المنشق عن الحركة الإرهابية.. ما تأثير استمرار اعتقال مختار روبو على محاربة حركة الشباب؟
اعلنت الحكومة
الصومالي الفيدرالية التي سيطر عليها رئيس وكالة الاستخبارات والامن القويم
الصومالي فهد ياسين، مراسل قناة الجزيرة السابق، عن الاتهامات التي تتعلق
بالقيادي المنشق عن حركة الشباب المتشددة
" مختار روبو" المعروف
بـ"أبو منصور" بعد أكثر من عامين من اعتقاله.
واعتقلت السلطات
الصومالية، مختار روبو في ديسمبر 2018 ، قبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية في
ولاية جنوب غرب الصومال، والتي كان فيها مرشحًا مؤثرًا.
وأثار اعتقاله أعمال
شغب في في مدينة بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال، مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا
بين المدنيين والمتظاهرين الموالين لمختار روبو.
لماذا اعتقل "أبو منصور"؟
عندما تم القبض على
مختار روبو ، قالت الحكومة الصومالية إنه تم القبض عليه لأنه لم يستوف الشروط المحددة
لاستسلامه ، وبالتالي لا يمكن الوثوق به.
واتهم مسؤولون بالحكومة
الصومالية روبو ، الرجل الثاني في قيادة حركة الشباب ، بنقل أسلحة وقوات إلى بيدوا.
لكن جماعة أبو منصور نفت هذه المزاعم.
وقالت الحكومة الفيدرالية
إن سبب منعه من خوض انتخابات جنوب غرب البلاد هو العقوبات الدولية التي لم يتم رفعها.
كذلك اتهمت الحكومة
الصومالية مختار روبو بتدبير أنشطة انعدام الأمن في بيدوا. هذا ادعاء نفاه فريق حملته
الانتخابية في ذلك الوقت.
ماهو تأثير اعتقال روبو؟
ويرى مراقبون ان استمرار اعتقال "أبو منصور" يؤثر على أعضاء حركة الشباب الذين يريدون الاستسلام للحكومة الفيدالية والانشقاق عن الحركة المتطرفة.
وقال الرئيس الصومالي
السابق حسن شيخ محمود، في تصريحاته صحيفة عند سؤاله عن اعتقال مختار روبو ، إنه ينبغي الترحيب بتشجيع
المنشقين عن حركة الشباب وتشجيعهم.
ولفت إلى أن استمرار اعتقال "روبو" يؤثر على قدرة الدولة الصومالية على مواجهة خزان المجندين لحركة الشباب المتشدةة، بتراجع من يفكر في الانشقاق عن الحركة والاستسلام للحكومة، والبقاء تحت مظلة الحركة المتشددة بما يعني مزيدا من المحاسب للجماعة التي تهدد استقرار الصومال.
من هو مختار روبو؟
الشيخ مختار روبو
هو أحد مؤسسي حركة الشباب التي تقاتل في الصومال منذ أكثر من 10 سنوات، ولد
في 10 أكتوبر عام 1969، بمدينة "حدر" التابعة لإقليم "بكول"، ودرس
في إحدى المدارس القرآنية المحلية الموجودة بالإقليم، ثم تابع تعليمه الديني في مساجد
العاصمة مقديشو، كما درس الشريعة الإسلامية عام 1990 في جامعة "الخرطوم"
بالسودان، ثم عاد إلى مقديشو من جديد، وعمل
في مجال التدريس، وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، سافر إلى أفغانستان
وانضم لمعسكرات تدريب تنظيم "القاعدة".
وبعد عودته إلى
الصومال عام 2000، عمل نائبًا لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية في ذاك الوقت، ثم أصبح أبو منصور روبو أحد أبرز قادة حركة
الشباب بعد طرد اتحاد المحاكم الإسلامية من مقديشو في أواخر عام 2006.
وأصبح المتحدث باسم
حركة الشباب ونائبها عام 2007 ، تحدث في الساحات العامة وفي وسائل الإعلام.
لكن كان يُنظر إلى
روبو على أنه أكثر تساهلاً من الناحية الأيديولوجية مع قادة حركة الشباب المتشدد الآخرين
، وأكثر وطنية ، وفقًا لأشخاص مقربين منه.
وفي بداية عام 2010 حدثت بين "روبو"، وقادة حركة الشباب، خلافات فكرية
كبيرة بسبب الرؤى السياسية المختلفة لكليهما، وخلال تلك الفترة كان "روبو"
نائبًا لأمير الحركة "أحمد عبدي غودني" الذي اغتيل في مقر قيادته مطلع سبتمبر
2014 جراء غارة جوية أمريكية.
واختلف "غودني"، مع نائبه، وقبل مقتل الأول بأيام أقال "روبو"،
وعُيِّن بديلًا له "على طيري"، وذلك بحسب بيان نشرته القوات التابعة للاتحاد
الأفريقي في ذلك الوقت.
ويقال أيضًا إن روبو
حضر مؤتمرًا في أسمرة جمع سياسيين بينهم الشيخ شريف شيخ أحمد والشريف حسن شيخ عدن ،
الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للبلاد.
وفي 9 أغسطس 2017، دارت بين "روبو" والموالين له، وبين عناصر حركة
الشباب، معارك دامية استمرت ليومين في مسقط رأسه "باكول"، وحينها استطاع
أن يتصدى لهجمات الحركة، وعقب انتهاء المعارك وصل إلى مقديشو بطائرة أقلته برفقة مجموعة
من وزراء الحكومة الصومالية.