طالبان تتقدم وغني في واشنطن.. مستقبل غامض يحيط بأفغانستان
مع اجتماع مرتقب للرئيس الأفغاني أشرف غني مع نظيره
الأمريكي أشرف غني، في واشنطن لبحث مستقبل البلاد بعد خروج القوات الأمريكية من
أفغانستان، وتصعيد حركة طالبان المتشددة لعملياتها العسكرية والتوسع بالسيطرة على
مدن جديدة.
وتحاصر حركة
طالبان مدينة «بل خمري» لولاية بغلان في شمال أفغانستان منذ عدة أيام،
بعد سقوط مناطق خنجان وتاله وبرفاق في ولاية
بغلان في أيدي مقاتلي الحركة المتشددة.
واستمر القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان حول مدينة ، حيث سيطرت
طالبان على ثاني منطقة أمنية بالمدينة الليلة الماضية.
وقال مراسل شبكة «طلوع نيوز» الأفغانية، شريف أميري، إن طالبان شددت حصارها
على المدينة بعد أن أطاحت القوات الحكومية بالمنطقة الأمنية الثانية التابعة للحكومة.
وقالت قوات الشرطة الخاصة والمغاوير على الخطوط الأمامية إنها صدت عدة هجمات
لطالبان الليلة الماضية لدخول منطقة.
وقال شرشاه وهو ضابط في القوات الخاصة بالشرطة «الشرفاء في بغلان واثقون.. نحن
مستعدون للدفاع بأي ثمن ، سندافع عنك».
كما أصيب مدنيون في قتال الليلة الماضية. وأصيب عدد من هؤلاء المدنيين في الاشتباكات
وأضرمت النيران في منازلهم.
اشتد القتال في أفغانستان، حيث سقط ما لا يقل عن 70 مقاطعة في يد طالبان في
الشهرين الماضيين. وشنت حركة طالبان مؤخرًا هجمات على عدة مدن في شمال البلاد.
وكما يتضح من العديد من الهجمات البارزة التي وقعت مؤخرا، بما في ذلك تفجير
مدرسة للبنات في كابول أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وجرح نحو 150 آخرين، يمكن
للإرهابيين والمتمردين شن ضربات تستهدف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، دون تحسب
للعواقب في جميع أنحاء البلاد.
وكانت طالبان قد نفت مسؤوليتها عن الهجوم، كما أن الهدف نفسه، وهو مدرسة في
منطقة تضم أعدادا كبيرة من الهزارة، وهي أقلية عرقية في أفغانستان، يشير بأصابع الاتهام
إلى تنظيم ولاية خراسان التابع لداعش، الذي يهاجم في كثير من الأحيان على أسس طائفية.
إن استهداف النساء والأقليات العرقية هو بمثابة نذير للمستقبل الذي ينتظر أفغانستان
إذا تمكنت طالبان من السيطرة على البلاد، مما يؤكد المخاوف الواسعة النطاق من أن انسحاب
الولايات المتحدة الكلي سيؤدي إلى عكس مسار المكاسب التي تحققت في مجال حقوق المرأة
وحصولها على التعليم والعمل ومشاركتها في الحياة العامة والسياسية، وإن كانت هذه المكاسب
لا تزال متواضعة. ولعل هذا من أخطر العواقب المدمرة والمرعبة المرتبطة بالانسحاب الأمريكي.
وفضلا عن ذلك، فإن الانسحاب سيزيد من تقويض الثقة في الولايات المتحدة نظرا
للخطاب القوي السابق بشأن حقوق الإنسان، الذي كان الرئيس بايدن يسعى إلى إعادة تأكيده.
ومع تقدم طالبان، وصل الرئيس
أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية عبد الله
عبد الله، المسؤول عن المفاوضات المتوقفة مع حركة طالبان بشأن اتفاق لتقاسم السلطة،
إلى العاصمة واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الخميس، إن «هذه الزيارة
هي الأولى بشأن التزامنا المستمر ودعمنا للشعب الأفغاني ولقوات الدفاع والأمن الوطنية
الأفغانية»، وفق ما أوردته وكالة «فرانس برس».
