"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
«البرلمان العربي»: جرائم الميليشيات تحدٍ لجهود السلام
مأرب.. معارك طاحنة تطوي الهجوم الحوثي
بعد المعركة الكبيرة التي خاضتها القوات اليمنية والقبائل مع ميليشيا الحوثي في غرب مأرب وأفشلت خلالها الهجوم الكبير والشامل الذي أعدت الميليشيا له منذ أشهر، طوت مأرب الصفحة التي راهنت الميليشيا على أن تحقق من خلالها أي تقدم على الأرض لتقوية موقفها على طاولة المفاوضات.
وأعلن العميد عبده مجلي المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، أن العمليات العسكرية للجيش خلال الأيام الماضية، حققت السيطرة على الأرض، وحررت مواقع مهمة، كما أنها أفشلت التسللات والهجمات العدائية للميليشيا في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان في محافظة مأرب.
وذكر أن جبهتي الكسارة والمشجح كانتا أكثر الجبهات اشتعالاً، تحول فيها الجيش من الأعمال الدفاعية، إلى القتال الهجومي مستهدفاً مجاميع الميليشيا وأوقع فيها خسائر بشرية ومادية، واستطاع تحرير موقعين مكناه من السيطرة النارية على امتداد مواقع الميليشيا، وقطع طرق إمدادها.
وقال إن جبهة صرواح شهدت معارك بطولية باستدراج العناصر الحوثية إلى كمائن محكمة، وتنفيذ هجمات مضادة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
هجوم مضاد
وفي جبهة رغوان نفذت وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية، هجوماً مضاداً في منطقة العيرف شمال شرق وادي حلحلان ضد العناصر الحوثية المتسللة وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح وتم استعادة أسلحة وذخائر متنوعة، كما تم إفشال محاولات أخرى في جبهة العبدية جنوبي المحافظة.
وأشاد مجلي بدور طيران تحالف دعم الشرعية ودوره الفعال في تدمير قدرات الميليشيا جوقال.
وأضاف أن الميليشيا مستمرة في تصعيدها بإطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسير المتفجر وبصورة متعمدة وممنهجة في استهداف المدنيين ومديريات جنوبي محافظة الحديدة ما أدى لإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء.
خبراء عسكريون رأوا أن الهزيمة التي منيت بها الميليشيا شكلت صدمة كبيرة لقادتها، الذين أشرفوا على تجهيز الحشود والأسلحة بما فيها الصواريخ الحرارية والطائرات المسيرة التي تم تهريبها والإعداد لمعركة حسم، حيث جاءت بنتائج عكسية.
فإلى جانب الخسائر الكبيرة التي لحقت بالميليشيا تم تدمير مركز قيادة العمليات القتالية، كما لقي قائد جبهة صرواح، وقتل اللواء عبد السلام الجرموزي وهو أحد أبرز القيادات الحوثية في منطقة بني حشيش بضواحي صنعاء، كما قتل القياديان علي يحيى جحاف وسلطان محمد السيد مع عشرات الحوثيين غرب مأرب.
الهجوم الأخطر
ووفق ما يراه هؤلاء فإن المعركة شكلت ليلة من الجحيم، تمكنت خلالها القوات الحكومية من صد هجوم وصف بأنه الأعتى والأكبر والأخطر على مدى سنوات الحرب، بدأ منتصف الليل، وتدفق ضوء الانتصار بعد أن كانت الأرض والسماء كتلة من اللهب، وبعد عشرين ساعة من المعركة التي امتدت من العطيف حتى الطلعة والمرتفعات الرابطة مع البلق القبلي وصولاً إلى الكسارة والمشجح وحتى مديريتي رغوان ومدغل واستخدمت فيها الميليشيا الصواريخ والطائرات المفخّخة وحشود وتعزيزات حوثية كبيرة تم استدعاؤها من جبهات الساحل الغربي ومن محافظة وحجة وحيران.
