أفغانستان والمعادلة الصعبة بسبب الاتفاق الأمريكي

الأحد 10/مايو/2020 - 10:17 م
طباعة أفغانستان والمعادلة حسام الحداد
 
قالت وزارة الداخلية الأفغانية، الأحد 10 مايو 2020، إن القوات الخاصة قتلت 11 مسلحًا من طالبان، وأصابت أربعة آخرين في مداهمة في إقليم لوجار بوسط أفغانستان.
ونقلت وكالة أنباء "خامة برس" الأفغانية في نسختها باللغة الإنجليزية عن القيادة العامة لوحدة القوات الخاصة قولها إن الوحدة قتلت 11 مسلحًا في منطقة محمد أغا بقرية كولي.
وأضاف البيان أن القوات تمكنت من إصابة أربعة مسلحين آخرين في نفس الغارة.
وفي سياق متصل ذكرت وزارة الشؤون الداخلية الأفغانية الأحد 10 مايو 2020، أن قائدا سابقا بالشرطة انشق لكي ينضم إلى حركة طالبان في إقليم فرح غرب أفغانستان.
وقالت الوزارة إن الميجور جنرال، عبد الجليل باختوار، الذي كان يشغل منصب قائد شرطة إقليم فرح في الفترة من عام 2002 حتى عام 2004، انضم إلى مسلحي طالبان، حسب الوزارة، معربة عن أسفها أن ينضم "جنرال متقاعد إلى معارضي السلام للشعب الأفغاني".
ولم تكشف الوزارة عن مزيد من التفاصيل، رغم أن العضو بالمجلس الإقليمي، داد الله قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن باختوار انضم إلى المسلحين في منطقة بالا بولوك بالإقليم، الذي كان يخضع لسيطرة طالبان طيلة سنوات.
وأكدت طالبان لـ(د.ب.أ) أن باختوار انضم إليهم إلى جانب عدد من رفاقه وتم استقبالهم بحفاوة.
ويشغل مسعود، نجل باختوار، حاليا منصب نائب حاكم إقليم فرح.
وفي حديثه إلى (د.ب.أ)، رفض مسعود باختوار بشدة أن يكون والده قد انشق وانضم إلى طالبان، موضحا أن قائد الشرطة السابق شخصية نافذة في المنطقة وكان فقط يزور أشخاصا هناك.
وفي وقت سابق وحسب الاتفاقية المبرمة بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، أطلقت حركة طالبان سراح مجموعة أخرى تضم 28 من سجناء القوات الحكومية في إقليم هيرات غرب أفغانستان في وقت متأخر من يوم السبت 9 مايو 2020، طبقا لما ذكره سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة.
وأضاف شاهين أنه حتى الآن، أطلقت طالبان سراح 148 من سجناء القوات الأفغانية، حسب ما ذكرته قناة "طلوع نيوز" التلفزيونية الأفغانية.
وقال جاويد فيصل، المتحدث باسم مكتب مجلس الأمن القومي أمس السبت أن الحكومة الأفغانية أطلقت سراح ألف من سجناء طالبان و"الآن جاء دور طالبان للإسراع في إطلاق سراح سجناء قوات الأمن الوطني الأفغانية والكف عن "قتل الأفغان" وبدء مفاوضات مباشرة قريبا.
وأضاف فيصل أن الحكومة أطلقت سراح السجناء "لمواجهة مرض كوفيد-19 والمضي قدما في السلام وتعهد هؤلاء الذين تم إطلاق سراحهم بالتزام السلم" وذلك في حديثه لطالبان.
وتابع "التأجيل لم يعد مبررا".
وأوضح مجلس الأمن القومي أن طالبان ستطلق سراح 500 آخرين في الأيام المقبلة.
ويقضي اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان تم توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة، أواخر فبراير الماضي، بالإفراج عن 5 آلاف من مسلحي طالبان مقابل ألف من سجناء موالين للحكومة تحتجزهم الحركة.
وقالت الحكومة الأفغانية إنها سوف تفرج عن 1500 سجين من طالبان قبل بدء مفاوضات السلام مع الحركة، والتي كانت مقررة في الأصل يوم 10 مارس الماضي، ولكن طالبان كانت تصر على إطلاق سراح الخمسة آلاف سجين قبل إجراء أي مفاوضات .
وطالبت الحركة بالإفراج عن قادتها الـ 15 في المراحل الأولى، ولكن الحكومة رفضت ذلك .
وكان قد أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الثلاثاء 5 مايو 2020، أن حركة طالبان الأفغانية لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق جرى توقيعه هذا العام، وسط دلائل على أن الاتفاق الهش يتعرض لضغوط بسبب مأزق سياسي وتزايد عنف طالبان، حسبما ذكرت رويترز.
وقال إسبر للصحفيين، عندما سئل عما إذا كانت طالبان تفي بالتزاماتها، "لا أعتقد أنهم كذلك"، مضيفا، أنه يعتقد أن الحكومة الأفغانية لا تفي أيضا بالتزاماتها. ولم تكن الحكومة الأفغانية طرفا في الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، متابعا، أن الحكومة الأفغانية وطالبان "بحاجة إلى أن ينخرطا معا ويحرزا تقدما وفقا للبنود الموضوعة".
ووفقا لبيانات اطلعت عليها رويترز، شنت طالبان ما يزيد على 4500 هجوم خلال 45 يوما منذ توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة يمهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وبعد محادثات مطولة خلف أبواب مغلقة، وقعت طالبان وواشنطن اتفاقا في فبراير الماضي، للحد من العنف والتحرك نحو إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، لكن هجمات الحركة زادت منذ ذلك الحين.

شارك