لتعزيز نفوذه فى البلاد.. نصر الله يتحدي سيادة لبنان بمحروقات إيران
السبت 26/يونيو/2021 - 03:14 ص
طباعة
أميرة الشريف
استمرارا لاستقوائه بإيران وتحديا للسيادة اللبنانية، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله أن الخطوات اللوجستية اكتملت لاستيراد الوقود من إيران.
ووفق تقارير إعلامية فإن هذا الإعلان تجاوز صلاحيات الدولة اللبنانية وأسست من خلاله الجماعة الشيعية المدججة بالسلاح والمدعومة من طهران، لفرض الأمر الواقع بغض النظر عن قانونية تلك الخطوة من عدمها في دولة توشك على الانهيار.
وجدد نصر الله تعهده باستيراد الوقود الإيراني في حالة استمرار العجز في أنحاء البلاد، مكررا مضمون خطاب سابق هدد فيه بالمضي في إجراءات استيراد الوقود من إيران خارج إطار الدولة وبذريعة أنه لن يترك الناس تعاني.
وفي مارس الماضي قال نصر الله إنه لا ينبغي السماح بجر لبنان إلى حرب أهلية، مضيفا "لدي معلومات أن هناك جهات خارجية وبعض الجهات المحلية (تدفع باتجاه) حرب أهلية ولكنها تبحث عن الوقود .. عن الزيت.. حتى الآن وعي اللبنانيين منع ذلك" ، مضيفا أن "هناك وثائق جديدة تظهر دور المخابرات الأميركية في تجنيد قادة داعش في السجون العراقية وإطلاقهم".
واستفاد حزب الله من أزمة لبنان لجهة تعزيز نفوذه أكثر داخل النسيج المجتمعي مستغلا حالة الفراغ السياسي وعجز الدولة عن توفير ما يحتاجه الناس من مواد غذائية وحليب وحفاظات ووقود، ليلعب دور المنقذ مستقطبا المزيد من الأنصار حتى من خارج معسكره الشيعي.
وفي وقت سابق ذكرت تقارير متطابقة إن حزب الله بدأ في تخزين المواد الغذائية في مخازن في مناطق نفوذه وتخزين الوقود المهرب، استعداد لمرحلة الانهيار الشامل ليأخذ زمام الأمور بيده تحت عناوين إنسانية.
و اقترح نصر الله في يونيو على الحكومة اللبنانية استيراد الوقود من إيران بالليرة، مؤكدا أن طهران تمتلك إمكانيات إنقاذ لبنان من أزمته، في محاولة لفتح المزيد من المنافذ للتغلغل الغيراني في مفاصل دولة على وشك الانهيار.
وقال نصرالله حينها إن إيران قد تزود لبنان بالوقود بالعملة المحلية، تفاديا لأزمة النقد الأجنبي والاستيراد بالدولار.
وأضاف نصرالله في كلمة نقلها التلفزيون "أود أن أؤكد على ما وعدت وما زلت عند وعدي... سنكون مضطرين أن نروح على إيران نجيب بنزين ومازوت... إلى لبنان حتى لو كان هذا الموضوع رح يعملنا مشكلة".
وأدي نقص الوقود المتزايد على خلفية الأزمة المالية المتفاقمة في لبنان إلى إجبار قائدي السيارات على الوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول على القليل جدا من البنزين.
وقال نصرالله "نحن جاهزون... أصبحنا فقط نحتاج إلى إذن حركة"، مضيفا أن ذلك لن يتم عن طريق البنك المركزي لتجنب انتهاك عقوبات أميركية ترمي إلى وقف صادرات إيران النفطية.
وفي وقت سابق ، وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على قرار استيراد الوقود بسعر أقل لليرة اللبنانية مقابل الدولار، مما يؤدي في الواقع إلى خفض دعم البنزين.
وحذر نصرالله من عنف مدني، قائلا "بكل صدق بكل صراحة العالم تقعد تقوص على بعضها على محطات البنزين.. هذا لا يحل الأزمة. هناك مجموعة كبيرة من الأزمات في لبنان لكن لدينا نعمة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي".
وتسببت الطوابير الطويلة على الوقود بلبنان في مشاحنات بين قائدي السيارات، حيث أطلقت أعيرة نارية في عدة حوادث.
ويرى معارضو حزب الله أن الأخير يسعى للاستثمار الأزمة إلى أقصى حدّ ممكن، مستخدما الترغيب عبر مساعيه لفتح منافذ للغذاء والوقود وان كان خارج إطار الدولة وبالترهيب من خلال تركيزه على أحداث الطلق الناري في حوادث متفرقة.
وهوت الأزمة المالية بقيمة العملة بنسبة 90 بالمئة ودفعت كثيرا من اللبنانيين إلى براثن الفقر كما تهدد الواردات في ظل ندرة الدولار.
وانهارت العملة بوتيرة سريعة في الأسابيع الأخيرة وخسرت ثلث قيمتها مما تسبب في خروج احتجاجات وإغلاق المتاجر.