بعد معارك طاحنة.. ميليشيات الحوثي تتذوق مرارة الهزيمة فى مأرب
الثلاثاء 29/يونيو/2021 - 03:29 ص
طباعة
أميرة الشريف
بعد معارك طاحنة خاضتها القوات اليمنية في مأرب ضد جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، أعلن العميد عبده مجلي المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، أن العمليات العسكرية للجيش خلال الأيام الماضية، حققت السيطرة على الأرض، وحررت مواقع مهمة، كما أنها أفشلت التسللات والهجمات العدائية للميليشيا في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان في محافظة مأرب.
وأحبطت القوات اليمنية المشتركة أكبر هجوم لميليشيا الحوثي استهدف محافظة مأرب منذ أسابيع بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وكبدتها عشرات القتلى في واحدة من أكبر الخسائر التي تتلقاها الميليشيا منذ بدء هجومها الأخير على المحافظة الغنية بالغاز والبترول.
وأوضح أن جبهتي الكسارة والمشجح كانتا أكثر الجبهات اشتعالاً، تحول فيها الجيش من الأعمال الدفاعية، إلى القتال الهجومي مستهدفاً مجاميع الميليشيا وأوقع فيها خسائر بشرية ومادية، واستطاع تحرير موقعين مكناه من السيطرة النارية على امتداد مواقع الميليشيا، وقطع طرق إمدادها.
وقال إن جبهة صرواح شهدت معارك بطولية باستدراج العناصر الحوثية إلى كمائن محكمة، وتنفيذ هجمات مضادة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
ونفذت وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية، في جبهة رغوان ، هجوماً مضاداً في منطقة العيرف شمال شرق وادي حلحلان ضد العناصر الحوثية المتسللة وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح وتم استعادة أسلحة وذخائر متنوعة، كما تم إفشال محاولات أخرى في جبهة العبدية جنوبي المحافظة.
وقال مجلي إن الميليشيا مستمرة في تصعيدها بإطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسير المتفجر وبصورة متعمدة وممنهجة في استهداف المدنيين ومديريات جنوبي محافظة الحديدة ما أدى لإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء.
ويري خبراء أن الهزيمة التي منيت بها الميليشيا شكلت صدمة كبيرة لقادتها، الذين أشرفوا على تجهيز الحشود والأسلحة بما فيها الصواريخ الحرارية والطائرات المسيرة التي تم تهريبها والإعداد لمعركة حسم، حيث جاءت بنتائج عكسية.
إلي ذلك تم تدمير مركز قيادة العمليات القتالية، كما لقي قائد جبهة صرواح، وقتل اللواء عبد السلام الجرموزي وهو أحد أبرز القيادات الحوثية في منطقة بني حشيش بضواحي صنعاء، كما قتل القياديان علي يحيى جحاف وسلطان محمد السيد مع عشرات الحوثيين غرب مأرب.
وتمكنت القوات الحكومية من صد هجوم وصف بأنه الأعتى والأكبر والأخطر على مدى سنوات الحرب، بدأ منتصف الليل، وتدفق ضوء الانتصار بعد أن كانت الأرض والسماء كتلة من اللهب، وبعد عشرين ساعة من المعركة التي امتدت من العطيف حتى الطلعة والمرتفعات الرابطة مع البلق القبلي وصولاً إلى الكسارة والمشجح وحتى مديريتي رغوان ومدغل واستخدمت فيها الميليشيا الصواريخ والطائرات المفخّخة وحشود وتعزيزات حوثية كبيرة تم استدعاؤها من جبهات الساحل الغربي ومن محافظة وحجة وحيران، وفق خبراء.
وتحاول الميليشيا الإرهابية إخفاء الهزيمة الكبيرة وتجنب الحديث عن نتائجها بعد أن كانت تروج أن قواتها دخلت مدينة مأرب وأضحت على مشارف المدينة.
وكان تصعيد ميليشيا الحوثي خاصة في محافظة مأرب محل تنديد من مجلس الأمن الذي حذر من انه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويعرض أكثر من مليون نازح لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في البلاد.
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
ويشير مراقبون إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على مأرب لتعزيز موقفهم في أي مفاوضات سلام مقبلة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.