"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 26/يونيو/2021 - 12:22 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 26 يونيو 2021.

«التحالف» يعترض مسيرة «حوثية» مفخخة تستهدف خميس مشيط

أعلنت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مساء أمس الأول، اعتراض وتدمير طائرة مفخخة من دون طيار أطلقتها ميليشيات «الحوثي» الإرهابية باتجاه خميس مشيط جنوبي السعودية.
وقال التحالف، في بيان: إنه يتخذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والأعيان المدنية من المحاولات العدائية، والتعامل مع التهديد الوشيك، مع استمرار الميليشيات «الحوثية» الإرهابية بمحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية.

ميليشيا الحوثي تكثّف حملات تجنيد الأطفال ونشر التطرّف

في اتجاهين متوازيين، كثّفت ميليشيا الحوثي، حملات تجنيد الأطفال، إذ أغلقت أبواب مصادر الزرق، بما ترك من باب الالتحاق بجبهات القتال، منفذاً وحيداً للحصول على مصدر دخل يعيل الأسر، بعدما أوقفت رواتب مئات آلاف الموظفين، واحتكار التجارة وفرض الجبايات على أصحاب المحلات والمهن.

ومع دخول حملة تجنيد طلاب المدارس شهرها الثاني في مناطق سيطرة الميليشيا، أمر الزعيم الحوثي، قادة الميليشيا في المحافظات بالنزول المباشر إلى المراكز والمدارس والمساجد لمتابعة التعبئة المتطرفة، والإسراع في فرز المجاميع الجاهزة للدخول في مرحلة التدريب على استعمال الأسلحة، ومراقبة المساجد التي لا يلتزم القائمون عليها بالنهج الطائفي الذي عممت تدريسه في كل مراكز التجنيد التي فتحتها تحت مسمى المراكز الصيفية.

ووجّه قادة الميليشيا ومشرفيها في صنعاء بإغلاق عدد من مدارس تحفيظ القرآن، وتغيير القائمين على بعض المساجد، فضلاً عن توقيف عشرات الطلاب الذين يتلقون فيها مواد دينية ولغوية لا تتفق والنهج الطائفي، بدعوى أنّ هذه المدارس والمراكز تخالف النهج الذي أقرته، بعدما وجدت أنّ الكثير من الأسر ترسل أبناءها لهذه المراكز هرباً من الفكر المتطرف وتفادياً لإلحاقهم بجبهات القتال.

تضييق
 
وكشف سكان في صنعاء، إغلاق الميليشيا البرنامج الصيفي في مركز معاذ بن جبل في منطقة جدر وجامع الفرقان، والسنة والصديق والتوحيد في سعوان، والبشائر، والفتح، والخير، في كل من إب وذمار، فضلاً عن استهداف عدد محدود من الجمعيات الخيرية لنفس الأسباب، في إطار تعميم النهج الفكري المتطرف وتحويل التعدد والتنوع في المجتمع اليمني إلى مصدر للصراع والكراهية. وضيّقت ميليشيا الحوثي، على السكان في مناطق سيطرتها، إذ منعت دخول العملة الوطنية من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية إلى مناطق سيطرتها.
 
كما استمرت في توجيه عائدات الدولة والجبايات المضاعفة التي تفرضها على أصحاب المحلات والمهن نحو دعم مجهودها الحربي، وفتحت الباب أمام الأطفال والأسر التي يتهددها الجوع، للحصول على راتب شهري ومواد إغاثية من المساعدات التي تتحكم بها، حال الالتحاق بجبهات القتال.
 
رفض وتصعيد
 
وعلى الرغم من العروض التي قدمتها الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، للتخفيف من الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب، إلّا أنّ الميليشيا ترفض، وتتمسك بالتصعيد، باعتبار أنّ استمرار الأزمة يوفّر لها الظروف المواتية لاستمرار استقطاب الأطفال وإلحاقهم بمعسكرات التدريب، في ظل صمت المنظمات الدولية، أو الاكتفاء بمجرد تصريحات خجولة بعيدة عن الإجراءات العملية القادرة على لجم الميليشيا وإجبارها على وقف تجنيد الأطفال والمتاجرة بالمعاناة الإنسانية التي سببتها حرب الميليشيا لملايين اليمنيين.

