بوكو حرام من إعلان مقتل زعيمها إلى مبايعة داعش

الثلاثاء 29/يونيو/2021 - 01:13 م
طباعة بوكو حرام من إعلان حسام الحداد
 
أشار تسجيل صوتي حصلت عليه وكالات الأنباء إلى أن زعيم جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المسلحة، أبو بكر شيكاو ، قد قتل نفسه في مطلع الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري، وقال تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا "داعش" إن شيكاو فجر نفسه بعد قتال بين الجماعتين المتنافستين.
وأوضح أبو مصعب البرناوي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، إن الشكوي فجر نفسه بعبوة ناسفة بعد أن حاصره مقاتلو التنظيم في غابة سامبيسا؛ وهي رقعة من الغابات الكثيفة ذات الأهمية الاستراتيجية، تقع في شمال شرقي نيجيريا، وكانت قاعدته التي يختبئ فيها.
وسلطت مجلة «جون آفريك» الضوء في تقرير لها  تداعيات عملية مقتل أبوبكر شيكاو زعيم بوكو حرام بعد موجة عنف بين التنظيم وداعش في أدغال نيجيريا، على خارطة الصراع بين جماعات التطرف متعدد الأوجه في المنطقة.
وقالت المجلة إن شيكاو واجه قوة من داعش وسط الغابة التي كان يختبئ داخلها في شمال شرق نيجيريا، حيث تألفت هذه القوة من 50 سيارة «بيك آب» مساء الـ19 من مايو المنصرم، وأضافت أنه وبعد ساعات طويلة من القتال بين الجانبين ومقتل الكثير من عناصر بوكو حرام، بدأ شيكاو في التوجه لخيار المفاوضات مع المهاجمين.
وأوضحت أن المفاوضات بين الطرفين استمرت لساعات، حيث أمر المهاجمون زعيم بوكو حرام بإعلان البيعة لداعش، وهو الأمر الذي رفضه «زعيم الرعب النيجيري» وأقدم بعده على تفعيل حزام ناسف كان يرتديه تحت ملابسه ليلقى حتفه بعدها متأثراً بجروح خطيرة بسبب الانفجار الذي أوقع ضحايا في صفوف داعش، وفق مصادر إعلامية محلية.
وأشارت المجلة إلى أن مصادر إعلامية محلية ودولية نقلت عن مسؤولين نيجيريين تأكيدهم مقتل زعيم بوكو حرام، فيما فضلت وسائل إعلام أخرى، على غرار «الإيكونوميست» البريطانية، التريث مفضلة استعمال جملة «الموت المحتمل» نظراً للإعلانات السابقة خلال السنوات الماضية عن مقتل الشخص ذاته.
وتمكن الرجل من خداع أجهزة الأمن في نيجيريا عدة مرات، ففي عام 2016 وبعد أن أعلن الجيش «بفخر» مقتله، ظهر شيكاو في فيديو وهو في صحة جيدة وكانت هذه المرة السادسة التي يُعلن فيها عن وفاة زعيم بوكو حرام.
الزعيم المنشق
وتضيف «جون آفريك» أن إعلان الوفاة هذه المرة، يحمل بعداً أمنياً وسياسياً خطيراً، نظراً لتطور الصراع بين بوكو حرام وداعش، مشيرة إلى أن شيكاو كان في الأصل مقاتلاً في «داعش» قبل أن ينشق عنها ويعلن تأسيس جماعته الخاصة بعد «تهميشه» من قبل قادة التنظيم بسبب أساليبه التي اعتبروها «شديدة العنف».
وتشير المجلة إلى أن «الحرب» تعد السمة الأبرز في علاقة تنظيمات الإرهاب في غرب أفريقيا فيما بينها، حيث تتقاتل عناصر داعش والقاعدة وبوكو حرام بوتيرة متصاعدة بهدف بسط النفوذ في إحدى أكثر مناطق العالم اضطراباً، ما يجعل من مقتل شيكاو حدثاً قد يسفر عن تداعيات تطال أمن المنطقة عموماً.
