"حفرة الهوتة".. وكر داعش لإخفاء ضحاياه شمال الرقة السورية
الخميس 07/مايو/2020 - 12:07 ص
طباعة
أميرة الشريف
سلطت هيومن رايتس ووتش، الضوء علي استمرار جرائم التنظيم الإرهابي داعش، والذي أظهر استخدام داعش حفرة الهوتة شمال الرقة السورية، كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذين اختطفهم أو احتجزهم.
واوضحت المنظمة الحقوقية، أن تنظيم داعش الإرهابي، استخدم هوة سحيقة شمال شرقي سوريا، لرمي جثث ضحاياه، وطالبت بإجراء تحقيقات لتحديد هوية المفقودين ومعاقبة القتلة.
وسيطر تنظيم داعش على المنطقة المحيطة بـ"حفرة الهوتة" الواقعة على بعد 85 كيلومترا شمال مدينة الرقة من 2013 إلى 2015.
وأظهر تحقيق أجرته المنظمة، ورحلة طائرة بدون طيار إلى أسفل الحفرة، الحاجة إلى أن تقوم السلطات بتأمين الموقع، واستخراج الرفات البشرية منه، والحفاظ على الأدلة، من أجل الإجراءات الجنائية ضد القتلة.
وتضمن التحقيق بشأن الهوتة، مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها داعش، وتحليلاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة بدون طيار إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 50 متراً.
وذكر التقرير، عن سكان محليون، تهديد عناصر تنظيم داعش لهم، بإلقائهم في الهوتة، عندما كان التنظيم يسيطر على منطقة الرقة، حيث قال بعضهم، إنهم شاهدوا جثثاً متناثرة على طول حافة الحفرة.
ويُظهر مقطع فيديو مُسجَّل من داعش، ونُشر على فيسبوك عام 2014، مجموعة من الرجال يرمون جثتين في الحفرة، تطابقت ملابس الرجلين مع تلك التي يرتديها شخصان يظهران في فيديو آخر، يتم إعدامهما من قبل داعش.
وأشارت المنظمة إلى أن داعش سيطر على المنطقة المحيطة بـ حفرة الهوتة، 85 كيلومتراً شمال مدينة الرقة، من 2013 إلى 2015، كما عثر على أكثر من 20 مقبرة جماعية في أنحاء سوريا، فيها آلاف الجثث، في مناطق كان يسيطر عليها التنظيم.
من جانبها، قالت سارة كيالي، وهي باحثة سورية في هيومن رايتس ووتش: حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعاً طبيعياً جميلاً، أصبحت مكاناً للرعب والاقتصاص.
واعتبرت أن فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي، لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم داعش، ومحاسبة قتلتهم
ودعت المنظمة الأطراف التي تسيطر على المنطقة للتعامل مع الهوتة والمقابر الجماعية الأخرى في المنطقة على أنها مواقع حدثت فيها جرائم، وتأمينها لتجنب إتلاف الأدلة المحتملة.
وأضافت "عليهم التأكد من خلو الهوتة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة حتى يتمكن خبراء الطب الشرعي من النزول إلى الحفرة وتحديد مكان الجثث ونقلها، والبدء في العمل المضني المتمثل بتحديد هويات أصحابها".
وتشير الخرائط الجيولوجية والنموذج الطبوغرافي ثلاثي الأبعاد للهوتة -الذي أعد بحسب صور الطائرات المسيرة- إلى أن الحفرة أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته، لذلك من المرجح وجود المزيد من الرفات البشرية تحت سطح المياه.
ووثق تقرير أصدرته هيومن رايتس ووتش في فبراير 2020 أن داعش اختطف واحتجز آلاف الأشخاص أثناء حكمه في سوريا وأعدم العديد منهم، وكشف أن من بين المفقودين نشطاء وعمالا إنسانيين وصحفيين ومقاتلين مناهضين لتنظيم الدولة من جماعات مختلفة، فضلا عن سكان محليين فروا من الجماعة المسلحة.
وكشف استطلاع أجري على حفرة الهوتة بواسطة طائرة مسيرة من طراز "باروت أنافي" عن ست جثث تطفو على سطح المياه في الأسفل، لكنه بناء على حالة التحلل يبدو أن الجثث -وفق المنظمة الحقوقية- ألقيت هناك بعد وقت طويل من مغادرة التنظيم المنطقة.