صفقة " سيلفيا رومانو" تفضح دعم تركيا للجماعات الارهابية في الصومال
فتح تحرير
الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو من حركة الشباب الإرهابية في الصومال، التساؤلات
حول علاقة الاستخبارات التركية بالجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وتمويل
تركيا للارهاب عبر سياسة تحرير الرهائن، والتي اتبعتها قطر في تمويل جبهة النصرة في
سوريا.
وقد كشفت
جريدة “Giornale di Puglia” الإيطالية عن فدية مالية قدرها 3 ملايين دولار
تم دفعها إلى حركة الشباب مقابل الإفراج عن العاملة الإغاثية سيلفيا رومانو التي ظلت
محتجزة لدى الحركة 18 شهرا.
الفدية
الم
فوعة
لحركة الشباب الارهابية، وكذلك لعب الاستخبارات التركية دوار كبيرا في عملية تحرير
عاملة الاغاثة الإيطالية سيلفيا رومانو، من حركة الشباب الارهابية، أدة إلى تساؤل القوى
السياسية الإيطالية عن علاقة تركيا بالجماعات الارهابية.
وقد طالب
حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المعارض الحكومة الإيطالية، بتحديد علاقتها مع
تركيا إثر مشاركة جهاز استخباراتها في عملية تحرير المتطوعة سيلفيا رومانو، في الصومال.
وقال
مسؤول الشؤون الخارجية بالحزب، كارلو فيدانزا، في تصريحات صحفية"هناك العديد من
مناطق الظل، بدءا من مسؤولية أولئك الذين أرسلوا سيلفيا رومانو للعمل في تلك المنطقة
(في دولة كينيا) بدون توفر أدنى مستوى من الأمن.
وها هي
إيطاليا تجد نفسها مضطرة لدفع فدية كبيرة لمليشيات حركة الشباب الإسلامية والاعتماد
بشكل كامل على وساطة تركيا".
وتابع
فيدانزا: "على الحكومة أن توضح أين وكيف تغيرت علاقتنا مع تركيا بعد إطلاق سراح
سيلفيا رومانو".
من جانبه،
قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو تعليقا على الجدل الدائر حول إطلاق سراح
المتطوعة واتهامات للحكومة بدفع فدية: "بفضل جهود النساء والرجال في الدولة أعيدت
سيلفيا إلى إيطاليا. وهذا هو الشيء الوحيد المهم".
وأعلنت
تركيا أمس الأحد، أن استخباراتها تمكنت بعد تلقي طلب روما، من تحرير المواطنة الإيطالية،
التي تم اختطافها في كينيا عام 2018 ونقلت لاحقا إلى الصومال.
الجدير
بالذكر أن حركة الشباب ما تزال تحتجز رهائن أجانب من كوبا وألمانيا وإيران، وقد حصلت
مرارا على مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن المعتقلين الأجانب لديها.
ترتبط
تركيا بعلاقات قوية مع النظام الصومالي والذي يديره من خلف الستار رجل قطر فهد ياسين
مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، والذي اتهم من قبل جنرالات ومسؤلين
سابقين في وكالة الاستخبارات الصومالية بوجود علاقة تربط "ياسين" بـحركة
الشباب الاهاربية.
ويعتبر
المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في
الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.
كذلك
كشفت التقارير الإعلامية عن معلومات تورط ياسين
في مخطط تخريبي قطرـ تركي ـ إيراني، يهدف لتأسيس حركة مسلحة تتبع فرع تنظيم الإخوان
الإرهابي، ويسير على خطى حركتي حماس وميليشيا حزب الله.
وقالت
صحيفة "سونا تايمز" الصومالية ، في يناير 2018، إن اجتماعاً سرياً عقد مؤخراً
في تركيا شارك فيها ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية
بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي هو فهد ياسين المقرب من الإخواني الهارب
يوسف القرضاوي، وذلك بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال تمضي على درب حزب الله وحركة
حماس الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة استخبارات غربية كشفت عن
هذا الاجتماع وأبلغت دبلوماسيين غربيين بتفاصيل الاجتماع الذي جرى خلاله أيضاً تكليف
فهد ياسين، بالعمل على زعزعة "الاستقرار السياسي" للحكومات المحلية في بعض
أقاليم الصومال، وهي تلك التي تتخذ موقفاً مناوئاً للنظام القطري ولسياساته المُزعزعة
للاستقرار والراعية للإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط. كما شملت هذه التكليفات
السعي إلى دق "إسفين" بين الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو من جهة ودول
تناوئ السياسات القطرية التخريبية مثل السعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى.
وأوضحت
"سونا تايمز" أن "ياسين" أصبح همزة الوصل وجسر التواصل بين قطر
والجماعات المسلحة والإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، مضيفًا
أن النظام القطري جعل من "ياسين" العين القطرية على الجماعات والقوى والعشائر
في الصومال.
الافراج
عن" سيلفيا رومانو" يشيرى الى دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية في الصومال.
فقد ذكر موقع “نورديك مونيتور”، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع
الحركات المتطرفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الاستخبارات
التركية إلى ” حركة الشباب الصومالية”، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف
الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن الحكومة التركية أوقفت
التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون
الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.
وقد تم
هذا التحويل عبر المواطن التركي إبراهيم سين، الذي اعتقل في باكستان لصلته بتنظيم القاعدة
واحتجز في سجن “جوانتانامو” الأمريكي حتى عام 2005، قبل أن يقرر مسؤولون أمريكيون تسليمه
إلى تركيا.
وبالنظر
إلى أهداف تركيا من دعم الإرهاب في الصومال، نجد أن هناك عدد من الدوافع؛ يتعلق أولها
باستخدام التنظيمات الإرهابية كورقة ضغط على الحكومة الصومالية والقوى الدولية الفاعلة
في الصومال. ويتصل ثانيها بالرغبة في جعل الصومال ساحة لتسويق السلاح التركي. وينصرف
ثالثها بالعمل على استغلال مقدرات الدولة الصومالية، إذ إن هناك تقديرات تفيد بوجود
مخزون هائل من النفط والغاز في المياه الإقليمية للصومال.