أمريكا: لا نعترف إلا بحكومة اليمن مصدراً للشرعية وعلى الحوثيين الرضوخ للسلام

شدّدت وزارة الخارجية الأمريكية، أنّ حكومة الولايات المتحدة لا تعترف إلا بالحكومة اليمنية وهي الحكومة الشرعية الوحيدة، وذلك رداً على ما أثير من تصريحات للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، بشأن ميليشيا الحوثي والصراع في اليمن.

وأكّد بيان الخارجية الأمريكية، الذي نشره حساب سفارتها لدى اليمن، أنّ الولايات المتحدة تعترف مثل بقية المجتمع الدولي، بحكومة اليمن وهي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً، مضيفاً: «لا يمكن لأحد إبعاد الحوثيين أو إخراجهم من الصراع، لكن الميليشيا ستحتاج لأن تكون جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن».

وجددت الحكومة الأمريكية، مواقفها الداعية لوقف ميليشيا الحوثي التصعيد العسكري، قائلة: «ما زلنا نشعر بالقلق إزاء تركيز الحوثيين على شن الحرب وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين أكثر من كونهم جزءاً من حل الصراع».

في السياق، لفتت الحكومة اليمنية، إلى أنّ الاعتراف بميليشيا الحوثي طرفاً سياسياً لن يخفّف من تطرّفها ولن يقنعها بالرضوخ للسلام، باعتبار أنّ المشكلة ليست موقف اليمنيين والعالم من الحوثيين، بل موقف الحوثيين من الجميع، مضيفة: «لقد اعترفت بهم الشرعية والقوى السياسية في العام 2011 كمكون رغم تمرده الطويل، وتم إشراكهم في مؤتمر الحوار الوطني، وعقدت معهم اتفاقات، لتكون النتيجة شنهم الحرب على الشعب اليمني ثمّ الانقلاب على الشرعية، لتجري بعدها جولات من الحوار معهم، فيما لم تكن المحصلة سوى استمرار الحرب والدمار».

وأشارت الحكومة الشرعية، إلى أنّ ما تريده ميليشيا الحوثي ليس الاعتراف بها مكوّناً أو شريكاً في الوطن، بل الاعتراف بانقلابها وهيمنتها العنصرية، وهو ما لن يمنحه اليمنيون لها ولن تحصل عليه من العالم، في ظل مقاومة الشعب ورفضه لانقلابها، موضحة أنّ الميليشيا لا تفهم تقديم الحوافز للقبول بالسلام، لأنّ هذه الحوافز تكون مجدية مع جماعة سياسية وليس مع ميليشيا طائفية لا تختلف في المنطلقات والممارسة عن تنظيم داعش.

وجدّدت الحكومة الشرعية موقفها الداعم للسلام على الدوام، مردفة: «من اختار الانقلاب والحرب هو الحوثي ولا يجب القلق من أي موقف يُظن أنه سيقدّم حوافز للحوثي لإقناعه بالسلام، أن نجح هذا الموقف رغم التجربة التي تجعل ذلك مستحيلاً تحقق السلام الذي ننشده، وأن ثبت العكس ستتعزز الجهود لفرض السلام».

معارك مأرب تحصد عشرات الانقلابيين خلال أسبوع من المواجهات الضارية

حصدت المعارك الضارية التي شهدتها جبهات محافظة مأرب اليمنية خلال السبعة الأيام الأخيرة عشرات المجندين الحوثيين جراء المواجهات مع الجيش الوطني ورجال القبائل وضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، في حين أكدت الحكومة الشرعية استحالة سقوط المحافظة النفطية التي تستميت الميليشيات للسيطرة عليها منذ أشهر.
وإذ تقدر مصادر عسكرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 150 عنصرا على الأقل من مجندي الجماعة الانقلابية قضوا في جبهات الكسارة ومشجح وعند أطراف جبل البلق وفي مديرية رغوان المتصلة بمحافظة الجوف، أكدت سقوط العديد من الجرحى والأسرى بينهم قادة ميدانيون.
تقول مصادر مطلعة في صنعاء تحدثت لـ«الشرق الأوسط» إن زعيم الجماعة أمر بالدفع من المزيد من المقاتلين لتعويض خسائر أتباعه في مأرب، وإنه شدد على قادته لضرورة حسم المواجهات في ظل إحجامهم عن الذهاب إلى الجبهات إذ تترصدهم باستمرار مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي حين لا تعترف الجماعة صراحة بعدد قتلاها في هذه الجبهات، إلا أن وسائل إعلامها تنقل بشكل يومي مواكب لتشييع العشرات من القتلى بعضهم ينتحلون رتبا عسكرية رفيعة، حيث تستثمر الجماعة مقتلهم لاستقطاب أقاربهم للذهاب نحو المصير نفسه.


«هيستيريا» فشل التقدم
يؤكد الباحث السياسي والعسكري عبد الوهاب بحيبح لـ«الشرق الأوسط» أن معارك الأيام السبعة الماضية كانت هي الأعنف منذ أشهر. ويقول: «شهدت جبهات مأرب معارك شرسة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شنت الميليشيا الحوثية هجمات واسعة على عدة جبهات أهمها رغوان والبلق وجبل مراد لكنها كسرت وتكبدت خلالها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح ووقع عدد من أفرادها أسرى».
وتسعى الميليشيات ومن خلفها إيران - وفق ما يقوله بحيبح - «إلى السيطرة على المحافظة المهمة لتحقيق تقدم استراتيجي ولما تمثله من أهمية، فمأرب هي رأس الحربة في مواجهة الميليشيا الحوثية وهي نواة المقاومة ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن».
ويضيف «ألقت إيران بكل ثقلها لإسقاط المحافظة لما تمثله من أهمية استراتيجية لنفاذ مشروعها إلى كافة التراب اليمني وتهديد الجوار، وكذلك للسيطرة على الموارد الاقتصادية فيها، إلا أن هذه الهجمات الانتحارية المتواصلة يتم مواجهتها بشراسة من قبل الجيش الوطني والمقاومة وبدعم وإسناد قوي من مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية».
ويشير بحيبح إلى أن مدينة مأرب المكتظة بالسكان تتعرض للاستهداف المستمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية، حيث أوقعت ضحايا في صفوف المدنيين العزل، ويرى أن «هذا الاستهداف الإجرامي يأتي كانعكاس للحالة الهستيرية التي تعيشها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بعد فشلها في تحقيق تقدم عسكري صوب هذه المحافظة الاستراتيجية والغنية بالنفط والغاز».
مع استمرار الهجمات الحوثية المستمرة، أفاد الإعلام العسكري للجيش بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات أمس (الخميس)، بنيران الجيش الوطني وضربات طيران تحالف دعم الشرعية في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «مجاميع حوثية حاولت التسلل باتجاه أحد المواقع العسكرية في الجبهة، إلا أن عناصر الجيش والمقاومة تصدوا لهم وسقط العديد من العناصر المتسللة بين قتيل وجريح فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار».
وبحسب المصدر، فإن الميليشيات تكبدت خسائر أخرى في المعدات والأرواح بقصف مدفعي لقوات الجيش، في حين استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تجمعات متفرقة للميليشيا، وألحق بها خسائر كبيرة».
وكان الموقع الرسمي للجيش أفاد الأربعاء، بمقتل عدد من عناصر ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، بنيران الجيش، وغارات جوية، في محافظة الجوف، وأطراف محافظة مأرب.
وذكر الموقع أن قوات الجيش استهدفت مجموعة من عناصر الميليشيا شرق مدينة الحزم، في محافظة الجوف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجماعة، في حين قصفت مدفعية الجيش، تجمعات أخرى في مواقع متفرقة بجبهة صرواح، ما أسفر عن تكبيد الميليشيا خسائر في العدد والعدة. إلى جانب استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تعزيزات للميليشيا، كانت قادمة من محافظة صنعاء، إلى الجبهة ذاتها، ودمرتها.


السقوط مستحيل
في الوقت الذي تتصاعد المخاوف من إمكانية تحقيق الهجمات الحوثية أي تقدم للسيطرة على المحافظة النفطية، تستبعد الحكومة الشرعية ذلك وتقول إن خسارة مأرب مستحيلة، بحسب ما جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام معمر الإرياني.
وقال الإرياني في تصريحاته إن «ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تسوق من جديد الآلاف من عناصرها والمغرر بهم من أبناء القبائل والأطفال المجندين من مخرجات ما يسمى (المراكز الصيفية) وعتادها الثقيل والمتوسط المنهوب من معسكرات الدولة، لهجمات انتحارية ومحارق مفتوحة في مختلف جبهات محافظة مأرب».
وأضاف «ميليشيات الحوثي لا تبدي أي اكتراث لخسائرها البشرية الفادحة التي تدفعها مع كل تصعيد في مأرب ما دام هي قادرة على حشد المزيد من أبناء القبائل وتجنيد الأطفال، فيما المدعو حسن إيرلو وخبراء إيران و(حزب الله) وقياداتهم يديرون المعارك من غرف عمليات في العاصمة المختطفة صنعاء».
‏ودعا الوزير اليمني من وصفهم بـ«المغرر بهم من أبناء القبائل إلى عدم الوقوع ضحية الأوهام التي تروجها ميليشيا الحوثي الإرهابية بتحقيق انتصارات في محافظة مأرب». مؤكداً أن «مأرب عصية ولن يدخلها الحوثيون إلا أسرى ولن يعودوا من جبهاتها إلا أشلاء» وفق تعبيره.
وناشد الإرياني الآباء والأمهات بمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي «للحفاظ على أبنائهم وفلذات أكبادهم وعدم إلقائهم أدوات رخيصة بيد الحوثي وجسر عبور لتنفيذ المخططات والأحلام التوسعية الفارسية» على حد قوله.
وبحسب تقديرات عسكرية فإن الميليشيات خسرت أكثر من 7 آلاف عنصر على الأقل منذ كثفت الهجمات على مأرب ابتداء من فبراير (شباط) الماضي، غير أن ذلك لم يحل بينها وبين تكرار الهجمات واستقدام المزيد من المقاتلين، إذ تراهن على مواصلة القتل للسيطرة على موارد المحافظة النفطية.
ورفضت الميليشيات المدعومة من إيران أخيرا خطة أممية مدعومة أميركيا ودوليا لوقف القتال مقابل تدابير إنسانية واقتصادية تتعلق بإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وتخفيف قيود الرقابة المفروضة على الواردات إلى ميناء الحديدة مقابل تحويل عائدات الجمارك لصرف رواتب الموظفين.
ولا تزال الإدارة الأميركية تراهن على الضغوط التي تبذلها لإرغام الجماعة الانقلابية لوقف الحرب بموجب الخطة الأممية، لكن مراقبين يمنيين يرون أن الجماعة لن تستجيب لهذه الضغوط إلا بمقدار ما يمكن أن تحققه من مكاسب سياسية واقتصادية تكفل لها الاستمرار في مساعيها لتوطيد أركان الانقلاب والهيمنة على البلاد.

ليندركينغ يعترف ضمنياً بالتواصل مع الحوثيين ويتمسك بوقف تصعيدهم في مأرب

اعترف تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن ضمنيا بأن بلاده على تواصل مع الحوثيين، من أجل دفعهم إلى عملية السلام والحل السلمي في اليمن، في الوقت الذي اعتبر أن استمرار القتال في مأرب يفاقم من الأزمة الإنسانية المستمرة في التدهور، متهما الجماعة بأنها تسلح الوضع الإنساني في اليمن.
وقال ليندركينغ خلال حديثه في ندوة عبر الاتصال المرئي أمس مع المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، إن الحوثيين أبدوا رغبة في السلام، ودعم فرضيته بالقول إن «هناك بالتأكيد عناصر داخل القيادة الحوثية تؤيد ذلك».
وفِي اعتراف ضمني، أكد المبعوث تواصله مع الجماعة بقوله: «نواصل الجهود لتحقيق السلام من خلال العديد من الشركاء مثل العمانيين، ومن الجهات الفاعلة الأخرى مثل السعودية، ومن أنفسنا (أي أميركا)، وأعتقد أنه يتعين علينا الاستمرار في تحفيزهم للوصول إلى السلام».
وأضاف «لقد تحدثت في عدد من المناسبات عن شرعية الحوثيين، أي أن الولايات المتحدة تعترف بهم كفاعل شرعي، ونحن نعترف بهم كمجموعة حققت مكاسب كبيرة. لا أحد يستطيع أن يتمنى خروجهم من الصراع أو الخروج منه، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض، ونحقق هذا الإجماع الدولي، على أمل أن تشجع الحوثيين على دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، والجهود الجارية لدعم السلام في عملية الانتقال السياسي». وأكد ليندركينغ أن الأزمة الإنسانية في اليمن مرتبطة بالحرب واستمرار المعارك، وستستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، ولا بد من حاجة حقيقية لمعالجة كلا المسارين في نفس الوقت، معتبراً أنها مرت أعوام عديدة من عدم الاستقرار، والحكم الضعيف في اليمن، مما أدى إلى تآكل الخدمات الأساسية، كما أدى الاقتصاد المضطرب وتعطيل الانتقال السياسي السلمي واندلاع الحرب منذ ما يقرب من سبع سنوات، إلى تسريع هذا الاتجاه بشكل كبير.
وأفاد بأنه «لا توجد أي حلول سهلة لمعالجة الأزمة الإنسانية»، إذ من الواضح الحاجة اللازمة من المانحين لبذل المزيد من الأموال لليمن، محذراً من أولئك «الذين يقترحون أن هناك حلولاً سهلة في اليمن»، بيد أنه لم يسمِهم.
وأضاف «ما رأيته غالباً ما تكون مجرد محاولات أخيرة من قبل الجهات الفاعلة في الصراع لتسليح الوضع الإنساني، واستخدام الأزمة الإنسانية للقتال للوصول إلى أهداف سياسية، والطريقة الوحيدة للبدء في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية هي التوصل إلى حل سياسي للصراع، وحلها من أهم أولوياتنا، وهناك رغبة قوية دولية في وقف الحرب في اليمن، ودعم مبادرة وقف إطلاق النار، وهناك دعم لمبادرة الرياض وهذا يعطي فرصة كبيرة لليمنيين في إيجاد حل سلمي، ولحكومة اليمن القابلية للعودة إلى اليمن وممارسة عملها».
ودعا المبعوث الحوثيين والحكومة اليمنية إلى ضرورة الانخراط في عميلة وقف النار، لإنهاء الأزمة في إيصال المساعدات والمعدات والبنزين أيضاً، مفصحاً عن تلاعب الحوثيين بأسعار الغاز والبنزين، رغم وصوله إلى اليمن عن طريق موانئ الحديدة وغيرها.
فيما أشاد بالدور العماني وأهميته في دعمها حل الأزمة اليمنية، قائلاً عنه إنه «واضح وكبير، وقبل أسبوعين أرسلوا وفداً إلى صنعاء، من أجل تعزيز السلام ولعب دور مهم في إقناع الحوثيين». مبينا أن هناك مليون نازح في مأرب وحالة القتال مستمرة، وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإن هذا الهجوم سيكون له عواقب سلبية للغاية على البنية التحتية الإنسانية المتهالكة.
على الجانب الإيجابي أيضاً، قال ليندركينغ: «يسعدني أن أرى أن هناك انخراطاً مرة أخرى في اتفاق الرياض، وهو الجهد لجلب الجنوب إلى استقرار أكبر، وسيؤدي ذلك إلى تحسين الخدمات الأساسية لليمنيين، الذين نعتقد أن اتفاق الرياض يقود العملية إلى الأمام، وسيخلق المزيد من الفرص للحكومة اليمنية للعودة إلى عدن، وفي الواقع لتوفير الخدمات الأساسية، وجميع العناصر الأساسية للبنية التحتية في الجنوب للمضي قدماً».
بدوره، حذر ديفيد غريسلي منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، من قلة الموارد المالية وضعف شديد في المساعدات التي تصل إلى اليمنيين، قائلاً: «إذا لم نستلم أموالاً من المانحين بحلول يوليو (تموز) وأغسطس (آب) المقبلين، فإن الكثير من نشاطاتنا ستتوقف، وهناك حاجة إلى ملياري دولار عاجلاً».
وأفاد غريسلي خلال حديثه في الندوة المرئية، بأن الاقتصاد اليمني تراجع بنسبة 50 في المائة بسبب الحرب، وأن الشهر الماضي كان الأكثر دموية في اليمن، إذ إن هناك طفلا يمنيا يموت كل دقيقة، وأن «الخدمات الصحية في 82 في المائة من المقاطعات اليمنية غير موجودة وعلى حافة الانهيار فيما تبقى».
وأضاف «الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ على مستوى العالم، لا بديل للسلام في اليمن ولكن الوصول إليه لن يكون سهلاً، وأن قصف الحوثيين يؤدي إلى وضع شركائنا على الأرض في مأرب في خطر». من جهتها، دعت سارة تشارلز مساعدة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الحوثيين والسلطات في الجنوب إلى «التوقف عن عرقلة حركة المساعدات الإنسانية»، التي قالت إنها قد تؤدي «إلى المجاعة في اليمن».
وأشارت تشارلز خلال مشاركتها في الندوة المرئية أمس، إلى أن اليمن لا يزال واحدا من أسوأ البلاد التي تعاني من الأزمة الإنسانية في العالم، وأن ثلثي سكان البلاد بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية عاجلة، أي أكثر من 20 مليون يمني يكافحون يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة.
وكشفت أن هناك أكثر من 2 مليون طفل يمني يواجهون سوء تغذية مميتة هذا العام، وعلى مدار هذا الصراع الذي دخل الآن عامه السابع، «رأينا العائلات تزداد معاناتها مراراً وتكراراً مع تحول خط الصراع، لتصبح أكثر ضعفاً في كل مرة يضطرون إلى الفرار، نحن نشهد هذا الأمر بشكل أكثر حدة الآن».
واعتبرت سارة تشارلز أن هجوم الحوثيين الأخير المدنيين في مأرب، يهدد بتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، وبعد سنوات من الصراع والفقر المتزايد، أصبح اليمن بالفعل في وضع غير مستقر، لافتة إلى أن المساعدات المقدمة من المجتمع الدولي منعت حتى الآن الفئات الضعيفة من السكان من الانزلاق إلى المجاعة.
وأضافت «قدم المجتمع الإنساني مساعدات طارئة بما في ذلك المأوى والصحة وإمدادات نظافة المياه المأمونة والمال لما يقرب من 14000 أسرة، أجبرت على الفرار من القتال، ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي، لا يزال تنقل عمال الإغاثة أمراً خطيراً للغاية وصعباً لوجيستياً، كما أن الهجمات العشوائية في الشمال الشرقي على السكان المدنيين تضع شركاءنا على الأرض الموظفين الشجعان في خطر، ونسمع تقارير عن احتجاز أو ممارسة العنف ضد العاملين في المجال الإنساني ومضايقتهم من قبل قوات الأمن، مما يعرضهم لخطر أكبر ويزيد من إعاقة نطاق المساعدات العاجلة».

