملكة العربية السعودية. كان والدها مديرا لمجلة أكاديمية، شغلت فيها سنوات عديدة وظيفة أمينة التحرير، وكانت تنشر فيها آراء الإخوان المسلمين بشكل منتظم.
أما والدتها، فترأس الجمعية السعودية للنساء الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وكانت تعمل مع زوج الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
السيدة هوما عابدين ليست العضو الوحيد في إدارة أوباما على صلة مع جماعة الإخوان المسلمين. أبونغو مالك أوباما، الأخ غير الشقيق للرئيس باراك أوباما، هو أيضاً عضو في الجماعة، وأمين صندوق العمل الدعوي للإخوان في السودان.
«إخونجي» آخر، مهدي الحسني، عضو في مجلس الأمن القومي، أعلى هيئة تنفيذية في الولايات المتحدة، من عام 2009 إلى عام 2012.
هذا علاوة على «إخونجي» ثالث، رشاد حسين، سفير الولايات المتحدة إلى المؤتمر الإسلامي. أما بقية الإخوان الذين تم التمكنّ من التعرف على هوياتهم، فهم يشغلون وظائف أقل أهمية من سابقيهم في الإدارة الأمريكية.
مع ذلك، علينا ألا ننسى السوري لؤي صافي، العضو الحالي في «التحالف الوطني السوري»، كان أيضاً مستشاراً في وزارة الدفاع الأمريكية.
في أبريل 2009، وقبل شهرين من خطابه في القاهرة، استقبل الرئيس أوباما سراً، وفدا من جماعة الإخوان في المكتب البيضاوي. وقد سبق له أن دعا إلى حفل توليه مقاليد الحكم، إنغريد ماتسون، رئيسة جمعية الإخوة والأخوات المسلمات في الولايات المتحدة.
من جانبها، عينت مؤسسة كلينتون جهاد الحداد مسئولاً عن مشروعها «المناخ»، وهو واحد من القادة العالميين لجماعة الإخوان، والذي كان حتى ذلك التاريخ مسئولاً عن برنامج تلفزيوني قرآني.
كان والد جهاد واحداً من مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في عام 1951 أثناء إعادة إنشائها من وكالة المخابرات المركزية، والمخابرات البريطانية أم 16.
غادر جهاد مؤسسة كلينتون في عام 2012، ليصبح في القاهرة الناطق الرسمي باسم محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم الناطق الرسمي العالمي باسم الإخوان المسلمين.
على الرغم من معرفتنا بأن جميع القادة الجهاديين في العالم ينحدرون إما من جماعة الإخوان المسلمين، وإما من الطريقة الصوفية النقشبندية، إلا أننا لا نزال تتملكنا الرغبة في معرفة المزيد عن العلاقة بين السيدة كلينتون والإخوان.
من مصادفات القدر أن يضم فريق منافسها دونالد ترامب، الجنرال مايكل تي فلاين، الذي حاول الاعتراض على إنشاء دولة الخلافة من قبل البيت الأبيض، واستقال من قيادة وكالة استخبارات الدفاع (وكالة الاستخبارات العسكرية) كتعزيز لاستنكاره، وأخذ يلتقي منذ ذلك التاريخ مع فرانك جافني، مقاتل صنديد من حقبة الحرب الباردة، وصار محسوباً على «المتآمرين» لأنه استنكر وجود الإخوان المسلمين داخل مؤسسات الدولة الاتحادية.
ومن ناحية أخرى فان الكتاب الذي نشرته مؤخرًا هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية لرئاسة البيت الأبيض فجر فضيحة أخرى في حق جماعة الإخوان المسلمين، وأكد أن هذه الجماعة تعمل في سر عميق وصمت خفي ضد مصالح الأمة العربية، وتحيك مؤامرات خطيرة تجاه الشعوب العربية والقضية الفلسطينية التي طالما تاجرت بها واستغلتها بغية سرقة المشاعر الدينية وخداع الشعوب العربية بإسلاميتها وعملها لصالح القضية الفلسطينية والشعوب العربية والإسلامية، ليتبين بشكل لا يدع مجالا للشك فيه، وباعتراف أحد أطراف المؤامرة بأن جماعة الإخوان المسلمين عملت وما زالت تعمل لصالح الكيان الصهيوني بعيدا عن المصالح العربية، وأنه جرى اتفاق سري بين أربعة أطراف، هم جماعة الإخوان في مصر، وحماس في غزة، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل نزع سيناء من الجسد المصري ومنحها لإسرائيل وحماس كنقطة بداية لمشروع إسرائيلي توسعي يقتضي تقسيم مزيد من الدول العربية.
وتقول كلينتون في كتابها الأخير “كلمة السر 360”: كنا على اتفاق مع الإخوان على إعلان الدولة الإسلامية في سيناء وإعطائها لحماس، وجزء لإسرائيل لحمايتها، وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان، وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم، وتم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5 يوليو 2013، وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا.
وأكدت هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة دخلت الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة شعب مصر في 30 يونيو، والتي أطاحت بمرسي والإخوان من حكم مصر، وكل شيء تغير في خلال 72 ساعة، وتابعت: “كنت قد زرت 112 دولة في العالم من أجل شرح الوضع الأمريكي مع مصر، وتم الاتفاق مع بعض الدول الصديقة على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فورا، وفجأة تحطم كل شيء، وكل شيء كسر أمام أعيننا من دون سابق إنذار، شيء مهول حدث، ولذلك فكرنا في استخدام القوة”.
وتكشف كلينتون المزيد من المخططات والاتفاقيات التي وضعتها مع حلفائها الإخوان والكيان الصهيوني خلف الكواليس، وتقول: إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة، فمصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى الدولة الإسلامية، وكان بعد ذلك سيتم تقسيمها ثم سيتم التوجه بعد ذلك لدول الخليح، وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا هناك من الإخوان، ثم السعودية ثم الإمارات فالبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل، بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل، خصوصا على منابع النفط والمنافذ البحرية.
وتسعى مرشحة الديمقراطيين في كشفها لهذه الفضائح إلى تبرير فشل إدارة الديمقراطيين بقيادة أوباما للمنطقة والأحداث الساخنة المتطورة، وذلك في إطار دعايتها الانتخابية ضد المرشح الجمهوري دونلاد ترامب الذي يقتنص كل فرصة لإثبات فشل الديمقراطيين في إدارة الشئون الأمريكية.
إن هذه الاعترافات علاوة على فضحها للمشروع الإخواني الصهيوني، إلا أنها تلفت الانتباه إلى حقيقة في غاية الأهمية، وهي وعي الشعب المصري للخطر الإخواني، وخروجه في ثورة 30 يونيو كان إنقاذا لمصر والأمة العربية من أكبر تقسيم كان قد يحدث في التاريخ للدول العربية والإسلامية، لصالح المشروع الصهيوني، كما تثبت هذه الاعترافات أن جماعة الإخوان تعمل منذ تأسيسها كأداة بيد الدول الغربية.