خطة في ألمانيا لفتح دور العبادة دون تدخلات تركية
الثلاثاء 05/مايو/2020 - 11:54 ص
طباعة
هاني دانيال
برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
بعد غلق الكنائس والمساجد فى ألمانيا منذ مارس الماضي على خلفية انتشار فيروس كورونا، بدأت المؤسسات الألمانية فى الفتح التدريجي خلال الفترة المقبلة، مع الحفاظ على التدابير الاحترازية التى أعلنت عنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتأكيد على أن الفترة المقبلة ستشهد عودة الأمور لطبيعتها ولكن مع ضرورة تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة، ووقف كل التجمعات الكبيرة خلال الفترة المقبلة، حيث تم إعداد خطط منفصلة لفتح دور العبادة المسيحية، الإسلامية واليهودية.
يأتى ذلك فى الوقت طرح فيه المجلس التنسيقي للمسلمين في ألمانيا خطة لفتح تدريجي حذر للمساجد، والتأكيد على أنه تم إعدادها بناء على تشاور وثيق مع جمعيات مساجد ووزارات وسلطات صحية، وأنها ينبغي أن تكون دليلا مرشدا لجمعيات المساجد وروادها.
الخطة تتكون من 16 بنداً مع دليل إرشادي باللغتين الألمانية والتركية، أعدها المجلس التنسيقي والذى يضم ست جمعيات إسلامية كبرى موجودة في كولونيا ودوسلدورف ودورتموند بولاية شمال الراين-ويستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان، والتي بها أيضا جالية إسلامية كبرى.
تقضي خطة المجلس بإعادة صلوات الجماعة في المساجد، وفقا لشروط، في الأوقات التي يقل فيها عدد المترددين في الفجر والظهر والعصر والمغرب، فيما ستظل صلوات الجماعة معلقة في الأوقات التي يكثر فيها عدد المصلين كصلاة العشاء في شهر رمضان وصلوات الجمعة والعيد، مع الوضع فى الاعتبار بالسماح لهم بدخول المساجد محدودا في البداية، بحيث يكون هناك على الأقل بين المصلي والآخر مسافة مترين، وأن يترك المصلون أسماءهم وأرقام هواتفهم تحسبا لتتبع الموقف في حالة حدوث عدوى، على ألا يقل سن رواد المساجد عن 12 عاما، وعدم استخدام أماكن الوضوء بالمساجد، كذلك سيتم ارتداء كمامات واقية داخل المساجد.
وفى هذا الإطار قال برهان كيستيشي، المتحدث باسم المجلس في كولونيا: "ما يهمنا كثيرا هو تنفيذ الفتح التدريجي للمساجد على الأرجح اعتبارا من التاسع من مايو بحرص وشفافية، محذرا من التقليل من شأن الخطر المستمر، ولفت إلى إمكانية استكمال التعليمات إذا دعت الحاجة.
من ناحية آخري دعا أيمن مزيك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين إلى مساعدات حكومية للمساجد بسبب ما خلفته أزمة فيروس كورونا المستجد من تداعيات على دور العبادة، إثر إغلاق أبوابها إلى إشعار آخر لاحتواء انتشار الفيروس، مؤكدا على أن العديد من المساجد تقف على شفا الإفلاس لأنها تعيش من التبرعات التي يتم جمعها في صلوات الجمعة، ولن يصبح في مقدور هذه المساجد قريبا دفع إيجاراتها أوأقساط قروضها العقارية أو رواتب موظفيها".
شدد على أن الوضع يتفاقم بسبب القيود في شهر رمضان، خاصة وأن نسبة 30 إلى 60% من هذه التبرعات يتم جمعها سنوياً في فترة شهر رمضان"، واستمرار غلق هذه المساجد فى رمضان يقلل من حصول المساجد على التمويل اللازم.
شدد على أن رمضان هذا العام مختلفاً عن سابقيه بسبب عدم تنظيم موائد الإفطار والصلوات الجماعية بما فيها صلاة التراويح، وصلاة الجمعة، وأنه إذا كان من المؤلم عدم استطاعة الناس الصلاة في المساجد هذه الأيام، فإن كل يوم يمر هو "يوم انتصار في معركة الحد من انتشار كورونا".
الروابط الإسلامية الست الممثلة في المجلس التنسيقي هي اتحاد ديتيب الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا والمجلس الأعلى للمسلمين واتحاد مراكز الثقافة الإسلامية (VIKZ) ومجلس الإسلام، وكذلك المجلس الأعلى للمغاربة في ألمانيا واتحاد المراكز الإسلامية الألبانية في ألمانيا، ويتم تولي رئاسة المجلس التنسيقي بالتناوب.
بينما يري متابعون أن هناك إشكالية فى ترك المؤسسات التركية تتحكم فى المساجد الألمانية تحت مزاعم التمويل، خاصة فى ضوء رصد لجنة حماية الدستور " الاستخبارات الداخلية" برصد عدد من المساجد التى تسيطر عليها المؤسسات التركية وتطلب من الدعاة ترويج أفكار سياسية من شأنها خدمة المصالح التركية، وكذلك الترويج لجماعات متطرفة، وهى الإشكالية التى تبحث لها السلطات الألمانية عن حلول واضحة.
سبق أن نظمت وزارة الداخلية الألمانية مؤتمرا تحت عنوان " الإسلام فى ألمانيا"، وتبنى فيه وزير الداخلية هورست زيهوفر الوصول إلى صيغة تسمح بظهور أسلام ألمانى، بما يتماشي مع القوانين والدستور الألمانى والحفاظ على المعتقدات الخاصة بالمسلمين دون تدخل من دول أو جهات خارجية، وتقوم الوزارة بالإعداد له ودعمه ماليا، ولكن حتى الآن لم تنجح الفكرة وغير معروف مستقبل هذا المؤتمر ونتائجه.
على الجانب الآخر أعد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا خطة للنظافة الصحية في المعابد تتضمن إعداد قوائم للمصلين حتى يمكن تتبع سلسلة العدوى وترك مسافة تباعد اجتماعي بين كل مصلٍ وآخر تتراوح بين متر ونصف إلى مترين.
من ناحية آخري بدأت الكنائس الألمانية فى إعداد خطة أيضا لاستقبال المصلين، من خلال تركيب بوابات للتعقيم، واستقبال عدد معين من المصلين يضمن مسافات واضحة بين كل مواطن والآخر، كذلك توفير عيادات واطباء بمقر الكنائس منعا لظهور أى عارض ومعالجة ما يمكن علاجه إذا لزم الأمر.
حتى الآن ترغب السلطات الألمانية فى إستعادة الاستقرار للبلاد بعد توقف تام استمر شهرين، ولكن فى الوقت نفسه هناك حاجة لرفع حالة الطواريء واتباع التدابير اللازمة لمنع ظهور الفاجعة من جديد، فى ظل عدم ظهور مصل او علاج حتى الآن، وبالتالى التعايش مع الفيروس، حتى يتم وقف الخسائر التى طالت كل المؤسسات الاقتصادية والسياسية والدينية، وهى الخطوة التى تضعها الحكومة الألمانية فى الحسبان خلال الفترة المقبلة.