صراع القبائل ضد مليشيا الملالي في اليمن

الإثنين 11/مايو/2020 - 12:32 ص
طباعة صراع القبائل  ضد روبير الفارس
 
ارتفعت وتيرة الصراع بين عدد من القبائل اليمنية ضد الجرائم المتكررة لمليشيا الحوثيين حيث 
أفادت مصادر محلية بمحافظة البيضاء،  أن المليشيا  أعدمت ثلاثة شبان ينتمون إلى مديرية قيفة.

وقالت المصادر إن المليشيا قتلت ثلاثة شبان؛ اثنين منهم من من ال الزوية في قيفة والثالث لم يتم التعرف عليه، وقامت برمي جثثهم في سائلة قرب قرية المنار.

وذكرت المصادر بأن طريقة قتل وتصفية الشبان الثلاثة تمت بنفس طريقة قتل مشائخ ال عمر الذين اختطفتهم المليشيا من منازلهم ثم قتلهم ورميهم في السائلة.

وأعادت الجريمة إلى أذهان أبناء محافظة البيضاء الجريمة التي ارتكبتها المليشيا في يوليو 2016 بقيامها بإعدام أربعة من مشايخ قبيلة ال عمر بمديرية ذي ناعم بطريقة وحشية.

وكانت عناصر من المليشيا الحوثية أقدمت في نهاية يوليو 2016 بدعوة كلا من الشيخ أحمد صالح العمري ونجله الشيخ صالح أحمد صالح العمري والشيخ محمد احمد العمري، والشيخ صالح سالم بنه من منازلهم في مديرية “ذي ناعم” بحجة التفاوض معهم حول تأمين الطريق العام.

وبعد ثلاثة أيام عثر أحد رعاة الغنم على جثامين المشائخ الأربعة في أحد مجاري السيل بأحد الوديان بمديرية الملاجم، بعد أن تم تصفيتهم وإعدامهم من قبل المليشيا من مسافة صفر بطريقة بشعة.

وأعدمت المليشيا بطريقة وحشية، الشيخ عبدالله احمد عبدالله المرزوقي، أحد مشايخ ووجهاء قبيلة آل مرزوق، أحد الوجاهات القبلية في محافظة البيضاء، بعد ساعات من اختطافه من أمام منزله واقتياده إلى أحد مواقعها في منطقة طحيلة بمديرية مكيراس، منتصف أبريل الماضي.

وقالت المصادر أن دوي انفجار سمع في المنطقة بعد ساعات من اختطاف الشيخ القبلي، وعلى الفور هرع الأهالي إلى المكان ليتفاجئوا بالشيخ مرميا على الارض وهو مضرجاً بدمه بعد أن تمت تصفيته من قبل المليشيا عبر تفجير عبوة ناسفة، مزقت جسده. وقد تصاعدت حدة التوتر بين قبائل البيضاء والحوثيين والاخيرة تستبق المعركة بهذا الامر حيث
تواصل،توافد مشائخ ومسلحي القبائل إلى مديرية ردمان، معقل “قبيلة آل عواض”، في محافظة البيضاء، تلبية لـ “النَّكف القبلي”، الذي دعا له الشيخ ياسر العواضي، لمواجهة تعنت مليشيا الحوثي الانقلابية، والثأر لمقتل “الشهيدة جهاد الأصبحي”، التي قُتِلَت داخل منزلها برصاص مسلحين حوثيين اقتحموا المنزل ونهبوا ما فيه، بعد أن قتلوها.

كما تصاعدت،  حدة التوتر بين قبائل البيضاء ومليشيا الحوثي، منذ تفجر الأزمة بين الطرفين، نهاية الشهر المنصرم، عقب إعلان الشيخ ياسر العواضي “النَّكَف القبلي”، بعد أن لجأ إليه أهل “الشهيدة جهاد” طالبين النصرة منه.

  ومع توافد مشائخ القبائل من البيضاء ومأرب وشبوة، بصحبة المئات من المسلحين، أقدمت مليشيا الحوثي،  على قطع خدمتي الاتصالات والإنترنت لكافة الشبكات، وعلى كافة مناطق “آل عواض” في البيضاء، ومناطق “قبائل مراد”، في محافظة مأرب، المحادّة لها.

في غضون ذلك، قالت مصادر قبلية مطلعة في البيضاء  إن الشيخ طارق موسى بن طالب العزاني، أحد أبرز مشائخ “آل عزان”، في البيضاء، وصل، ، إلى “آل عواض” برفقة المئات من المسلحين من “قبيلة آل يحيى”، تلبية لدعوة الشيخ العواضي.

وذكرت المصادر أن الشيخ طارق العزاني يُعَدَّ من أهم الوجاهات والمشائخ في “آل عزان”، وصاحب خبرة قتالية كبيرة، وأحد خريجي الكلية الحربية.

وأفادت المصادر أن المئات من المقاتلين القبليين من “آل شن”، و “آل الفقراء”، الذين ينتمون لـ “قبائل مراد”، مأرب، وآخرين من قبائل شبوة وأبين، وصلوا،  إلى “آل عواض”، تلبية لـ “النَّكف القبلي”، ومساندة قبائل البيضاء في حربها المرتقبة مع مليشيا الحوثي.

