9 نوفمبر: تفجيرات عمان على يد تنظيم القاعدة
الأحد 09/نوفمبر/2014 - 09:24 ص
طباعة
في مثل هذا اليوم التاسع من نوفمبر 2005 حدثت تفجيرات عمان حيث وقعت ثلاث عمليات تفجير إرهابية باستخدام أحزمة ناسفة، استهدفت ثلاث فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية عمان. حيث وقع أولها في تمام الساعة التاسعة والنصف في التوقيت المحلي لمدينة عمان في مدخل فندق الراديسون ساس، ثم ضرب الثاني فندق حياة عمان ثم بعدها بدقائق تم استهداف فندق دايز إن. وصل التقدير المبدئي للقتلى إلى 57 قتيل وما ينوف على 115 جريح. كان السبب الرئيسي لارتفاع عدد القتلى هو حدوث تفجير فندق الراديسون أثناء إقامة حفلة زفاف. وقد تبنى تنظيم القاعدة مسؤولية التفجيرات.
الزرقاوي .. وقاعدة العراق .. وتفجيرات عمان 2005
أغلب المحاولات والعمليات الارهابية الخطرة والكبيرة التي كانت تتم في الأردن كان يجري التخطيط والإعداد لها في الخارج، وفي الأغلب من قبل الزرقاوي أو أحد معاونيه، ليبقى التعاون قائماً بين الخارج والداخل والاتصال حتى لا ينقطع، وكانت هناك انعكاسات متبادلة بين قوة الخارج والداخل، على مستوى العمليات والتنظيمات.
وتعد المرحلة الذهبية للقاعدة في العراق، في الفترة بين عامي 2004 إلى آواخر 2005، والتي انعكست بشكل كبير وفاعل على الأردن بشكل خاص، والمنطقة العربية بشكل عام، فقد أدّى هذا الصعود إلى تحول كامل في البيئة الأمنية الإقليمية بأسرها. حيث شكل تنظيم القاعدة خطورة حقيقة، وبدا التنظيم أكثر احترافاً وتعقيداُ وقدرة على التأثير على الحالة الأمنية في الأردن من كافة المراحل السابقة.
أخطر العمليات التي تعرّض لها الأردن خلال هذه المرحلة كانت تفجيرات عمّان التي وقعت في 2005، لكن سبقها أيضاً محاولات لا تقل خطورة وإن لم يحالفها النجاح، كان أبرزها ما سمي بـ”تنظيم كتائب التوحيد” بقيادة عزمي الجيوسي، والتي بدأ الزرقاوي في التّحضير لهجومٍ كيماوي كبيرٍ يستهدف مبنى المخابرات العامة، والسفارة الأميركية، ورئاسة الوزراء، وكان من الممكن أن يقتل 80 ألفًا، بحسب اعترافات عزمي الجيوسي، الذي ظهر على شاشة التّلفزيون الأردني.
وفي سبيل إنجاح هذه الهجمات صنّع التنظيم عشرين طنًا من المتفجرات الكيماوية توضع في حاويات تحملها عدّة شاحنات، وقد أشرف الزرقاوي على تنسيق العمليّة، وفي 20 إبريل من عام 2004، وقبيل تنفيذ العمليّة تم القبض على أعضاء التّنظيم، وقُتل منفذوا العملية أثناء مواجهات لهم مع قوات الأمن الأردنية، وكان الجيّوسي المسئول الأول والذي قام بشراء المعدات اللازمة، بعد أن أرسل له الزرقاوي 170 ألف دولار، وكانت في سورية مجموعة للدّعم اللُّوجستي بقيادة السوري سليمان خالد دوريش والمعروف أيضا بأبو الغادية.
تدرج أسلوب الزرقاوي في تنفيذ عملياتهم الانتحارية تدريجيا فبدأ باستخدام عناصر غير أردنية لتنفي عملياته، ففي أغسطس عام 2005، نفّذت الحركة "تفجيرات العقبة" بواسطة صواريخ كاتيوشا، والتي أسفرت عن مقتل جنديّ وإصابة آخر، وقد القي القبض على بعض المشاركين في هذه العملية، وهم ثلاثة سوريين وعراقي، والذين صدرت أحكام الإعدام بحقهم عن محكمة أمن الدولة.
وتعتبر “تفجيرات” عمّان، (والتي وقعت في نوفمبر 2005، أخطر حدث أمني تعرض له الأردن خلال تاريخ الجماعات الإسلامية المتشددة بشكل عام، كما تعد تحولا استراتيجيا في تكنيك الجهاديين السلفيين، حيث استهدفت التفجيرات ثلاثة فنادق في عمّان (الرّاديسون ساس، وحياة عمان، والديز إن)، ونفذتها مجموعة من الانتحاريين بإشراف وتنسيق الزرقاوي، أسفرت عن مقتل 60 شخصًا، وإصابة أكثر من 100 شخص.
وأعلن تنظيم القاعدة في العراق التّابع للزرقاوي عن تبنيّه لهذه العملية، ونشر تفصيلات عن المنفذين؛ وهم ثلاثة رجالٍ وامرأة عراقية، إلا أن المرأة وهي ساجدة عتروس الريشاوي فشلت في تنفيذ العمليّة الانتحارية، وتم القبض عليها لاحقاً وحكمت بالإعدام.