كان من المفترض تشكيل المجلس الأعلى للدولة في أفغانستان، الذي يشكل تشكيله
أحد بنود الاتفاق السياسي لتأسيس الحكومة الحالية وتقسيم السلطة بين الرئيس غني وعبد
الله عبد الله ، قبل أشهر. لكن هذا المجلس لم يتم إنشاؤه بعد.
ومن المتوقّع أن تتطرّق المحادثات بين الطرفين إلى مصير نحو 18 ألف أفغاني عملوا
لدى القوات الأمريكية، يأمل بعضهم بالحصول على تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة، خشية
التعرض لأعمال انتقامية من حركة طالبان، حال عادت الحركة إلى الحكم في كابول.
ولا تحبذ إدارة بايدن نقلهم راهناً، وتفضل إعطاءهم تأشيرات خاصة، رغم أن البنتاغون
أعلن منذ أسابيع أنه بدأ تحضيرات لعملية إجلاء كبيرة.
محادثات الجانبين ستتطرق أيضاً إلى ملف ضمان أمن مطار كابول، وقال جون كيربي
المتحدث باسم البنتاجون، إن «أحد الأشياء التي سنتحدث عنها بالتأكيد مع الرئيس غني
هو الشكل الذي سيبدو عليه الالتزام الدائم للولايات المتحدة تجاه حكومته».
ومن المتوقع أن يعيد بايدن التأكيد على مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية
للبلاد، كما ستوفر واشنطن 3 ملايين جرعة من لقاح "«جونسون آند جونسون» المضاد
لفيروس كورونا لأفغانستان، ليتم شحنها في أقرب وقت الأسبوع المقبل، وفقاً لبيير.
من جانبه أعرب الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي عن قلقه إزاء التصعيد غير
المسبوق للقتال بين طالبان وقوات الأمن الحكوممية، قائلاً إن تصاعد العنف يدمر البنية
التحتية الوطنية والأصول الأفغانية.
وفي حديثه في قمة موسكو الأمنية التاسعة، يوم الأربعاء ، دعا الرئيس السابق
دول المنطقة إلى العمل معًا من أجل السلام في أفغانستان والاستقرار في المنطقة.
ومضى كرزاي يقول إنه على الرغم من أن
الولايات المتحدة كانت تعمل من أجل السلام في أفغانستان لمدة ثلاث سنوات ، إلا أن النتيجة
كانت مخالفة للاعتقاد السائد: «قبل ثلاث سنوات ، بدأت الولايات المتحدة عملية سلام
لأفغانستان والشعب أيد هذه العملية. لأن رغبة غالبية الناس هي السلام».
وأضاف السيد كرزاي: «هذه العملية تم دعمها بالكامل وكان من المأمول أن تسفر
المفاوضات عن نتائج فورية ، ولكن منذ ثلاث سنوات الآن ، استمرت المفاوضات ويمكن أن
نرى أن الوضع الأمني يتدهور ويزداد عدد الضحايا ويرتفع منسوب اليأس لدى الشعب
الافغاني».
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الروسي
إنه مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ستبدأ الحروب الأهلية في هذا البلد.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن «الوضع في أفغانستان يحتاج إلى اهتمام
خاص، يجب على دول المنطقة والمجتمع الدولي الاعتراف بأنه بعد عشرين عامًا من وجودهم
في أفغانستان ، فشلت الدول الغربية في تحقيق استقرار الوضع في أفغانستان وإقامة هياكل
عامة مستقرة».
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه بناءً على تقييمات استخباراتية
أمريكية جديدة ، فإن الحكومة الأفغانية تنهار بعد ستة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية
، وأن المخاوف قد أثيرت منذ أن سيطرت طالبان على العديد من المناطق والعديد من المدينة
محاصرة.