وخلال الفترة الماضية، أوفدت مليشيا الحوثي، عقب توتر الوضع، وتصدر الشيخ ياسر العواضي للمشهد في البيضاء، العديد من الوسطاء المحليين إلى “العواضي”، بهدف نزع فتيل التوتر؛ إلا أن المليشيا رفضت تلبية الشرطين الذين طرحهما “العواضي”: تسليم قتلة “الشهيدة جهاد” إلى القضاء، وتغيير “مشرفيها الظلمة” العاملين في البيضاء.

وتدخلت سلطنة عُمان بوساطة عند “العواضي”، بهدف نزع فتيل التوتر، إلى أن وساطتها فشلت أيضاً، بسبب تعنت مليشيا الحوثي، ومحاولتها القفز على مطالب قبائل البيضاء المتمثلة بتسليم القتلة، ورفع “المشرفين الظلمة” من المحافظة.

وبالتزامن مع الوساطات، التي بعثت بها إلى “آل عواض”، دفعت المليشيا بتعزيزات قتالية كبيرة إلى البيضاء، من عدة مناطق مجاورة لها، استعداداً للمواجهة المرتقبة مع القبائل؛ كان أخرها وصول ثلاث عربات ((BMB القتالية، ، إلى منطقة “عفار”، في “السوادية”، مع تعزيزات أخرى، تعبيرا عن خوف وقلق من تحالف القبائل ضد المليشيا

وأفادت المصادر ذاتها، أن المليشيا عقدت،  اجتماعاً لعدد من المشائخ الموالين لها في منطقة “بيت الهياشي”، في “قيفة رداع”، خُصِّص لمناقشة التوتر مع قبائل “آل عواض”؛ في محاولة من المليشيا إلى تحويل الحرب مع قبائل البيضاء إلى صراع بين “آل عواض” و”قيفة رداع”. أي صراع بين القبائل بطريقة فرق تسد

وكانت المليشيا الحوثية قد عقدت،  اجتماعاً مماثلاً في مدينة رداع، خرج ببيان نُشِرَ في عدد من المواقع الإعلامية الموالية لها، وصف جريمة قتل “الشهيدة جهاد” في مديرية “الطَّفَّة” بـ “الحادث العرضي”.

البيان، شَنَّ هجوماً على الشيخ ياسر العواضي، وقال إن ما يقوم به “استثمار سياسي”. وطالب البيان مليشيا الحوثي ببسط نفوذها على مديرية ردمان “الخارجة عن سلطة الدولة منذ بداية العدوان”.

وتوعد البيان الشيخ ياسر العواضي بالتعامل معه “مثله مثل مرتزقه العدوان، إذا لم يعد إلى جادة الصواب”.

وتشترط قبائل البيضاء تسليم مشرف الحوثي على محافظة البيضاء، حمود شتان، وقائد الحملة الحوثية التي خرجت إلى منزل الشهيدة جهاد الأصبحي، ويتم إعدامهما في المنزل ذاته الذي ارتكبت الجريمة فيه، ثم تقوم المليشيا بمنح قبائل البيضاء تحكيماً مطلقاً للحكم بما يريدونه منها، جراء جريمة العيب الذي تمثل في قتل “جهاد” داخل منزلها، دون مراعاة لحرمات النساء والبيوت.

وكان مسلحو الحوثي هاجموا، في 27 أبريل المنصرم، منزل الشهيدة جهاد، في مديرية “الطَّفة”، وقتلوها فيه، بشكل مباشر ومن مسافة قريبة، ونهبوا ذهبها، ومبلغاً مالياً كان لديها، وكل ما في منزلها.

وبسبب الجريمة، توجهت أسرتها، وزوجها، إلى الشيخ ياسر العواضي، شيخ قبيلة “آل عواض”، وطلبوا منه النصرة، فأعلن على إثر ذلك، النكف القبلي، وطلب من كل أبناء البيضاء الاستعداد لقتال مليشيا الحوثي.

وأعلنت قبائل من البيضاء ومأرب تلبية دعوة النكف حينها، وتوجه مئات من مسلحي القبائل إلى معقل العواضي لمساندته في قتال المليشيا الحوثية، التي حشدت مئات من مقاتليها من رداع وذمار وإب إلى البيضاء استعداداً لمهاجمة القبائل.

ولازال الشيخ ياسر العواضي، وهو شيخ “آل عواض”، يتدارس الوضع مع زعماء القبائل الذين يتوافدون إليه للخروج بموقف موحد يجمع عليه كل أبناء البيضاء.

وقال الشيخ العواضي أثناء استقباله،  للشيخ خالد أحمد عبد ربه العواضي، الذي قدم إلى المنطقة بصحبة المئات من أتباعه، إن لديه ما يقارب من 4000 مقاتل، وأن هدفه ليس سياسياً وإنما “الانتصار للشرف والعرض والكرامة”.

وأشار في مقطع فيديو وثق لحظة الاستقبال، وتداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن مليشيا الحوثي ارتكبت الكثير من الجرائم بحق المواطنين في البيضاء، وأن مقتل الشهيدة جهاد كان الشرارة التي أشعلت الوضع.
فهل تنهي القبائل ظلم مليشيا الخراب في اليمن ؟

شارك