ورغم محاولة الميليشيا إنكار الهزيمة الكبيرة وتجنب الحديث عن نتائجها بعد أن كانت تروج أن قواتها دخلت مدينة مأرب وأضحت على مشارف المدينة، إلا أن أصداء المعركة تردد في أرجاء البلاد، وتناقل السكان تفاصيل الأداء الاحترافي للقوات الحكومية، والدور المتميز لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في حسم هذه المعركة، والخسائر التي لحقت بالميليشيا التي ظلّت تروج لانتصارات كاذبة وبطولات غير حقيقية.
ميليشيا الحوثي تتحدى الإرادة الدولية برفض السلام
مع بدء مجلس الأمن الدولي، مشاورات اختيار مبعوث أممي جديد إلى اليمن، خلفاً لمارتن غريفيث، يستشعر المجتمع الدولي، الحاجة إلى لغة مختلفة للتعاطي مع ميليشيا الحوثي، وإجبارها على العودة لطاولة الحوار، بعد فشل كل الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن.
وعلى الرغم من استمرار المبعوث الأمريكي، بتحركاته واتصالاته لضمان ممارسة المزيد من الضغوط على الميليشيا، وإقناعها بالقبول بخطة السلام الأممية، إلّا أنّ تجاهل المجتمع الدولي للتصعيد العسكري في مأرب، والانتهاكات اليومية بحق المدنيين، واستهداف أراضي المملكة العربية السعودية، وتهديد خطوط الملاحة، سيزيد من تعنتها، ويصعّب من إجبارها على الرضوخ لإرادة السلام.
وبعد ست سنوات من المحاولات الأممية إحلال السلام، واستمرار تنصل ميليشيا الحوثي من الاتفاقات، وإفشال جهود التهدئة، ترى الحكومة الشرعية، أنّ المقاربة الدولية للملف اليمني، تشجع السلوك العدواني، وتمثّل ضوءاً أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري، وقتل اليمنيين، ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومضاعفة أنشطتها الإرهابية المهددة للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونسف جهود التهدئة، وتوسيع رقعة الحرب والمعاناة الإنسانية.
أداة
ويرى مراقبون، أنّه، ومثلما اعتبرت الميليشيا قرار واشنطن إلغاء تصنيفها منظمة إرهابية، ضوءاً أخضر لمزيد من العنف والتصعيد، فإنّ الخطاب الناعم، وتقديم محفزات لحض قيادة الميليشيا على التقدم نحو السلام، تعكس عدم إدراك المجتمع الدولي لحقيقة ميليشيا الحوثي، وارتباطها الوثيق بالحرس الثوري الإيراني.
ويلفت المراقبون، إلى أنّ الميليشيا أداة مرتهنة لتنفيذ أجندة خارجية، وأنّ ممارساتها لا تختلف عن التنظيمات الإرهابية، وأن الطريق الوحيد لإجبارها على إنهاء الحرب والرضوخ للسلام، هو تكثيف الضغوط السياسية والعسكرية.
ممارسة ضغوط
لا تبدو الميليشيا، كما يرى الكثيرون، مؤهلة للعب أي دور في بناء السلام، باعتبار أنّها لا تفهم سوى لغة القوة، بعد استخدامها كل الاتفاقات وجهود التهدئة، للاستعداد لجولات أخرى من الصراع.
طالما حذرت الشرعية من مخاطر الإقرار بالعنف والقوة المسلحة، طريقاً يوصل إلى السلطة، ويحقق مكاسب سياسية، باعتبار أنّ من شأن ذلك تحفيز التنظيمات الإرهابية لمحاولة فرض أمر واقع على الأرض. كما لم تنسَ الشرعية، التأكيد على ضرورة تبني المجتمع الدولي الضغط السياسي والعسكري، لإجبار الميليشيا على الانخراط بجدية في عملية السلام، ووضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين.