أزمة الدولار.. كيف يتلاعب الإخوان بإقتصاد ليبيا لصالح تركيا وحزب الله؟
الجمعة 08/مايو/2020 - 12:28 ص
طباعة
علي رجب
باتت المتزقة السوريين في ليبيا يشكلون عامل ملفت في أزمة أسعار العملاتات الأجنبية وعلى رأسها الدولار الأمريكي التي تشهدها المصارف الليبية، خلال الأسابيع الماضية، والذي تجاوزت فيها العملية الأمريكية الستة دينار ليبي، لتشكل عبأ على القطاع المصرفي الليبي في ظل أزمة شح الدولار وتجارة الإخوان في العملية وتهريبها.
وكشف رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي البيضاء، رمزي رجب الآغا، عن دور المرتزقة السوريين في أزمة السيولة وارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازي، والذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان.
وقال الآغا، عبر حسابه على "فيسبوك" إن ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي والذي تجاوز الستة دينار هو نتيجة لارتفاع معدل الطلب في السوق الموازي من قبل منسقي كتائب المرتزقة السوريين لشراء العملة نقدا وذلك لسداد أجور المرتزقة والتي تبلغ ألفين دولار شهرياً.
أكد المسؤول المصرفي الليبي وقوف المرتزقة السوريين في ليبيا وراء ارتفاع أسعار العملة الأمريكية في السوق السوداء.
وتابع الآغا :" تعليمات من محافظ البنك المركزي التركي للصديق الكبير بعدم إمكانية استخدام الأرصدة الليبية المودعة بالبنوك التركية إلى حين انتهاء تسوية الديون الليبية والتي منها عمليات شراء الأسلحة و علاج الجرحى وتكاليف نقل المرتزقة وهناك احكام تعويضية صادرة من محاكم تركية لصالح شركات تركية كانت متعاقدة مع الدولة الليبية" .
ولفت المسؤول المصرفي الليبي بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي للدولة تركيا واحتمال انهيار كبير لليرة التركية،مضيفا :"علمًا بأن المركزي يمتلك احتياطات من النقد الأجنبي تتجاوز الثمانون مليار دولار تم تحويل جزء كبير منها في البنوك التركية في الفترة الماضية".
أزمة الدولار كشفت عن سيطرة الإخوان وتركيا على سوق الصرف البيبي، ونهب الاحتياطي الليبي من العملات الأجنبية لصالح نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث شهدت تركيا انهيار لليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي خلال الأشهر الماضية.
مخططات الإخوان لم تتوقف عند دعم الاقتصاد التركي، بل وصلت الى دعم حزب اللع اللبناني عبر الوديعة التى وضعها المصرف الليبى الخارجى فى أحد المصارف بلبنان، قال آغا، فى منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" فبراير الماضي: إن "الوديعة تجاوزت النصف مليار دولار. هل هى دعم للاقتصاد اللبنانى أم مجاملة لشخصية لبنانية أو عواطف متبادلة مع حزب الله؟".
وأعرب آغا، عن أمله من إدارة المصرف الليبى الخارجى تأكيد أو نفى هذه المعلومة.
ويسيطر تنظيم الإخوان في ليبيا على المصرف المركزي في طرابلس، والتي تخدمها العلاقة الوثيقة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بالجماعة، فحزب العدالة والبناء الذراع السياسي للإخوان معقله مصراته التي هي العاصمة الاقتصادية لليبيا ومصراته هي التي تقدم الحماية للسراج "فالمليشيات التي تحمي السراج تنحدر من مدينة مصراته" فهو موالي للإخوان وكذلك الحال بالنسبة للكبير فـ"المليشيات" التي تحمي طرابلس والمصرف المركزي تنحدر من تيار الإخوان ما يعني أن كلا من السراج والكبير يدينون بالولاء لتيار الإخوان ويمولون حزب العدالة والبناء وللإخوان الذين يحاربون في العاصمة طرابلس ويسيطرون عليها وعلى مؤسسات الدولة، وفقال لتصريحات صحفية لرئيس الغرفة الاقتصادية الليبية المصرية المشتركة وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية طبرق إبراهيم الجراري.
وأكد الجراري، لإحدي الصحف الليبية، أنه رغم احتدام الخلاف بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير فإن كلاهما يدين بالولاء لتيار الإخوان ويحتمي بتشكيلاته المسلحة مبينا أن كلاهما سيسقط بمجرد دخول الجيش الليبي للعاصمة طرابلس.
كما اتهم رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزى البيضاء، رمزى رجب الأغا، حكومة الوفاق بتسليم أموال الليبيين لجماعة الإخوان الإرهابية.
قال الأغا فى تصريحات صحفية، إن حكومة الوفاق تقوم بتسليم المؤسسات المالية لبعض القيادات المشبوهة بتنظيم الإخوان الإرهابى، موضحا أنه تم مؤخرا تكليف القيادى فى الجماعة ميلاد إبراهيم سالم الهويجى، مديرا لإدارة العمليات المصرفية بالمركزى.
وأضاف الأغا، أن المصرف المركزى بطرابلس يسيطر عليه أذرع جماعة الإخوان فى ليبيا، مؤكدا أن أموال ومدخرات الليبيين تذهب لتمويل المليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب، التى تستعين بهم حكومة الوفاق فى حربها.
فاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره في بريطانيا، بأن عدد "المرتزقة" المجندين من قبل تركيا للقتال في ليبيا ارتفع إلى نحو 11 ألف، بينهم 261 قتلوا في المعارك.
وقال المرصد إن دفعات جديدة تضم المئات من المقاتلين السوريين وصلت إلى ليبيا عبر تركيا، حيث ينتظر أن يقاتلوا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني ضد "الجيش الوطني الليبي"، بقيادة المشير خليفة حفتر.
ووفقا لإحصائيات المرصد، فإن تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 7850 "مرتزق"، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3000 مجند.
ودانت الأمم المتحدة في وقت سابق تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا، غير أنها لم تعلق بشكل مباشر على تقارير واتهامات تفيد بأن تركيا ترسل مقاتلين مرتبطين بـ"داعش" و"القاعدة" للعمل كمرتزقة في ليبيا.
وكشفت تقارير صحيفة ان المرتزقة السوريين وقعوا عقودًا مباشرة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في ليبيا، مدتها 6 أشهر مقابل 2000 دولار شهريًا، لافته إلى أن المقاتلين السوريين لم يوقعوا عقودًا مع تركيا لكنهم وعدوا بالحصول على الجنسية التركية والرعاية الصحية اللازمة من قبل تركيا لضحايا المعارك وأسرهم.