في مثلث الموت ..نشاط مكثف لداعش في العراق

الثلاثاء 05/مايو/2020 - 10:40 ص
طباعة في مثلث الموت ..نشاط روبير الفارس
 
شن تنظيم داعش هجومين جديدين في العراق، حيث استهدف الهجوم الأول نقاط تفتيش للحشد العشائري وقواته الأمنية في محافظة ديالى، شمالي بغداد، وقد أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

كما شن داعش هجوما آخر في جرف الصخر، جنوبي بغداد، مستهدفا ميليشيات موالية لإيران.

وكان التنظيم الإرهابي شن، هجوما في ديالى، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، على ما أعلنت السلطات الأمنية، 

وعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت هزيمة داعش في ديسمبر 2017، إلا أن فلول التنظيم عادت إلى تكتيكات التمرد السابقة، فقامت بنصب كمائن لقوات الأمن وعمليات خطف وإعدام، فضلا عن ابتزاز سكان الريف الضعفاء لجمع الأموال منهم.
وفي الأيام الأخيرة زادت أنشطة داعش في العراق بشكل ملحوظ.

وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه في انتمائهم لداعش، خاصة في المنطقة الوعرة الواقعة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم "مثلث الموت".

 وكانت  خلية الإعلام الأمني قد أعلنت عن توجيه القوات الأمنية لضربات جوية، لمناطق تأوي عناصر من التنظيم الإرهابي في محافظة صلاح الدين.

وتعهد رئيس الوزراء المكلف، مصطفى الكاظمي، بتكثيف الحملة ضد "داعش" بعد الهجمات.

وفي الأسبوع الماضي، تعهد وزير الدفاع نجاح الشمري بـ"تكثيف" الجهود ضد تنظيم داعش.

وعلى الرغم من القيود المفروضة للحد من تفشي وباء كورونا الفيروسي في العراق، وانسحاب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من عدة قواعد عسكرية في البلاد، كثفت قوى الأمن العراقية عملياتها ضد فلول داعش في مناطق نائية في البلاد.
 حذر مسؤولون حكوميون وباحثون من تزايد خطر الجماعات الإرهابية والإجرامية حول العالم، مع انشغال الدول بالتصدي لوباء كورونا الفيروسي.
حيث اعلن مصدر في الشرطة  العراقية  مقتل  / 3 / عناصر من ميليشيا  الحشد الشعبي واصابة اربعة اخرين في هجوم لداعش شمال بعقوبة .

وقال المصدر ان تنظيم داعش  هاجم  نقاطا امنية للحشد في قرية أم الكرامي بضواحي ناحية العظيم شمال بعقوبة ما اسفر عن مقتل  ثلاثة من الحشد  واصابة اربعة اخرين.

وذكرت صحيفة "ذا هيل"، أن الجماعات الإرهابية تستغل جائحة كورونا والإحباط العام من الحكومات الهشة، لمواصلة هجماتها العنيفة في أفريقيا والشرق الأوسط، وفرض أجندتها المعادية للغرب.

وتأتي هذه التحذيرات المتزايدة وسط مخاوف من أن الحكومات تعمل على إنعاش اقتصاداتها وقطاعاتها الصحية التي تأثرت بالجائحة، على حساب أمنها القومي.

وكان التحالف الدولي لهزيمة داعش قد أعلن في مارس سحبه بعض القوات بسبب جائحة الفيروس التاجي، وأوقف بالفعل بعض التدريبات مع قوات الأمن العراقية.

ويقول باحثون، إن هذه الأوضاع تهدد بعودة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وزيادة قوة الجماعات الشيعية المدعومة من إيران في العراق. محذرين من أنه لا يمكن معالجة أزمة الوباء على حساب أزمة أخرى.

وكتب الرؤساء الأربعة للجان التشريعية الأجنبية في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك، "يجب أن نقاوم الرغبة في النظر إلى الداخل فقط، وبدلا من ذلك علينا دعم بعضنا البعض خلال وباء كوفيد-19، تماما كما فعلنا في الماضي".

وقالت منى يعقوبيان، الخبيرة في الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا مع معهد السلام الأميركي لصحيفة "ذا هيل"، إن "من الصعب جدا عزل الولايات المتحدة من حالة عدم الاستقرار هذه. كلنا مترابطون بعمق. ... هناك أشياء تحدث في أماكن أخرى من العالم، ويتردد صداها هنا في الولايات المتحدة".

والأمر ليس قاصرا على الشرق الأوسط، فهناك قصص مماثلة تدور في مناطق ساخنة في القارة الأفريقية.

فقد تأثرت عمليات الاتحاد الأفريقي ضد جماعة الشباب الإرهابية في الصومال، بسبب وباء كورونا وعمليات الحجر الصحي للجنود الأفارقة، إضافة إلى تأخر  عمليات النشر الأوروبية لمساعدة القوات الفرنسية في مالي غربي أفريقيا، لذات الأسباب.

وفي مقابلة مع صحيفة "ذا هيل"، حذرت إميلي إستيل، مديرة الأبحاث في مشروع التهديدات الحرجة بمعهد أميركان إنتربرايز، من أن هذه الأوضاع تمثل جزءا من اتجاه مثير للقلق، وأضافت "نحن في خطر حقيقي للخروج من فقاعة كوفيد-19 ... ورؤية عالم يبدو أسوأ بكثير مما هو عليه الآن".

ودعا الخبراء إلى آليات جديدة لمواجهة التطرف، بالتزامن مع جهود التصدي للوباء.
ومن بين هذه الآليات، حسب إريك روزاند من معهد بروكينجز، "إعادة التركيز على جهود الوقاية، والابتعاد عن عسكرة السنوات العشرين الماضية بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية".

يضاف إلى ذلك إعادة تأهيل مناهج مكافحة الإرهاب، ومواجهة مناهج التطرف العنيف، وتقديم دعم أكبر لحوارات الأديان والتدريب والتعليم، فضلا عن خطط التوظيف والتركيز على تمكين النساء والشباب.

وقال روزاند إن "المزيد من الاستثمارات في مجال الوقاية يعني أنه من غير المرجح أن يتصاعد العنف المتطرف، واحتمال أقل لنشر القوات، والدخول في حروب لا نهاية لها. يجب التفكير في كل هذا على أساس مستمر".

شارك