لإجبارهم على مواصلة القتال في ليبيا.. أردوغان يهدد المرتزقة بـالفضائح
الجمعة 08/مايو/2020 - 10:09 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة فيروس كورونا المستجد يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إصراره على إرسال المرتزقة لدعم حكومة الوفاق، الأمر الذي يمنعه من إدراك نزيف الخسائر الذي أصابه في ليبيا، فالمرتزقة الذين يرسلهم أردوغان يتساقطون قتلى أو يفرون هربًا إلى أوروبا، ورغم هذا يستمر في تقديم كامل الدعم لميليشيات طرابلس، منتهكًا الالتزامات الدولية التي نص عليها مؤتمر برلين.
وبحسب تقارير صحفية يبدو أن أردوغان يواجه مشاكل في تجنيد السوريين للقتال كمرتزقة في ليبيا، رغم المغريات التي يقدمها لهم. وهو الأمر الذي دفع المخابرات التركية إلى اللجوء لأسلوب التخويف والتهديد بالموت لمن لا يلتحقون بصفوف المرتزقة.
وبحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان "شهدت عمليات نقل المرتزقة إلى ليبيا، خلال الآونة الأخيرة تحولاً من ترغيب إلى ترهيب، حيث باتت عملية الذهاب لهناك تحت ضغط تركي كبير على قيادات فصائل الجيش الحر، لإرسال مقاتلين منهم نحو ليبيا، بعد أن كان المقاتلون سابقاً يتسابقون للذهاب إلى ليبيا طمعاً بالمغريات التي قدمتها تركيا بداية الأمر".
وأضاف البيان "مصادر المرصد السوري أكدت أن معظم الفصائل لم تعد لها رغبة بإرسال مقاتلين للقتال في ليبيا وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة لغاية المقاتلين هناك، وعدم إيفاء تركيا بالمغريات التي ادعت تقديمها في البداية، ليتحول الأمر إلى ضغوطات كبيرة وتهديدات من قبل الاستخبارات التركية لقيادات الفصائل بشأن إرسال مقاتلين وإلا ستكون النتيجة، فتح ملفات تتعلق بفضائح لقادة الفصائل".
يذكر أن الفصائل المتواجدة في ليبيا تشكل غالبية فصائل الجيش الحر، كـ"أحرار الشرقية وجيش الشرقية وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وفيلق الشام ولواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه".
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 8000 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3100 مجند.
ومن جانبه قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن "ليبيا لا تحتاج إلى مرتزقة، بل إلى مصالحة تقود نحو تسوية سياسية للأزمة".
وأوضح دوجاريك موقف الأمين العام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تقرير معروض على مجلس الأمن الدولي، يتناول دور المرتزقة الأجانب في إذكاء الصراع الدائر بين حكومة الوفاق وخليفة حفتر، قائلاً: "نحن قلقون بشدة من تواجد المرتزقة في ليبيا، وغوتيريش تحدث مرارًا عن ذلك علانية".
وعلى صعيد متصل، أكد محمد الديهي، الباحث في الشأن الدولي، أن الأطماع التركية في ليبيا لا يمكن تجاهلها كونها المحرك الرئيسي لإرسال أردوغان المرتزقة السوريين إلى ليبيا.
وقال الديهي، في تصريحات صحفية: "إن إرسال المرتزقة في هذا التوقيت إلى ليبيا يرتبط بعدد من الدوافع الأخرى أهمها فشل النظام التركي في إدارة أزمة كورونا، مما أدى لتفشي الفيروس في تركيا بصورة كبيرة حتى أصبحت أنقرة إحدى أكبر البؤر إصابة بفيروس كورونا".
وأضاف "الهدف من إرسال مرتزقة إلى ليبيا هو محاولة فرض النظام التركي أمرا واقعا بالتوسع في الأراضي الليبية ومحاولة احتلال أراض بعد سيطرة الجيش الليبي على أغلب أراضي ليبيا وهزيمة المرتزقة والجماعات المسلحة الموالية لأنقرة".
وتابع "السبب الثالث خلف استمرار إرسال أردوغان مرتزقة إلى ليبيا هو أن النظام التركي يسعى لاستغلال انشغال المجتمع الدولي ولحل أزمة كورونا والقيام بتوطين قوات تابعة له في ليبيا".