واشتهر شيكاو بأساليبه المرعبة في استعمال العنف وسيلة لتحقيق أهداف تنظيمه الإرهابي، من المذابح الجماعية للمزارعين والقرويين، إلى عمليات الاختطاف الجماعي للفتيات، وحتى اختطاف عائلات بعض قادة «داعش» في المنطقة، وصولاً إلى فرض الضرائب على السكان المحليين وانتزاع أراضيهم.
مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" غرب أفريقيا
وقد أعلنت مجموعة من مقاتلي جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا المنافس بعد أسابيع من وفاة زعيم الجماعة السابق، وذلك وفقا لتسجيل مصور اطلعت عليه رويترز.
ويثير التسجيل المصور المخاوف من أن تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا يعزز سيطرته على التمرد في شمال شرق نيجيريا في أعقاب مقتل زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو الشهر الماضي. لكن التسجيل المصور ليس دليلا على أن جميع مقاتلي بوكو حرام مستعدون للانضمام للتنظيم حسبما يرى بعض المراقبين.
ودخل الجانبان، بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، في صراع عنيف لسنوات وإذا تمكن التنظيم من ضم مقاتلي الجماعة لصفوفه فقد ينصب نشاطه على مهاجمة الجيش النيجيري. وقالت الأمم المتحدة قبل أيام إن نحو 350 ألف شخص لقوا حتفهم نتيجة التمرد المستمر منذ 12 عاما وما تبعه من أزمة إنسانية.
وأظهر التسجيل المصور الذي انتجه الذراع الإعلامي الرسمي للدولة الإسلامية لقطات لمئات من الرجال وكثير منهم مسلحون وهم يتجمعون في الأدغال. وقال أحد مقاتلي بوكو حرام في التسجيل المصور "سوف نتحد معا لمحاربة (الكفار).. ما سيحدث الآن سوف يتجاوز بكثير ما حدث في الماضي بعد أن أصبحنا متحدين".
وقال فينسينت فوتشر الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية والخبير في شؤون الصراع إن التسجيل المصور يضيف دليلا على أن تنظيم الدولة الإسلامية آخذ في بسط سيطرته. وأضاف "هذه دلالة أخرى على انتصار تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا".
الجيش النيجيري يتدخل
ولم يكتفي الجيش النيجيري بمقتل زعيم تنظيم بوكو حرام او يخشى من مبايعة بعض عناصر التنظيم لتنظيم الدولة داعش غرب افريقيا بل واصل هجومه وأعلن الأحد الماضي 27 يونيو 2021، عن مقتل 12 مقاتلا من صفوف الجماعات المتطرفة “بوكو حرام” برصاص القوات النيجيرية عندما أحبطوا هجوما لمجموعة متطرفة على قاعدة عسكرية في شمال شرق ولاية بورنو ، حسبما أفاد المتحدث بإسم الجيش.
وقال المتحدث “أونيما نواتشوكو” خلال بيانه ، في بيان صدر يوم الإثنين، إن مجموعة من مقاتلي بوكو حرام في شاحنات مزودة بأسلحة رشاشة ودراجات نارية هاجمت قاعدة عسكرية يوم الأحد في منطقة بولا يوبي بالبلاد “ولاية بورنو” ، وقد تعرضوا لإطلاق نار كثيف من جانب الجنود.
وقال نواتشوكو: “تبادلت القوات إطلاق النار مع مقاتلين من حركة بوكو حرام وتمكنت من قتل 12 إرهابيا، فيما فر عدد آخر من المصابين”.
وأضاف٬ أن جنديين لقيا حتفهما في الإشتباك ، وأصيب خمسة آخرون بجروح وقد تم إجلائهم لتلقي العلاج في منشأة طبية.
وقال المتحدث إن نجاح هذه العملية يرجع إلى حد كبير من التنسيق الجيد بين العنصر الجوي لعملية هادين كاي والقوات البرية ، مضيفا أنه تم العثور على أسلحة من بينها أسلحة محمولة على شاحنات وأسلحة فتاكة أخرى من الإرهابيين. .

شارك