محاولات أردوغان الفاشلة .. لتحويل إبادة الأرمن لقضية صراع اسلامي مسيحي
الإثنين 11/مايو/2020 - 01:09 ص
طباعة
روبير الفارس
يعمل خليفة الإرهاب أردوغان من منطلق توجه حزب العدالة والتنمية علي السير في خطي جماعة الإخوان الإرهابية ومن منطلق دعم تنظيمات مثل جبهة النصرة وغيرها علي التلاعب السياسي بالدين لتحقيق مساحات من كسب التأييد الطائفي .مهما كانت الخسائر الاجتماعية لذلك يقوم بحملة ممنهجة عن طريق وسائل إعلامه والسوشيال ميديا لتصوير مطالبات الاعتراف بجريمة إبادة الأرمن بكونها قضية دينية وصراع بين الإسلام والمسيحية من منطلق خبيث يتيح له اضطهاد المسيحيين في تركيا الامر الذي أدركته الهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط فاصدارت بيانا ضد محاولات اسلمة قضية الابادة الارمينية كشفت فيه عن وجه أردوغان القبيح للتلاعب بالاديان وجاء في البيان
في الذكرى 105 للابادة الجماعية الارمنية التي ارتكبتها تركيا العثمانية بين الاعوام 1915-1923 بحق رعاياها الارمن في السلطنة العثمانية، طالعتنا مع الاسف بعض وسائل التواصل الاجتماعي المأجورة والتي تتوخى الشهرة الرخيصة باعتماد خطاب الكراهية والتحريض الديني بكم من الافتراءات والمغالطات التاريخية. لذا يهم الهيئة الوطنية الارمنية ان تؤكد التالي:
1-ان شرق الاناضول والذي كان يعرف بأرمينيا الغربية هو الموطن الاساسي للشعب الارمني، حيث كان يعيش ما يقارب مليونين و400 الف ارمني قبل العام 1915 وهي الغالبية العظمى للشعب الارمني، في حين كان يعيش في أرمينيا الشرقية (ما يعرف بجمهورية أرمينيا الحالية) ما يقارب ال 600 ألف ارمني. فمن أصل هذا العدد لم يبق في السلطنة العثمانية عام 1927 سوى 77 الف ارمني بحسب احصائيات بطريركية الأرمن في اسطنبول.
2-ان الابادة التي تمت عام 1915 بحق الرعايا الارمن في السلطنة العثمانية شكلت جزءا من سياسة ممنهجة اعتمدتها الدولة التركية ، سبقتها مجازر مخططة مركزية حصدت ما يقارب 300 ألف أرمني بين عامي 1894-1896 عرفت بالمجازر الحميدية.
3-ان قرار الابادة بحق الارمن اتخذ في العام 1910 وليس في العام 1915، خلآل المؤتمر العام لجمعية الاتخاد والترقي في سالونيكا حيث تم اقرار القضاء على الارمن باعتبارهم اعداء للامة ويجب التخلص منهم.
4-ان اظهار الابادة المرتكبة ضد الارمن في السلطنة العثمانية على انها صراع ديني بين الارمن والمسلمين الاتراك انما يخدم اهدافا اهمها تأجيج المشاعر الدينية واستخدامها لأغراض باتت مكشوفة منذ ان بدأت تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان تتعرض لضغط تلو الآخر في الداخل والخارج لاجباره على الاعتراف بالتاريخ التركي الاسود.
5-ان ما حصل في تلك الحقبة التاريخية لم تكن عمليات قتل بحق الارمن لآنهم مسيحيون، بل كان هدف جمعية الاتحاد والترقي التي وصلت الى السلطة عام 1913 هو القضاء على جميع المكونات العرقية غير التركية للسلطنة العثمانية والتي اعتبرتها السلطنة حجرعثرة امام اتمام مشروعها الطوراني وخلق الهوية التركية من دون المكونات الاخرى. فتركيا لم ترتكب مجازر بحق الارمن فقط بل ايضا بحق السريان والكلدان والاشوريين واليونانيين والعرب، وما المشانق التي علقت في بيروت ودمشق الا افضل برهان على ما نقول.
6-ان استقبال العشائرالعربية السورية في صحراء دير الزور والبلدان العربية الاخرى للارمن الهاربين من بطش الاتراك، يضحض فكرة الصراع الديني للابادة الجماعية الارمنية ويثبت فكرة ثقافة العنف لدى الاتراك التي لايزال العالم العربي يعاني منها حتى يومنا هذا.
7-ان مفهوم الابادة الذي ابتكر في العام 1948 لم يكن معروفا في تلك الفترة، ولكن رغم ذلك فان الاعمال الاجرامية التي اقترفت بحق الشعب الارمني كانت وبوضوح جرائم في القانون الدولي، وهذا ما اعترفت به كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا في البيان المشترك في 24 ايارعام 1915، حيث اكدوا جميعا ان مجازر الارمن في السلطنة العثمانية كانت جرلئم ضد الانسانية والحضارة وعلى السلطات التركية تحمل المسؤولية.
8-في تلك الفترة تم شجب جرائم جمعية الاتحاد والترقي ومواقف الكراهية المتأصلة في سياستها. وقد قدم العديد من الدبلوماسيين والقناصل والرحالة والاطباء والممرضين شهاداتهم على ذلك، وقاموا بتوثيق الفظائع التي اقترفت بحق الارمن. ويعتبر الوصف الذي اطلقه سفير الولايات المتحدة الاميركية في تركيا هنري مورغنتاو من أهم ما وصفت به تلك المجازرحيث قال في تقرير قدمه للرئيس الاميركي آنذاك وودرو ويلسون: " أنا متأكد من ان تاريخ الانسانية بأكمله لم يشهد مرحلة فظيعة مماثلة...". أضف الى ذلك المساعدات الاميركية التي قدمت للأبقاء على حياة الناجين ولم شمل العائلات المشردة وانقاذ عشرات الالاف من الاطفال اليتامى، وآخرها اعتراف الكونغرس الاميركي في خريف العام الماضي يالابادة الارمنية والطلب الى تركيا بالاعتراف بهذه الابادة.
9-ان الابادة الجماعية الارمنية لم تشمل العناصر البشرية فقط، بل تعدتها للقضاء على الممتلكات الثقافية وغيرها عبر مصادرتها أو هدمها للاوقاف التابعة للكنيسة الارمنية من اديرة ومدارس ومستشفيات ومن ثم تغيير معالم القرى الارمنية من خلآل اسكانها بعرقيات مختلفة وتغيير اسمائها من الارمنية الى التركية او محوها من على الخريطة التركية.
10-ان عمليات القتل والاغتصاب والسلب والدمار والتحريض الديني واجبار العديد من العائلات الارمنية على تغيير دينهم، انما هو جريمة اخلاقية وتاريخية وانسانية يجب ان تعاقب عليها تركيا.
11-ان كل ما سبق ذكره في هذا البيان ما هو الا جزء من الحقائق التاريخية الموثقة في ارشيفات الدول الكبرى التي اعترفت بالواقعة التاريخية للابادة منذ العام 1965 وقد بنت اعترافها على الوثائق الموجودة في ارشيفاتها.