بريطانيا: هجوم الحوثي على مأرب لا يساعد على وقف النار

أكدت مندوبة بريطانيا بالأمم المتحدة، باربرا وودورد، الجمعة، أن هجوم الحوثي على مأرب لا يساعد في وقف النار.

وقالت في مقابلة مع "العربية": "نشجع على أي حوار يفضي لحل سياسي في اليمن".

كما أضافت "سنحمل المسؤولية للحوثي إذا انفجر خزان صافر"، مؤكدة أن أزمة هذا الخزان قد تؤدي لكارثة بيئية.

يذكر أن مأرب تشهد منذ فبراير الماضي هجمات حوثية، على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري، خوفا على ما يقارب مليون نازح في المحافظة.

ومنذ أسابيع انطلقت وساطة عمانية برعاية الأمم المتحدة للدفع نحو وقف النار في البلاد، إلا أن الميليشيات لا تزال مستمرة في هجماتها مقوضة المساعي الدولية لتحقيق هذا الهدف.

مفاوضات فيينا
وتطرقت للملف الإيراني، وقالت "إن وقت مفاوضات فيينا لن يكون طويلاً"، مطالبة رئيس إيران الجديد إبراهيم رئيسي بالعودة للاتفاق النووي.

ومنذ بداية أبريل الماضي، تجتمع وفود الأطراف المتبقية في الاتفاق وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في أحد فنادق العاصمة النمساوية، من أجل إعادة إحياء الاتفاقية التي أبرمت بين طهران والدول الكبرى قبل سنوات، لكنها تهاوت على وقع الانتهاكات والخروقات.

إلا أن الجولات الست التي جرت سابقا لم تتوصل حتى الساعة إلى حل لكافة المسائل العالقة والمعقدة، لاسيما مسألة آلاف العقوبات الأميركية التي فرضت على قطاعات شتى في البلاد، وعلى مسؤولين إيرانيين أيضا.

مساعدات إنسانية لسوريا
أما في الملف السوري، فقالت المسؤولة البريطانية إن "الوضع الإنساني في سوريا أمر ملح"، مشيرة إلى أن المعونات التي تسلم عبر دمشق تأخذ وقتا طويلا.

كما أضافت "نسعى لافتتاح معابر لإيصال المساعدات للسوريين، فملايين الأشخاص في سوريا بحاجة لمساعدات إنسانية".

الإرياني: التراخي الدولي مع الحوثيين لن يجلب السلام

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الجمعة، أن التراخي الدولي في التعامل مع ميليشيا الحوثي اعتقاد خاطئ بإمكانية دفعها للانخراط في جهود التهدئة وجلب السلام لليمن والمنطقة.

اعتقاد خاطئ
وقال في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، إن "التراخي الدولي في التعامل مع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وتجاهل تصعيدها العسكري الواسع في مأرب، وجرائمها وانتهاكاتها اليومية بحق المدنيين، واعتداءاتها على دول الجوار، وتهديد خطوط الملاحة، اعتقاد خاطئ بإمكانية دفعها للانخراط في جهود التهدئة وجلب السلام لليمن والمنطقة.

وأوضح أن ميليشيا الحوثي تعتبر المقاربة الدولية تشجيعا لسلوكها العدواني، وضوءا أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري، وقتل اليمنيين، ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

ضوء أخضر للتصعيد
كما أوضح أن الميليشيات اعتبرت قرار الإدارة الأميركية رفع تصنيفها منظمة إرهابية ضوءا أخضر لمزيد من الإرهاب، مؤكدا أنها صعدت من عملياتها الإرهابية بإيعاز إيراني لتصعيد عملياتها العسكرية ضد المدنيين في اليمن والأراضي السعودية.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي يجهل حقيقة وتاريخ ميليشيا الحوثي وارتباطها العضوي بالحرس الثوري، وارتهانها كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، مشددا على أن الطريق الوحيد لإجبارها على إنهاء الحرب والرضوخ للسلام هو عبر تكثيف الضغوط السياسيةوالعسكرية.

تنكيل وقمع يومي
أما عن معاناة الملايين القابعين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، فأكد أنهم يتعرضون للتنكيل والقمع بشكل يومي.

وحذر من مخاطر شرعنة الميليشيات والإقرار بالعنف والقوة المسلحة كطريق وآلية للوصول للسلطة، وتحقيق مكاسب سياسية، باعتبارها تحفيزا للتنظيمات الإرهابية لمحاولة فرض أمر واقع على الأرض، معتبرا أن ذلك مؤشر على عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته في تنفيذ القرارات الدولية وحماية الأمن والسلم الدوليين.

يذكر أن مأرب تشهد منذ فبراير الماضي هجمات حوثية على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري، خوفا على ما يقارب مليون نازح في المحافظة.

ومنذ أسابيع، انطلقت وساطة عمانية برعاية الأمم المتحدة للدفع نحو وقف النار في البلاد، إلا أن الميليشيا لا تزال مستمرة في هجماتها مقوضة المساعي الدولية لتحقيق هذا الهدف.

شارك