ليبيا نموذجا.. تقرير أوروبي يرصد استخدام أردوغان الارهابيين والمرتزقة في سياسته الخارجية
رأى تقرير أوروبي أن سياسة نقل نظام الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان، المرتزقة السوريين والعناصر الارهابية من سوريا إلى
ليبيا، هو يشكل بداية لسياسة استخدام الجماعات الارهابية في حروب أردوغان الخارجية
وانعكس لسياسة تركيا الخارجية في السيطرة
والتمدد والنفوذ.
ورأت الكاتبة والصحفية لامار اركندي، أن ما تقوم به الاستخبارات التركية من داخل سوريا عبر تدريبها ونقلها “الجهاديين” والمرتزقة إلى ليبيا واليمن ومستقبلاً بلدان عربية أخرى في القارة الأفريقية مرشحة لأطماع تركيا، يمثل تهديدا لأمن المنطقة أولاً، وللأمن الدولي ثانياً.
وأوضحت الكاتبة لامار اركندي في تقرير لها بالمركز
الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، معنون بـ” الاستخبارات التركية تعيد
تشكيل الجماعات الإرهابية من داخل سوريا” أن أجهزة الاستخبارات التركية ما زالت تتحكم
بقادة التنظيمات الإرهابية، وتعيد تشكيلها بأسماء جديدة بما يخدم طموحاتها، كتنظيم
داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن أن وحدات الاستخبارات التركية،
اصبحت تمثل واحدة من أهم ، وحدات عمل الجماعات الإرهابية التي دربتهم عسكرياً ومددتهم
بالمعلومات في الشرق الأوسط.
وتابعت لامار اركندي :” بات
واضحا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متورط، بالعمل مع المجموعات والتنظيمات الإرهابية
من داخل سوريا، منذ عام 2011، وبدأ يستخدمهما ورقة سياسية، للضغط على أطراف إقليمية
ودولية من أجل تنفيذ مطامعه التوسعية في المنطقة.”
ولفتت إلى أن وضع التنظيمات الإرهابية أبرزها
داعش والنصرة، على قائمة الإرهاب الدولية، تمثل عبء على أردوغان، وهذا ما دفعه يفكر،
بإعادة “تشكيلها” وتوظيفها لخدمة مطامعه، داخل سوريا وخارجها، منها ليبيا واليمن وسيناء
ومناطق أخرى.
وأوضحت لامار اركندي، أنه ضمن الجهود الاستقصائية
التي تبذلها، مجموعة من الناشطين والصحفيين الاستقصائيين، حصلنا على تسريب، من داخل
“فصيل احرار الشرقية” ومن مصدر موثوق تحت كنية
” أبو عكبة” تكشف أنشطة الاستخبارات التركية
على الأرض، وتقول المصادر، أن اجتماعاً لقياديين بارزين من تنظيم داعش جمعهم مع ضباط
أتراك في مدينة تل أبيض يوم السادس والعشرين من مارس 2020 وجرى الاجتماع بحماية الجيش الوطني السوري
المعارض لتشكيل كيان عسكري جديد.
وأوضحت أن أبرز “الجهاديين” الذين حضروا الاجتماع،
فايز العقال: وإلى الرقة إبان حكم داعش للرقة، وأشقائه وهو خالد العقال، مؤسس وكالة
اعماق الناطقة باسم تنظيم داعش،وفاضل العقال مسؤول المفخخات في تنظيم داعش، ومثنى الكجل
وهو أمني كتيبة التمساح ومسؤول تسليح داعش في القطاع الغربي لولاية الرقة.
كذلك إسماعيل عيدو، وهو ذراع الاستخبارات التركية وقيادي بارز في داعش والمطلوب لدى التحالف الدولي ضمن القائمة السوداء
للإرهاب والذي فر لتركيا بعد تحرير المدينة على يد الوحدات الكردية.
وهناك فيصل بلو “أمير تل ابيض” وهو أحد الأشخاص
الأربعة الذي نفذ عملية اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، لافته إلى أن “بلو”
الذي يمتلك مجموعة محطات وقود في تل أبيض تعرف بمحطات بلو لتل أبيض.
وذهبت الكاتبة إلى أن تركيا بدأت إعادة تشكيل
وهيكلة التنظيمات السورية المتطرفة، كونها موضوعة على قائمة الإرهاب الدولي، والمقربة
من تنظيم داعش والنصرة، منها فصيل أحرار الشرقية بقيادة المدعو ”حاتم أبو شقرا”، من
أجل إرسال المزيد من المرتزقة الجهاديين إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق وكذلك إلى مناطق
أخرى.
وأكدت أن التحقيقات كشفت عن وصول قافلة جوية من
“أحرار الشرقية” قبل يومين والبالغة عددها
الـ 500 مسلح إلى ليبيا للقتال إلى جانب جيش السراج ولا زالت دفعات جديدة أخرى من فصيل
أحرار الشرقيةالتي تتحضر لتنقل عبر طائرات مدنية من مطار إسطنبول إلى مطار معتيقة بطرابلس
ومطار مصراته .
وأوضحت أن المعلومات الواردة من داخل مدينة عفرين
تحدثت عن وصول دفعة جديدة من جثث المرتزقة
السوريين قادمة من ليبيا عبر معبر حوار كلس بريف مدينة حلب الشمالي بينهم محمد
عطا عكرمة القيادي بفرقة الحمزة وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان منتصف الشهر الجاري
عن وصول 17 جثة لمسلحي الفصائل السورية قادمة
من ليبيا، فيما قال الناشطون في عفرين عن دفن الفصائل لقتلاهم الذين قتلوا في المعارك
التي خاضوها إلى جانب مليشيات غنيوة الككلي الموالية لحكومة الوفاق في ليبيا ودفنهم
في قرية جنديرس بريف عفرين.
وتابعت:” يكمن خطر أنشطة الاستخبارات التركية
اليوم في سوريا وليبيا واليمن، وتتعداها في بلدان أخرى ولكن بدون شك، هي منصات ومصادر تهديد للأمن العالمي،
وما تحتاجه دول المنطقة والعالم اليوم وأكثر من أي وقت مضى هو تفعيل مؤتمرات واجتماعات
إقليمية ودولية، تكشف وتفضح حقيقة ممارسات ومخاطر اجندات تركيا وعمل أجهزة استخباراتها
ضد الأمن الإقليمي والدولي، وتفعيل قضايا قانونية ضدها في محاكم دولية تلجم عملها في تدمير كيانات دول بأكملها والأزمة السورية والليبية واليمنية تختصر الصورة الحقيقية لما قد تؤول اليه مستقبل دول أخرى هي ايضاً
مرشحة على طاولات الأطماع التركية وهيمنتها على دول المنطقة”.
وكان المرصد السوي أشار قبل أيام قليلة إلى أن
العملية تشهد تصاعداً جديداً يتمثل بوصول دفعات جديدة بشكل دوري للمشاركة بالعمليات
العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن تعداد المجندين
الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 7400 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية،
في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500
مجند.